الرئيسيةريادة

الألعاب الإلكترونية… ترفيه خلفه صناعة ضخمة

شارك هذا الموضوع:

هاشتاق عربي 

الغد – ابراهيم المبيضين

 تنسف أرقام ومؤشرات عالمية ظهرت حول صناعة الألعاب الإلكترونية، مؤخرا، المقولة والصورة المرسومة حولها بأن هذه الصناعة لا تتعدى كونها وسيلة للتسلية والترفيه وأنها لا يمكن أن تدر دخلا على العاملين فيها.

ويؤكد خبراء محليون -شاركوا خلال اليومين الماضيين في قمة الألعاب الالكترونية- أن الألعاب الإلكترونية باتت صناعة ضخمة اليوم تدر مئات الملايين والمليارات على الشركات والأفراد العاملين فيها.

ولفتوا إلى أنها تشكل فرصة للشباب الأردني لتطوير تطبيقاتهم وإنشاء شركاتهم في هذا المضمار، وخصوصا أنها لا تحتاج الى الكثير من الاستثمارات فهي تحتاج الى الموارد البشرية المؤهلة والإبداع والابتكار والأفكار، والتدريب وتعلم لغات البرمجة الحديثة التي تبنى عليها الألعاب.

وبلغ حجم الإيرادات التي حققتها صناعة الألعاب الالكترونية في منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا حوالي 3 مليارات دولار العام الماضي، فيما تعاني السوق المحلية من غياب إحصاءات ومؤشرات حول حجم إيرادات هذا القطاع.

وتتحدث الأرقام عن قوة وأهمية هذه الصناعة؛ حيث حققت لعبة “بوكيمون جو” نجاحا كبيرا عن إطلاقها أول مرة العام 2016، ووصلت إلى حد الإدمان لدى البعض، وتظهر أرقام عالمية أن أرباح هذه اللعبة تجاوزت ملياري دولار، واستغرقت اللعبة 811 يوما لتصل إلى هذا الحد.

مثال آخر يدلل على ما يمكن أن تحققه لعبة بحد ذاتها في هذه الصناعة، فإن لعبة “سوبر ماريو” المعروفة حققت منذ إطلاقها في العام 2016 أرباحا تقدر بـ60 مليون دولار. وعلى مستوى صناعة الألعاب بشكل عام، تظهر الأرقام أنه من المتوقع أن ترتفع إيراداتها العام الحالي لتسجل 137 مليار دولار مقارنة بحوالي 109 مليارات دولار إيراداتها المسجلة العام الماضي.

واختتمت أمس في عمان فعاليات قمة الألعاب الالكترونية التي انعقدت بدعم من صندوق الملك عبدالله الثاني للتنمية تحت شعار “الاستخدام الأمثل للتكنولوجيا” وبمشاركة 700 شاب أردني وحوالي 30 شركة عربية وعالمية. ويرى وزير الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات م.مثنى الغرايبة، الذي حضر جانبا من فعاليات قمة الألعاب الالكترونية، أن صناعة الألعاب الالكترونية، وخصوصا تطبيقات وألعاب الموبايل، عالمية وضخمة تحقق إيرادات بعشرات المليارات يجب التركيز عليها ودعمها في الأردن ونشرها في جميع محافظات المملكة، فهي تشكل فرصة كبيرة للشباب والمطورين والشركات الريادية للنجاح وتصدير التطبيقات للمنطقة العربية والعالم. 

وقال الوزير “إن هذه الصناعة لا تحتاج الى استثمارات كبيرة ولكنها تحتاج الى الابتكار والإبداع والأفكار، ومواكبة تطورات البرمجة؛ حيث يمكن للشباب الاستفادة منها والعمل فيها من محافظاتهم”.

ولفت إلى أهمية الدور الذي يمكن أن تلعبه محطات المعرفة لتدريب وتأهيل الشباب لهذه الصناعة في محافظاتهم؛ إذ كان هناك تجربة بدأ العمل عليها بالتعاون مع مختبر الألعاب الإلكترونية الأردنية في محافظة جرش.

وأكد أن انتشار الهواتف الذكية في الأردن والعالم، والبنية التحتية محليا، هي محفزات للعمل في هذا المضمار لنشر هذه الصناعة في الأردن وتمكين الشباب فيها، وخصوصا أنها لا تحتاج الا الى الموارد البشرية المؤهلة.

وقال الوزير “الصورة السلبية لدى الأهل أو الشباب حول هذه الصناعة والعمل فيها أو دراستها آخذة في التغير؛ إذ يعتقد كثيرون أن العمل في هذه الصناعة لا يمكن أن يدر دخلا، ولكن الصورة مختلفة ويمكن تغييرها بالحديث والتوعية بقصص النجاح الأردنية لشركات ألعاب مميزة تنمو بشكل كبير وتوظف العشرات من الشباب مثل شركة ميس الورد وشركة طماطم وغيرهما”.

ومن قصص النجاح المحلية في صناعة الألعاب الإلكترونية الأردنية؛ شركة “ميس الورد” التي تأسست في العام 2003 وما تزال قائمة حتى يومنا تحقق نجاحات كبيرة.

وعن الشركة، قال مؤسسها نور خريس، إنها كانت من أوائل الشركات العاملة في هذا المجال في العالم العربي.

وفي بداياتها، واجهت تحديات عديدة بارزة أهمها غياب الكوادر البشرية العربية المتخصصة في برمجة وتصميم الألعاب الإلكترونية، ولكن الإصرار على تحقيق النجاح دفع الشركة للتعاون مع مبرمجي ومطوري ألعاب عالميين ومن ثم نشر هذه الألعاب في العالم العربي بعد تهيئتها لتناسب المستخدمين في العالم العربي من حيث اللغة والشكل وخطط التسويق.

وقال “الشركة بنت فريقها الخاص والبالغ عدده اليوم 22 موظفا داخل الأردن وتابعت تطوير الألعاب المميزة للموبايل وبما أنها باتت معروفة عالميا على متاجر التطبيقات، فقد نالت ثقة العديد من اللاعبين الموجودين داخل وخارج الوطن العربي، كما تعاونت وتعاقدت مع شركات محلية وعالمية لتطوير ونشر ألعاب مثل: كات ذا روب rope the Cut، عالم زووني حول العالم World Zoony، شخصيات الأودبودوز للرسوم المتحركة Oddbods، بطولة المحارب وألعاب أخرى”.

وأكد خريس أنه لأهمية دور القطاع الخاص بالعمل في منظومة التطوير، كانت “ميس الورد” الشريك التقني لمختبر الألعاب الأردني ومسابقة تحدي التطبيقات، وهذا المختبر هو منصة غير ربحية، يدعمه ويديره صندوق الملك عبدالله الثاني للتنمية، وعمله الرئيسي قائم على توفير بيئة مناسبة تقنية وتدريبية لتطوير مهارات الشباب الأردني في مجال صناعة الألعاب.

ودعا خريس الشباب للتركيز على ألعاب الموبايل لأنها آخذة في التوسع والانتشار ومتابعة أحدث التوجهات التقنية مثل الواقع الافتراضي.

ومن قصص النجاح الأخرى شركة “طماطم” -الشركة الأردنية المتخصصة بنشر الألعاب الإلكترونية باللغة العربية- إذ قال حسام حمو “الشباب يمكنهم النجاح وتحقيق الدخل من تطبيقات ألعاب الموبايل بمجرد تطوير وابتكار فكرة مميزة ورفعها على المتاجر الالكترونية العالمية”، داعيا الشباب الى التعلم المستمر والتدرب على لغات البرمجة الحديثة والعمل في الشركات القائمة لاكتساب الخبرات.

وأكد حمو أن صناعة الألعاب الالكترونية على عكس ما هو معروف عنها هي صناعة من السهل الدخول فيها وتأسيس الشركات في إطارها، مع توافر منصات ومحركات التطوير والمتاجر الالكترونية العالمية التي يمكن أن تنشر لك لعبة وتطبيق للسوق العالمية وأنت في بلدك.

وقال حمو “الشركة منذ انطلاقها قبل خمس سنوات وهي تنمو بشكل مستمر؛ حيث ركزت عملها في تعريب ونشر الألعاب العالمية وتقديمها للسوق المحلي؛ حيث نجحت منذ ذلك الوقت في تقديم 50 لعبة نصفها معرب، وحازت هذه الألعاب على نحو 55 مليون تحميل”.

وأشار الى أن الشركة توظف اليوم 40 موظفا يعملون على متابعة وتعريب الألعاب الالكترونية العالمية لتقديمها بشكل يلائم طبيعة السوقين الأردنية والعربية.

_

يمتلك مبيضين خبرة تقارب الـ 10 اعوام في مجال العمل الصحافي، ويعمل حاليا، سكرتير تحرير ميداني في صحيفة الغد اليومية، وصحافيا متخصصا في تغطية أخبار قطاع الإتصالات وتكنولوجيا المعلومات، الملكية الفكرية، الريادة، والمسؤولية الإجتماعية. ويحمل مبيضين شهادة البكالوريوس من جامعة مؤتة – تخصّص ” إدارة الأعمال”، كما يعمل في تقديم إستشارات إعلامية حول أحداث وأخبار قطاع الإتصالات وتكنولوجيا المعلومات الأردني. Tel: +962 79 6542307

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى