خاصريادة

الرحالة الشاب قاسم الحتو …… السفر أسلوب حياة وفرصة لإكتشاف النفس والتعلّم

هاشتاق عربي – آية لبيب التميمي

إنَّ السفرَ ما هوَ إلا فرصةٍ لاكتشافِ أنفُسنا والعالمِ أيضاً من خلالِهِ, في السَّفرِ تتغيَّرُ أفكارُنا, ونتعلمُ أكثرَ عنِ العالم, نرى العالمَ بشكلِهِ الحقيقيّ وليسَ بشكلِهِ الافتراضيّ, فكُلنا رُغمَ ما تُوفرُهُ التكنولوجيا لنا منْ وسائِلَ للتعرفِ على العالمِ إلا أننَّا مللناها, لذلكَ في السفرِ فقط يمكننا رؤيةُ العالمِ والحقيقةِ بأمِّ عينِها.

قاسم الحتو, المسافرُ الرحالة الذي اتخذَ منَ السفرِ هوايةً ومهنةً يستمتعُ بها, يعرف السفر قائلا:  “إنَّ السفرَ هو أسلوبُ حياةٍ وطريقةُ تفكيرٍ في المعنى الفلسفي قبلَ المعنى الحرفيّ بالتنقلِ من مكانٍ إلى آخر”, فهو يعتبرُ نفسَهُ رحالة قبلَ أنْ يبدأ بالسفر. 

ويصفُ الحتو لنا بدايتَهُ مع السفرِ والترحالِ بأنها عشوائية جداً, حيثُ سافرَ لأولِ مرةٍ في حياتِهِ مع عائلتِهِ إلى تركيا, وأُعجبَ كثيراً بفكرةِ السَّفرِ رغمَ أنَّ رحلتَهُ كانتْ تقليدية. 

وبحسب ما يقول الحتو ، كان الحاجز التي تيقِفُ في طريقِهِ للبدءِ في هذهِ الهواية هو ” العائقُ المادي” , لكنهُ عندما سافرَ للمرةِ الثانية في رحلةٍ مع الكشافةِ – حيثُ كانَ كشّافٌ في مجموعةِ خالد بن الوليد الكشفية – إلى نفسِ البلد, تغيرتْ أفكارُهُ في هذهِ الرحلةِ ووجدَ من خلالِها ومِنْ خلالِ تعرُّفِهِ على عددٍ مِنَ الأصدقاءِ الأتراك أنَّ التكاليفَ الحقيقية أرخصُ من الأسعارِ التي يُروِّجُ لها المكاتبَ السياحية.

عندها اتخذ الحتو قراراً بالبدءِ في السَّفرِ لوحدِهِ بعمرِ الثامنة عشر, ومن هنا انطلقَ في رحلةٍ مليئة بالشغفِ تجاهَ السفرِ والترحال, فاصبحَ يغتَنِمُ كلَّ فرصةٍ للسفرِ والترحالِ والقيام بالمغامراتِ الشيقة, وأصبحَ يُسافِرُ في السنةِ مرتَين أو أكثرِ بالأسلوبِ الرخيص.

أما سر مدونة “ابن حتوتة” و بدايَتُهُ في عالمِ التدوينِ فكانتْ اقتراحٌ منْ صديقةٍ لهُ تعرَّفَ عليها أثناءَ سفرِهِ ليُحوَّلَ بذلِكَ هوايَتُهُ وهوسَهُ في عالمِ السفرِ إلى مصدرٍ للدَّخلِ , ورغبةً منهُ في مشاركةِ خبراتِهِ التي تعلَّمها منَ السفرِ وعنِ السفرِ معَ الآخرين, وليُرشِدَ الشبابُ أبناءُ جيلِهِ للسفرِ بأسهلِ وأرخصِ الطرق. 

أما السببُ في تسميةِ نفسِهِ ومدونته بابن حتوتة فيقول: ” هوَ مجموعُ ابنِ بطوطة وعائلتي (الحتو), وحتوتة تعني قصةً وأنا راوٍ للقصص”.

وفي إحدى الأيامِ وعنْ طريقِ الفيس بوك قرأَ أحدَ المنشوراتِ التي تتحدثـ عنْ مسابقةِ سديم بعدَ أنْ قامَ إحدى أصدقاءَهُ بذكرِهِ في تعليقٍ على منشورِ تيما الشوملي, وهكذا تعرفَ على مسابقةِ سديم, حيثُ أنَّ سديم هي أكبرُ مسابقة لصناعِ المحتوى على مستوى العالمِ العربيّ, تهدُفُ إلى الرّقي في المحتوى العربيّ لنقصِهِ على الإنترنت, وانطلاقاً منْ رؤيتها بأنَّ الوطنُ العربي من أكبرِ المساحاتِ الجغرافية على مستوى العالم ولكننا رغمَ ذلكَ نَفتقِرُ إلى المحتوى ذو الجودة العالية والبرامج المفيدة, بالإضافةِ إلى أنها تهدُفُ لمساعدةِ الشبابِ وصناعِ المحتوى وتطويرِهِم وصقلِ هذهِ الطاقاتِ والمهاراتِ التي يمتلكوها.

اشتركَ ابن حتوتة في المسابقةِ وقامَ بعملِ فيديو عنْ إحدى رحلاتِهِ ليوضحَ بهِ نوعَ المحتوى الذي يقدِّمُهُ, وسبب مشارَكتُهُ في المسابقة, وقدْ تمَّ اختيارُهُ – هو وعشرون شخصاً غيره- على هذا الأساس منْ بين 18000 شخص, وتتألفُ المسابَقَةُ من ثلاثِ مراحل, مرحلةُ التصفياتِ لمدةِ أسبوعين ومرحلةِ التحدياتِ لمدةِ أربعةُ أسابيع, ومنْ ثمَّ المرحلةُ الثالثة والنهائية حيثُ يسافرُ الثلاثُ أشخاصٍ المتأهلينَ لعملِ فيديو نهائي في ماليزيا. 

ويصِفُ لنا الحتو رحلتهُ وتجربتهُ الرائعة في سديم: ” تجرِبَةٌ غيرتْ منظوري تجاهَ مجال صناعةِ المحتوى والتأثيرِ بشكلْ كبير, وحوَّلتني من هاوٍ صانعِ محتوى إلى محترفِ صناعةِ محتوى, وسيتضحُ ذلكَ خلالَ فيديوهاتي خلالَ الفترةِ القادمة”, ومنْ خلالِ هذهِ الرحلة تعرَّفَ على العديدِ من الأصدقاءِ وعلى فريقِ سديم, وتعلَّمَ منَ الجميع الكثير, وتركتْ سديم أثرٌ كبيرٌ في حياتِهِ.

وأبرزُ الأمورِ التي تعلمها ابنُ حتوتة من مشاركتِهِ في هذهِ المسابقة, هيَ أنَّ العملَ بجدٍ وبإجتهادٍ لهُ نتائج مثمرةٌ جداً وإنجازات رائعة, وأنَّ شغفُنا في مجالِ صناعةِ المحتوى أو أياً كانَ لهُ الأحقية في كميةِ الجهدِ والعملِ الذي نعطيهِ للوظيفةِ التقليديةِ من ساعاتٍ محددة يومياً, وإنَّ فِعلُنا سننجحُ بهِ ونبدعُ أكثر, وتعلَّمَ عن اختلافِ الثقافاتِ وطريقةِ التفكيرِ في المحتوى, وتغيرتْ فكرتُهُ منْ أنَّ البقاءَ ليسَ للأقوى وإنما للأفضلِ مع توفيقِ ربِّنا لَهُ. 

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى