وكان آخر هذه التهديدات هو الروبوتات الذكية الصينية التي دخلت بقوة مؤخراً في القطاع الزراعي، إلى الحد الذي أعلنت فيه النقابات الزراعية الصينية عن تضرر هذا القطاع الهام، الذي يعمل فيه أكثر من 250 مليون مزارع، يمثلون عصب حياة مهماً للصين وجوارها.
ووفقاً لآخر التقارير المُعلنة التي كشفت عنها الحكومة الصينية، فإن الصين ستدير خلال السنوات السبع القادمة برنامجاً تجريبياً، يسعى إلى تسهيل الزراعة وتقديم منتجات أرخص، وذلك باستخدام الروبوتات المتخصصة غير المأهولة.
وسيحتوي البرنامج الصيني على جرارات غير مأهولة، قادرة على حرث الأرض وزراعتها، ورش المبيدات الحشرية، في حين سيتميز البرنامج الصيني الزراعي بطائرة عملاقة غير مأهولة، لرش المبيدات، ومراقبة الأرض، وتحديد مناطق ضعف النباتات والمياه، وتعويضها مباشرة من خلال برنامج ذكي لرش المبيدات والأسمدة، وفتح المياه نحو مناطق الضعف التي رصدتها الطائرة.
ووفقاً لما نقلته وكالة “رويترز” الإخبارية، عن خبراء صينيين، فإن الإنتاجية يمكن أن تسجل ارتفاعاً ملحوظاً في حال تم تطبيق البرنامج بشكل واسع، غير أن الخبراء الصينيين أشاروا للوكالة إلى أن هذه الزيادة سيرافقها زيادة في كلفة الروبوتات التي يحتاجها القطاع الزراعي، لتقديم أداء يوازي الأداء الذي يقدمه البشر وبتكاليف أقل.
ويقول التقرير الحكومي الصيني إن ارتفاع الزراعة الآلية يمكنه أن يقدم عوائد أكبر وإنتاجاً غذائياً أرخص، إلى جانب الانخفاض في استخدام الأسمدة ومبيدات الآفات، لأن الآلات ستعرف بالضبط أين يجب إضافة هذه المواد الكيميائية، في حين لفت التقرير النظر إلى أن ذلك سيخفف من الخسائر في الإنتاجية بسبب القوة العاملة المتقادمة.
إلى ذلك قالت صحيفة “تشاينا ديلي” الناطقة بالإنجليزية، إنه على الرغم من انخفاض نسبة القوى العاملة الصينية المشاركة في الزراعة من 55٪ في عام 1991 إلى 18٪ في عام 2017، فإن المزيد من الذكاء الصناعي في القطاع الزراعي يعني أن عدداً كبيراً من المزارعين لن يمكنهم العثور على عمل، في حين دعت الصحيفة إلى ضرورة العمل المحدود لهذه الروبوتات، واقتصارها على المراقبة وتحسين جودة المنتجات الزراعية.
يشار إلى أن ارتفاع دخل سكان المدينة في الصين رافقه استهلاك المزيد من الحليب ومنتجات الألبان، كما أن تغذية سكان الصين البالغ عددهم 1.4 مليار نسمة تتجه إلى التعقيد، بسبب التحضر الذي أدى إلى القضاء على ملايين الهكتارات من الأراضي الصالحة للزراعة، وتلوث نحو 20٪ منها بالمعادن الثقيلة بسبب التنمية الصناعية.
الخليج اون لاين