الرئيسيةريادة

مؤسسة عبد الحميد شومان تستضيف رئيس الوكالة السنغافورية للتنمية

شارك هذا الموضوع:

يو: رأس المال البشري ركيزة الاقتصاد المعرفي

هاشتاق عربي 

استضافت مؤسسة عبد الحميد شومان رئيس الوكالة السنغافورية للتنمية الدكتور فيليب يو، في لقاء حواري موسع، استعرض فيه قصة نجاح سنغافورة وانتقالها من مصاف دول العالم الثالث، لتكون من دول العالم الأول، والنهضة التعليمية والصناعية التي أنجزتها.

وخلال لقاء الخبير السنغافوري الذي نظمته المؤسسة مساء الإثنين 12 شباط (فبراير) 2018، في المركز الثقافي الملكي، بعنوان “الابتكار من الفكرة إلى النجاح- قصة سنغافورة”، لخص الدكتور يو، كيفية نمو القطاع الصناعي ومساهمته بجزء كبير من الناتج المحلي لسنغافورة، مشيرا للانتقال الناجح من دولة كانت تعتمد في اقتصادها على التصدير إلى دولة ذات اقتصاد صناعي.

وأشار يو في اللقاء، الذي تابعه حشد من المهتمين اقترب من ألف شخص، إلى ان فترة الثمانينيات تميزت بالعولمة المتسارعة، التي قدّمت سنغافورة على إثرها إستراتيجية قومية اقتصادية جديدة عُرفت باسم “الثورة الصناعية الثانية”،لافتا إلى انه منذ ذلك الوقت، أصبح تركيز قطاع الصناعة موجهًا نحو التحوّل إلى العمليات كثيفة رأس المال.

ومن جهته أكد  فيليب يو بأن شعور الجميع بالاستفادة من خطوات التنمية، شكل حافزا لهم لدفع عجلة الاقتصاد السنغافوري.

وشدد على مبدأ الشراكة بين الجميع من جهة، ومبدأ معادلة التوازن في الحقوق والواجبات من جهة أخرى، ما جعل الجميع يشعر بأن “له حصة في كعكة التنمية”.

وأكد يو أن الحكومة السنغافورية، ركزت على الارتقاء باقتصادها، المعتمد على الصناعات قليلة التكلفة، ما وضع حجر الأساس لمضي سنغافورة قدماَ في اقتصادها القائم على كثافة المعرفة والابتكار.

وأجمل يو تجربة سنغافورة في التطور الاقتصادي من خلال الاستفادة أولا من تنمية رأس المال البشري طويلة الأمد، وهو ما دفعها إلى دعوة العديد من روّاد العلوم الأقدمين الأجانب لتولي إدارة معاهد وفرق الأبحاث وتنمية المهارات المحلية.

وتحدث يو عن تجربة سنغافورة في دعم الشباب من خلال المنح مع التركيز على المجالات الطبية والتطبيقية، مشيرا إلى ضرورة توطيد العلاقة بين المستشفيات والمراكز البحثية المختلفة، والتركيز على تقييم التجارب واعتبار الفشل في كل مجال مرحلة من مراحل التعلم.

وأوضح يو أن سنغافورة  كانت تعاني من تحديات عديدة كالبطالة وأزمة السكن والفساد الإداري والركود الاقتصادي. ولا تملك أي خبرة في الاقتصاد الصناعي، ما دفع حكومتها للاهتمام بالافراد وتعليمهم، وتشجيع الاستثمار وتشغيل الأيدي العاملة.

وأشار في السياق ذاته، إلى تنبه الحكومة السنغافورية لأهمية التعليم، ورفع مستوياته عبر المراحل التعليمية كافة بما في ذلك الشباب من خلال تأهيلهم ودعمهم لقيادة عملية الابتكار والابداع على نحو يمكنهم من إنشاء شركاتهم الخاصة وتقديم التمويل اللازم لهم.

ولفت إلى أن سنغافورة أرسلت طلابها للدول التي تدرس باللغة الانجليزية مثل بريطانيا وكندا والولايات المتحدة الأميركية، ما وفر جيلا جديدا من العمالة السنغافورية، صاحبة معرفة ذهنية، وليس يدوية وحسب.

وبحسب يو، فأن معظم  الشباب المبتدئين لا يقدرون على  إنتاج الفكرة وحدهم، لذلك قمنا باستقطاب خبراء من الخارج، للاستعانة بهم على التأهيل والبناء، بما يضمن نهاية سعيدة تتمثل بالتحول التدريجي إلى المعرفة والابتكار.

ولفت أن سنغافورة تختار أفضل الطلبة تحصيلا علميا وأكثرهم فقرا، لتمكينهم من منافسة الأغنياء وإبراز أنفسهم كأقوياء أمامهم.

وحول الاستفادة من تجربة التنمية السنغافورية في الشرق، قال يو:”ليس  هناك حلا سحريا للحصول على نتائج مميزة وسريعة .. لكن سياساتنا تركز على نقل الموهبة والعلم للأفراد، ودعوة الشركات للاستثمار والتركيز على الموارد البشرية”.

واعتبر يو أن سنغافورة نجحت  في جذب استثمارات هامة نقلت اقتصادها من الاتكال على غيرها في التصنيع وتقديم الخدمات إلى اقتصاد قائم على المعرفة والابتكار، لافتا إلى انها بذلك تجعل من التنمية استثماراً في المعرفة والابتكار ورأس المال البشري.  

وأكد يو في معرض حديثه على قدرة بلاده من الاستفادة من سياسة “النظر إلى الخارج”، وتحديد مدى نوعية الفائدة التي اكتسبتها من تجارب دول خرجت من الركود التنموي، واعادت بناء اقتصادها وحافظت عليه لهذا الوقت.

ولفت إلى ان سنغافورة حافظت على معدلات نمو عالية وطويلة الأمد، على الرغم من افتقارها إلى الموارد الطبيعية وإلى سوق محلي واسع.

 

وربط فيليب يو بين التقدم المذهل الذي شهدته سنغافورة وتأهيل الموارد البشرية، مبينا ضرورة استقطاب المهارات المؤهلة من الخارج، حاثا الدول الراغبة في النمو إلى تطبيق مثل هذه السياسة للنهوض باقتصادها، فقد تطورت سنغافورة لاهتمامها بالإنسان من حيث تعليمه وتدريبه واعتمادها على المهارات الأجنبية لا سيما الصين، مبينا أن ذلك خلق تنوعا اجتماعيا ساهم في تطويرها.

وبين ان الخطة الاستراتيجية للحكومة فترة التسعينيات، شكلت محور اهتمام سنغافورة، ما مكنها الوصول إلى مراتب وصفات طليعة الدول المتقدمة.

وعبر يو عن أسفه واستغرابه من أن البحث العلمي لا ينظر له بصورة ايجابية، حيث ان معظم الشباب يفكرون في انشاء شركات والحصول على الربح المادي وليس في  الابتكار العلمي.

واعتبرت الرئيسة التنفيذية للمؤسسة فالنتينا قسيسية أن تجربة سنغافورة في النهضة والتنمية والازدهار “يمكن أن تشكل أنموذجا مهما نستلهم فيه خريطة طريقة أردنية تسهم بتحقيق هدف “الاعتماد على الذات” الذي تم طرحه مؤخرا للخروج من الأزمة الاقتصادية التي فرضتها علينا أزمات المنطقة.

وبينت أن استضافة يو تأتي استكمالا للبرنامج الذي تبنته المؤسسة، والذي يهدف لاستضافة أبرز الخبرات العالمية والشخصيات الملهمة في مجال التنمية والتطوير، واستضافت خلاله رئيس الوزراء الماليزي السابق مهاتير محمد العام 2015.

وأكدت قسيسية على الأهمية الخاصة التي تحظى بها شخصية فيليب، كونه واحدا من الأشخاص الذين امتلكوا منظورا علميا لعملية التطوير، وامتلك برنامجا حقيقيا قاد من خلاله تغييرا كبيرا في أنماط العمل والإنتاج في سنغافورة.

وعبرت عن املها بأن يشكل حديث فيليب للشباب والمؤسسات “حافزا لنا لأن ننظر إلى الأمور بعلمية، وأن نتطلع لبناء برامج نابعة من حاجاتنا الحقيقية، خصوصا ما يتعلق منها بتدريب وتأهيل الشباب لسوق العمل، وإدماجهم في التخطيط وصناعة القرار”.

وكان الضيف الدكتور فيليب يو التقى خلال زيارته للأردن عددا من  العلماء و الشباب الجامعيين والمؤسسات الرسمية.

كما قام يو بزيارة جامعة الحسين التقنية، حيث اطلع على مشاريع طلاب الهندسة في الجامعة.

وتخللت زياراته لقاء مجموعة من طلبة العلوم الحياتية في الجامعة الأردنية، إضافة إلى ممثلي الجامعة في البحث العلمي ومركز الريادة والابتكار. 

فيما يشغل الدكتور فيليب يو منذ العام 2007 وحتى الآن، منصب رئيس المعايير والإنتاجية والابتكار من أجل النمو (SPRING) لدعم وتطوير المشاريع الصغيرة والمتوسطة وتشجيع الشركات المبتدئة في سنغافورة. حيث يُعتبر يو المسؤول الحكومي الأكثر نجاحاً في سنغافورة، قاد اقتصاد بلاده في رحلة نحو الازدهار والتقدم، وبذل قصارى جهده ليتأكد من بقاء بلاده في الطليعة أمام جميع المنافسين.

ومؤسسة عبد الحميد شومان هي مؤسسة لا تهدف لتحقيق الربح، تعنى بالاستثمار في الإبداع المعرفي والثقافي والاجتماعي للمساهمة في نهوض المجتمعات في الوطن العربي من خلال الفكر القيادي، الأدب والفنون، والابتكار المجتمعي.

_

يمتلك مبيضين خبرة تقارب الـ 10 اعوام في مجال العمل الصحافي، ويعمل حاليا، سكرتير تحرير ميداني في صحيفة الغد اليومية، وصحافيا متخصصا في تغطية أخبار قطاع الإتصالات وتكنولوجيا المعلومات، الملكية الفكرية، الريادة، والمسؤولية الإجتماعية. ويحمل مبيضين شهادة البكالوريوس من جامعة مؤتة – تخصّص ” إدارة الأعمال”، كما يعمل في تقديم إستشارات إعلامية حول أحداث وأخبار قطاع الإتصالات وتكنولوجيا المعلومات الأردني. Tel: +962 79 6542307

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى