اتصالاتالرئيسية

ويستمر مسلسل تراجع ارباح قطاع الاتصالات ……!!

شارك هذا الموضوع:

هاشتاق عربي

الغد – إبراهيم المبيضين

 في الوقت الذي دخلت فيه المملكة عملية التحول الرقمي على المستوى الحكومي وفي جميع القطاعات الاقتصادية، ومع تزايد اقبال المجتمع الاردني الفتي على استهلاك البيانات وتضاعفهها بدعم من شبكات الجيل الرابع والرابع المتقدم مع توقعات بدخول الجيل الخامس في المستقبل، لا يزال قطاع الاتصالات-  الذي يمثل القناة والبنية التحتية الاساسية لكل المحاور السابقة-  يرزح تحت ضغط تراجع ارباحه الصافية بفعل العديد من العوامل المتراكمة منذ سنوات.

وتؤكد البيانات المالية لشركات الاتصالات الرئيسية الثلاثة العاملة في المملكة ( اورانج الاردن التابعة لمجموعة زين، مجموعة الاتصالات الاردنية التي تساهم فيها مجموعة اورانج العالمية بـ51%، وشركة امنية التابعة لمجموعة بتلكو البحرين) تراجعا في صافي ارباحها خلال فترة النصف الاول من العام الحالي مقارنة بنفس الفترة من العام الماضي، ليستمر مسلسل تراجع الارباح الذي بدا يظهر جليا منذ العام 2012.

وتظهر البيانات الواردة في ميزانيات شركات الاتصالات الرئيسية عن فترة النصف الاول من العام الحالي بان صافي ربحها الاجمالي بلغ حوالي 33.4 مليون دينار.

وبحسب البيانات فقد تراجع اجمالي صافي ربح ( زين، اورانج، وامنية ) بمقدار 4.4 مليون دينار، وبنسبة تصل الى 11.6%، وذلك لدى المقارنة بصافي ربح الشركات في فترة النصف الاول من العام الماضي والذي بلغ وقتها 37.8 مليون دينار.

وهذا التراجع في صافي ربح قطاع الاتصالات ليس الاول من نوعه لقطاع الاتصالات، وهو استمرار لحالة القطاع منذ العام 2012، الامر الذي يستدعي التوقف عنده من قبل الحكومة والقطاع الخاصة لاعادة القطاع الى سكة النمو لا سيما وان الشركات  ملزمة بمواصلة ضخ الاستثمارات الجديدة لتطوير شبكاته ولتلبية الحاجة المتزايدة لدى الاردنيين في استخدام خدمات الاتصالات واستهلاك البيانات، وخدمة القطاعات الاقتصادية الاخرى المتوجهة لمزيد من اتمتة الاعمال والتحول الى الرقمية.  

وفي بيانات اخرى تغطي خمس سنوات سابقة من ( 2012 الى نهاية 2017) فقد شهد قطاع الاتصالات الاردني  خلال هذه الفترة  تراجعا كبيرا في الارباح  وذلك من 187.9 مليون دينار في العام 2012 الى 77.2 مليون دينار.

وبالمقارنة بين هاتين السنتين، فقد تراجع صافي ربح القطاع خلال هذه الفترة بنسبة 58 % وبمقدار 110.7 مليون دينار.  

وفي تفاصيل الارقام الخاصة بفترة السنوات الخمس الماضية، فقد بلغت ارباح القطاع في العام 2012 حوالي  187.9 مليون دينار لتتراجع في العام 2013 الى 147.2 مليون دينار وبنسبة انخفاض 21.6 بالمئة.

واستمرت ارباح القطاع بالتراجع  لتصل الى 138.3 مليون دينار في العام 2014 وبتراجع نسبته 6.1 بالمئة مقارنة مع العام 2013، وفي العام 2015 سجلت ارباح القطاع 110.8 مليون دينار وبتراجع نسبته 19.9 مقارنة مع الفترة ذاتها من العام 2014.

ولم يتوقف مسلسل التراجع عند هذا الحد حيث اظهرت الارقام الصادرة عن الشركات الثلاثة ان الارباح المتحققة في العام 2016 بلغت 82.4 بالمئة وبتراجع نسبته 25.6 بالمئة مقارنة مع الفترة ذاتها من العام 2015.

وتشير الارقام ان ارباح قطاع الاتصالات  استمرت بالتراجع حيث بلغت الارباح  في العام 2017  حوالي 77.2 مليون دينار وبتراجع نسبته 6.3 بالمئة مقارنة  مع الفترة ذاتها من العام 2016.

ويؤكد عاملون في القطاع بان ثمة عوامل رئيسية ادت الى هذه التراجعات لعل اهمها زيادة وتضاعف الضرائب على الاستخدام خلال فترة الخمس سنوات الماضي والتي ادت الى تراجع الطلب والايرادات ما دفع الشركات الى منافسة شرسة للعودة الى المستويات السابقة من الايرادات، يضاف عليها تضاعف اسعار الكهرباء ما زاد تكاليف العمليات والتشغيل في القطاع، حيث زادت اسعار الكهرباء بنسبة وصلت الى 170% خلال هذه الفترة.

كما ويؤكد العاملون في القطاع بان ارتفاع اسعار تراخيص الترددات ورسوم تجديد الرخص وزيادة مصاريف الاطفاء، ما يزال يضغط على الشركات بقوة وخصوصا مع تكاليف تطوير الشبكات والمعدات والاجهزة للشبكات من الموردين العالميين.

ويلفت العاملون في القطاع بان عجز القطاع عن زيادة ايراداته بالشكل المطلوب وزيادة تكاليف العملياتية والتشغيلية بفعل العوامل السابقة مع الحاجة الى استثمارات جديدة ….. كل ذلك سيحد من تطوير القطاع واعادته الى سكة النمو.

وتعتبر سوق الاتصالات الأردنية من الأكثر تنافسية في المنطقة العربية بحسب دراسات محايدة.

ويتحمل قطاع الاتصالات حزمة كبيرة من الضرائب (ضرائب على المستخدمين واخرى على الشركات) حيث تبلغ ضريبة المبيعات على الخدمة الصوتية الخلوية 16 %، وضريبة خاصة على الخدمة الخلوية الصوتية بنسبة 26 %، وهناك ضريبة مبيعات حالية على خدمات الإنترنت بكل تقنياتها تبلغ 16 %، وهناك ضريبة مبيعات على الاجهزة الخلوية تبلغ 16 %، وفرض 2.6 دينار على كل خط خلوي جديد يباع سواء مؤجل الدفع أو مدفوع مسبقا، واما الضرائب المفروضة على الشركات فتشمل: ضريبة الدخل بنسبة 24 % سنويا، ونسبة مشاركة بعوائد خدمات الخلوي الصوتية تبلغ 10 % سنويا، ورسوم ترددات سنوية، ورسوم سنوية على التراخيص بنسبة 1 % من الايرادات، وأسعار الرخص التي تدفع لمرة واحدة

وتعد تعرفة الكهرباء على قطاع الاتصالات كالضريبة، وهي اسهمت خلال السنوات السابقة في تراجع صافي ربح الشركات، حيث اسهم رفع تعرفة الكهرباء بزيادة التكاليف على القطاع كاملا بمبلغ يتراوح بين 40 إلى 50 مليون دينار سنويا

وكانت لجنة تشكلت العام الماضي بمشاركة الحكومة وهيئة الاتصالات لبحث موضوعة الضرائب على القطاع ولم يصدر عنها أية نتائج حتى اليوم، متسائلا عن جدوى وأهمية تشكيل مثل هذه اللجان

_

يمتلك مبيضين خبرة تقارب الـ 10 اعوام في مجال العمل الصحافي، ويعمل حاليا، سكرتير تحرير ميداني في صحيفة الغد اليومية، وصحافيا متخصصا في تغطية أخبار قطاع الإتصالات وتكنولوجيا المعلومات، الملكية الفكرية، الريادة، والمسؤولية الإجتماعية. ويحمل مبيضين شهادة البكالوريوس من جامعة مؤتة – تخصّص ” إدارة الأعمال”، كما يعمل في تقديم إستشارات إعلامية حول أحداث وأخبار قطاع الإتصالات وتكنولوجيا المعلومات الأردني. Tel: +962 79 6542307

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى