الرئيسيةمقالات

إعـداد القـوة العاملة لمواجهة عصر الأتمتة

شارك هذا الموضوع:

*بقلم: ايرفينغ فلاداوسكي-بيرجر

تريد أن تبقى قادراً على المنافسة في عصر الأتمتة؟ قم بتجهيز قوتك العاملة لمواجهة بعض التغييرات التنظيمية المهمة، بما في ذلك التركيز القوي على التعلم المستمر، وزيادة التدريب على تنفيذ أعمال متعددة، والقيام بوظائف مختلفة، إضافة إلى العمل الجماعي. هذه هي بعض الاستنتاجات من تقرير معهد «ماكينزي» العالمي الأخير الذي يحمل عنوان «مهارة التحول: الأتمتة ومستقبل القوى العاملة»، ويستند التقرير إلى دراسة أجريت خلال عدد من السنوات الماضية، وتهدف إلى استكشاف الأثر المحتمل لتكنولوجيات التشغيل الآلي على الوظائف، ومستقبل ممارسة العمل داخل المصانع والمؤسسات.

ويقول التقرير: «مع تغير المهام، يجب إعادة تعريف الوظائف، ومن الضروري أن تكون الشركات أكثر مرونة فيما يتعلق بأنظمة العمل وإعداد البرامج التدريبية للعمال والموظفين»، وبالمثل، ستحتاج القيادة والموارد البشرية إلى التكيف أيضاً لمواكبة هذه هذه التغيرات المحتملة. ويضيف التقرير: «نحو 20% من الشركات تقول إن فريقها التنفيذي يفتقر إلى معرفة كافية لقيادة عملية تطوير العمل بالاعتماد على الأتمتة والذكاء الاصطناعي».

ولفهم أفضل للتغيرات في المهارات المطلوبة للعمال البشريين على مدار السنوات العشر إلى الـ15 المقبلة، حللت الدراسة كيف أن العدد الإجمالي لساعات العمل في 25 مجال مهارة مختلفة قد تغير بين عامي 2002 و2016، كما رصدت الدراسة أيضاً قدر التغيير المتوقع في ساعات العمل بحلول عام 2030، وذلك بالنسبة للولايات المتحدة و5 دول أوروبية أخرى. ووجدت الدراسة أن التغييرات التي تم رصدها في المهارات الأميركية، مشابهة إلى حد بعيد تلك التي تم رصدها في الدول الأوروبية الخمس.

وإجمالاً، ارتفع إجمالي ساعات العمل لجميع المهارات الـ25 بنسبة 8% بين عامي 2002 و2016 – من 266 مليار ساعة إلى 287 مليار ساعة، ويتوقع أن ينمو بنسبة 8% إضافية بحلول عام 2030 إلى 310 مليارات ساعة. وقد صنف التقرير المهارات الـ25 في خمس فئات، المادية واليدوية والمعرفة الأساسية، والمعرفة العالية، والاجتماعية والعاطفية، والتكنولوجية. ونرصد هنا كيف تتغير المهارات في كل فئة من الفئات الخمس.

وتمثل المهارات البدنية واليدوية أكبر نسبة مئوية من ساعات العمل في أميركا، برغم انخفاض ساعات العمل من 33% من إجمالي الساعات في عام 2002، إلى 31% في عام 2016. ومن المتوقع أن تنخفض إلى نحو 26% من إجمالي الساعات العمل بحلول عام 2030.

وكانت المهارات المعرفية الأساسية مثل التعليم الأساسي وإدخال البيانات الأساسية ومعالجته تمثل نحو 20% من إجمالي ساعات العمل في عام 2002، و18% في عام 2016، ومن المتوقع أن تنخفض إلى حوالي 15% من ساعات العمل بحلول عام 2030، وهو أكبر انخفاض تشهده إحدى الفئات.

وكانت المهارات المعرفية العليا، والتي تشمل الدراسات المتقدمة والتحليل، والتفكير النقدي، وإدارة المشاريع والإبداع، ثابتة إلى حد كبير: 21% في عام 2002، و22% في عام 2016، ومن المتوقع ألا تختلف هذه النسبة بدرجة تذكر حتى 2030. وبحلول عام 2030، سيزداد الطلب على هذه المهارات بسرعة خاصة الإبداع والتفكير النقدي ومعالجة المعلومات المعقدة.

وتشمل المهارات الاجتماعية والعاطفية مهارات متقدمة في الاتصال والإدارة والتفاوض. وقد ارتفع الطلب على العمال في هذه الفئة بشكل طفيف من 17% من إجمالي ساعات العمل في عام 2002 إلى 18% في عام 2016، ولكن من المتوقع أن يرتفع إلى 21% في عام 2030. وستشهد ريادة الأعمال والقيادة ومهارات العلاقات الشخصية أسرع نمو.

واستمر الطلب على المهارات التكنولوجية في التسارع، من 9% من إجمالي ساعات العمل في عام 2002 إلى 11% في عام 2016، لتصل هذه النسبة إلى نحو 16% بحلول عام 2030. ويتوقع أن يكون النمو الأسرع في مهارات تقنية المعلومات المتقدمة والبرمجة، وفي المهارات الرقمية الأساسية التي يمكن أن تنمو بنسبة 90%، و70% على التوالي على مدار الـ10-15 سنة المقبلة. وأجرت دراسة معهد ماكينزي العالمي أيضاً مسحاً لأكثر من 3000 مسؤول تنفيذي في 7 اقتصادات متقدمة، الولايات المتحدة وكندا وفرنسا وألمانيا وإيطاليا وإسبانيا والمملكة المتحدة. وأكدت نتيجة الاستبيان أن تقنية المعلومات المتقدمة والبرمجة من أهم المهارات المطلوبة في السنوات الثلاث المقبلة. كما سيزداد الطلب على المهارات المعرفية والاجتماعية والعاطفية. لكن المهارات البدنية واليدوية، بالإضافة إلى المهارات المعرفية الأساسية ستستمر في الانخفاض.

وستستمر الوظائف في التغير من خلال أتمتة بعض أنشطتها التأسيسية. وسيؤدي ذلك إلى خلق أنواع جديدة من الوظائف التي كانت تتطلب من قبل مواهب عالية المهارة، يصعب إيجادها، لكن يمكن القيام بها الآن بواسطة عمال متوسطي المهارات بمساعدة أدوات متقدمة. 

وتجدر الإشارة إلى أن من بين هذه التغييرات إنشاء ما يسمى بوظائف ذوي الياقات الجديدة، وهو نوع جديد من المهن التي تتطلب مهارة متوسطة، لا من ذوي الياقات الزرقاء أو البيضاء التقليدية، التي تبحث عنها صناعات كثيرة، ولكنها تبقى شاغرة إلى حد كبير. ولبناء قوة العمل في المستقبل، يوصي التقرير بأن تحتضن الشركات 5 أنواع رئيسة من الإجراءات:

إعادة التدريب: رفع مستويات مهارة الموظفين من خلال تعليمهم مهارات جديدة أو أكثر تقدماً. وهذا يضمن الحفاظ على المعرفة الوظيفية الداخلية والخبرة وفهم ثقافة الشركة.

إعادة التوزيع: تحويل أجزاء من القوى العاملة عن طريق إعادة تحديد مهام العمل أو إعادة تصميم العمليات من أجل الاستخدام الأفضل لقدرات المهارات المتوافرة بالفعل داخل الشركة.

حملات التوظيف: الحصول على الأفراد أو الفرق مع مجموعات المهارات المطلوبة. وبينما يخضع عرض المواهب للعرض والطلب في السوق، قد تكون التكلفة الإجمالية للتعيين أقل من الخيارات الأخرى، بما في ذلك إعادة التدريب.

العقود الخارجية: الاستفادة من العمال الخارجيين، مثل المتعاقدين، أو العاملين لحسابهم الخاص، أو العمال المؤقتين. ويتيح ذلك للشركات الحصول بسرعة على المهارات اللازمة إذا كانت الموهبة متاحة. تسريح العمال: قد يكون هذا الخيار ضرورياً في الصناعات التي لا تنمو بسرعة كافية أو التي يمكن أن يؤدي فيها التشغيل التلقائي إلى استبدال العمال بشكل ملحوظ. ويمكن تحقيق ذلك في كثير من الأحيان عن طريق خفض أو تجميد التوظيف الجديد وانتظار حلول وقت تقاعد الموظفين.

ونحو نصف الشركات التي شملها الاستطلاع يقولون إنهم يتوقعون تولي زمام المبادرة في بناء قوة العمل في المستقبل، ولكن جميع الذين سيتأثرون بتغير طرق العمل في المستقبل سيحتاجون إلى العمل معاً لإدارة إعادة تدريب واسعة النطاق، وغيرها من التحديات التي ستمر بها المرحلة الانتقالية المقبلة.

وتشير دراسة معهد «ماكينزي» العالمي إلى أنه «يمكن للشركات التعاون مع الهيئات التعليمية لإعادة تشكيل المناهج الدراسية في الكليات والمدارس. ويمكن للجهات المنظمة للأعمال أن تساعد في خلق كيانات لتبنّي ذوي المهارات الخاصة لدعم الاتجاه الجديد والمتطور في حركة الصناعة، بينما يمكن أيضاً للنقابات العمالية أن تساعد في تأهيل العمال لتقبل فكرة التطور والتنقل بين المهام الوظيفية المختلفة في المستقبل. ستحتاج الحكومات إلى تعزيز الضمانات للعمال الذين يمرون بمرحلة انتقالية، وتشجيع عملية التحول إلى مزيد من الاعتماد على الذكاء الاصطناعي، والتركيز على الفوائد المحتملة من هذا التطور على العمال، وكذلك على الاقتصاد بشكل عام».

_

يمتلك مبيضين خبرة تقارب الـ 10 اعوام في مجال العمل الصحافي، ويعمل حاليا، سكرتير تحرير ميداني في صحيفة الغد اليومية، وصحافيا متخصصا في تغطية أخبار قطاع الإتصالات وتكنولوجيا المعلومات، الملكية الفكرية، الريادة، والمسؤولية الإجتماعية. ويحمل مبيضين شهادة البكالوريوس من جامعة مؤتة – تخصّص ” إدارة الأعمال”، كما يعمل في تقديم إستشارات إعلامية حول أحداث وأخبار قطاع الإتصالات وتكنولوجيا المعلومات الأردني. Tel: +962 79 6542307

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى