الرئيسيةتطبيقات ذكية

‘‘البوبجي‘‘…….. لعبة ‘‘عنيفة‘‘ تجتاح عقول الكبار والصغار

شارك هذا الموضوع:

هاشتاق عربي

الغد – مجد جابر

 سيطرت لعبة “البوبجي” pubg على عقول الكبار والصغار بعد أن انتشرت انتشارا واسعا، وهو الأمر الذي أثار مخاوف الكثير من الآباء لما تحتويه على مشاهد توصف بـ”العنيفة” وتصل إلى حد الهوس والإدمان عليها.

وPUBG هي اختصار لعبارة Player Unknown’s Battlegrounds وترجمتها “لاعبون مجهولون في ساحة المعركة”، وأُطلقت للمرة الأولى في العام 2017 على “ويندوز” و”إكسبوكس” قبل أن تصل إلى الهواتف الذكية في 2018.

وتتمحور اللعبة التي يشارك فيها 100 لاعب، حول القفز من طائرة حربية إلى منطقة اللعب “زون”، لتبدأ المعركة التي على كل لاعب فيها أن يسعى لأن يبقى على قيد الحياة حتى نهاية الجولة، ولا يمكن اللعب دون خطوات واضحة فمنطقة الـ”زون” تتقلص باستمرار وستموت إذا كنت خارجها.

وهنادي علي التي لم يمر على زواجها شهرين تقول إنها ومنذ شهر أدمنت هي وزوجها على  لعبة “البوبجي” بطريقة لا توصف، وأصبح يمر عليهما ساعات طويلة وهما يلعبان بشكل متواصل.

وتشير الى أنهما أحياناً يقرران أن ينهيا اللعبة باكرا، إلا أنهما يستمران باللعب حتى ساعات الفجر المبكرة، مبينةً أن زوجها أصبح يذهب لعمله وهو شبه نائم، وينتظر العودة للبيت لكي يتابع اللعب.

وتضيف أن “البوبجي” أثرت على حياتهما كثيراً، فأصبحا منعزلان اجتماعياً، وكذلك يقومان بتأجيل معظم الزيارات لتمضية وقت أكبر في اللعبة.

ابراهيم أحمد الذي يعمل مديرا لقسم بإحدى الشركات، أمضى ما يقارب 10 أعوام مع موظفيه، لكن الفترة الأخيرة بدأت تظهر المشاكل معهم والسبب هو لعبة “البوبجي”، وإدمان العاملين عليها. والآن حينما يتفقد العمل بالمستودعات يكتشف أنهم يلعبون بها أغلب الأوقات، لتكون جملته “اترك البوبجي وارجع لشغلك”، مستغربا بالوقت ذاته من هذا الهوس الغريب باللعبة، الذي يجعل الشخص يهمل عمله من أجلها.

وحققت لعبة PUBG رواجاً كبيراً في العالم العربي، حيث أصبح العديد من جيل الشباب مهووساً بها. وتجاوز تحميل هذه اللعبة الـ100 مليون نسخة بعد 4 أشهر فقط على إطلاقها، فيما يلعبها يومياً أكثر من 14 مليون مستخدم.

وأشارت صحيفة “ذي غارديان” البريطانية في تحليل نشرته إلى أنّ اللعبة تشجع على القتل ولها آثار نفسية سيئة لكونها ترفع من معدلات التوتر لدى اللاعبين طوال فترة المعركة.

ولفتت الصحيفة إلى أنّ عملية النهب التي يقوم بها اللاعبون وإثارة الرعب والفوضى في الشوارع، قد تؤثر سلباً بشكل كبير عليهم.

ولعل هناك الكثير من الحوادث التي تسببت بها اللعبة، فكانت قد أعلنت مديرية شرطة سوران في أربيل، عن مقتل شاب أثناء محاولته تقليد لعبة (PUBG) مع أصدقائه، كما أن مدنياً قتل على أثر شجار مسلح اندلع بين صديقين بسبب لعبة (PUBG) جنوبي محافظة كركوك، وتشير التقارير إلى أن الآثار السلبية للعبة تنعكس بشكل مباشر على العلاقات العاطفية، وتتسبب بمشاكل كبيرة تؤدي إلى إنهاء العلاقات، الى جانب تسجيل عدد كبير من حالات الطلاق.

وكانت قد أطلقت هيئة تنظيم قطاع الاتصالات مؤخرا تحذيرا للمواطنين ومستخدمي الهواتف الذكية من تحميل لعبة “ببجي” كونها تنمي فكرة العنف والعدوانية خصوصا بين شريحة المراهقين، في وقت تقول فيه التقديرات إن نسبة انتشار الهواتف الذكية في الأردن تتجاوز اليوم الـ 85 %.

وقالت الهيئة، في تحذيرها الذي نشرته على صفحتها الرسمية على شبكة التواصل الاجتماعي: “تحذر الهيئة كافة المواطنين وأولياء الأمور من انتشار لعبة ببجي والتي تُحمل عبر أجهزة الهواتف الذكية”.

واضافت الهيئة في تحذيرها: “تساعد هذه اللعبة الإلكترونية في تنمية العنف والسيطرة على تفكير اللاعبين لا سيما الأطفال والمراهقين منهم ما يؤدي إلى إدمانهم اللعبة والتأثير سلبا على سلوكهم وبشكل عدواني”.  

ويقدر عدد اشتراكات الخلوي في الأردن بحوالي 10 ملايين اشتراك فيما يقدر عدد مستخدمي الانترنت بحوالي 6.6 مليون مستخدم.

وفي ذلك يذهب مصنع الألعاب نور خريس بتصريح خاص لـ “الغد” الى أن الانسان بطبعه يدمن على الشاشة أكثر من المحتوى الموجود داخلها، مبيناً ان المحتوى يصمم على أساس قدرته عى جذب الشخص قدر المستطاع.

ويعتبر أن إدمان الأطفال عليها يتحمل مسؤوليته الأهل، والسبب أن كل لعبة وليس فقط البوبجي يكون مصممو اللعبة قد وضعوا عليها الفئة العمرية المسموح لها بتجربتها ولعبها، بالتالي على الأهل الانتباه لذلك، فتلك مسؤوليتهم.

أما بالنسبة للشخص العاقل البالغ فهو يتعلق باللعب المتواصل بسبب ارتفاع هرمون “الدوبامين” والمعروف بهرمون السعادة، مبيناً أنه ضد إدمان الألعاب، غير أن المشكلة تعود للشخص نفسه وإدارته لوقته ومعرفته بالمخاطر، والتي قد تسبب العزلة الاجتماعية عدا عن المشاكل الصحية.

ويضيف خريس أن تصنيع لعبة ما يكون الهدف من ورائه تمضية الوقت والاستمتاع، لافتاً الى أن الحل هو توعية الأشخاص بالاستخدامات والايجابيات والسلبيات لكل لعبة.

وعلى صعيد آخر، قد تخلق مثل تلك الألعاب علاقات اجتماعية جيدة بين الناس وتكسر الحواجز. ويبين خريس أهمية إدراك أنها لعبة افتراضية وليست حقيقية، فلا يمكن أن نمنع كل شيء نخاف منه، لذلك لا بد من توعية الأهل، والاضطلاع على ايجابيات اللعبة وسلبياتها.

وفي ذلك يذهب الخبير بالوقاية من العنف ومستشار أول الطب الشرعي الدكتور هاني جهشان الى أن الإدمان على الألعاب الإلكترونية هو مشكلة نفسية حقيقية، حيث تشير دراسات عديدة مسندة ان نسبة الذين لديهم اعراض الإدمان على هذه الألعاب تتراوح بين 6 إلى 15 % من مجموع الذين يلجأون لهذه الألعاب.

ويبين أن أحد الأسباب الرئيسية التي تجعل ألعاب الفيديو مسببة للإدمان هو انها مصممة لتكون بهذه الطريقة، إذ يبحث واضعو تصميم الألعاب والمبرمجون والشركات عن تحقيق الربح المالي السريع وأسهل طريق لذلك هو زيادة عدد الأشخاص الذين يجربون ألعابهم.

 ويتحقق ذلك بكون اللعبة مثيرة للتحدي بشكل كبير. ويشير جهشان الى أن علامات الإدمان هي نفسية وجسدية، فالنفسية تتلخص في الشعور بالتوتر والغضب والإحباط عند عدم القدرة للنفاذ لجهاز اللعب او الحاسوب، وعند العودة للمنزل مباشرة للعب بشكل قهري، استمرار اللعب لساعات طويلة وقد تمتد لطوال فترة الليل دون نوم، فشل محاولة التوقف عن اللعب رغم المحاولة الجادة لذلك.

كذلك الانفعال وفقد السيطرة على الكلام والحركات اللائقة اثناء اللعب، توتر كبير في حال انقطاع الانترنت لأي سبب كان، الانشغال والانهماك بأحداث اللعبة على الانترنت، تكرار مشاهد اللعبة في أحلام اللاعب، الكذب على الأصدقاء أو أفراد الأسرة بشأن مقدار الوقت الذي يقضيه اللعب، الانعزال الاجتماعي عن الزملاء بالمدرسة او العمل، وعن الأصدقاء وعن افراد اسرته.

أما الأعراض الجسدية فتشمل التعب والارهاق المستمر، الصداع الشديد وضعف البصر والالم والاحمرار في منطقة العينين، آلام الظهر والعنق والرسغين والاصابع، متلازمة النفق الرسغي وما يرافقها من اوجاع في اليدين والاصابع بسبب الاستخدام المتكرر غير المنضبط لأجهزة التحكم المتصلة بجهاز اللعبة او بالحاسوب او الهاتف الخلوي او الأجهزة اللوحية.

ويعتبر جهشان أن مسؤولية الأهل نحو أطفالهم ومسؤولية الحكومة بالوقاية والاستجابة للإدمان على الألعاب الالكترونية، مثل تنبيه الطفل لخطورة هذه الألعاب ومحاولة ضبط النفس والسيرة على الوقت والاندماج في الأمور الاجتماعية المدرسية والأسرية.

كذلك التوعية العمومية للمجتمع بمخاطر مثل هذه الألعاب، وهو الأساس في الوقاية من العواقب الوخيمة لهذه الألعاب، هذه التوعية يجب ان تكون مستدامة.

ويبين أن منع هذه الألعاب غير مجد بسبب صفتها العابرة للدول، وصعوبة حجبها على الإنترنت، وتوفر برامج بمبالغ زهيدة لتجاوز أي حجب لها على الانترنت.

ويشير إلى أنه من المتوقع أن تضع الشركات المصنعة للألعاب الإلكترونية العمر المناسب للشخص المستهدف باللعبة، لكن هذا الامر لا يمكن ضبطه في الأردن للأسباب التالية، وهو بيع جزء كبير من هذه الألعاب في محالات “السي دي” التي لا تلتزم بحقوق الملكية الفكرية وهناك تغاضي للجهات المعنية عن رقابتها، وشيوع محال لمتخصصين في اختراق الحماية لأجهزة الألعاب مقابل تقاضيهم مبالغ عالية، وشراء هذه الألعاب عن طريق الإنترنت او بتحميلها من مواقع غير مرخصة.

وفي حالات وتجارب سابقة مشابهة لحالة البوبجي كان هنالك ألعاب الكترونية على الهواتف الذكية مثل البوكيمون جو والحوت الازرق وقد لاقت رواجا كبيرا بين اوساط الشباب مع تحذيرات من الاندماج في هاتين اللعبتين من هيئة تنظيم قطاع الاتصالات التي وصلت حدودا تعدت التحذير الى امكانية حجب لعبة الحوت الازرق نظرا لما تشكله من خطر حقيقي على حياة الاطفال والمراهقين وذلك بعد تعرض عدد منهم لحالات انتحار.

ودعت الهيئة –عبر منشور لها على شبكة الفيسبوك الاجتماعية  جميع المواطنين الى توخي الحيطة والحذر وعدم تداول أو تنزيل أي تطبيقات أو ألعاب مشابهة أو تلك التي تطلب معلومات أو بيانات شخصية أو تعتمد تقنية تحديد المواقع الجغرافية GPS وتقوم باستخدام الكاميرا الموجودة بأجهزة الهواتف المتنقلة الذكية

وأكدت الهيئة على جميع الآباء والأمهات الى ضرورة مراقبة أبنائهم والتأكد من عدم انسياقهم وراء هكذا العاب وتوعيتهم بشكل مستمر بمخاطر هذه الممارسات.

_

يمتلك مبيضين خبرة تقارب الـ 10 اعوام في مجال العمل الصحافي، ويعمل حاليا، سكرتير تحرير ميداني في صحيفة الغد اليومية، وصحافيا متخصصا في تغطية أخبار قطاع الإتصالات وتكنولوجيا المعلومات، الملكية الفكرية، الريادة، والمسؤولية الإجتماعية. ويحمل مبيضين شهادة البكالوريوس من جامعة مؤتة – تخصّص ” إدارة الأعمال”، كما يعمل في تقديم إستشارات إعلامية حول أحداث وأخبار قطاع الإتصالات وتكنولوجيا المعلومات الأردني. Tel: +962 79 6542307

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى