الرئيسيةتطبيقات ذكية

عائلات تبدي قلقها من ‘‘إدمان‘‘ أطفالها لعبة ‘‘فورت نايت‘‘

شارك هذا الموضوع:

هاشتاق عربي

الغد – تغريد السعايدة

في الوقت الذي تخاطب فيه سماح ابنها ذا الأحد عشر عاماً، تجده أحياناً شارد الذهن وتفكيره خارج إطار الحديث، يفكر ملياً في الطريقة التي يقتل بها أكبر عدد ممكن من الخصوم في لعبته التي وصل فيها إلى حد الإدمان “fortnite”!

وفي ظل تحذيرات متكررة من ذوي الاختصاص عن أهمية تجنب الإدمان على ألعاب الفيديو، يصدر بشكل يومي تحديثات لتلك الألعاب، وتجد صداها الكبير بين أوساط الأطفال والبالغين كذلك، ولكن، في الوقت ذاته، أصبحت لعبة “fortnite” وهي إصدار أخير لشركة “epic games”، من أكثر الألعاب التي تجعل منهم مسيرين نحو مجابهة أعداء هذا الواقع الافتراضي، ورسم الخطط التي تجعلهم “على قيد الحياة في اللعبة”.

وتقول سماح إنها لاحظت ذلك على طفلها وإنه أصبح أكثر بعدا عن الناس؛ إذ يفضل الجلوس في المنزل على الخروج للزيارات العائلية أو حتى الترفيهية لمتابعة لعبته “fortnite” بالتشارك مع أصدقائه عبر التواصل الالكتروني، وهي من الأسباب التي قد تزيد من تعلق الطفل بها، كونه يتمكن من اللعب مع أشخاص آخرين بالتوقيت ذاته.

ولكن بعد أن “زادت الأمور على الحد”، قررت سماح بالتشارك مع أمهات الطلبة من أصدقاء ابنها أن يضعن توقيتا محددا للعب مع البعد عن المبالغة، خاصة بعد أن وجهت العديد من المدارس الملاحظات للأهل حول الانتباه للأطفال من خطورة هذه اللعبة وتطبيق الأطفال لها في المدرسة وابتعادهم عن النشاطات الجسدية الأخرى، لذا أصبح بإمكان طفلها اللعب لمدة ساعتين فقط في اليوم، والمشاركة في برامج ونشاطات رياضية أخرى.

وصنف مختصون لعبة “fortnite” بأنها “لعبة اكشن وتصويب والبقاء على قيد الحياة”، تم إصدارها في شهر تموز (يوليو) 2017، ويمكن ممارستها من خلال أجهزة بلاي ستيشن 4، إكس بوكس ون، مايكروسوفت ويندوز، ماك، آي أو إس، الأندرويد، وهي لعبة فيديو إلكترونية من نوع البقاء، ويمكن تحميلها بسهولة على جهاز الكمبيوتر وننتقل بعد ذلك الى طريقة اللعب؛ حيث إن جميع اللاعبين يتم إسقاطهم من الطائرة الجوية وسط عالم مفتوح، وهذا المكان يكون مجهولا بالنسبة لجميع اللاعبين، ويبقى اللاعب يحاول المحافظة على نفسه من البقاء حياً من خلال استكشاف معالم الموقع وقتل جميع من يقابلهم.

ويوجد نوعان من نظام اللعب؛ نظام فردي ضد جميع الأعداء، أما النظام الآخر فيمكنك من تكوين فرق من أربعة أشخاص فقط، وعند سقوطك على الجزيرة يجب عليك البحث على جميع مواد البناء وتجميع أكبر عدد من النقاط العسكرية والأسلحة والذخيرة، كما يجب عليك إعداد الكمائن لكي تسقط فيهم الأعداء.

وفي الوقت ذاته، تتحدث أروى السمان، وهي كذلك أم حاولت جاهدة أن تقف في وجه طريق الإدمان لطفلها الذي كان متعلقاً جداً بهذه اللعبة التي يجد نفسه فيها في محاولة للفوز دائماً للبقاء في المقدمة أمام زملائه في اللعب، مبررة تعلق ابنها بـ”fortnite” كونه يتشارك اللعب فيها مع أصدقائه، عدا عن كونها متوفرة بشكل “مجاني” في البداية، ولكن مع مرور الوقت في اللعب تضطر إلى شراء بطاقات شحن للاستمرار في اللعب.

ولكن مخاوف السمان، كغيرها من الأمهات، تتمثل في خشية وقوع ابنها في فخ الإدمان والتعلق غير المبرر، وتخليه عن الأشياء التي كان يرغب بها أو وقت اللعب مع الآخرين في سبيل البقاء في البيت، وهذا أمر أصبح يشكل مصدر قلق للأهل.

ووجدت السمان الحل من خلال تحديد أوقات محددة للعب لا تزيد على ثلاث ساعات، وبعدها وضع جهاز اللعب في صندوق وإغلاقه، لضمان عدم اللعب بشكل نهائي، عدا عن إشراكهم كذلك في نشاطات ترفيهية رياضية وثقافية وفنية أخرى.

بيد أن منى تعاني من ابنها الذي يضطر للذهاب إلى محلات ألعاب الفيديو ويدفع مبالغ نقدية بهدف ممارسة لعبة “fortnite”، كونه لا يملك الجهاز المطور، وتؤكد أن ما يشير اليه مختلف أولياء الأمور تجاوز اللعب والتسلية إلى حد الإدمان وبحاجة إلى حلول جذرية.

والحل، كما يراه أخصائي الطب النفسي والسلوكي الدكتور علاء الفروخ، هو الوقاية من خلال عدم توفير هذه الألعاب للأطفال بشكل مباشر، لأنها تؤدي للإدمان السلوكي، وحالة مرضية بالفعل.

وينوه الفروخ إلى أن الطفل الذي يختار الانطواء والاكتفاء باللعب ومشاركة الآخرين الحديث في الموضوع ذاته، يعني تحولا في غاية الخطورة، مع أضرار نفسية وسلوكية وجسدية كبيرة، قد لا يلتفت لها الأهل منذ البداية، ويصبح الحل فيما بعد التدخل العلاجي، كما يحدث في الكثير من الحالات.

ولا يخفي على أحد تلك الأضرار، بحسب الفروخ، الذي يرى أن أبرزها سلوكية تتمثل في العنف اللفظي والجسدي، التوتر، الشرود الذهني، انخفاض مستوى الذكاء العلمي والاجتماعي، أضرار جسدية خطيرة أبرزها السمنة وآلام الظهر والرقبة والخمول.

كما يؤكد الفروخ أن هناك ما يسمى بـ”النمو الاجتماعي المرافق للنمو الجسماني”، وهذا لا يقل أهمية صحياً، وقد يتأثر هذا النمو من خلال الإدمان بمختلف أشكاله، وأبرزه إدمان التعلق بألعاب الفيديو، مما يؤثر على العلاقات الشخصية التي يرى فيها الفرد “المدمن” أن الألعاب في بديل عن تلك العلاقات الاجتماعية، بالإضافة إلى أنها قد تكون سبباً في إيذاء الآخرين والتنمر، والميل إلى العنف في مختلف مناحي الحياة.

وفي علم النفس ما يسمى بـ”التعلم بالمشاهدة” الذي يرى الفروخ أن ألعاب الفيديو هي سبب فيه، بحيث يتعلم الطفل فقط من خلال متابعة المشاهد المختلفة، وعادةً ما يتعلق الطفل بشخصية بطولية “محببة” لديه، كما في أفلام إلكترونية كذلك، لذلك يجب أن يكون هناك توقيت منظم ومراقبة عن كثب لكل ما يتابعه الطفل منذ البداية.

وكانت صحيفة ألمانية تناولت في حديثها خطورة ألعاب الفيديو على الأطفال نظرا لما تحتويه من مشاهد عنف، مشيرة إلى لعبة “fortnite” التي تعد إحدى الألعاب الخطيرة الضارة، والتي يستطيع الأطفال امتلاكها في سن 12 عاما، على الرغم من مشاهد العنف التي تصورها، والتي قد تؤثر سلبا على الأطفال المدمنين على ألعاب الفيديو، مشبهةً اللعبة بأنها “فيروس بين الأطفال” ينتشر في فترة قصيرة؛ حيث أصبحت موضع جدل بين العديد من الأشخاص في النوادي والمدارس وحتى خلال تجمعات الآباء، في الوقت الذي تشير فيه الإحصائيات إلى أن 10 ملايين شخص قاموا بتحميل اللعبة خلال أسبوعين فقط.

_

يمتلك مبيضين خبرة تقارب الـ 10 اعوام في مجال العمل الصحافي، ويعمل حاليا، سكرتير تحرير ميداني في صحيفة الغد اليومية، وصحافيا متخصصا في تغطية أخبار قطاع الإتصالات وتكنولوجيا المعلومات، الملكية الفكرية، الريادة، والمسؤولية الإجتماعية. ويحمل مبيضين شهادة البكالوريوس من جامعة مؤتة – تخصّص ” إدارة الأعمال”، كما يعمل في تقديم إستشارات إعلامية حول أحداث وأخبار قطاع الإتصالات وتكنولوجيا المعلومات الأردني. Tel: +962 79 6542307

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى