خاصمقالات

حضر رمضان وغابت رسائل التهنئة الخلوية

شارك هذا الموضوع:

هاشتاق عربي – إبراهيم المبيضين

بعد انقضاء الأسبوع الأول من شهر رمضان المبارك، جلست اليوم أتفحص صندوق البريد الوارد على هاتفي المتنقل أبحث وأعد رسائل التهنئة الخلوية التي وصلتني من معارف واصدقاء وزملاء ، فلم اجد الا عدداً قليلاً من هذه الرسائل ، بعدد اصابع اليد الواحدة اشتركت جميعها في عبارة ” رمضان كريم ، وكل عام وانت بخير”…….، ولا اتذكر اني استقبلت غيرها منذ أن اطل شهر الخير.

وانا اقلّب واتصفح هذا العدد القليل من رسائل التهنئةالخلوية التي وصلتني، رجعت الى زمن ليس ببعيد، قبل 6 سنوات، وقتها لم تكن تقنيتا الجيل الثالث او الرابع  – واللتين تقدمان خدمة الانترنت المتنقل – قد دخلتا الى سوق الاتصالات المحلية، ولم نكن نعرف عن الهواتف الذكية وتطبيقاتها ما نعرفه اليوم.

في ذلك الوقت كانت صناديق البريد في هواتفنا تعج بعشرات رسائل التهنئة الخلوية التي كانت تصلنا تباعا منذ الاعلان عن اول ايام الشهر الفضيل من الاصدقاء والمعارف من داخل المملكة، ومن الخارج ، وكان تدفق الرسائل يتواصل حتى ثالث او رابع ايام رمضان ، لدرجة أننا كنا نأخذ وقتا طويلا في الرد على هذه الرسائل او حذفها بعد انقضاء الحاجة.

قبل اسبوع حضر رمضان، ولكن رسائل التهنئة الخلوية ” مسجات المعايدة الرمضانية المكتوبة، او تلك المصورة التي كان تزينها رسومات هلال رمضان، والادعية الدينية” غابت ليس عني فقط، ولكنني اعتقد بان نسبة كبيرة من مستخدمي الخدمة الخلوية في الاردن ومعظم دول العالم العربي والاسلامي قد شهدوا هذا الغياب.

فاليوم يتسيد ” الواتساب” المشهد، والازدحام الذي كانت صناديق بريد الرسائل الخلوية تشهده في بداية رمضان وفي كل مناسبة عامة او دينية قد تحول الى شبكات التواصل الاجتماعي ( فيسبوك وتويتر وانستغرام وغيرها، يرافقه ازدحام عبر تطبيقات التراسل الاخرى مثل ” الفايبر” و ” التانجو”، وغيرها من تطبيقات الهواتف الذكية المجانية التي تتسم بالسرعة والتواصل مع مجموعات، وعبر محتوى أكثر غنى لم يعد يقتصر على حروف لغة الضاد، او غيرها من لغات العالم، بل امتد ليشمل صورا وفيديوهات ورسومات جعلت من التواصل والمعايدات اكثر جذبا للمستخدمين.

هذا المشهد، يسلّط الضوء على سيطرة تطبيقات الهواتف الذكية لا سيما تطبيقات التراسل مثل ” الواتساب ” و ” الفايبر” ، وشبكات التواصل الاجتماعي على معظم تواصلنا مع بعضنا البعض اليوم في الايم العادية او في المناسبات المختلفة.

كما يسلط الضوء على التحوّل الحاصل في طريقة استهلاكنا لخدمات الاتصالات، بمزيد من الاستخدام لخدمات الاتنرت المتنقل وتطبيقات الهواتف الذكية المبنية على الانترنت، وبشكل اكبر من اعتمادنا على خدمات الصوت والخدمات التقلدية مثل الرسائل القصيرة التي ظلت تشكل وسيلة اساسية للاتصالات في معظم اسواق الاتصالات حول العالم، ومصدر دخل اساسي لشركات الخلوي، حتى جاءت ثورة الهواتف الذكية وتطبيقاتها في العام 2007 لتغير نماذج العمل والاستخدام في قطاع الاتصالات.

بلغة الارقام تقدّر نسبة انتشار الهواتف الذكية في الاردن تتجاوز الـ 70% من اجمالي مستخدمي الهواتف المتنقلة، فيما تظهر ارقاما رسمية بان عدد مستخدمي الانتنرت يقدر بحوالي 5.7 مليون مستخدم، منهم حوالي 3.2 مليونا يستخدمون الفيسبوك، فيما يستخدم الواتساب قرابة 6 ملايين اردني.

هذا التطور يؤشر في الوقت نفسه، الى التطور في شبكات الاتصالات واثره في احلال او استبدال خدمات بخدمات، فبعد ان كنا نتواصل عبر الرسائل البريدية الورقية لعقود وعبر اسلاك الهواتف الثابتة، جاءت ثورة الخلوي لتحولنا الى عهد جديد قدم لنا خدمة الرسائل النصية القصيرة التي قضت على الرسائل البريدية، حتى دخلت الهواتف الذكية وتطبيقاتها وشبكات التواصل الاجتماعي لتغيب الرسائل القصيرة وتحتل المرتبة الاولى في الاستخدام وهو الامر الذي يتوقع ان يستمر لسنوات قد تاتينا بمفاجئات وخدمات جديدة، قد تجعل من ” الواتساب” و ” الفيسبوك” ضربا من الماضي!!!!.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى