الرئيسيةمقالات

أسواق جديدة وبدائل غير تقليدية

شارك هذا الموضوع:

*خالد واصف الوزني

تشير العديد من التقارير العالمية اليوم إلى أن كتلا اقتصادية جديدة باتت واعدة، وبات الاقتراب منها مخرجا لمن يرغب في البعد عن التقليدية في التعامل مع التجارة والاستثمارات. 

فقد أصبحت أسواق أوروبا الشرقية ووسط آسيا وأسواق شرق آسيا ودول مجموعة البتركس، بما في ذلك أسواق الصين والهند، بوابة جديدة للتبادل التجاري واستقطاب الاستثمارات. 

وقد أضحت اقتصادات دول شرق أوروبا ووسط آسيا بشكل خاص مؤلا آخر يجدر التفكير به، سواء في مجال التنوع التجاري، أو في مجال الاستثمارات المشتركة. وقد أشار مقال حديث لمساعد الأمين العام للأمم المتحدة ومدير المكتب الإقليمي لبرنامج الأمم المتحدة الإنمائي لشؤون أوروبا وكومنولث الدول المستقلة، جيهان سلطان أغلو، إلى أن دول شرق أوروبا ووسط آسيا تعد الحصان الرابح اليوم في ممكنات الاقتصاد وفي الرخاء الاجتماعي، فقد استطاعت دولة مثل أذربيجان أن تخفض نسبة الفقر بين سكانها من 50 % العام 2002 إلى أقل من 5 % اليوم. 

كما تعتبر دولة مثل أستونيا ثالث دولة ضمن أوروبا في مجال عدد الشركات البادئة نسبة إلى عدد السكان، وتخطت العديد من دول وسط آسيا بوابة الحكومة الإلكترونية باتجاه الحكومة الذكية وما يتطلبه ذلك من بنية تحتية تتصل بقطاع الاتصالات والطرق والكهرباء، وبنية فوقية تتصل بتأهيل الموارد البشرية وتجهيز البيئة التشريعية وممكنات الأعمال. 

الشاهد من هذا كله، وفي ظل ما تشهده منطقتنا من توترات متتالية، ليس من المتوقع أن تنتهي في الأجل القريب والمتوسط، أن يسعى أصحاب القرار نحو إعادة النظر في الشركاء الاستراتيجيين للتجارة والاستثمار، وأن نطرق بشكل كبير بوابة الدول الناشئة والصاعدة على الخريطة الاقتصادية والاجتماعية العالمية. 

وبادر جلالة الملك بإعطاء أكثر من إشارة إلى الحكومة عبر زيارات متعددة إلى الهند والصين، وإلى دول وسط آسيا والشرق الأقصى، وبقي أن تلتقط الحكومة والقطاع الخاص الخيط، وأن يعملا سويا لفتح سبل التجارة والاستثمار المشترك مع تلك الدول. لدى الأردن العديد من الموارد الطبيعية الخام والمصنعة، وخاصة في مجال التعدين، مما تحتاجه تلك الدول وتسعى إليه، كما أن لقطاع الزراعة إمكانيات واعدة في فتح تبادل تجاري، ورزنامات زراعية مشتركة مع تلك الدول، بسبب التنوع والاختلاف المناخي بين الأردن ودول تلك المجموعات، وخاصة في وسط آسيا. 

على صعيد آخر فإن دول شرق أوروبا تتجه بشكل كبير نحو المختبرات الابتكارية والذكاء الاصطناعي والتطبيقات الذكية والصناعات التكنولوجية، وهي قابلة لاستيعاب العديد من المبتكرات التي تستطيع شركات تكنولوجيا المعلومات والاتصالات أن تقدمها لها، انطلاقا من الأردن الذي يكتنز طاقات بشرية إبداعية كبيرة في مجالات الاتصالات والتطبيقات الذكية والذكاء الاصطناعي. وتبقى السياحة، بأشكالها المختلفة الثقافية والعلاجية والبيئية والتراثية، بوابة يدقها المقيمون في تلك الدول بشكل كبير وقد باتت دول شرق أوروبا ووسط آسيا من أكثر المصدرين للسياح، أو بمعنى آخر المستوردين للسياحة في العالم. 

والمطلوب منا هنا الإنفاق على الترويج لقطاعنا السياحي بمنتجاته المختلفة وبشكل كبير لدى تلك الدول. إن الحصافة تحتِّم اليوم البحث عن أسواق غير نمطية وغير تقليدية، سواءً لتصدير منتجاتنا الزراعية والصناعية والسياحية، أو لخلق شراكات استراتيجية واستثمارية تستفيد مما لدينا من موارد بشرية ومادية، وتتكامل مع ما لدى الآخر من إمكانات ومقومات. 

الإصرار على الانتظار إلى أن تتغيَّر الأحوال في دول الجوار لن يقودنا إلى شيء سوى التراجع المستمر، والبحث عن أسواق جديدة غير تقليدية سيساعدنا على تجاوز الأزمة في المنطقة، والانطلاق نحو آفاق جديدة.

اقتصادات وأسواق شرق أوروبا ووسط آسيا بوابتنا نحو الخروج مما نعانيه من أوضاع اقتصادية واجتماعية فرضتها أسواقنا التقليدية وإقليمنا المضطرب. ولعل المخطط الاقتصادي، بالتعاون مع القطاع الخاص، يرسم خريطة طريق تقودنا نحو تلك الأسواق الجديدة غير التقليدية؛ وهي ليست بعيدة المنال، كما أنها ليست بعيدة المكان.

الغد 

_

يمتلك مبيضين خبرة تقارب الـ 10 اعوام في مجال العمل الصحافي، ويعمل حاليا، سكرتير تحرير ميداني في صحيفة الغد اليومية، وصحافيا متخصصا في تغطية أخبار قطاع الإتصالات وتكنولوجيا المعلومات، الملكية الفكرية، الريادة، والمسؤولية الإجتماعية. ويحمل مبيضين شهادة البكالوريوس من جامعة مؤتة – تخصّص ” إدارة الأعمال”، كما يعمل في تقديم إستشارات إعلامية حول أحداث وأخبار قطاع الإتصالات وتكنولوجيا المعلومات الأردني. Tel: +962 79 6542307

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى