ريادة

المديرون الأكثر سخاء في العالم

شارك هذا الموضوع:

هاشتاق عربي

مما اعتاد عليه الناس في تقاليد العمل السائدة في المكاتب والمؤسسات أن يقدم المدير لموظفيه هدية صغيرة أو علاوة على الراتب بمناسبة العطلات السنوية. لكن هل يقدم مدير لموظف لديه سيارة أو شقة كهدية؟ نعم من الممكن أن يحدث ذلك.

فبعض المديرين يبذلون ما هو أكثر من المتوقع لإبداء التقدير لموظفيهم. وتتراوح هدايا المديرين ما بين تقديم أسهم إضافية للعاملين في الشركة، إلى عطلات في رحلات حول العالم، إلى مجوهرات.

ولا يحتاج صاحب العمل دائماً إلى الظهور في حلقة من مسلسلات تلفزيون الواقع لكي يمنح المديرين التنفيذيين هدايا ثمينة.

وبينما يكون هناك دافع خفي وراء هذه الهبات من قبيل تحفيز الموظف على تحقيق الأهداف، أو الدعاية للشركة في إطار العلاقات العامة، فإن الرابح دائماً هم الموظفون.

الإجازات الممولة

في الولايات المتحدة، التي لا يوجد فيها قانون حكومي يحدد مدة الإجازة السنوية، هناك أحد أرباب العمل الذي لا يرغب فقط في إعطاء موظفيه إجازات تدفع الشركة تكاليفها بالكامل، ولكنه يريد أيضا أن يتأكد من أنهم يأخذون هذه الإجازات فعلاً.

إنه بارت لورانغ، المدير التنفيذي لشركة “فول-كونتاكت” للتكنولوجيا، والتي تاسست عام 2010 في كولورادو، الذي يحرص على أن يخرج موظفوه في إجازات يجددون فيها نشاطهم، لدرجة أنه يدفع لهم 7500 دولار كل عام لينفقوها على إجازاتهم، وهو ما يطلق عليه إجازات ممولة أو مدفوعة التكلفة.

وهناك نص (مكتوب) في غاية الأهمية، يصاحب دائما هذا المبلغ، يقول: “ينبغي أن يتوقف الموظفون عن العمل تماماً خلال فترة الإجازة. ويعني ذلك ألا يتلقى الموظف أثناء إجازته أي مكالمات هاتفية، أو رسائل بالبريد الإلكتروني ذات علاقة بالعمل”.

 

” وإلا فعلى الموظفين إعادة ذلك المبلغ من المال للشركة. لكن لم يحدث أن تراجع موظف عن إجازته وأعاد المال”، كما يقول براد مكارثي، مدير الاتصالات في الشركة.

ويضيف مكارثي: “يحق لكل موظف الحصول على إجازة، وهو ما يعني أن كل موظف عمل في الشركة لمدة 90 يوماً، قد استفاد من هذه السياسة”.

وقد ثبت أن هذه السياسة في غاية النجاح، حيث توسع العمل بشكل سريع. فبعد أن أعلن لورانغ السياسة الجديدة عام 2012، أعلنت الشركة عن وجود وظيفة شاغرة. وبدلا من تلقي 20 إلى 30 طلباً، وصل عدد المتقدمين إلى 2000، كما قال مكارثي في مقابلة عبر الهاتف.

وقد كان مكارثي نفسه هو السبب الذي دعا الشركة لانتهاج هذه السياسة، حيث لم يأخذ إجازته لمدة خمس سنوات في وظيفتة السابقة، قبل أن يلتحق بالعمل في شركة “فول-كونتاكت”، ولما علم لورانغ بذلك أرغمه على أخذ الإجازة بمجرد اجتيازه فترة الـ 90 يوماً.

وقال مكارثي: “في البداية خرجت أنا وزوجتي في إجازة نهاية أسبوع طويلة، استمتعنا فيها بوقتنا مع بعضنا البعض. وبما تبقى معنا من مال، خرجت في إجازة لمدة أسبوع بعد شهرين، وذهبنا إلى ديزني وورلد”.

وفي العام التالي، عاد إلى ديزني وورلد، بصحبة جميع أفراد عائلته وأنفق مبلغ الـ 7500 دولار بالكامل.

وقال إن سياسة الاجازات المدفوعة تقوم على أن يتلقى الموظفون مبالغ مالية تكفي لقضاء عطلة بعيداً عن العمل.

ويقول مكارتي: “الشيء الذي لاحظناه هو أن الناس يغرقون في العمل لدرجة أنهم يهملون أنفسهم. وفي نهاية المطاف هذا الأمر ضار بالبيئة الناجحة للعمل ويتناقض مع وجود موظفين سعداء وبصحة جيدة. هذه السياسة تبدو غير عقلانية لكنها تشجع على وجود بيئة عمل صحية على كل صعيد”.

النظر للأمور بشفافية

العمر له دور في هذا السياق. ليوناردو ديل فيتشيو، أحد أشهر أثرياء إيطاليا ومؤسس ورئيس شركة نظارات “لوكسوتيكا” الإيطالية التي تملك سلسلة محلات “لينس-كرافتر” و “فيجن”، وماركة “راي بان”، احتفل الشهر الماضي بعيد ميلاده الثمانين، وذلك بالعطاء بدلاً من الأخذ.

ففي 22 مايو/أيار، تبرع لـ 8,000 موظف إيطالي بـ 140 ألف سهم في شركاته، تبلغ قيمتها نحو 10 ملايين دولار في سوق المال الإيطالي، حسب ما قالت المتحدثة باسم “لوكسوتيكا” جين ليهمان التي تفيد بأن عدد الأسهم الذي منح لكل موظف جاء على أساس ترتيبه في السلم الوظيفي في الشركة. ويبلغ سعر السهم الواحد في ميلان 60 يورو.

وقال ديل فيتشيو في بيان وزع على الصحافة: “أشكر بكل إخلاص موظفي المجموعة في إيطاليا الذين يرجع إليهم الفضل في نجاح “لوكسوتيكا”. وبهذه اللفتة البسيطة، أريد أن أؤكد على أهمية الموظفين بالنسبة لي: إنني أشعر بالفعل أننا عائلة واحدة.

وليست هذه المرة الأولى التي يتكرم بها دل فيتشو على الموظفين. ففي ذكرى مرور 50 عاماً على تأسيس الشركة عام 2011، قام بتوزيع ما قيمته 7 ملايين يورو من أسهم الخزينة على الموظفين في إيطاليا.

تقاسم الثروة

لنتحدث عن المكافأة. عندما أقدم كين غريندا على بيع شركة “غريندا كورب” الأسترالية للحافلات التي تمتلكها أسرته في فبراير عام 2012، قام بتوزيع ما مجموعه 15 مليون دولار أسترالي (أي 11.5 مليون دولار أميركي)، على موظفي الشركة البالغ عددهم 1,500 موظف، كهدية شكر وتقدير لجهودهم.

وكانت تلك خطوة كريمة حقاً لدرجة أنها أكسبته لقب “أكرم صاحب عمل في العالم.

يقول غريندا: “نعتقد أننا أفضل شركة لإنتاج الحافلات في أستراليا، وقد استطعنا أن نصل إلى هذا المستوى بفضل الأداء الراقي للموظفين الذين وصل عددهم 82، وقد فعلوا ذلك خلال فترة طويلة من الزمن، لذلك فنحن مدينون لهم”.

لقد قامت الشركة بمفاجأة الموظفين بدفع مكافآت في حساباتهم البنكية مباشرة، وكان متوسط ما دفع للموظف الواحد 10,000 دولار أسترالي (أي 7,700 دولار أمريكي)، في حين تلقى عدد من الموظفين ما يصل إلى 30,000 دولار استرالي (23,000 دولار أمريكي).

واعتمد في تقدير حجم المكافأة على معايير المدة الزمنية التي قضاها الموظف في الشركة ومستواه في السلم الوظيفي.

ولم يكن غريندا يتوقع ردة الفعل الطاغية نتيجة تلك المكافآت المالية، وقال: “كل ما نتج عن ذلك أشياء إيجابية. اشترى الموظفون حافلات وسيارات واستخدموا النقود في الاستمتاع بعطلاتهم. واستذكر انهمار دموع أحد الموظفين الذي يعمل سائقاً لإحدى الحافلات لفترة طويلة. فقد كانت ابنته على وشك الزواج ولم يكن يعرف كيف سيتدبر مصاريف زواجها، لكن المكافأة حلت له كافة مشاكله”.

بعد أكثر من ثلاث سنوات، مازال الناس يتذكرون غريندا بسبب الاهتمام الواسع لوسائل الإعلام بحجم المبيعات وحجم ما تقدمه الشركة من هدايا.

ويقول غريندا: “لا يفعل أرباب العمل لموظفيهم شيئاً طوال الوقت. لقد حاولت أن أعرف ما هو الفرق الذي أحدثته الخطوة التي أقدمنا عليها من خلال ما حظيت به من تغطية إعلامية واسعة. أظن أن الفرق الوحيد هو أننا طبقناها على كل موظف على قوائم رواتبنا دون تمييز”.

موسم العطاء

يُعتبر عيد “الديوالي” في فصل الخريف، والذي يحتفل به الهندوس والسيخ – ويرتبط بالمعبودة الهندية لاكشمي، إلهة الرخاء عند الهندوس- هو أكبر موسم لتقديم الهدايا في الهند، ويتزامن مع حلول السنة الهندية الجديدة.

في عام 2014، احتل رجل الأعمال سافجي دولاكيا عناوين الصحف العالمية، وهو المدير التنفيذي لشركة تصدير الماس “هرشيكش”، وذلك بسبب انتهازه فرصة حلول هذا العيد لتقديم هدايا للموظفين كانت عبارة عن سيارات، ومجوهرات، وحتى شقق تساوي الواحدة منها 5 ملايين جنيه استرليني (8 ملايين دولار)، تقديراً لجهودهم في تحقيق أهداف الشركة.

وقد تلقى هذه الهدايا أكثر من 1,200 موظف في سورات بالهند، وذلك من مجموع موظفيه البالغ عددهم 7,500 موظف.

وفي عام 2012 أهدى سيارات إلى ثلاثة موظفين. وفي السنة التالية حصل 72 موظف على سيارات. وفي عام 2014 وسع من نوعية الهدايا لتشمل مجوهرات وشقق.

يقول ماريشباي مايني، أحد الموظفين: “تلقى عدد من الموظفين سيارات، وكان عليهم أن يتعلموا قيادتها”، مضيفاً أنه تلقى سيارة عام 2013. أما هديته في السنة الماضية فكانت عبارة عن مجوهرات.

عطلة مع الزملاء

من المألوف أن تقيم الشركات لموظفيها مخيمات في أجواء بعيدة عن العمل كنوع من المكافأة. لكن بعض هذه العطلات الجماعية تعتبر من أفضل من يمكن.

في بدايات مايو/أيار عام 2015، دفع لي جين يوان، رئيس تكتل شركات “تاينز ” الصينية متعددة الجنسيات، والتي تتخصص في التمويل والسياحة وتكنولوجيا الأحياء، ومواد التجميل، والأغذية الصحية، والمنتجات المنزلية، تكاليف عطلة مدتها أربعة أيام إلى فرنسا لجميع موظفي الشركة البالغ عددهم 6,400، وذلك احتفالاً بمرور 20 عاماً على تأسيس الشركة.

 

وكانت المجموعة السياحية التي تكونت من أولئك الموظفين تعد أكبر مجموعة تستقبلها فرنسا في تاريخها، وتطلب ذلك حجز 140 فندق في باريس، 4,700 غرفة في كان، وموناكو، إضافة إلى 146 حافلة سياحية لنقل المجموعة من مكان لآخر. وقد اكتسبت الرحلة السياحية ميزات خاصة من أبرزها زيارة مجانية إلى متحف اللوفر.

ونتج عن هذه الرحلة دعاية جيدة للشركة. فقد حطمت الشركة رقماً قياسياً في سجل مؤسسة “جينيس” للأرقام القياسية وذلك من خلال تكوين “أطول جملة مكتوبة بأجساد البشر”، عندما تجمع الموظفون ليكتبوا بأجسادهم جملة “حلم تاينز الجميل في (مدينة) كوت دازور” الفرنسية.

 

المصدر : موقع البي بي سي

 

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى