الرئيسيةشبكات اجتماعية

إساءة وتجريح وكراهية…… ثيمة تعليقات على مواقع التواصل

شارك هذا الموضوع:

هاشتاق عربي

الغد – مجد جابر

خطابات لا تخلو الكراهية وإثارة الفتن، إساءة وتجريح وعبارات مشبعة بالإهانات، يتم بثها على منصات التواصل الاجتماعي، وتظهر من خلال تعليقات ينشرها أشخاص، وتتسبب بإيذاء نفسي ومعنوي للمقصودين بها.

وعند تصفح أي من مواقع التواصل الاجتماعي، يتفاجأ المرء بحجم التعليقات التي تكون بالمئات والآلاف على الصور والأخبار والفيديوهات العامة، وحتى الشخصية، بعيدا عن أية ضوابط اجتماعية. وإذا تناول المتصفح عينة عشوائية من هذه التعليقات سيجد الكثير منها مسيئة، وتستبيح الأشخاص وتطالهم، دون مراعاة للمنظومة الأخلاقية.

وبأسمائهم الصريحة، ودون الالتفات لأي اعتبارات، يقوم العديدون ببث سمومهم بالتعليقات الجارحة، وكأن التنافس يكمن بمن يستطيع التعليق بجملة قاسية ومؤذية أكثر من التي سبقتها.

 وبدلا من أن تكون مواقع التواصل مكانا لتبادل الآراء والاستفادة من خبرات العالم والنقد البناء، أصبحت تستبيح الأشخاص دون أي ضوابط.

اختصاصيون اعتبروا أن غياب الثقة والمنظومة الأخلاقية والفهم الخاطئ لحرية التعبير من الأسباب التي تقف وراء تفشي هذه الظاهرة على مواقع التواصل الاجتماعي.

مدرب الصحفيين في قضايا حقوق الإنسان وعضو مجلس نقابة الصحفيين الزميل خالد القضاة، يعتبر أن الكثير من الناس فقدوا الثقة بالموظف العام، لأسباب كثيرة، منها تولي من ليس لديهم كفاءة، وهو ما خلق هذا المزاج السلبي عند الناس، وبالتالي تفريغ ذلك عبر التعليقات التي تخلو بكثير من الأحيان النقد البناء.

ويشير القضاة إلى أن معالجة هذه الأخطاء بحاجة لفترات طويلة وإعادة ضبط، مبينا أننا بحاجة لـ “تربية إعلامية” عن كيفية التعامل مع شبكات التواصل ووسائل الإعلام.

ويبين القضاة أهمية وجود خطط واسعة للتعامل مع هذا المزاج السلبي للناس على مواقع التواصل الاجتماعي، خصوصا وأن مرد ذلك فقدان الثقة، لافتا إلى أننا نحتاج الى وقت لتصويب هذه الأوضاع التي تراكمت عند الناس.

ويضيف أن هذه العقلية موجودة، والشواهد كثيرة، غير أن الأشخاص ذوي الكفاءة هم من يدفعون الثمن الآن، مبينا أن الرهان الآن على وعي الناس والطبقة المثقفة.

ووفقا لارقام رسمية محلية، فإن عدد مستخدمي الإنترنت في الأردن يقدر بنحو 8 ملايين مستخدم، وبالاستناد إلى النسبة العالمية، فان عدد مستخدمي مختلف شبكات التواصل الاجتماعي في المملكة يقدر بحوالي 7.2 مليون مستخدم.

وبحسب احصائيات عالمية وتقديرات، يبلغ عدد مستخدمي فيسبوك في الأردن 5.7 مليون حساب، وعلى تويتر هناك 300 ألف مستخدم، أما الانستغرام فهناك ما يقارب مليون مستخدم، ومليون آخرون على سناب شات.

وفي ذلك يذهب الاختصاصي الاجتماعي الدكتور حسين الخزاعي أن العديد من الناس يسيئون استخدام  الحرية، لتصبح “حرية غير مسؤولة”، إذ يستسهلون الحديث على وسائل التواصل واغتيال الشخصيات والاساءة، وهو ما يعني أن هناك مها  خاطئا وسوء استخدام لها.

ويشير الخزاعي إلى أن منهم أعداء النجاح، ومن يتفننون من خلف الشاشات في الإيذاء، دون الاستناد لأي معلومة حقيقية أو نقد بناء، ذاهبا إلى أن الناس يقلدون المجموعات ومنهم من يعلق من باب الحقد ولأغراض شخصية بعيدا عن المنفعة العامة تماما.

ويرى الخزاعي أن غياب القدوة وعدم الرد على الإشاعات والاعتماد على القيادة الشخصية من قبل هؤلاء المستخدمين كلها أمور كانت سببا في انتشار تلك السلوكيات على مواقع التواصل الاجتماعي.

ومن ناحية قانونية بين الناطق الرسمي باسم مديرية الأمن العام المقدم عامر السرطاوي أن لكل متضرر من هذه التعليقات الحق بتقديم شكوى مباشرة لدى المحكمة، مبينا أنه يتم متابعتها من قبل قسم الجرائم الإلكترونية في البحث الجنائي للتحقيق بها ومن ثم تحويلها للقضاء.

وبعدها يحدد العقاب على حسب الجرم والشكوى المقدمة في حال كانت ذما، قدحا، تهديدا، ابتزازا، وبناء عليها تحدد العقوبة التي يستحقها الشخص المشتكى عليه.

_

يمتلك مبيضين خبرة تقارب الـ 10 اعوام في مجال العمل الصحافي، ويعمل حاليا، سكرتير تحرير ميداني في صحيفة الغد اليومية، وصحافيا متخصصا في تغطية أخبار قطاع الإتصالات وتكنولوجيا المعلومات، الملكية الفكرية، الريادة، والمسؤولية الإجتماعية. ويحمل مبيضين شهادة البكالوريوس من جامعة مؤتة – تخصّص ” إدارة الأعمال”، كما يعمل في تقديم إستشارات إعلامية حول أحداث وأخبار قطاع الإتصالات وتكنولوجيا المعلومات الأردني. Tel: +962 79 6542307

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى