هاشتاق عربي
في السنوات القليلة الماضية طرقت مسامعنا عدة مصطلحات جديدة، منها من بقي واستمر، بل وازدهر؛ كوسائل التواصل الاجتماعي، وأخرى لم تلبث أن غابت شمسها.
ومن المصطلحات التي أخذت في الصعود بالعقد الأخير، ويتوقع لها سطوة كبيرة في المستقبل مصطلح “إنترنت الأشياء”.
ويقصد به كل الأجهزة المنزلية وغير المنزلية التي تكون مرتبطة بالإنترنت ويمكن التحكم بها عن بعد.
انتشارها الواسع وتهافت الناس لجلب كل جديد لمنازلهم أمر لا يخفى على أحد، فهي قد سهلت الكثير من نواحي الحياة، وأزالت عبء بعض المسؤوليات والمهام التي فيها نوع من المشقة، وهذا شيءُ محمود.
لكن هل تساءلنا يوماً عمّا قد يلحق بنا من أضرار بسببها؟
ووفقاً لما ذكر موقع “ذا كونفيرسيشن”، السبت، فإن تعدد الأجهزة الذكية والمتصلة بالإنترنت قد جعل منها شبكة كبيرة من الحواسيب الصغيرة والتي تسمى “شبكات الروبوت”، وهي مما- لا شك فيه- قابلة للاختراق من قبل الهاكرز.
تتضمن “إنترنت الأشياء” أنواعاً لا تعد ولا تحصى من الأجهزة؛ مثل كاميرات الويب وأجهزة استشعار الضغط وأجهزة قياس الحرارة والميكروفونات ومكبرات الصوت وغيرها الكثير، مما تصنعها مجموعة كبيرة من الشركات.
العديد من هذه الشركات صغيرة الحجم وغير معروفة، ولا تمتلك علامات تجارية شائعة أو سمعة عامة عن طرق حمايتها، ومعظم الشركات اليوم تكون منتهى أمانيهم إنتاج الكثير من الأجهزة لبيعها بسعر غاية في الرخص، ولا يمثل الأمان الإلكتروني للعملاء موضوعاً مؤرقاً لهم.
وتعد الآلاف، أو مئات الآلاف، من الأجهزة غير الآمنة المتماثلة في جميع أنحاء العالم، عبارة عن مجموعة كبيرة من الأهداف المهيأة للاختراق.
فعلى سبيل المثال إذا حددت الشركة المصنعة كلمة مرور إدارية غير قابلة للتغيير على نوع معين من الأجهزة- وهو ما يحدث في كثير من الأحيان- فقد يتمكن أحد المتسللين من تشغيل برنامج يبحث في الإنترنت عن تلك الأجهزة، ثم يسجِّل الدخول والتحكم في تثبيت البرامج الخبيثة الخاصة به، وتجنيد الجهاز في جيش الروبوتات التابعة له.
تبقى الأجهزة تعمل بشكل طبيعي حتى يصدر المتسللون تعليماتهم، وبعد ذلك يمكنهم القيام بأي شيء يريدونه، كإرسال حركة مرور للإنترنت بلا معنى لعرقلة اتصالات البيانات.
مثل هذا النوع من الهجوم، الذي ينبثق من آلاف الأجهزة في وقت واحد، يسمى “الحرمان الموزع للخدمة”، ويمكن أن يؤدي إلى إغلاق خوادم الشركات أو حتى حجب مساحات واسعة من الإنترنت عن أن تكون متاحة للجمهور.
في عام 2016 اخترق مجموعة من المتسللين أكثر من 100 ألف كاميرة ويب، أدت إلى حجب خدمات مواقع “أمازون” و”نيت فليكس” و”باي بول” عن سكان الساحل الشرقي للولايات المتحدة.
لذا يجب التفكير ملياً من قبل الجهات الحكومية المسؤولة عن إعطاء التراخيص، وتشديد الضوابط والشروط فيما يتعلق بحماية الأجهزة من الاختراق، قبل منح الموافقة للشركات المنتجة لهذه الأجهزة.
الخليج اون لاين