ريادة

مكتبيون “في شومان” يؤكدون أهمية دور المكتبات في النهوض بالمجتمعات

شارك هذا الموضوع:

هاشتاق عربي – أكد مكتبيون أهمية دور المكتبات في النهوض بالمجتمعات، وانخراطها في العملية التعليمية؛ عن طريق توظيف التقنية الرقمية في المكتبات العصرية.

وفي الندوة التي حملت عنوان “المكتبة كمحرك للتغيير 3″، نظمتها مؤسسة عبد الحميد شومان، الأربعاء الماضي، في قاعة المنتدى لديها، وأدارها مدير “مكتبة شومان”، غالب مسعود، بحضور عدد من المكتبيين من الأردن وفلسطين، شدد مدير خدمات مكتبة هلسنكي المركزية الجديدة، الفنلندي كاري لامسا، الذي استهل الندوة، على حاجة الافراد لمكتبات توفر محتوى تعليمي ومعرفي يحقق اضافة نوعية على حياتهم.

وقال لامسا “نحن بحاجة إلى المكتبات؛ لأننا بحاجة إلى أماكن دافئة نحتمي بظلالها ونقضي جل اوقاتنا فيها”، مبيناً أن فنلندا يتواجد فيها نحو 36 مكتبة، متوزعة بين العاصمة والقرى ومراكز التسويق.

وأضاف “لدينا مساحات معينة تناقش من خلالها قضايا كثيرة ومهمة، مثل العولمة والتنوير والحداثة، إضافة إلى إقامة الحفلات الموسيقية، ونشاطات للأطفال، والكبار أيضا”.

وبحسبه، فإن أهم مميزات المكتبة العصرية بتوفيرها المساحة المريحة للقراء، بالإضافة إلى تأمين كافة المعدات لروادها، والتعاون معهم من أجل تطوير فعاليات مناسبة لهم.

وتسعى مكتبات فنلندا منذ سنوات عدة، إلى التحول من مكتبات فرعية صغيرة إلى مكتبات كبيرة في أماكن نشطة مليئة بالأحداث، مع جعل الناس يتمتعون بخدمات مرئية ضمن أجواء صوتية مختلفة، وفقاً للامسا.

وضرب لامسا أمثلة عدة عن استخدامات المكتبات في فنلندا للأدوات حديثة، وهي تساعد القراء في تلبية احتياجاتهم ورغباتهم، منها: “الطابعات ثلاثية الأبعاد، الماسح الضوئي ثلاثي الأبعاد، القاطع ثلاثي الأبعاد، محطة الرسومات، آلات الخياطة – المحطات الرقمية”.

وحول آلية عمل مكتبات فنلندا، قال لامسا “نعمل بكل جهدنا على تصميم كل ما يحتاجه القارئ، والاستماع إلى العملاء جيداً، ومنح موظفي المكتبات الوقت لتدريب أنفسهم، وفتح الأبواب أمام المستخدمين لمواكبة التطوير والتجدد”.

ووصف لامسا، علاقة العملاء مع إدارة المكتبات بـ “العظيمة”، حيث يشاركون القراء أمناء المكتبات في اختيار احداث المواد والكتب التي يحتاجونها، وتقوم المكتبات وعملائها، وفق لامسا، بتطوير الأنشطة والفعاليات معا، كما توفر المكتبة لعملائها مساحات معرفية حسب الحاجة.

واعتبر أن فنلندا لتكون قادرة على تقديم أفضل الخدمات المكتبية للمواطنين، عليها أن تخوض تجربة “المدينة الغنية” التي أنشأها سكانها أنفسهم، إضافة إلى مواكبة الريادة اليومية الذكية، وإنشاء فضاءات مفتوحة للجميع، بحيث لا تسعى إلى تحقيق الربح المادي.

أما مستشار المكتبات العامة الهندية، د. بشير شادراك، فتحدث عن أهمية القراءة في المجتمعات وعن كيفية استخلاص تجربة وطنية مثيلة هدفها التشجيع على القراءة.

وقال “فكرة المكتبات بالنسبة للأحياء الفقيرة تكاد تكون مفقودة، وهي بحاجة إلى إعادة تفعيل وتلمس مواضع النقص هناك، ومحاولة الوصول إلى شعب قارئ”، مضيفا أن “علينا إيصال مفهومي القراءة والكتاب إلى الذين لا يستطيعون الحصول عليه”.

وأكد أن المكتبات بات لها تأثيرها على نمط حياة الافراد، بصرف النظر عن مستوى ثقافاتهم ودراساتهم، إلا أن 60% من مستخدمي المكتبات، بحسب شادراك، يريدون أن تكون المعلومة آنية وفورية. 

وأوضح أن كثيرا من المكتبات تقوم بدورها الريادي على أكمل وجه، لكنها تفتقد المستوى المناسب بالتفاعل مع المستفيدين؛ وهو من شأنه أن يحافظ على أهمية المكتبيين وأهمية المكتبة للمجتمع المحيط بها.

ورأى ان الضرورة تقتضي مواصلة تقديم خدمات محسنة باستمرار؛ كدعم البحوث، ومحو الأمية المعلوماتية، والبرامج التي تعود بالنفع والفائدة على المجتمع.

لكن المديرة التنفيذية لخدمات المكتبة وتجربة العميل في مكتبة جيلونج، الأسترالية كاثرين فيرينز، أكدت أن الأهمية تقتضي التواصل المستمر مع رواد المكتبات؛ ليكون صوتهم مسموعا، وتكون رحلة العميل والعمليات اليومية في المكتبات تصب، في نهاية الأمر، لأجل مصلحته.

ورأت ضرورة تطوير القطاعات والعاملين على المنصة الرقمية من جامعات ومؤسسات حكومية وغيرها، وتطوير المكتبات الخاصة بها وتدريب الكوادر على كيفية إدارتها.

وبحسبها، فإن على المكتبات السعي والتركيز على توفير أفضل خدمة ممكنة للعملاء، وأن تكون ذات استعداد في تغير نمط سلوكياتها لخدمة المستفيدين، وإعادة تعريف وتحديد المستفيدين من الخدمات المكتبية؛ للوصول إلى حالة من التحسين المتواصل.

وبشأن تطوير الأداء، بينت فيرينز أن المكتبات تتطلب التزاما مستمراً في الاستمرار بتحسين الجودة، وبالتالي إعادة بناء النظام الداخلي للمكتبات؛ لإحداث تعديلا جذريا يستجب للاتجاهات التقنية الحالية، لافتة إلى أن دراسة الطرق المناسبة للتعامل مع المستفيدين، يساعدنا في التعامل الأمثل مع الازمات، بمشاركة والتزام كافة العاملين بالمكتبات على جميع المستويات الإدارية.

الرئيسة التنفيذية لـ “مؤسسة شومان”، فالنتينا قسيسية، قالت في كلمة لها، “اليوم، وللعام الثالث على التوالي، نقيم هذه الندوة تحت عنوان “المكتبة كمحرك للتغيير”، لنستشرف الدور المحوري للمكتبة في تنمية الفرد والمجتمع، وتعميم الثقافة والفكر، كونها لم تعد، فقط، مكانا للقراءة واستعارة الكتب، بل تعدته لتكون محورا مهما في التغيير المجتمعي”.

وأضافت، “نضع اليوم في حساباتنا أن للمكتبة القفزة الكبيرة التي حققتها الحياة المعاصرة من تقدم وحداثة فهي تمثل مكانا مهما للالتقاء، والذي يتيح مساحات كبيرة للنقاش وتبادل الأفكار، وتوفير مصادر المعرفة، والتعرف على أفكار الآخرين واتجاهاتهم وطرائق تعاملهم مع مجمل القضايا”.

ولفتت إلى أن وجودنا في عصر الرقمية واللجوء إلى المكتبات الإلكترونية، دفع كثيرون إلى الاعتقاد بـ “موت الكتاب الورقي”، و”موت المكتبة العامة”، مبينة أن “المكتبات ظلت على الدوام، قادرة على توفير عوامل الجذب لروادها، والتأثير فيهم بواسطة آليات تقديمها للمعرفة”.

أما “شومان”؛ فهي مؤسسة لا تهدف لتحقيق الربح، تعنى بالاستثمار في الإبداع المعرفي والثقافي والاجتماعي للمساهمة في نهوض المجتمعات في الوطن العربي من خلال الفكر القيادي والأدب والفنون والابتكار المجتمعي.

 

_

يمتلك مبيضين خبرة تقارب الـ 10 اعوام في مجال العمل الصحافي، ويعمل حاليا، سكرتير تحرير ميداني في صحيفة الغد اليومية، وصحافيا متخصصا في تغطية أخبار قطاع الإتصالات وتكنولوجيا المعلومات، الملكية الفكرية، الريادة، والمسؤولية الإجتماعية. ويحمل مبيضين شهادة البكالوريوس من جامعة مؤتة – تخصّص ” إدارة الأعمال”، كما يعمل في تقديم إستشارات إعلامية حول أحداث وأخبار قطاع الإتصالات وتكنولوجيا المعلومات الأردني. Tel: +962 79 6542307

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى