الرئيسيةمقالات

توقعات غير منطقية…….. تقف عائقا أمام النجاح

شارك هذا الموضوع:

*علاء علي عبد

تعد توقعات المرء أحد أكثر العوامل تأثيرا على الواقع الحياتي الذي يعيشه، فبحسب موقع “Ladders”، فإنه عندما يتعلق الأمر بتحقيق الأهداف تكون توقعات المرء عن إمكانياته العامل الرئيسي في الوصول لأهدافه، فمن لا يتوقع بأن إمكانياته ستجعله يصل لما يريد فإنه على الأغلب لن يصل أبدا.

أظهرت دراسة أجرتها جامعة لويزيانا الأميركية، أن المرء الذي يمتلك ثقة عالية بالنفس يستفيد من الوظائف الدماغية لديه بشكل أكبر بمعنى أن دماغه يكون أكثر نشاطا وقدرة على حل المشاكل التي تعترضه.

ومن الأشياء اللافتة فيما يتعلق بمسألة التوقعات أن تأثير هذه التوقعات لا يكون على صاحبها فحسب، بل يمتد ليشمل الأشخاص من حوله؛ ففي بحث أجري في جامعة هارفارد الأميركية، ذكر للمعلمين المشاركين في البحث أن هناك أطفالا ضمن الصفوف التي يدرسون لها يُتوقع بأنهم يتمتعون بنسبة ذكاء أعلى من غيرهم، وكانت النتيجة أنه تم التركيز بالفعل على هؤلاء الأطفال ومنحهم علامات أعلى من غيرهم!

الواقع يشير أيضا إلى أننا عندما نحمل انطباعات إيجابية عن شخص ما، فإننا نساعده على أن يخرج أفضل ما لديه. فعندما يتوقع المعلم بأن أحد تلاميذه سيكون له شأن كبير في المستقبل، فإنه سيعامله معاملة خاصة تختلف عن تعامله مع الطالب الذي يراه كسولا، وبالتالي فإنه سيمنح التلميذ الذي يراه متفوقا فرصا أكثر لتحقيق المزيد من التفوق، بعكس باقي أقرانه الذين لا ينالون المعاملة نفسها.

أهمية التوقعات تصل للكثير من جوانب حياتنا، فحتى الجانب الصحي، لو حصل أحد المرضى على علاج مشهود له بالنجاح لكن المريض يراه بأنه غير كاف لشفائه، فإن نسبة استفادته من العلاج تنخفض بشكل حاد، وهذا يجعلنا أمام ضرورة الاعتناء بتوقعاتنا كونها تؤثر بشكل مباشر على واقعنا بأكمله.

فيما يلي سنستعرض عددا من التوقعات غير المنطقية التي تقف عائقا أمام النجاح، والتي يتجنبها الأذكياء كونهم يدركون مدى تأثيرها على حياتهم:

– يجب أن تكون الحياة عادلة معي: الحياة عبارة عن سلسلة من الامتحانات المختلفة التي يجب على كل منا تخطيها ودرجاتنا في تلك الامتحانات تعد العامل الأساسي لسعادتنا في الحياة الآخرة. لكن، وعلى الرغم من أننا جميعا سمعنا ملايين المرات بأن الحياة ليست عادلة وعلى الرغم من أننا قلنا الجملة نفسها لغيرنا، إلا أن هناك الكثيرين الذين ما يزالون في داخلهم يتوقعون عدالة الحياة وأن أي شيء يحدث معهم لا بد وأن يتعدل ويستقيم من وجهة نظرهم.

هذا التوقع لا يجب أن نتركه يسيطر على تفكيرنا ويعطلنا عن السعي للخروج من أزماتنا، فالمطلوب الاقتناع بأن الحياة لا تكون عادلة في كثير من الأحيان وعند مواجهة أحد المواقف الصعبة علينا أن نساعد أنفسنا للوقوف من جديد لا أن نبقى ننتظر أن تتعدل الظروف من تلقاء نفسها.

– الفرص ستأتي وتطرق بابي: السعي يعد من أكثر الأمور التي يجب على المرء الاعتناء بها، فمجرد أنك تستحق رفع راتبك الشهري أو الحصول على امتيازات معينة لا يعني أنك ستحصل عليها وأنت جالس مكانك، وإنما عليك أن تسعى لها. اعلم دائما بأن أحلامك مهما بلغ كبرها تعد مشروعة وقابلة للتحقيق، لكن تحقيقها لا يأتي إلا بالسعي لها وعدم الاكتفاء بتكوينها في مخيلتك فحسب.

– يجب أن أكون محبوبا من الجميع: علينا أن ندرك حقيقة أن أذواق الناس تختلف من شخص لآخر، فكون أحد الأشخاص يتميز بدماثة أخلاقه ولين معاملته وكرمه، فإن هذا لا يعني أنه محبوب من الجميع، بل إن هناك ربما من يكرهونه بدون سبب منطقي لوجود مثل هذا الشعور. عندما يتوقع المرء بأن الجميع سيحبونه فإنه يعرض نفسه للكثير من الإحباطات كون توقعه هذا بعيد عن المنطق للأسف. لذا بدلا من الاعتماد على مثل هذه التوقعات، حاول أن تجعل أفعالك وتصرفاتك تكسبك محبة الناس واحترامهم.

*الغد 

_

يمتلك مبيضين خبرة تقارب الـ 10 اعوام في مجال العمل الصحافي، ويعمل حاليا، سكرتير تحرير ميداني في صحيفة الغد اليومية، وصحافيا متخصصا في تغطية أخبار قطاع الإتصالات وتكنولوجيا المعلومات، الملكية الفكرية، الريادة، والمسؤولية الإجتماعية. ويحمل مبيضين شهادة البكالوريوس من جامعة مؤتة – تخصّص ” إدارة الأعمال”، كما يعمل في تقديم إستشارات إعلامية حول أحداث وأخبار قطاع الإتصالات وتكنولوجيا المعلومات الأردني. Tel: +962 79 6542307

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى