الرئيسيةريادة

بيئة ريادة الاعمال ….. مبادرات فردية ناضجة وبيئة يغيب عنها التنظيم والتكامل

شارك هذا الموضوع:

دعوات لإنشاء جهة مرجعية معنية بالريادة والتركيز على التعليم والإرشاد

 رياديون يقبلون على ريادة الأعمال لإنشاء شركات تسد حاجة المجتمع

هاشتاق عربي 

الغد – إبراهيم المبيضين

طموحات وأحلام طالت السماء نأت بشباب عن ثقافة الوظيفة ليحولوا أفكارا بسيطة إلى مشاريع إنتاجية ريادية مدفوعة بالثورة التكنولوجية وانتشار الإنترنت، بمساعدة المبادرات وحاضنات الأعمال والصناديق الاستثمارية.

عوامل كثيرة دفعت مئات الشباب الأردني خلال السنوات الثماني الماضية لتأسيس ما يسمى بالشركات الناشئة والحصول على لقب “رؤساء تنفيذيون” حتى في عمر العشرين أو أقل.

مشهد تدفق الشباب، والإقبال على ريادة الأعمال يصفه خبراء بأنه “إيجابي” كونه يعكس التغيير في ثقافة الشباب عندما فضلوا الاعتماد على أنفسهم وتأسيس شركاتهم الخاصة بدلا من التفكير والإصرار على الوظيفة، مع وجود العديد من المبادرات الفردية المتفرقة “الناضجة” التي تدعم نجاح هذه المشاريع لتطوير الاقتصاد والمساهمة في حل مشكلة البطالة التي تقول أرقام رسمية إنها بلغت خلال الربع الثاني من العام الحالي (18.7 %) و(16.6 %) للذكور مقابل (26.8 %) للإناث.

بيد أن المشهد ليس بالمثالي ويشوبه الكثير من السلبيات -كما يؤكد الخبراء- فمنها السلبيات التي تتعلق بالرياديين أنفسهم، وسلبيات تتعلق بعدم اكتمال منظومة ريادة الأعمال في المملكة وتفرق مبادراتها الداعمة للشباب، وعدم وجود جهة مرجعية قوية تجمع كل المبادرات وحاضنات الأعمال والشركات الناشئة الأردنية التي لم تستطع أي جهة تحديد أعدادها ومؤشراتها الاقتصادية حتى يومنا هذا مع الحاجة الى تشريعات تدعم تأسيس الشركات الريادية، وهي الأمور التي تتطلب عملا وجهدا مشتركا بين المعنيين بريادة الأعمال لإكمال منظومتها الاقتصادية.

أرقام غير رسمية تتحدث عن أن منظومة ريادة الأعمال في الأردن تتكون من 246 برنامجا عاملا، تابعة لـ159 مؤسسة محلية وخارجية وبأن نسبة تصل الى 93 % من البرامج الداعمة لريادة الأعمال تخدم الشباب من عمان.

وفيما يشخص الخبراء مشهد ريادة الأعمال في الأردن ويضعوه بين حدين: “الإيجابي” بانتشار مفهوم ريادة الأعمال وتبنيه بشكل متزايد من قبل الشباب، و”السلبي” بعدم اكتمال منظومة ريادة الأعمال، يواصل عشرات الرياديين في مجمع الملك الحسين للأعمال اليوم عملهم على مشاريع مثل مشروع “مرايتي” الذي تقوده بنجاح الريادية رموز صادق منذ سنة ونصف ليسهل عملية حجز “خدمات التجميل” “اون لاين” وتقديمها للسيدات في بيوتهن.

صادق، التي وفر مشروعها وظائف لنحو 25 أخصائية تجميل، ترى أن بيئة ريادة الأعمال “إيجابية” بشكلها العام وأن هنالك مصادر تمويل متعددة في هذه البيئة تساعد الشركات على البدء أو التوسع في المشاريع.

غير أن الريادية هبة القضاة -ابنة الـ26 عاما- التي تعمل بشركتها خارج مجمع الأعمال منذ بداية العام بمشروع تعليمي تقني لشرح المناهج بالفيديوهات، أكدت أنها تواجه تحدي الحصول على “التمويل” لتكمل مشروعها الذي لم يلق قبولا عند الكثير من الجهات المعنية بالتمويل لأنه يصنف في دائرة “الريادة الاجتماعية” مع عدم وجود نموذج ربحي تسعى إليه هبة في هذا المشروع الريادي.

ورغم ذلك، تواصل القضاة عملها بجد لأنها “مؤمنة بالفكرة” لتطرق كل الأبواب حتى تتمكن من الحصول على تمويل، مؤكدة أن إقبال الشباب على ابتكار أفكار وتأسيس مشاريع صغيرة هو أمر إيجابي وحقيقي وليس “موضة”، كما يرى البعض، لأن هؤلاء الشباب يحلمون بتحسين واقعهم الاقتصادي والاجتماعي في ظل نقص الوظائف، من خلال ابتكار مشاريع وأفكار مميزة، وهم بحاجة إلى الدعم من المحيط.

ويتحدث الريادي رعد الكلحة عن مشروعه “كيرير”، وهو تطبيق هواتف ذكية يربط بين مقدمي الرعاية الصحية من الممرضين والمربيات مع المستخدمين الذين هم بحاجة لرعاية منزلية لمرضاهم أو أطفالهم، مشيرا الى أنه لم ينشئ شركته لمجرد أن يكون لديه شركة، ولكنه يؤمن بأهمية الفكرة لخدمة الناس وحل مشكلة موجودة في قطاع الرعاية الصحية.

شغف الريادي بمشروعه مهم للنجاح

وقال الكلحة “إن الضرائب وعدم وجود صفة الصبر والجلد لدى الريادي، الى جانب عدم اتصاف الريادي بالشغف والحب لما يعمل عليه، هي عوامل رئيسية توصل الريادي الى الفشل”.

ولم تنكر صادق وجود تحديات كبيرة يواجهها الرياديون عندما أشارت الى أنه لا يمكن التغاضي عن العدد الكبير من الشركات الأردنية المهاجرة التي قامت بإغلاق مكاتبها بالأردن لارتفاع الكلف التشغيلية أو انخفاض المدخولات لتتجه للعمل والاستقرار في دول أخرى، وهو ما يؤشر الى سلبيات في بيئة الريادة المحلية.

ولتحسين بيئة ريادة الأعمال، قالت صادق: “نطلب من الحكومة تحديد أطر عمل قانونية واضحة تسهل عمل الشركات الريادية، كما أننا نريد قوانين مصممة لهذه الشركات ونريد إعفاءات أكثر شمولية من الموجودة حاليا”.

وتحدثت صادق عن ظاهرة أسمتها بـ”الرياديون الهواة” الذين يركزون على المشاركات المتكررة في فعاليات ريادة الأعمال والتواجد على السوشيال ميديا يتحدثون عن ريادة الأعمال ويروجون لها، مؤكدة أن لهم دورا في نشر ثقافة ريادة الأعمال رغم الانتقادات الموجهة لهم بأنهم يتبنون الريادة كـ”موضة” أو “تقليد”.

وعلى بعد أمتار من مكتب “مرايتي” في مجمع الأعمال، يواصل فريق شركة “مايندروكتس” العمل بجد على تطوير منتجاتها التقنية المساندة للصم والتي نجحت في دخول أسواق مختلفة في دول العالم رغم حداثة الشركة التي لم يتجاوز عمرها السنة ونصف؛ حيث يتفق رئيس مجلس إدارة الشركة، محمد الكيلاني مع صادق، في الرأي، حول وجود أصناف متعددة من الرياديين أفرزتهم بيئة ريادة الأعمال؛ فمنهم شباب جادون في تأسيس مشاريع يعتقدون أنها ستضيف الكثير إلى حياتهم وحياة الناس من حولهم، وآخرون حاصرتهم ظروف العمل فوجدوا في الدعم فرصة اقتصادية لهم، وشريحة تخوض تجربة الريادة لمجرد التجربة وهم يظنون أن الطريق سهلة للغاية، فضلا عن وجود شريحة أخيرة على مقاعد الدراسة الجامعية أو المدرسية.

ويعتقد الكيلاني أن بيئة الريادة في الأردن “لم تنضح بعد” ولكنها قطعت شوطاً طويلاً.

وقال “منذ سنوات عدة لم يكن هناك حاضنات أو مسرعات أعمال ولا حتى أماكن مشتركة للعمل، لم يكن هناك مستثمرون في شباب بمرحلة الفكرة ولم يكن هناك أماكن من شركات الاتصالات لرعاية المشاريع الناشئة… لم نكن نسمع بكلمة مستثمر ولم يكن يأتي زوار من جوجل وسيليكون فالي للتحدث مع شباب في أماكن مثل زينك وغير ذلك الكثير”.

بناء منتج لا يريده الناس أهم أسباب فشل الريادي

وعن أهم أسباب فشل الشركات الريادية، قال الكيلاني “إن هناك دراسات عالمية عدة عن هذا الموضوع إحداها تؤكد أن أهم سبب هو بناء منتج لا يريده الناس”.

وأشار الكيلاني إلى ظاهرة وجود “مرشدين” في البيئة الريادية يمارسون الإرشاد بطريقة خاطئة جداً مدفوعين أحياناً بحسن نواياهم وهم لم يخوضوا يوماً تجربة بدء شركة خاصة، ولم يعانوا فيها، ثم يرشدون الشباب في الطريق الخاطئ.

وفي الوقت الذي كان يتحدث الكيلاني لـ”الغد” عن الريادة، كان الريادي أنس الشريف ينشر منشورا على صفحته الفيسبوكية يتحدث فيه عن تطبيقه الذي أطلقه قبل سنة لربط الناس بمقدمي خدمات “الدراي كلين” تحت اسم تطبيق “واصل” وبأن إنشاء الشركات الريادية ليس بالأمر السهل وبأن من يتبنى الموضوع سيتعلم فيه الكثير.

تجربة الريادة تعلم الدروس

وقال الشريف في منشوره: “مثل هذا اليوم قبل سنة.. أطلقنا تطبيق “واصل” لخدمات الدراي كلين، الآن، وبعد مرور 365 يوما على فعالية الإطلاق التي كانت ناجحة بكل المقاييس أقول إنني تعلمت 365 درسا.. تجربة أضافت لي الكثير ووسعت مداركي”.

من الظلم اعتبار ما يحدث في بيئة ريادة الأعمال “موضة”

بالروح الإيجابية نفسها التي تحدث فيها الشريف عن مشروعه، وصف وتحدث وزير الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات، المهندس مُثنى الغرايبة، عن بيئة ريادة الأعمال، وقال إنه “من الظلم” اعتبار أو تقييم ما يحصل في بيئة ريادة الأعمال الأردنية بأنه “موضة عابرة”، لأن هناك جوانب حقيقية وريادة حقيقية وهناك نجاحات كبيرة للشركات الريادية الأردنية على مستوى المنطقة وعلى مستوى العالم.

الأردن في المرتبة 49 في مؤشر الريادة العالمي

ودلل الوزير على هذه النجاحات بالأرقام، مشيرا الى أن الأردن الذي يشكل عدد سكانه 3 % من سكان المنطقة، يشكل رياديو الأعمال فيه 23 % من رياديي الأعمال في المنطقة العربية، كما أشار الى تقدم الأردن 7 مراتب في مؤشر ريادة الأعمال العالمي في العام ليصبح في المرتبة 49، والذي انتقل من المرتبة 70 للمرتبة 50 على مؤشر تنافسية المواهب العالمية خلال 3 سنوات فقط.

وأكد أن بيئة ريادة الأعمال الأردنية تشهد وجود عدد من حاضنات الأعمال منها الثلاث التابعة لشركات الاتصالات: منصة زينك التابعة لشركة زين، وبرنامج “بيج” التابع لشركة أوارنج وحاضنة “ذا تانك” التابعة لشركة أمنية، الى جانب وجود الصناديق الاستثمارية الداعمة لريادة الأعمال، ومنها صندوق الريادة الأردني الذي أطلق مؤخرا وأويسس 500 وسيليكون باديا وبيوند كابيتال وغيرها من الصناديق، فضلا عن امتلاك الأردن بنية تحتية قوية متقدمة قليلة الكلفة تسمح لرياديي الأعمال وللشركات الكبرى بتقديم خدماتها بفعالية وتنافسية.

وأشار الوزير أيضا الى أن في الأردن اليوم قصص نجاح حقيقية؛ حيث فازت شركات أردنية بعطاءات تنافسية ضد كبرى الشركات العالمية في مجال الذكاء الاصطناعي في إحدى أكثر الدول الشقيقة تقدماً في مجال التكنولوجيا، بالإضافة الى شركات أردنية قامت بابتكار وتطوير حلول دفع ومقاصة الكترونية للشيكات كانت الأولى من نوعها في العالم، وشركات أردنية تعمل وتقدم منتجات في الذكاء الاصطناعي، الى جانب وجود شركات أردنية استطاعت استقطاب استثمارات بعشرات الملايين مثل موضوع وطماطم و”الطبي” و”بي اوه اس روكيت” وغيرها.

وقال الغرايبة “إن الريادة هي مفهوم يدور حول “التجربة والفشل والتعلم”، وإن ما نشاهده من تجارب فشل أو أفكار قد لا تكون على المستوى المطلوب هي أمور عادية تجري في كل بيئات ريادة الأعمال”.

أسباب متعددة لفشل الشركات الريادية

“اويسس 500” الشركة المتخصصة في دعم وتمويل رواد الأعمال في الشرق الأوسط وشمال أفريقيا، استعرضت العام الحالي، عبر صفحتها الرسمية على “فيسبوك”، أسباب فشل وخروج الشركات الناشئة من السوق من واقع تجربته التي امتدت لثماني سنوات ودعم من خلالها 150 شركة ناشئة.

وقال الصندوق، في منشور له عبر صفحته الرئيسية على شبكة “فيسبوك”، إن من أسباب فشل الشركات الناشئة عدم دراسة السوق وإجراء الأبحاث السوقية اللازمة وعدم تحضير مخطط نموذج الأعمال اللازم أو عدم جودته، وعدم تحديث مخطط نموذج الأعمال بشكل دوري، وضعف في إدارة الأمور المالية والمصاريف، وعدم القدرة على استقطاب وإقناع المستثمرين.

وأوضح الصندوق، أن من أسباب فشل الشركات هي التشريعات والأمور القانونية وعدم تحضير وتطبيق خطة تسويق فعالة، وبسبب استراتيجية الدخول إلى السوق التي تكون غير مجدية ولأنها تعتمد على فريق عمل غير مناسب.

تسهيل تسجيل الشركات وتأسيسها مهم للرياديين

ومن جهة أخرى، أشار وزير الاتصالات الى أن البيئة الأردنية تحتاج الى الكثير من العمل لتطويرها أكثر مما هي عليه؛ حيث يجب العمل على تعميق ونشر مفاهيم الإرشاد والتوجيه للرياديين، تسهيل تسجيل أعمالهم وعملياتهم في أولى سنوات التأسيس، العمل مع الرياديين لنقل أفكارهم ومنتجاتهم الى الأسواق الخارجية؛ حيث تعد السوق الأردنية محدودة، كما يجب العمل بجد على توحيد الجهود بين حاضنات الأعمال المختلفة وضم أكبر عدد من الشركات الريادية لتتبع جهة مرجعية واحدة يمكن أن تتكلم بصوتهم جميعا وتدافع عنهم وتحل مشاكلهم، وهو ما يجري العمل عليه بتشكيل لجنة تضم كل حاضنات الأعمال والصناديق الاستثمارية ومنها مجلس قادة الشركات الناشئة الذي تم تشكيله مؤخرا.

واتفق رئيس هيئة المديرين في جمعية شركات تقنية المعلومات الأردنية “إنتاج”، الدكتور بشار حوامدة، مع الوزير في الرأي، وأكد أن هنالك تحسنا كبيرا في بيئة ريادة الأعمال خلال السنوات الماضية؛ حيث أصبحنا نشاهد في الأردن شركات ريادية ذات قيمة، هناك تحسن في أفكار الشركات الناشئة، وتركيز أكبر من قبل الرياديين على بناء المنتج لخدمة العملاء والناس أكثر من الاهتمام بالاستثمار والمستثمرين الذي ظل هاجسا يلهي الرياديين في سنوات سابقة عن تطوير منتجهم.

وقال حوامدة: “إن بيئة ريادة الأعمال في الأردن هي من الأفضل في المنطقة رغم وجود بعض النواقص في منظومتها، وهي تحتاج الى مزيد من العمل وتنسيق الجهود لتصل الى حالة نضج مكتملة”.

وأكد حوامدة “أن التمويل لم يعد المشكلة الكبرى أمام الرياديين مع تعدد مصادر التمويل وتواجد صناديق استثمارية متعددة في الأردن؛ حيث تتركز مشاكلنا في وصول الشركات الريادية الى الأسواق الخارجية؛ حيث من الممكن أن تلعب السفارات دورا كبيرا في معالجة هذا الموضوع، فضلا عن الحاجة لدعم الحكومة لهذا القطاع من خلال إقرار القوانين التي تساعد الشركات على التأسيس والنمو والمشاركة في العطاءات الحكومية”.

المبادرات الداعمة لريادة الأعمال متفرقة

رئيس مجلس قادة الشركات الناشئة، أحمد الهناندة، شخص حالة بيئة ريادة الأعمال في الأردن، وقال “إن مفهوم الريادة في الأردن ناضج عندما نشاهد إقبال الشباب على تأسيس المشاريع الريادية ونشاهد مبادرات وبرامج فردية ناضجة لدعم وتشجيع ريادة الأعمال مثل حاضنات الأعمال التابعة لشركات الاتصالات الثلاث وشمال ستارت ومركز إبداع الكرك وانديفر الأردن من المبادرات واويسس 500 ودارة الريادة ومبادرة الألف ريادي لجمعية “إنتاج” وغيرها الكثير، ولكن هذه المبادرات تبقى “مبادرات ومجتمعات ريادية متفرقة””.

لكن الهناندة أكد أنه رغم نضج مفهوم الريادة عند أطراف المعادلة من الشباب والمبادرات والجهات الحاضنة والقطاع الخاص، إلا أن منظومة ريادة الأعمال وبيئتها ما تزال غير ناضجة وتحتاج الى الكثير من العمل لتكون جزءا من اهتمامات الحكومة وأن يكون هناك جهة موحدة تهتم بها وتطورها، بإطار تنظيمي وتشريعات وخطوات محفزة ومشجعة على ريادة الأعمال.

ستة محاور لإكمال منظومة ريادة الأعمال

وقال الهناندة “إننا سنعتبر بيئة ريادة الأعمال ناضجة عندما تصبح “قطاعا قائما بحد ذاته”، يجري التعامل معه كقطاع موحد وعندما يكون هناك بيئة ريادية صحية ومحفزة على الريادة”، موضحا أن ذلك يتطلب عملا في ستة محاور منها محور التمويل الذي يتحسن يوما بعد يوم؛ حيث تم إطلاق صندوق الريادة الأردني مؤخرا، ومحور الوصول الى الأسواق، التشريعات المحفزة وعنصر رأس المال البشري وما يدور حولها من قوانين العمل والضمان الاجتماعي، ومحور التعليم؛ حيث يجب أن تكون الريادة جزءا من العملية التعليمية، فضلا عن محور دور القطاعين العام والخاص ودور الإعلام؛ حيث يجب أن تكون الريادة في سلم أولويات هذه القطاعات.

وفي هذا السياق، اقترح الريادي الكيلاني إلغاء ضريبة الدخل تماماً على قطاع تقنية المعلومات لأن المنافسة عالية جداً والعديد من الشركات الناشئة في العالم مسجلة في مناطق غير خاضعة نهائياً لضريبة المبيعات.

واقترح الكيلاني إنشاء منطقة حرة للشركات التقنية لتجنب مشاكل هروب رأس المال وللتقليل من خوف المستثمرين، لافتا الى أن المستثمرين لا يخاطرون بوضع أموالهم في شركة تخضع لقوانين متقلبة، كما اقترح إلغاء تقديم الإقرار لضريبة المبيعات.

وأكد أهمية دعم الشركات الناشئة للوصول إلى المعارض العالمية المتخصصة، وتفعيل دور السفارات بالخارج كحلقة وصل تقدم الشركات الأردنية لزبائن محتملين.

ومن جانبه، أكد الريادي- المؤسس والرئيس التنفيذي لشركة “سلاسل”، منير النوري، تميز الرياديين الأردنيين مقارنة بأي بيئة أعمال في المنطقة.

من الطبيعي تشابه الأفكار في بيئة ريادة الأعمال

وأضاف النوري، الذي يدير شركة ريادية تعنى بتطوير برمجيات تخدم قطاعات التعليم والتدريب، أن مصطلح موضة عابرة  “لن يكون ملائما” لوصف ما يجري على أرض الواقع في بيئة ريادة الأعمال، فلا موضة عابرة تستطيع الصمود لأكثر من 8 سنوات.

وأضاف النوري: “من الطبيعي أن تتشابه بعض الأفكار لدى الرياديين، وذلك نتيجة وجود المشاكل نفسها في البيئة المحيطة ولكن العبرة دائما في التنفيذ”.

ومن جانبه، قال المدير التنفيذي لجمعية “إنتاج”، المهندس نضال البيطار، أهمية ما يحصل من تطور في بيئة ريادة الأعمال الأردنية.

جهة مرجعية لريادة الأعمال عامل مهم للنجاح

وأكد البيطار أهمية توحيد وتنسيق الجهود لإيجاد جهة ومنصة مرجعية لكل ما يحصل في بيئة ريادة الأعمال الأردنية؛ حيث تعمل “إنتاج” اليوم على إطلاق أول منصة الكترونية تكون مرجعية لكل بيانات بيئة ريادة الأعمال في الأردن، ولتكون عاملا مساعدا وموجها للرياديين والمستثمرين وحاضنات الأعمال، كما أشار الى أهمية إنشاء مجلس قادة الشركات الناشئة ليكون ممثلا يوصل صوت الشركات الريادية الى أصحاب القرار في الحكومة أو القطاع الخاص.

المعرفة والخبرة بالريادة مهمتان للشباب

وقال الأكاديمي حمزة عبد الرحيم الشيخ، الذي يدرس الدكتوراه في مجال ريادة الأعمال والإبداع في بريطانيا، إن الأسباب الرئيسية التي تؤدي الى عدم وجود تجارب ناجحة حقيقية في ريادة الأعمال هي قلة “المعرفة والتعليم” لدى الرياديين حول الريادة وبناء المنتجات؛ حيث يجب البدء بتعليم هذه المفاهيم في الدراسة الأساسية أو الجامعية، فالأمر لا يجب أن يكون مفاجئا أو بهدف التقليد والموضة.

وأكد الشيخ أهمية الخبرة للريادي حتى يتمكن من إنجاح مشروعه، وأهمية المرشدين والحاضنات في هذا المجال.

_

يمتلك مبيضين خبرة تقارب الـ 10 اعوام في مجال العمل الصحافي، ويعمل حاليا، سكرتير تحرير ميداني في صحيفة الغد اليومية، وصحافيا متخصصا في تغطية أخبار قطاع الإتصالات وتكنولوجيا المعلومات، الملكية الفكرية، الريادة، والمسؤولية الإجتماعية. ويحمل مبيضين شهادة البكالوريوس من جامعة مؤتة – تخصّص ” إدارة الأعمال”، كما يعمل في تقديم إستشارات إعلامية حول أحداث وأخبار قطاع الإتصالات وتكنولوجيا المعلومات الأردني. Tel: +962 79 6542307

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى