خاصريادة

خبيرة التغذية العلاجية الريادية “آمينة أبو حمدة”… قصة اختراع بدايته كانت مع الصداع النصفي

المشروع ضمن أفضل 45 مشروع أخضر صديق للبيئة في العالم

المشروع مرشح ضمن أفضل عشرة مشاريع للمنافسة على الجائزة العالمية للريادة الخضراء

يجري العمل حاليا لتسجيل براءة اختراع للمنتج الجديد في اميركا

هاشتاق عربي – ملاك الأعمر

كل اختراع وراءه قصة طويلة جعلت مخترِعه يفكر في طريقة لحل مشكلة عميقة لربما وقع هو شخصياً بها او أحد المقربين منه، فعلى سبيل المثال اديسون واختراعه للمصباح كونه كان يخشى الظلام وباسكال والآلة الحاسبة لأنه كان يضيع الكثير من الوقت في حساب الأرقام الكبيرة لمعادلاته المتعلقة بالحركة والضغط، والكثير من الاختراعات التي لو بحثنا عن ماضيها لعرفنا كيف وجدت لتسهل على مخترعها أمر ما ولكنها في الحقيقة سهلت على البشرية.

الصداع النصفي، مرض شائع ذو أعراض تؤثر على سائر أعضاء الجسد بشكل مباشر، فمن أعراضه الشعور بالصداع المتواصل والغثيان وضعف عام بالجسد والإحساس بالانتهاك ووجود هذه الأعراض في جسد الإنسان يؤثر سلباً على الوظائف اليومية للشخص وتجعله غير قادر على اتمام مهامه وواجباته اليومية.

عام 2005 أصيبت الشابة آمينة أبو حمدة بالصداع النصفي نتيجة نقص الفيتامينات والمعادن في جسدها أثناء دراستها لتخصص ” التغذية العلاجية ” الذي اضطرت من أجل دراسة هذا التخصص السفر الى لبنان كونه غير متوفر في الجامعات والمعاهد الأردنية في ذلك الوقت.

أنهت آمينة دراسة هندسة الحاسوب في الأردن بناءً على رغبة عائلتها، ولكنها دوماً ما كانت ترى نفسها في مكان آخر، مكان يجعلها تملك طموحا أكبر من الجلوس خلف شاشة الحاسب المتنقل او جهاز الكمبيوتر، وكانت آمينة منذ الصغر تحب الطبيعة، وحينما أنهت دراسة هندسة الحاسوب لحقت شغفها لدراسة علم التغذية وفهم اسراره وتعلم كل ما هو جديد، فبدأت رحلتها بدراسة تخصص التغذية العلاجية في جامعة بيروت العربية، وفي الفترة الاخيرة من دراستها اضطرت للغياب كثيراً عن محاضرتها بسبب الصداع النصفي الناتج عن نقص المعادن والفيتامينات، وعند سؤالها عن سبب غيابها في الجامعة، اخبرتهم بالمشكلة الصحية التي تعاني منها، وهنا اقترحت عليها استاذتها للبحث عن هذا المرض وأسبابه وعلاجه في قسم ” السوبر فود” ، وبالفعل ذهبت آمينة وبدأت تبحث وتجمع معلومات عنه في جميع أقسام المكتبة ولكنها لم تجد شيء جديد فكل المعلومات التي قرأتها هي على دراية ومعرفة سابقة بها، ولكن مع إصرارها توصلت الى قسم تحت اسم ” المستنبتات “، فبدأت تقرأ معلومات جديدة عن بعض الأعشاب مثل الحلبة والقمح وعن أعشاب غريبة لأول مرة كانت قد سمعت عنها وعن فوائدهم لجميع أعضاء الجسم، فبدأت آمينة بأخذ المعلومات التي قرأتها وتطبيقها وتجربتها على نفسها علها تكون فعلاً حل لهذه المشكلة.. ومن هنا كانت بعد ان بدأت تشعر بتحسن.

في عام 2008، عادت آمينة الى الاردن وبدأت بتنفيذ مشروع سيغير مفهوم المكملات الغذائية وحل المشكلات المتعلقة بنقص الفيتامينات والمعادن مثل ” الحديد و B12″وهو مشروب ” الذهب الأخضر” او كما يسمى بالإسبانية “Oroverdea” المكون من 3 أعشاب رئيسية لا أحد يعرف عنهم وعن فوائدهم ، أحد هذه الاعشاب عشبة ” القمح المستنبتة ” وعشبتين آخرتين رفضت الإفصاح عنهما لكونها تقوم الآن بتسجيل براءة اختراع في أميركا لمنتجها الذي صنعته من هذه الأعشاب وما يميز هذه الأعشاب أنها مزروعة بتقنية الزراعة المائية ” هايدروبونيك سستم ” وهذه التقنية تستخدم كوننا بلد فقير بالماء حيث أن هذا النظام يوفر 90% من نسبة الزراعة المستهلكة بالزراعة التقليدية بالإضافة لأنها تساعد على أن تكون هذه الأعشاب أعشاب ” اورغينك” أي أنها مزروعة عضوياً بدون استخدام اي مبيدات حشرية أو أسمدة ومضافات زراعية .

تقول آمينة أن هذه الاعشاب المستخدمة في المشروب الخاص بها له فوائد لا تعد ولا تحصى فعلى سبيل المثال أحد هذه الاعشاب يقوم بإضافة مادة اليود الى الجسم من مصدر نباتي يساعد على التخلص من جميع سموم الجسم والأخرى تساعد في تحسين امتصاص الفيتامينات والمعادن في الجهاز الهضمي، منتج آمينة الطبي يقوم على المساعدة في تعويض نقص جميع الفيتامينات والعناصر اللازمة لجسم الانسان والذي يصاب بسبب نقصها ببعض الأمراض التي تجعله مجبر على تناول الأدوية للتخلص منها أو لتفاديها.

وهكذا بدأت آمينة بتصنيع هذا المنتج كونها دائما أرادت أن تتخلص من مشكلة الصداع النصفي وبإعطائه للمقربين لها من عائلتها او ممن يحتاجونه ليتخلصوا من مشكلة نقص أهم الفيتامينات والمعادن التي يحتاجونها مثل الحديد وB12، ومع الأيام لقي هذا المنتج تفاعل كبير من الجميع لأنه ساهم في علاج الكثير من المشاكل الناتجة من نقص الفيتامينات،

وبعد ان لقي هذا المنتج آراء ايجابية ومفعول رائع على جميع مستخدميه، بدأت آمينة بالعمل جاهدة لتطور فكرة مشروعها في نهايات عام 2015 وبداية ،2016 ولكن الظروف لم تكن لصالحها في هذه الفترة، ودوماً ما كانت تتمنى ايجاد اي شخص يؤمن بفكرة هذا المشروع وبأهميته لتقوم بالترويج له ولجعله علامة تجارية مسجلة كأي منتج آخر ولكنها لم تجد أي دعم من أي شخص، ومع ذلك لم تستلم ابداً وقررت أن تعمل على تطوير مشروعها بشكل فردي وأن تعرضه على مؤسسات ومسابقات عالمية مختصة في البيئة.

ومع نهاية عام 2016 تواصلت مع آمينة احدى المسابقات الاسبانية التي تبحث عن شباب رياديين قائمين على مشاريع شبابية خضراء صديقة للبيئة، ولكن بشرط أن تكون هذه المشاريع ربحيه وتساعد على تشغيل ايدي عاملة للحد من مشكلة البطالة، وبالفعل تأهل مشروع آمينة ليكون من ضمن أفضل 45 مشروع أخضر صديق للبيئة في العالم كونه يغطي ثلاث قطاعات رئيسية وهي الصحة والبيئة والزراعة، كما أنها كانت الأردنية الوحيدة المتأهلة في هذه المسابقة وبعد انتهاء المرحلة الأولى تم بدء المرحلة الثانية من هذه المسابقة وتصفية هذه المشاريع واختيار 10 مشاريع فقط هي الأكثر ابتكاراً في العالم للتنافس على الجائزة العالمية للريادة الخضراء العام المقبل. وبعد اختيار مشروعها، حصلت على فرصة لعرض مشروعها في اسبانيا أمام كبار الشخصيات من الاتحاد الأوروبي، فمنحت حينها مشروعها اسم “Oroverda” أي الذهب الأخضر بالإسبانية كنوع من التقدير والعرفان المقدم من آمينة لهم بكونهم أول من آمنوا بفكرتها ومشروعها وقاموا بدعمه فهي كانت تريد أن تقوم بتسمية هذا المشروع باللغة الإنجليزية ولكنها كنوع من الامتنان لهم قررت تسميته باللغة الاسبانية وقد حصلت آمينة على تقدير كبير من المنظمة الدولية المعنية بالبيئة سويتش ميد “SwitchMed” والتي كانت منسقة لهذا الحدث عن فخرهم بهذا الاسم وأخبروها أنها من أولى الشخصيات على المستوى الدولي الذين اهتموا بمجال الريادة الخضراء وسعوا لتطويره .

واليوم تمتلك آمينة شركتها الخاصة لتصنيع هذا المنتج ” الذهب الأخضر ” ومنتجات أخرى كثيرة متنوعة لمشاكل الجسم المختلفة المتعلقة بنقص الفيتامينات والمعادن، وهي تسعى الان جاهدة للحصول على التراخيص اللازمة لمنتجها ليتم تسويقه داخل الأردن وخارجه، عدا أنها قامت بعمل لمشروع صغير وهو بيع الأعشاب المستنبته مثل بذر الكتان والحلبة والشمندر والفجل والقمح في ومحلات بيع المأكولات الصحية والأسواق التجارية بشكل عام كون منتجات آمينة ذو طعم مرغوب وهذه الأعشاب المستنبته تضاف داخل السلطات لرفع القيمة الغذائية كونها من أغذية السوبر فود، وتأمل آمينة الحصول على الدعم من الجهات المعنية بالغذاء والدواء لتحصل على ترخيص لهذا المنتج في أقرب وقت ممكن كونها تسعى لإعطاء وكالات لتوزيع منتجها خارج نطاق الأردن وخاصة في الدول الأوروبية والخليج العربي.

تهدي آمينة نجاحها اليوم لعائلتها ووالدتها تحديداً كونها أكبر داعم لها والداعم الأول لها مادياً ومعنوياً، ولبلدها كونها أصبحت ممثلة الشباب الأردني الريادي في مجال الريادة الخضراء في المحاور الدولية وتأمل أن تلقي الدعم اللازم لها لتتمكن من اتمام مشروعها ونجاحه أكثر و أكثر.


مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى