هاشتاق عربي
الغد – إبراهيم المبيضين
وسط زحام الفعاليات المتخصصة بريادة الاعمال، شهدت عمان خلال الشهر الحالي تنظيم 3 مبادرات متميزة كان نجومها الاطفال والصغار والشباب ممن يطمحون الى المشاركة مستقبلا في بناء اقتصاد رقمي يقوم على التطبيقات الذكية والتكنولوجيا.
وهدفت هذه المبادرات الثلاثة الى دفع الصغار للاندماج في عوالم البرمجة عندما عرفتهم على اساسيات هذا المجال، وشجعتهم على ابتكار تطبيقاتهم الذكية الخاصة، فيما ركزت واحدة من الفعاليات على تشجيع الطلاب على الكتابة في مضمار تقنية المعلومات وسط فقر مدقع للمحتوى العربي على شبكة الانترنت.
وتميزت هذه الفعاليات الثلاثة باستهدافها شريحة الصغار من فئات عمرية بين 8 سنوات الى 24 سنة، لتحفزهم على الابداع والابتكار في مضمار البرمجة وانتاج التطبيقات الذكية وكتابة المحتوى الرقمي في مضمار التكنولوجيا.
الفعالية الاولى حملت اسم مشروع ” تحدي محو الامية باستخدام التكنولوجيا” وقد انعقدت في منصة زين للابداع في الجامعة الاردنية خلال الفترة من 3 الى 5 من شهر ايار ( مايو ) الجاري.
ونظم هذه الفعالية مبادرة ” انا اتعلم” بشراكة رئيسية مع شركة زين الاردن وشراكات مع العديد من الجهات والمؤسسات بهدف تحفيز الشباب على ابتكار افكار وتطبيقات ذكية لتعليم القراءة والكتابة.
وتمكنت الفعالية من ان تجمع 10 أفرقة من 7 محافظات، حيث تكونت هذه الافرقة من طلاب وشباب في الفئة العمرية من 13 سنة الى 24 سنة تنافسوا لانتاج أفكار وتطبيقات إلكترونية لطلاب الصفوف الثلاثة الأولى تساعدهم في حل مشكلات القراءة والكتابة، حيث تمكنت اربع افرقة من مختلف محافظات المملكة ان تفوز بجوائز هذا التحدي.
وقال مؤسس مبادرة ” انا اتعلم” صدام سيالة لـ ” الغد” بانها من الفعاليات المميزة التي تشارك في انجاحها عدد كبير من المؤسسات الوطنية وشركات القطاع الخاص لتشجيع الشباب والصغار على الابتكار والابداع خارج اطار التعليم الرسمي.
واكد اهميتها في التنوع من حيث المحافظات حيث شارك طلاب وشباب في منافساتها من 7 محافظات، فضلا عن تميزها في مشاركة الاهالي والطلاب والمعلمين والمشرفين واهتمامهم بها ما يرفع مستوى الوعي باهمية التعليم غير الرسمي وتعلم التكنولوجيا وتطويعها لخدمة قطاع التعليم والقطاعات الاخرى.
واما الفعالية الثانية – التي انعقدت يوم 13 من الشهر الجاري – كانت الدورة الثانية للمسابقة الوطنية للمبرمجين الصغار والتي نظمتها شركة Hello World Kids بمشاركة عدد من مؤسسات القطاع الخاص والمؤسسات الوطنية.
وشارك في المسابقة اكثر من 100 طالب وطالبة في الفئة العمرية من 8 الى 13 سنة من مدارس حكومية ومدارس خاصة، تعملوا وتدربوا على اساسيات البرمجة المستوى الاول والبرمجة من المستوى الثاني، ليتمكنوا من انشاء وابتكار ماشريعهم وتطبيقاتهم الخاصة، وقد اسفرت هذه المسابقة عن فوز 16 طالب وطالبة من مختلف محافظات ومدارس المملكة.
وكان أمين عام وزارة التربية والتعليم الدكتور محمد العكور قال لـ “الغد” بأن مثل هذه الفعالية هي فرصة لاكتشاف المواهب الصغيرة في موضوع البرمجة، والوزارة تساند وتدعم مثل هذه المبادرات التي تحفز طلابنا للتفوق والتميز في قطاع تقنية المعلومات مستقبلا.
واكدت المؤسسة والمديرة التنفيذية لشركة Helloworldkids حنان خضر لـ ” الغد ” اهمية هذه الفعالية لتدريب وتحفيز الصغار لتعلم البرمجة والتي تعتبر مهنة المستقبل واساس بناء الاقتصاد الرقمي وخصوصا ان الارقام العالمية تقول بان ٤٥٪ من الوظائف الموجودة حاليا مرجحة للاتمتة خلال الخمس سنوات المقبلة.
وثالث هذه الفعاليات كانت مبادرة رواد المحتوى الرقمي التي نظمتها جمعية شركات تقنية المعلومات والاتصالات الاردنية ” انتاج” بمشاركة وزارة التربية والتعليم وزارة الاتصالات وعدد من شركات القطاع الخاص.
وهدفت المبادرة التي انطلقت قبل نحو شهرين ونفذت على ثلاثة مراحل الى تعزيز واقع المحتوى العربي في مجال الاقتصاد الرقمي من خلال تنمية قدرات طلبة المدارس الحكومية في الصفين العاشر والحادي عشر في كافة محافظات المملكة.
وجرى تكريم 20 طالبا وطالبة الذين اجتازوا المرحلتين الثانية والثالثة في المبادرة من مختلف محافظات المملكة يوم 15 من الشهر الجاري، كما اختارت لجنة التحكيم خمسة طلاب من المتقدمين للمبادرة، للفوز بلقب رواد المحتوى الرقمي على مستوى المملكة،
واكد رئيس هيئة المديرين في جمعية “انتاج” الدكتور بشار حوامدة، اهمية مثل هذه المبادرة لتأهيل طلبة لكتابة محتوى متميز في قطاع الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات.
وقال حوامدة بان المبادرة هي النواة الأولى لغرس مفاهيم الاقتصاد الرقمي وتكنولوجيا المعلومات لدى طلبة المدارس، نحو تنمية جيل ريادي قادر على الابتكار القائم على الفهم السليم لتكنولوجيا المعلومات.
وأعلن عن نيّة الجمعية، إطلاق موسم جديد لمبادرة رواد المحتوى الرقمي، حتى يتمكن أكبر عدد من الطلاب من المشاركة وتحقيق الاستفادة المنشودة، معتبرا ان هذه المبادرة هي البنية الصلبة والرئيسية لزيادة نسبة المحتوى العربي على الانترنت، خصوصا المساهمة الأردنية فيه.