الرئيسيةمقالات

إيجابيات وسلبيات إنترنت الأشياء

شارك هذا الموضوع:

هاشتاق عربي

لم يعد إنترنت الأشياء اختيارا بالنسبة لنا بل أضحى الطريق الذي يسير فيه العالم الآن بخطى متسارعة. 

وإنترنت الأشياء Internet Of Things يعني أن كل الأجهزة والأدوات التي نستخدمها في حياتنا اليومية تملك قابلية إتصال بالإنترنت ويتم إدارتها من خلال تطبيق الموبايل او عن طريق الحاسوب أو عن طريق أجهزة تحكم متصلة هي الأخرى بالشبكة العالمية.

كأي ابتكار اخترعه الإنسان يتمتع هذا المجال بالعديد من المميزات كما أنه يتمتع بالعديد من الجوانب السيئة والسلبيات الخطيرة.

ويبقى الفاصل هو الغرض الذي يستخدم له الشيء، فإن كان بناء وغاية جيدة ساهم في تطور المجتمع وتقدمه، وإن كان هداما وغاية سيئة أضر المجتمع وأفراده.

في هذا المقال سنجيب عن سؤال يطرحه الكثير من الناس باستمرار ألا وهو: ما هي ايجابيات وسلبيات إنترنت الأشياء.

ايجابيات إنترنت الاشياء

في البداية دعونا نتعرف على الجانب الايجابي لهذا المجال وغزو الإنترنت لكافة مناحي الحياة، حيث لم تعد شبكة الانترنت محصورة على الترفيه والتعارف والدردشة وتضييع الوقت في أمور قد لا تكون مهمة.

مع إنترنت الأشياء أضحى الاتصال بالشبكة ضروريا وواحدة من المزايا التي تميز المجتمعات المعاصرة، حيث الأفراد والشركات والمؤسسات تعتمد عليه بشكل يومي.

هناك العديد من الإيجابيات التي وفرتها إنترنت الأشياء أولها أن المعلومات على الإنترنت والبيانات أصبحت أكثر أهمية من قبل حيث ليست متاحة فقط للبحث عنها عبر محركات البحث وعرضها في المواقع بل إنها أصبحت قابلة للاستخدام.

ففي البداية نجد أنه في السيارات تم دمج إنترنت الأشياء من خلال الشاشة الإلكترونية التي توفر تشغيل الموسيقى والإتصال بالإنترنت للحصول على أحدث المقاطع، إلى جانب الخريطة الإلكترونية التي تعتمد على الإنترنت وتساعد السائق في معرفة المسار الذي يجب عليه أن يسلكه لمكان معين أو ايجاد شوارع وطرقات أقل ازدحاما.

لا تتوقف استفادة السيارات والمركبات من إنترنت الأشياء عند هذا الحد بل إنها تتضمن أيضا التبريد التلقائي والتدفئة الأوتوماتيكية وعرض حالة الطقس والحالة المتوقعة للمكان الذي يسير به السائق والمكان الذي هو ذاهب إليه، كما أنه باستخدام الإنترنت وبقياس أبعادها وبشكل تلقائي يمكنها أن تصطف بشكل جيد في المكان الذي تريد.

من جهة أخرى نجد أن الثلاجات تعرض للمستخدمين وصفات الطبخ وتقترح بعض الأكلات الجديدة التي يمكن تجربتها بناء على المواد الغذائية المخزنة فيها، بل إنها أيضا تراقب كميات الأكل المخزنة ويمكنها أن تصدر طلبات تسوق لشراء الاحتياجات بينما أنت في مكتب العمل لتصلك الطلبات عبر موزعي المتجر الذي تتعامل معه.

وبفضل إنترنت الأشياء تستطيع الثلاجات مراقبة صلاحيات المواد الغذائية والمنتجات وأيضا التذكير بفوائد الفواكه والخضروات المخزنة بها.

أما المكيفات فهي بفضل إنترنت الأشياء أصبح بإمكانها العمل على تبريد المنزل قبل أن تعود من العمل صيفا، أو تعمل على تدفئته تلقائيا أو عن طريق أمر منك في مكتب العمل قبل العودة إلى المنزل.

الغسالات هي الأخرى تطورت وأصبحت متصلة بالإنترنت ويمكن لربة البيت في حالة وجودها بالخارج تشغيلها عن بعد ويمكن أن تحصل على تقارير حجم الغسيل وتميز الملابس وتعطي الاحصائيات التي من شأنها أن تساعد المستخدمة أو المستخدم أكثر.

أبواب الغرف والمنازل وبوابات مداخل العمارات كلها تصبح مرتبطة بالإنترنت ويمكن اعطاء الصلاحيات بالدخول لغرفة أو بيت معين لأشخاص محددين فقط بينما يتم منع البقية من الدخول إليها.

كما أن هذه المنشآت إضافة إلى الشركات والمكاتب يمكن فيها تركيب كاميرات المراقبة المتصلة بالإنترنت، والتي لا تتوقف عند التسجيل والبث فقط بل إنها قادرة على تمييز الأشخاص وتحليل البيئة المحيطة بها، وعن بعد وفي مكان آخر يمكن لصاحب هذه المنشآت الإطلاع على التسجيلات بل أيضا التقارير التي يحصل عليها نتيجة تحليل التسجيلات في ظرف ثوان من هذه الأجهزة دون الحاجة لمشاهدة ما حدث أو متابعة ما يحدث، حيث يمكنه التوصل بالتنبيهات.

بالحديث عن المراقبة فإن أنظمة الانذار ستكون قادرة على تمييز الحريق وأي أخطار غير السرقة، كما أنها ستكون على اتصال مع حالة الطقس والتحذير من أي عواصف قادمة أو حتى ظوهر طبيعية قبل حدوثها.

في عالم التسوق يمكن للثلاجات والمطابخ الذكية ارسال تقارير عن المواد الغذائية التي يحتاج إليها صاحب المنزل، وترسل لأقرب متجر عبر الإنترنت ليتم تجهيز الشحنة واقتطاع تكلفتها من الحساب البنكي الإلكتروني وارسالها في بضعة دقائق إلى المنزل، ويمكن لصاحب المنزل تحديد الميزانية اليومية أو الشهرية للمواد الغذائية.

وتساهم إنترنت الأشياء بقوة في تطوير الفلاحة والزراعة، حيث يمكن للفلاح أن يعرف ما هي المزروعات التي يمكنها أن تنمو وتعطي أفضل ما لديها على أرضه، كما يمكنه فحص صحة الأبقار والدواجن والحيوانات التي يملكها وإمكانية التعرف على أي أمراض أو أعراض لفيروسات معينة، كما سيحصل على تقارير مفصلة عن المحصول والانتاج، مع متابعة حالة الطقس وأيضا بناء على الأحوال الجوية وتوقعات الموسم الفلاحي يمكن أن يحصل على اقتراحات لبعض المزروعات التي عليه زراعتها في الموسم الراهن.

في المكاتب والشركات كل شيء متصل بالإنترنت أيضا ويوفر للمدراء معرفة أداء الموظفين ونقاط ضعفهم في العمل لتسهيل تطوير مستواهم وأيضا المساعدة في معرفة نقاط ضعف المؤسسات وتطويرها.

في الدراسة أيضا كل شيء متصل بالإنترنت، من التدريس اليومي للامتحانات نحو تقييم مستوى التلاميذ ومعرفة ميولاتهم وتوجيههم إلى المجالات والتخصصات التي يمكن أن ينجحوا فيها.

سلبيات إنترنت الأشياء

فيما ستساعد إنترنت الأشياء على تسهيل حياة الإنسان والقضاء على مشاكل كبيرة منها قلة الإنتاج في الشركات والمؤسسات والإنتاج الفلاحي وادارة الحياة الشخصية والتحكم أكثر في الوقت وحماية المنشآت، فهناك سلبيات يجب التطرق إليها.

أولها أنه في عالم إنترنت الأشياء تختفي الخصوصية وتصبح في خبر كان، فالأجهزة من حولنا تستبيح حياتنا، من الهواتف الذكية نحو الساعات الذكية والتلفزيون والثلاجات وأجهزة التدفئة والمراقبة والأبواب الذكية والسيارات، كلها تجمع بيانات حولنا ويمكنها أن تتعرف على وجوهنا، بل تعرف سلوكياتنا وما الذي نريده وكيف نفكر!

هذا يفتح الباب للتحول إلى مجتمعات استهلاكية بشكل شرس، حيث الاعلانات والدعايات ستظهر لنا على الأجهزة بناء على رغباتنا الحقيقية وليس بناء على زياراتنا للمواقع ومتابعاتنا على مواقع التواصل الإجتماعي.

تجمع هذه الاجهزة الكثير من البيانات وكل تفصيل في حياتنا سيتحول إلى معلومات مخزنة على خوادم الشركات العملاقة، يستخدم في تحسين التجربة وعرض الاقتراحات، لكن في حالة أخرى يمكن أن يصل المخترقون إلى تلك البيانات ويسربونها أو يمكن أن تستغلها تلك الشركات بشكل دنيء ضد المشاهير والشخصيات السياسية.

من السلبيات الأخرى لهذا المجال غير اختراق الخصوصية وقتلها نهائيا، نجد أنه يمكن للأنظمة والخدمات أن تتعرض لتلف معين وتصدر أوامر غير التي قمنا بإصدارها ما يكبد المستخدمين تكاليف مادية أو يعرض حياتهم للخطر.

الاختراقات ستصبح أكثر خطورة حيث يمكن احداث شلل لمجتمع معين تستهدفه دولة معينة، من خلال التلاعب بعدادات الكهرباء واصدار أوامر بإغلاق الغرف والمنشآت ومنع الناس من الخروج منها وايقاف حركة السير بشكل نهائي وتسريب مقاطع الفيديو من أجهزة المراقبة والعثور على الأشخاص المستهدفين بسهولة واختراق البورصات، ما ينتج عنه انتكاسة اقتصادية ومالية ومجتمعية كبيرة.

من جهة أخرى ينتظر أن تتفشى البطالة نتيجة هذا التطور حيث الكثير من الوظائف ستختفي في الواقع، وسيصبح من الصعب تعويضها، ومن المعلوم أن إنترنت الأشياء والذكاء الاصطناعي مشاريع جاءت لتسهيل الحياة والتقليل من التكاليف وتجاهلت تشغيل الناس.

إضافة لما سبق سيصبح الناس كسلاء وأكثر اعتماد على الانترنت والروبوت في أداء المهام، ما قد ينتج عنه مشاكل صحية منها السمنة.

لا تتوقف السلبيات عند هذا الحد بل يمكن أيضا أن يسبب الاعتماد المتزايد على الإنترنت في حياتنا مشاكل نفسية ولنا في تأثير الشبكات الإجتماعية عبرة!

تقنية 24

_

يمتلك مبيضين خبرة تقارب الـ 10 اعوام في مجال العمل الصحافي، ويعمل حاليا، سكرتير تحرير ميداني في صحيفة الغد اليومية، وصحافيا متخصصا في تغطية أخبار قطاع الإتصالات وتكنولوجيا المعلومات، الملكية الفكرية، الريادة، والمسؤولية الإجتماعية. ويحمل مبيضين شهادة البكالوريوس من جامعة مؤتة – تخصّص ” إدارة الأعمال”، كما يعمل في تقديم إستشارات إعلامية حول أحداث وأخبار قطاع الإتصالات وتكنولوجيا المعلومات الأردني. Tel: +962 79 6542307

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى