اتصالاتالرئيسية

جوجل: من مرآب صغير إلى 2 تريليون عملية بحث سنوياً.. لكن هل يمكننا العيش دونه؟

شارك هذا الموضوع:

هاشتاق عربي – هل يمكن أن تتخيل نفسك تجري بحثاً على الإنترنت من دون جوجل ؟ يبدو أمراً عسير التصور، رغم وجود محركات بحث منافسة، ولكن جوجل نجح في أن يجعلنا لا نعرف غيره تقريباً.

فما قصة هذا المحرك البحثي الذي أصبح من العسير تخيل حياتنا من دونه، كيف نشأ، وهل هو الأفضل فعلاً أم يوجد له بديل؟

فقد صار من العسير على مستخدمي الإنترنت العاديين، أو حتى المتخصصين أن يتخيّلوا الإنترنت من دون محرك بحث جوجل، الذي دخل إلى الوعي الجمعي العالمي، وحتى إلى مفردات اللغة الإنكليزية كفعل، وهو  googling للدلالة على استخدام المحرك الشهير في البحث عن معلومة ما.

ولكن الكثيرين، قد لا يعلمون أن هناك محركات بحث أخرى منافسة لجوجل ولكنها أقل انتشاراً، كما أن هناك محركات بحث تتفوق عن جوجل في نواحٍ أخرى أكثر تخصصاً.

بداية متواضعة، ولكن هكذا زحف جوجل الصغير بين العمالقة!

منذ عقد ونصف تقريباً، وتحديداً في 19 أغسطس/آب 2004، طرحت «جوجل» منتجها الأول والأهم «محرك بحث جوجل» للتداول العام. 

 ولكن البداية انطلقت قبل ذلك 7 سنوات فقط، في مراب صغير  عام 1998 في ولاية كاليفورنيا الأميركية، بواسطة «لاري بيج» و «سيرجي برين» الصديقين اللذين جمعتهم دراستهم في جامعة «ستانفورد» قبل عدة أعوام من إنشاء الشركة التي تحتل تقريباً المشهد التقني في عالم الإنترنت اليوم، برأسمال وصل إلى 739مليار دولار، حتى مايو/آيار 2018.

مقر شركة جوجل بالولايات المتحدة

ولم يكن جوجل عند ظهوره رائداً أو الأول من نوعه أو حتى الأكثر شعبي فقد سبقته قائمة من محركات البحث العريقة، أشهرها محرك بحث «ياهو» الذي أطلق رسمياً عام 1994، ومحرك WebCrawler الذي يذكره أغلب المتخصصين في التكنولوجيا، من الأجيال التي شهدت بدايات الإنترنت.

وبدا محرك بحث جوجل عام 1998 بعدة خيارات بسيطة، وعدد محدود من نتائج البحث لا يتعدى 10 نتائج فقط للصفحة الواحدة، إذ كان إجمالي عدد مواقع الانترنت جميعها حوالي 2.4 مليون موقع فقط، مقارنة بالرقم الحالي الذي يقترب من 1.9 مليار موقع رسمي، بخلاف المدونات ومواقع الإنترنت الخفية.

ثم جاء وقت جني الأرباح

عام 2000 أضافت جوجل أولى خدماتها المتعلقة بمحرك البحث، وهي خدمة Adword الخاصة بالإعلانات عبر البحث، إذ كانت أولى أفكار الشركة ككيان تجاري، هي التربح من وراء عرض نتائج بعينها على رأس قائمة نتائج البحث، مقابل مبلغ مالي، أي بمثابة «إعلان تجاري».

أضيفت بعد ذلك عام 2001 خاصية بحث جوجل للصور، وهي إظهار نتائج البحث عن المدخلات بعرض الصور المتعلقة بالكلمات فقط، في قسم، أو رابط منفصل عن صفحة البحث الرئيسية، وفي خلال السنوات التالية بدأت جوجل في إضافة منتج جديد، أو خاصية جديدة بمعدل شبه سنوي ، كانت أهم تلك المحطات هي أخبار جوجل 2003، وتحديد الموقع أتوماتيكياً وربطه بنتائج البحث.

كيف هزم  Yahoo؟.. البقاء للأذكى!

ربما لم تكن لجوجل الريادة في الإعلانات المدفوعة عبر البحث، وإنما كانت لمحرك البحث الأقدم «ياهو»، ولكن أحد أهم الاسباب التي جعلت من جوجل محرك البحث الأفضل هي القرارات التي اتخذها حيال سياسة الإعلانات، وآلية عملها.

على سبيل المثال كانت ياهو ترتب أولوية ظهور نتائج البحث المدفوعة اعتماداً على المبالغ المدفوعة، فمن الطبيعي أنَّ مَن يدفع أكثر تظهر نتائجة أولاً، وأكثر من غيره، لكن خوارزمية جوجل جاءت بشكل أذكى؛ فلم تهتم بأولوية ظهور نتائج البحث اعتماداً على المبالغ الأكثر، ولكن بدلاً من ذلك اهتمت بـ «تحسين نتائج البحث الأولية» وتقسيم جودتها بناء على عدة عوامل مثل مصداقية الموقع، عدد الروابط الداخلية به، وترتيب عدد زياراته الطبيعية، مما يجعل تلك العملية في تحسن دائم ومستمر، فأصبح الأمر أشبه بظهور سيارة جديدة سريعة وذات كفاءة، أراد الكل أن يقتنيها.

استطاع جوجل البقاء عكس عدد كبير من منافسيه

هذا بخلاف التطوير الدائم وفريق العمل المميز الذي جعل من جوجل واحدة من أكثر شركات التكنولوجيا صعوداً منذ بداية الألفينات، فقد استعانت بعقليات شابة، طموحة، جعلت من مميزات محرك البحث الخاص بها مثار اهتمام الأجيال الجديدة، مثل إضافات بحث خاص للصور، وبحث مستقل لمقاطع الفيديو، وإظهار الأخبار من الصحافة الدورية المحلية، وبالطبع التقسيمات التي تلى ظهورها بعد ذلك مثل بحث جوجل للكتب، وبحث جوجل للخرائط، وبحث جوجل للأحداث الصاعدة.

والنتيجة أنه أصبح يسيطر على ثلاثة أرباع عمليات البحث في العالم.. فهل تعرف أسماء منافسيه؟

اليوم يواصل جوجل إبهار العالم بارقام  لا تقترب منها محركات بحث أخرى، فهناك حوالي 2 تريليون عملية بحث على جوجل سنوياً في كل أنحاء العالم، و1.17 مليار مستخدم في العالم، ويحتل جوجل نسبة 75% من إجمالي عمليات البحث داخل أميركا وحدها، ونسبة 74.5% من مستخدمي الإنترنت في العالم يفضلون محرك بحث جوجل على غيره.

في حين تأتي محركات بحث مثل Bing وbaidu في المراكز التالية تفضيلاً في العالم، بنسب تتراوح ما بين 5 إلى 10%، بعدها تأتي نسب أقل موزعة على باقي محركات البحث كلها، أي أن أقرب منافس له هو Bing بفارق بنسبة 63.5% من اعتماد المستخدمين عليه.

لكن مهلاً.. نعم جوجل على القمة ولكن ليس في كل النواحي

كعادة أي منصة، أو منتج شديد الضخامة مثل جوجل، يثير اهتمام العديد من المنصات المتخصصة بالتكنولوجيا، لتجريبه، واعتماد الآراء حول ما إذا كان مُستحقاً بالفعل لتلك المكانة الهامة أم لا، وتعددت الموضوعات الصحفية، والمراجعات لمحرك البحث جوجل منذ فترات.

ومؤخراً ازداد عدد الترشيحات في عالم البحث المتخصص  والأكاديمي، محركات بحث أخرى أظهرت نتائج أفضل عند استخدامها للوصول إلى نتائج بعينها، على الرغم من توفير جوجل لبحث أكاديمي متخصص وهو Google Scholar؛ فإنه لا يزال هناك محرك بحث أفضل بحسب ترشيحات متخصصة عديدة.

فإذا كنت تشعر بقصور لدى جوجل.. إليك محركات بحث أفضل لك في مجالات متخصصة

– محرك بحث WolframAlpha: وهو موقع متخصص في العديد من فروع البحث، أهمها مقارنات المواقع المتخصصة نفسها بالأسماء، كما يحتوي المحرك على أربعة أعمدة بحثية رئيسية هي: العلوم والتكنولوجيا، والرياضيات، والمجتمع والثقافة والحياة اليومية، يندرج أسفل كل منها بحث فرعي دقيق يصل في الرياضيات مثلاً إلى المعادلات المعقدة وشروحاتها.

– محرك بحث CORE: متخصص في عالم الخدمات الناشئة، والبحث عما نشر حول مجالها، إذا كنت تبحث عن مقالات ومنشورات خاصة بنشاط بعينه، محركCORE، يكون هو الأمثل، بجوار موقع شقيق له في التخصص ذاته، وبكفاءة متقاربة وهو محرك بحث BASE.

– محرك بحث Copac: خدمة بحثية خاصة بعالم التصنيفات المكتبية، وكتالوجات المكتبات الجامعية، وتحتوي على ثلاثة مدخلات بحث في الوقت نفسه، حيث يمكنك البحث عن كتاب من خلال اسم المؤلف، وعنوان الكتاب، وكلمات مفتاحية يحتويها الكتاب الأكاديمي المراد البحث عنه.

 Web Scale Discovery services: ربما قد تبدو واجهته تقليدية، أو متأخرة بعض الشيء مقارنة بغيره من المحركات الأكثر شيوعاً؛ لكنه واحد من أقوى المواقع الأرشيفية لمكتبات الجامعات والأبحاث الجامعية، ويربط شبكة متكاملة من مكتبات الجامعات في العالم، ويمكن البحث من خلاله عن الجرائد العلمية، والكتب الإلكترونية، والأبحاث، وحتى موسوعة الناشرين المتخصصين في المجالات الأكاديمية.

– محرك بحث Zetoc: قاعدة بيانات متكاملة متخصصة في المنشورات الصحفية، والجرائد العلمية الإنكليزية، يحتوي على ما يقرب من 30 ألف جريدة متخصصة، وحوالي 50 مليون مقال وورقة بحثية، ويُمكّن الموقع المستخدمين الدارسين والباحثين من إضافة تنبيه عبر بريدهم الإلكتروني للمؤتمرات والأحداث القادمة التي تتناول مجال بحثهم.

 إذن جوجل رغم انتشاره الهائل ليس وحده، ومن الأفضل أن تبذل بعض الجهد لتتعرف على بدائله، التي قد تكون أفضل في بعض النواحي حتى لو لم تكن الأشهر. 

هاف بوست 

_

يمتلك مبيضين خبرة تقارب الـ 10 اعوام في مجال العمل الصحافي، ويعمل حاليا، سكرتير تحرير ميداني في صحيفة الغد اليومية، وصحافيا متخصصا في تغطية أخبار قطاع الإتصالات وتكنولوجيا المعلومات، الملكية الفكرية، الريادة، والمسؤولية الإجتماعية. ويحمل مبيضين شهادة البكالوريوس من جامعة مؤتة – تخصّص ” إدارة الأعمال”، كما يعمل في تقديم إستشارات إعلامية حول أحداث وأخبار قطاع الإتصالات وتكنولوجيا المعلومات الأردني. Tel: +962 79 6542307

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى