الرئيسيةمقالات

3 رواد أعمال يمكن للمدراء التنفيذيين أخذ العظة والدروس من تجاربهم

شارك هذا الموضوع:

هاشتاق عربي

*الغد – ترجمة: ينال أبو زينة

 غالبا ما تتكون لدى قادة الأعمال آراء واهنة إزاء السياسيين، آملين أن يجدوا أبطالهم في أماكن أخرى، في مجالس أو مجالات تدريب أخرى على سبيل المثال. ولكن إدارة الدولة ككل تعتبر اختبارا أعظم للقيادة والشخصية من مجرد إدارة شركة مثلا. وبالنسبة لهؤلاء الذين مروا من خلال النار فبالتأكيد لديهم شيء ليعلموه لمدراء العصر الحديث.

ولنأخذ هنا ثلاثة من القادة القوميين الذي كرموا لأعمالهم، وهم أوتو فون بسمارك وفرانكلين روزفلت وونستون تشرشل. في الحقيقة ربما يعترض البعض على ما حققه هؤلاء القادة وعلى العنف الذي استخدموه، ولكن نجاحاتهم ومواطن فشلهم تحمل دروسا للمدراء التنفيذيين بلا شك.

كان بسمارك أرستقراطيا بروسيا من المدرسة القديمة. لكنه أثبت أنه مرن وواسع الخيال بشكل ملحوظ خلال قضائه قرابة 3 عقود في منصبه. وكان لديه كمدير هدف واضح المعالم، وهو توحيد ألمانيا تحت الملك (والذي أصبح كايزر ويلهيلم الأول في العام 1871). وتطلب منه ذلك التغلب على الشكوك التي أصابت الولايات الألمانية الأخرى، والتي وحدها جميعها ضد سلسلة من الأعداء، من الدنمارك عبر أستراليا إلى فرنسا، وهي استراتيجية دمج أتاحت لألمانيا التنافس مع غيرها على قدم المساواة.

وأثبت بمسارك أيضا أنه مرن جدا عندما يتعلق الأمر بالسياسة المحلية. وعلى الرغم من أنه ليس مصلحا اجتماعيا في الأساس، لكنه خشي مخاطر دعم الطبقة العاملة للاشتراكية. ولذلك فقد دفع بعدد من تدابير الرعاية الاجتماعية في ثمانينيات القرن ما قبل الماضي، بما فيها معاشات التقاعد والتأمين الصحي. وقد فهم أيضا فوائد المسؤولية الاجتماعية قبل زمن طويل من أن تصبح إدارات المسؤولية الاجتماعية واقعاً. 

ومع ذلك، مثله مثل العديد من بُناة إمبراطوريات الشركات، فقد وصل نفوذه حدودا كبيرة، وذلك من خلال ضمه ألزاس لورين من فرنسا. لكن خلفاءه الأقل عبقريةً كانوا أقل انضباطا؛ وكانوا هم من قادوا إلمانيا إلى الطريق نحو الكارثة. 

وأثبت روزفلت أنه فنان بارع في رسم خطوط التحول؛ حيث أنشأ بسمارك تكتلات ناجحة. ومثله مثل البروسي، أظهر روزفلت أنه مرن بشكل لا يصدق أيضاً. وعلى الرغم من أنه أقام حملته الانتخابية لمنصب الرئاسة على عهد بميزانية متزنة، فقد كان يتكيف جيداً عندما تقتضي الظروف في أي وقت. وسوف ينفق الاقتصاديون على الأغلب بقية التاريخ يناقشون مزايا تدابيره السياسية المختلفة. ولكنه أظهر، كمدير تنفيذي ينقذ الشركة من الإفلاس والإخفاق، قوة القادة في تغيير المزاج، لاسيما عبر إعلانه الافتتاحي؛ حيث قال: “إن الشيء الوحيد الذي يتوجب علينا أن نخافه هو الخوف نفسه”. 

وعندما تقلد مقاليد الرئاسة في العام 1933، بدأت معدلات البطالة بالانخفاض، في حين بدأ الناتج المحلي الإجمالي رحلة الارتفاع، وقد ارتفع الأخير بنسبة 9.5 % سنويا في فترة ولايته الأولى. وعلى الرغم من تواجد الكثير من الشكوك حيال المسار الذي اتخذه روزفلت، لم يكن هناك أي شك بوجهته المرجوة، سواء على صعيد القضاء على الكساد أو ربح الحرب العالمية الثانية. وقد كان دائما ما يوصل رسالته بشكل واضح وصريح –وهو درس للرؤساء الحديثين، حتى وإن كانوا يفضلون “تويتر” لإثارة المحادثات النارية بشكل لاسلكي.

وقد جعلت هذه المعطيات من روزفلت شهيرا كفاية بين الناخبين ليبقى على رأس عمله مدة 12 عاما حتى وفاته في العام 1945، ما يفوق بمرتين قدرة المساهمين في أميركا على تقبل رئيس تنفيذي مثالي اليوم، وأكثر بثلاث مرات من تقبلهم ذلك في بريطانيا. ورغم أنه كان مرناً بشأن السياسة الاقتصادية، فإنه لم يتأثر بأيدولوجيات مثل الفاشية والشيوعية، وظل صادقاً إزاء المبادئ الأساسية للمؤسسة الأميركية. وسوف يؤدي العديد من المدراء التنفيذيون جيدا في حذوهم حذو روزفلت والثقة التي كان يضع في حكمه الشخصي وقدرته على إيصالها (فهي نادرا ما كانت تثبت وأنها غير مبررة).

ومثل روزفلت، كان تشرشل واثقا لدرجة لا تصدق. وتضمنت حياته السياسية العديد الأخطاء وحلقات من الحكم الضعيف، ولم يكن أقلها عندما يتعلق الأمر بموقفه تجاه مواطني المستعمرات البريطانية. ولم يكن ليدوم طويلاً كرئيس تنفيذي حديث، بالنظر إلى مزاجه السيء وإفراطه في الشرب وساعات عمله الطويلة وغير المنطقية أحياناً. ولكن الأفكار لم تنفد منه يوماً رغم تعلم مرؤوسيه تجاهل معظمها. ومثله مثل ستيف جوبس، وهو شخصية زئبقية مشابهة، انتهى الجزء الأول من مسيرته المهنية بالفشل. 

ولكن، مثل مؤسس شركة “أبل”، فقد ربحت صفات ومزايا تشرشل في نهاية المطاف. وقد كانت بصيرته الاستراتيجية منقطعة النظير، سواءً لدى إدراكه أن هتلر يعد تهديداً كبيراً للعالم في ثلاثينات القرن الماضي أو عند رفضه توقيع اتفاق سلام في ألمانيا في الأيام السوداء للعام 1940. وكان تشرشل إلى جانب ذلك حكيما في استخدام سحره لتحصيل المساعدة من روزفلت قبل دخول أميركا الحرب، ومرنا جدا عندما قبل التحالف مع ستالين روسيا، على الرغم من مناهضته الشيوعية طيلة حياته. وكانت مواقفه الثابتة وخطاباته القوية دروساً استفادت منها سلسلة من القادة الذين عقبوه. 

وبطبيعة الحال، تعتبر الأهداف الاستراتيجية الواضحة والمرونة في التكتيك، إلى جانب القدرة على إلهام الآخرين، صفات جيدة. وهي الصفات التي يستطيع أي مدير تنفيذي أو منظم اكتسابها بشكل بناء. ومن هنا، يتوجب على الرؤساء قراءة المزيد من كتب التاريخ.

“الإيكونوميست”

_

يمتلك مبيضين خبرة تقارب الـ 10 اعوام في مجال العمل الصحافي، ويعمل حاليا، سكرتير تحرير ميداني في صحيفة الغد اليومية، وصحافيا متخصصا في تغطية أخبار قطاع الإتصالات وتكنولوجيا المعلومات، الملكية الفكرية، الريادة، والمسؤولية الإجتماعية. ويحمل مبيضين شهادة البكالوريوس من جامعة مؤتة – تخصّص ” إدارة الأعمال”، كما يعمل في تقديم إستشارات إعلامية حول أحداث وأخبار قطاع الإتصالات وتكنولوجيا المعلومات الأردني. Tel: +962 79 6542307

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى