الرئيسيةريادة

عنبتاوي: المستقبل للمبدعين

شارك هذا الموضوع:
هاشتاق عربي- ملاك الأعمر
لو اطلعنا على محيطنا اليوم ، وحاولنا التفكير فيما كنا عليه في الماضي وفيما اصبحنا عليه  ، لو اطلعنا على الامكانيات والموارد التي اتيحت لنا بالأمس وكيف تطورت لتصبح على ما هي عليه الآن ، لو فكرنا في المستقبل القريب وكيف أنه سيتغير كلياً بسبب الثورة التكنولوجية والفكرية التي يتسارع تطورها بشكل رهيب، فماذا يمكننا أن نصنع لنكون قادرين على الوقوف في وجه هذه التغيرات؟ .
في ظل هذه التحديات التي سنواجها في الغد بانقراض بعض المفاهيم وبظهور مفاهيم ومهن جديدة بديلة للوظائف والمهن التقليدية ، فمن المهم البدأ من اليوم بتمكين الأطفال والشباب ليكونوا على استعداد لخوض غمار هذه التجربة اللتي ستبني لديهم خلفية عن المستقبل وما يواجهه من مخاطر وكيف يصبحوا قادرين على التصدي لها ..وهذا ما آمنت به المهندسة هديل عنبتاوي بأن المستقبل للشخص المبدع ، للشخص المفكر والمواكب للتطور.
تخرجت المهندسة من الجامعة الأردنية بتخصص الهندسة الصناعية، وحينما تخرجت عملت في الصناعة في شركة أدوية  ومن ثم اكملت دراسة الماجستير في ادارة الأعمال من جامعة ليستر في انجلترا.
ولان الشباب الذين يودون الانضمام لسوق العمل لا يملكون المهارات اللازمة للتميز نتيجة اعتماد أنظمتنا التعلمية على الحفظ وليس على تدريب العقل على التفكير الناقد و الابداعي بإعتبارها أحد المهارات العشر الأساسية التي يحتاجها طلابنا حسب تقارير منتدى العالم الإقتصادي، فقد عملت عنبتاوي على ايجاد حل لهذه المشكلة، ساعدها على ذلك كونها مهندسة ومحبة للعلوم لتخرج بفكرة ”  The Alchemist Lab ” وهو مركز تعليمي ترفيهي متخصص يقدم حلول تعزز التفكير الناقد والإبداعي وتدعم رحلة الطلاب التعليمية.
ويقدم المركز رحلات تعليمية ونوادي علمية وهندسية بلإضافة لبرنامج متنقل في المدارس يركز على تعليم الطلبة أساسيات العلوم باستخدام الدراما ، مما يحبب الأطفال بتعلم العلوم كون هذه الطريقة غير معتاده.  يركز المركز على ادماج الطلبة من عمر 5_15 عام في بيئة علمية تفاعلية متكاملة ، حيث ان هذا المركز يضم 5 اقسام رئيسية انشئوا بطريقة جديدة محفزة للطلبة ، وهم قسم لخريطة العالم وآخر لمختبر العصور الوسطى وثالثهم مختبر الهندسة وثم المنجم و قسم تكنولوجيا العالم الإفتراضي “VR” 
، ويعود السبب وراء انشاء هذه الاقسام بهذا الشكل أن The Alchemist lab يحفز مهارات الطلبة الابداعية ويبني لديهم أسس التفكير الابداعي وحل المشكلات .
وعندما رأت عنبتاوي التأثير الكبير لهذا المركز على الأطفال المستفيدين من خدماته ، فكرت في طريقة تستطيع من خلالها دمج الفتيات وتحفيزهن ممن تزيد اعمارهن عن 16 عام على تعلم التفكير العلمي والابداعي كمهارة حياتية لإيمانها بان الفتيات اذا تلقوا التعليم الجيد والابداعي يصبحن قادرات على تغيير المجتمع بأكمله.وعليه قامت بإطلاق  برنامج ” Go Girls” و هو برنامج موجه للفتيات بعمر أكبر من 12 سنة ويسعى لتحفيزهم على تعلم العلوم والهندسة والتكنولوجيا بالإضافة للإقدام على المهن في هذه المجالات.
يذكر أن رحلة السيدة هديل الريادية بدأت عندما أسست أول شركاتها وهي شركة أفكار المرح والتي تعنى بتعليم العلوم من خلال الدراما بالتعاون مع شركة أسبانية ” Fun Science”
 
اهتمام هديل بالفتيات يعود لكونها ابنة من 4 فتيات دون اي ذكور في عائلة آمنت بأن هؤلاء الفتيات يستطيعون ان ينجزوا ويحققوا ويصنعوا تغيير بمفردهن دون وجود اخوة ، تقول عنبتاوي بأن عائلتها دعمتهن جميعاً ليصقلن مهاراتهن وليكن مستقلات بالعمل والحياة وشجعهون لدخول التخصصات اللتي يرون أنها تناسب شخصياتهن ، فهديل عندما اختارت دراسة الهندسة سمعت كثيراً عبارات مثل ماذا ستشتغلين كفتاة في الهندسة بعد التخرج من الجامعة . ..الا انه هذا خلق لديها نوع من انواع التحدي لتبثت نفسها في هذا المجال إيمانا منها أن الفتاه تستطيع الابداع والتميز 
في أي مجال تحبه ، ولهذا تسعى هديل لنشر هذه الفكرة بين الفتيات وتحديداً في الاماكن الاقل حظاً ..
 
بعد عملها المتواصل في مجال تعليم الاطفال والفتيات العلوم والهندسة ، حصلت عنبتاوي على الجائزة العالمية ” We Empower ” وهي جائزة عالمية منحت  لخمس سيدات من اللواتي يقمن بأعمال تدعم أهداف التنمية المستدامة للامم المتحده،  وقد اختيرت هديل لتتلقى هذه الجائزة ممثلة عن منطقة آسيا والمحيط الهادئ لأنها عززت هدفين من أهداف التنمية المستدامة وهم المساواة بين الجنسين من خلال برنامج Go Girls والتعليم الجيد من خلال The Alchemist lab حيث تم هذا التكريم في اسبوع الجمعية العامة للامم المتحده أمام كبار الشخصيات وصناع القرار وحين الانتهاء من التكريم التقت معهم وتناقشت حول المستقبل وتحدياته والمشاريع اللتي يمكن انشاؤها لتعزيز اهداف التنمية المستدامة بشكل فعال في الأردن وبالتحديد في المجتمعات الفقيرة والاقل حظا وحضرت مجموعة من الورش والجلسات داخل مبنى الامم المتحده وخارجه واهدت العنبتاوي هذه الجائزة لوالدها ولزوجها ولعائلتها وكل من دعم مشوارها الريادي. وأكدت السيدة عنبتاوي على دور العائلة المقربة في تشجيع الريادي على الإستمرار وعدم التوقف او اليأس بالرغم من التحديات. واضافت أنها تريد الوصول لأكبر عدد ممكن من الفتيات من مختلف انحاء المملكة لتشجيعهم لدخول مجال الريادة، والقضاء على الفكرة النمطية بأن الفتاة لديها مسؤوليات اخرى أهم من انشاء المشاريع فهي تريد ان توصل للجميع بأن المرأة قادرة على خلق الفرص بيدها وليست بحاجه لتكون في مكان تتوفر به جميع الامكانيات لتستغل قدراتها ، واضافت أن أهم ما تركز عليه في برنامجها هو جعل المرأة قادرة على حل المشكلات وادارة الوقت وبناء الشراكات؛ لأن هذه اسس النجاح والخطوة الاولى للانطلاق في سوق العمل الذي يمتاز بالتنافسية العالية وختمت بقولها.. بأن الحياة تحتاج مرونة وإيجابية وقدرة على تويل التحديلت لفرص..
استفاد ليومنا هذا من برامج “The Alchemist Lab” المتنوعة اكثر من 25 الف طالب وطالبة من مناطق متنوعة في الأردن،  وتسعى العنبتاوي لتكبير مشروعها اكثر واكثر ليصبح قادر على الوصول خارج الأردن بالإضافة للمناطق النائية والاقل حظا في المملكة 

_

يمتلك مبيضين خبرة تقارب الـ 10 اعوام في مجال العمل الصحافي، ويعمل حاليا، سكرتير تحرير ميداني في صحيفة الغد اليومية، وصحافيا متخصصا في تغطية أخبار قطاع الإتصالات وتكنولوجيا المعلومات، الملكية الفكرية، الريادة، والمسؤولية الإجتماعية. ويحمل مبيضين شهادة البكالوريوس من جامعة مؤتة – تخصّص ” إدارة الأعمال”، كما يعمل في تقديم إستشارات إعلامية حول أحداث وأخبار قطاع الإتصالات وتكنولوجيا المعلومات الأردني. Tel: +962 79 6542307

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى