اقتصادالرئيسية

خطة ‘‘التحفيز الاقتصادي‘‘ أحلام أم أهداف قابلة للتحقيق؟

شارك هذا الموضوع:

هاشتاق عربي

الغد – سماح بيبرس

حين أطلقت حكومة الدكتور عبد الله النسور (رؤية الأردن 2025) كانت الترجيحات تشير إلى أن نسبة النمو للعام 2016 سوف تبلغ 4.7 % لكن التوقعات أخفقت إذ بلغت نسبة النمو 2 % فقط. 

وتأكَّدَ فشل الرؤية بوضوح مع نهاية العام الماضي ؛ فالتوقعات كانت ترجح أن النمو سيبلغ 4.9 % لكن النمو كان أدنى من المتوقع بمقدار نقطتين وتسعة أعشار النقطة إذ بلغ 2 % للمرة الثانية على التوالي.

وأثناء إعلانه “الرؤية “أبدى الرئيس النسور تندرا عندما تطرق للحديث عن الفرق بين “الرؤية” و”الرؤيا” فأشار إلى أن الرؤيا بالألف الممدودة ليست هي مصطلح يعني “مشاهدة الأحلام في المنام” بينما يعني المصطلح حين تنتهي بالتاء المربوطة يعني التطلع للمستقبل.

وغير بعيد عن (رؤية الأردن 2025) ؛ بدأت حكومة الدكتور هاني الملقي أخيرا بتسويق خطة تحفيز النمو الاقتصادي (2018 -2022) التي بدأت الحكومة بتطبيقها وهي تتوقع نسب نمو تصل 5 % للعام الحالي ؛ فهل سيكون مصير خطة التحفيز كمصير “رؤية الأردن”  ؟ 

ويرى خبراء أن الخطة لن تؤدي الهدف المرجو في تحقيق معدلات نمو الاقتصادي، وستكون كسابقتها، منتقدين ما جاء في الخطة ومعتبرين أنها لا تعددى أن تكون “خطة مشاريع” و”نهج لسياسات اقتصادية مكررة أثبتت فشلها”، فيما اعتبرها البعض أنها “بعيدة كل البعد عن أن تكون خطة تحفيز كتلك التي طبقت في بعض دول العالم”.

ولم يكن الخبراء متفائلون بأرقام النمو للعام الحالي حيث يرون أن ما تسير به الحكومة هو نفس النهج الذي أدى إلى تراجع أرقام النمو خلال السنوات الأخيرة.

الخبير الاقتصادي الدكتور ماهر المدادحة أكد أن معدلات النمو الاقتصادي دون التوقعات منذ سنوات، وهذا يعني استمرار الازمة الاقتصادية.

ولم يكن المدادحة متفائلا، حيث أشار إلى أنّ “اتجاهات النمو الاقتصادي ما تزال غير واضحة وبحاجة لجهد وسياسات غير تلك المطبقة.

وأضاف أن خطة التحفيز الاقتصادي هي عبارة عن “خطة مشاريع فقط”، وأنّ تحفيز النمو الاقتصادي يجب أن يكون من خلال تطبيق “سياسة مالية ونقدية” مرنة والحكومة اليوم تسير بعكس هذا الاتجاه، حيث أنها تطبق سياسة مالية ونقدية متشددة أدت إلى تراجع النمو الاقتصادي.

الخبير الاقتصادي زيان زوانة أشار إلى أنّ أرقام النمو المتحققة العام الماضي ما هي إلا نتائج لسياسات الحكومة المتبعة منذ سنين، والتي تستمر بتطبيقها حتى مع “خطة التحفيز الاقتصادي”.

واعتبر زوانة أنّ “خطة التحفيز التي تطبقها الحكومة اليوم هي عبارة عن “نهج لسياسات اقتصادية” فاشلة اتبعتها الحكومة سابقا وأثبتت فشلها.

وبين زوانة أنّ الحكومة في الخطة ركزت على 14 بند منها بند يتعلق بالتدريب والتأهيل، وهذا البند يرى زوانة أنه لن يكون له أثر إذا لم يتم تطبيق وتفعيل ما يتلقاه الموظفون وإذا لم ينعكس على مهاراتهم الفعلية في العمل.

كما يرى زوانة أن الخطة تطرقت إلى بند “تبسيط الإجراءات الحكومية” وهو بند حاولت الحكومات تطبيقه منذ سنوات ولم تنجح، مشيرا الى أنّ “وزارة تطوير القطاع العام تأسست منذ أكثر من 15 عاما دون أن تنجح”.

وفي بند “تمويل الخطة” تساءل زوانة عن قدرة الحكومة فعليا على توفير التمويل في ظل موازنة مقدرة بحوالي 11 مليار دينار منها 1.8 مليار لمؤسسات مستقلة جزء كبير منها لا بدّ أن يلغى و6 مليار دينار تخصص لرواتب موظفين ومتقاعدين، وسداد ديون وخدمة الدين.

وأكد أنّ النمو في 2018 سيكون أقل من 2017 خصوصا أنّه أصعب في ظل القرارات والسياسات التي اتخذتها الحكومة في الأشهر القليلة الماضية.

أستاذ الاقتصاد في جامعة اليرموك د.قاسم الحموري أكد أن معدلات النمو خلال السنوات الأخيرة كانت “مدمرة” للاقتصاد الذي بدأ يدخل في مراحل “خطرة” في ظل استمرار النمو المتواضع لسنوات طويلة.

وقال إن “معدلات النمو الاقتصادي لا تعوض عن الآثار التضخمية حيث تقل عن معدلات التضخم وعن معدلات النمو السكاني ما يعني أن الوضع الاقتصادي في تراجع مستمر”.

ويرى الحموري أنّ خطة التحفيز الاقتصادي بعيدة كل البعد عن أن تكون خطة، وهي مختلفة عن خطط التحفيز الاقتصادي في الدول الأخرى كتلك التي أعلنها أوباما العام 2009، فهي لا تعدو ان تكون مجرد أعمال عادية تقوم بها الحكومات المتعاقبة.

وأكد الحموري ضرورة أن يكون هناك فريق مختص والأخذ برأيه لمساعدة الاقتصاد الوطني على النمو وخلق فرص عمل وبالتالي تحسين حياة المواطنين. ويشار هنا الى أن معدلات النمو بين العام 2000 وحتى 2009 بالمتوسط تقدر بـ6.5% أما بعد 2010 وتزامنا مع ما سمي بـ”الربيع العربي” والوضع الإقليمي فقد انخفضت أرقام النمو الاقتصادي لتصل بالمتوسط إلى 2.5 % خلال الفترة 2010 وحتى 2016.

_

يمتلك مبيضين خبرة تقارب الـ 10 اعوام في مجال العمل الصحافي، ويعمل حاليا، سكرتير تحرير ميداني في صحيفة الغد اليومية، وصحافيا متخصصا في تغطية أخبار قطاع الإتصالات وتكنولوجيا المعلومات، الملكية الفكرية، الريادة، والمسؤولية الإجتماعية. ويحمل مبيضين شهادة البكالوريوس من جامعة مؤتة – تخصّص ” إدارة الأعمال”، كما يعمل في تقديم إستشارات إعلامية حول أحداث وأخبار قطاع الإتصالات وتكنولوجيا المعلومات الأردني. Tel: +962 79 6542307

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى