الرئيسيةتكنولوجيا

المنتدى الدولي للاتصال الحكومي يسلط الضوء على خطر شركات بيع المعلومات

شارك هذا الموضوع:

هاشتاق عربي – حظيت مواضيع كخطورة الشركات العاملة في مجال بيع المعلومات وحساسية العلاقة بين القطاعين الحكومي والخاص باهتمام خبراء ومسؤولين في العالم العربي خلال الجلسة الافتتاحية للدورة السابعة من المنتدى الدولي للاتصال الحكومي في الشارقة أمس.
وحضر الجلسة التي عقدت في مركز إكسبو الشارقة تحت عنوان “الحكومات والقطاع الخاص.. ماهيتها وطبيعة الأدوار المناطة بها في عصر المجتمع الرقمي” كل من عضو المجلس الأعلى حاكم الشارقة الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي، وولي العهد نائب حاكم الشارقة الشيخ سلطان بن محمد بن سلطان القاسمي.
وأكد المتحدث السابق باسم البيت الأبيض شون سبايسر أن الولايات المتحدة الأميركية لديها قطاع خاص كبير وضخم يقود حراك التكنولوجيا ويقدمها ليس على المستوى المحلي وحسب، وانما على المستوى العالمي أيضاً.
موافقة عمياء للفيسبوكيين 
وأضاف أن ما تحتاجه الحكومات في التعامل مع القطاع الخاص هو تحقيق التوازن على مختلف المستويات، الأخلاقية، والأمنية، والاقتصادية، مشيرا إلى أن المستخدمين الذين ينشئون حسابات جديدة على مواقع التواصل الاجتماعي يوافقون على شروط كثيرة من دون قراءتها، وهذه الشروط تمنح الشركات الخاصة حق التصرف والاستفادة من معلوماتهم الشخصية ومعلومات أصدقائهم وعائلاتهم.
واعتبر شون سبايسر أن التعامل مع الجمهور يضع الحكومات أمام جملة من التحديات، أهمها أن الجماهير ترى في تدخل الحكومات فرضا لنظام، وحجبا لمعلومات، وتراجعا لمستوى الحريات، الأمر الذي يحتم على الحكومات انتهاج سياسة الشفافية في تعاملها مع الجمهور.
كما شارك في الجلسة، إضافة إلى سبايسر، كل من الوزير المنتدب والناطق الرسمي باسم الحكومة المغربية مصطفى الخلفي، والرئيس التنفيذي لشركة أوراسكوم تيليكوم القابضة في مصر نجيب ساويرس، وأدارها مدير عام مؤسسة الشارقة للإعلام محمد حسن خلف.
معلومة غير مسيطر عليها
بدوره، أكد نجيب ساويرس أن القطاع الخاص ينظر إلى التكنولوجيا ومواقع التواصل الاجتماعي نظرة ربحية، وغرضه منها تحقيق المكاسب، في الوقت الذي ينظر القطاع الحكومي إلى هذا التحول الرقمي بوصفه خروجا عن السيطرة، لافتا إلى أن الحكومات كانت في زمن التلفزيون قادرة على ضبط المعلومات وتقنينها، فيما هي اليوم غير قادرة على فرض سيطرتها على مواقع التواصل الاجتماعي.
وشدد ساويرس على ضرورة وجود منظم محايد لضبط آلية تعامل القطاع الخاص مع الجمهور، وفي الوقت نفسه الالتزام بمعايير ومحددات تكفل عدم التلاعب بالمعلومات وتضمن حمايتها، مشيرا إلى أن المنظم يمكن أن يكون لجنة تضم مؤسسات مجتمع مدني، مع ممثلين عن القطاع الخاص، إلى جانب ممثلي القطاع الحكومي.
مستخدم صحفي
من جانبه، أجاب مصطفى الخلفي على تساؤل: كيف يمكن التعامل مع خطر تحول كل مستخدم للوسائل الذكية والرقمية، إلى إعلامي، وصانع للمعلومة؟ بالقول “أعتقد أن الثورة الرقمية فرصة وتحد في الوقت نفسه، فعندما تغيب الحكومات والمجتمع المدني، نكون إزاء مشكلات كبيرة، لذلك ينبغي بناء علاقة تكاملية بين الحكومات والقطاع الخاص، حيث يبقى الأمن الرقمي، والسياسة الرقمية، وحماية المعطيات الشخصية، مسؤولية حكومية، ولا يمكن للقطاع الخاص التعامل معها”.
ونبه الخلفي إلى أهمية أن تظل الحكومات مواكبة لما يجري على صعيد التكنولوجيا، والتطبيقات الذكية، مؤكدا أنه في حال غياب القطاع الحكومي عن هذا التحول لن تتمكن من إنتاج خطاب مضاد لما توظفه بعض الجهات، والجماعات، من أفكار متطرفة وإرهابية، وستتولى هذه الجهات تقديم صور عن الحكومات بما يخدم مصالحها. 
وعرض الخلفي تجربة المملكة المغربية في توظيفها للمنصات الإلكترونية وإشراك المواطن المغربي في صنع القرار، وقال”كانت المغرب تحتل المرتبة 117 عالميا على مستوى إشراك المواطن في صناعة القرار الوطني، وخلال عشرة أعوام، باتت تحتل المرتبة 17، بعد أن استحدثت منصات للتواصل مع الجمهور، وباتت تستمع لرأي الشارع المغربي في القرارات الحكومية، وتجيب على تساؤلاته، كما استحدثت ما يعرف بـ”المحكمة الرقمية”، ونظام الشكاوى، وغيرها من الحلول”.
كما حضر حاكم الشارقة  الخطابات التفاعلية الخمسة التي تلت الجلسة الافتتاحية، حيث تناولت وزيرة الثقافة وتنمية المعرفة نورة بنت محمد الكعبي، دور القيادات الشابة في حكومات المستقبل، فيما عرض السير تيموثي جون بيرنرز لي، مخترع الإنترنت ورئيس معهد البيانات المفتوحة، وجهة نظره حول “مستقبل البيانات المفتوحة”.
كما تحدث تانمي باكشي أصغر خبير ذكاء اصطناعي في العالم وعضو فريق “آي بي إم” للذكاء الاصطناعي، عن التحديات والفرص الكامنة في الذكاء الاصطناعي كمفتاح لمستقبل الاتصال الحكومي.
وتطرق الرئيس التنفيذي للاستراتيجية والحوكمة لمجموعة اتصالات خليفة حسن الشامسي في الخطاب التفاعلي الرابع، إلى موضوع “قطاع الاتصالات ودعم حكومات المستقبل”، بينما تحدث سايمون آنهولت مستشار السياسات ومؤسس مؤشرات “الدول الجيدة والبلد الجيد والعلامات التجارية للدول”، عن أفضل ممارسات التواصل في سبيل “الدولة الجيدة”.
وأكدت نورة الكعبي في خطابها التفاعلي الذي حمل عنوان “دور القيادات الشابة في حكومات المستقبل”، أن قيادة دولة الإمارات العربية المتحدة حرصت منذ قيام الدولة على ترسيخ قواعد الاتصال بينها وبين الشعب، إذ كان المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، أول من تبنى أسس التواصل اليومي مع الشعب عبر المجالس والزيارات الميدانية والتفقدية للمواطنين والمقيمين في أنحاء الإمارات، وأسس الأب القائد مبكرا لهذا النهج الذي ما يزال ميزة تنفرد بها قيادتنا الرشيدة إلى الآن.
الذكاء الاصطناعي مفتاح لمستقبل الاتصال الحكومي
وتحدث أصغر خبير ذكاء اصطناعي في العالم تانماي باكشي في خطابه التفاعلي عن “الذكاء الاصطناعي كمفتاح لمستقبل الاتصال الحكومي”، متناولا خلاله عرضا لأهم الخيارات التقنية، والابتكارات الحديثة على مستوى الواقع التكنولوجي، والثورة الصناعية الرابعة، والعوامل التي يحققها الذكاء الاصطناعي في تطوير وتنمية واقع الاتصال الحكومي بالعالم.
وتطرق باكشي إلى التطورات التي أحدثها الذكاء الاصطناعي في التواصل الحكومي مع الجماهير، قائلا “في السابق كان الاتصال من جهة واحدة بين الحكومة والجمهور، لكنه اليوم، ومع تقدم التقنية، باتت هناك وفرة في خيارات الاتصال الجماهيري مع الحكومة بنفس وتيرة التواصل التي كانت تقوم بها الحكومات في السابق مع الجمهور”.
للتواصل الاجتماعي دور في التوثيق
من ناحيته، استهل مخترع الإنترنت ورئيس معهد البيانات المفتوحة بالمملكة المتحدة تيموثي “جون بيرنرز لي” في خطابه التفاعلي “مستقبل البيانات المفتوحة” بالإشارة إلى الدوافع التي أدت إلى وجود بيانات مفتوحة المصدر على الإنترنت، لافتا إلى أن البيانات في السابق كانت توجد ضمن ملفات والأوراق، لكن ومع تقدم مجالات التقنية وتسارع وتيرة ثورة شبكة الإنترنت، بات لزاما أن توجد البيانات بشكلها الدقيق على الشبكة كي يتسنى لجميع الراغبين الحصول عليها بيسر وسلاسة.
وتطرق “لي” إلى الدور الذي تلعبه مواقع التواصل الاجتماعي بهذا الصدد، لافتا إلى أنها تحمل في قواعدها بيانات هائلة وضعها المستخدمون بحسن نية وذلك في سبيل إنجاح العملية التواصلية. وأكد أن عالم الإنترنت معقد للغاية وعلينا أن نكون أكثر وعيا بخصوص إتاحة البيانات عبر هذه الشبكات، مدللا على ذلك بتسرب بيانات 50 مليون مستخدم لشبكة التواصل الاجتماعي “فيسبوك”.
بنية تحتية ضرورية
من جهته، قدم الرئيس التنفيذي للاستراتيجية والحوكمة في مجموعة اتصالات خليفة حسن الشامسي خطابا تفاعليا أوضح من خلاله أهمية تطوير البنى التحتية والخدمات التي تسهم بفعالية في توفير بيئة داعمة للابتكار والتطوير.
وقال الشامسي إن “اتصالات” تقترب جدا من إطلاق الجيل الخامس من شبكات الاتصال اللاسلكية في دولة الإمارات العربية المتحدة، التي ستوفر سرعات اتصال كانت قبل الآن ضربا من الخيال العلمي، مؤكدا أنها ستشكل رافعة نحو تطوير بيئة أعمال وابتكارات لا محدودة.
في خطابه التفاعلي، توقف سايمون آنهولت، مستشار السياسات ومؤسس مؤشرات “الدول الجيدة” و”البلد الجيد” و”العلامات التجارية للدول”، عند أهمية الاتصال بالنسبة للحكومات، والتأثير الذي يلعبه على صعيد تواصلها مع الجماهير، حيث دعا إلى ضرورة تبني الحكومات لأساليب تواصل ناجحة مع الشعوب بهدف تحقيق التقدم المطلوب. واعتبر آنهولت أن سمعة البلد الجيد عامل أساسيّ ومهمّ يخدم مسيرة التقدم والتطور.

الغد 

_

يمتلك مبيضين خبرة تقارب الـ 10 اعوام في مجال العمل الصحافي، ويعمل حاليا، سكرتير تحرير ميداني في صحيفة الغد اليومية، وصحافيا متخصصا في تغطية أخبار قطاع الإتصالات وتكنولوجيا المعلومات، الملكية الفكرية، الريادة، والمسؤولية الإجتماعية. ويحمل مبيضين شهادة البكالوريوس من جامعة مؤتة – تخصّص ” إدارة الأعمال”، كما يعمل في تقديم إستشارات إعلامية حول أحداث وأخبار قطاع الإتصالات وتكنولوجيا المعلومات الأردني. Tel: +962 79 6542307

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى