هاشتاق عربي
أطلق ليث أبو طالب، الفائز مؤخرا بجائزة “الطالب الريادي” من إرنست ويونغ الأردن لعام 2017، بالتعاون مع زميلته عائشة سليمان، شركة “ورقامي”، وهي أول شركة في العالم تجمع بين فني طي الورق ولفّه (origami and quilling)، مجسّدة الثقافتين اليابانية المشهورة بطي الورق، والفرنسية المعروفة بلفّه، في منتج واحد، مستلهما من الإمكانيات الهائلة للفنون الورقية.
يقول أبوطالب “بدأنا ممارسة فن الأورجامي في الجامعة كهواية العام 2014، وقد شجّعنا حينها زملاؤنا على تنظيم ورشة عمل لتدريبهم على تشكيل هذه الفنون، وهنا، أدركنا مدى صعوبة الحصول على أدوات فن تشكيل الورق داخل الأردن. كانت الحاجة دافعنا نحو إطلاق الشركة وتسجيلها رسمياً عام 2016، لنجمع أدوات فن طي ولف الورق وكل ما يتعلق بها في صندوق واحد متكامل يمكّن الأفراد من مختلف الأعمار والمستويات من ممارسة هذا الفن، ونصنع من كل ورقة مصدراً للإبداعات والفنون الجميلة”.
وإلى جانب مجموعة الأدوات المتكاملة، تضم منتجات الشركة كتيبات باللغتين العربية والإنجليزية مصممة بالاعتماد على مبادئ الخريطة الذهنية، لتدريب الأفراد على صنع وتشكيل الفنون الورقية دون الحاجة إلى مدرب. ورغم مرور عام واحد فقط على انطلاقها، تتواجد منتجات شركة “ورقامي” في 22 نقطة بيع في عمّان، ونقطتي بيع في إربد، كما أنها متوفرة عبر موقعي “دمية” و”أمازون”، مع تطلعات لتغطية مختلف أنحاء المملكة والوصول إلى أسواق عربية وأوروبية.
ويضيف أبوطالب “نستهدف الأفراد من عمر 3 إلى 80 عاما، فكما ندرب الأطفال على تشكيل فن الورق، عقدنا جلسات تدريبية لمجموعة من كبار السن الذين استمتعوا كثيرا بهذه الفنون، التي تحفز الفصّين الأيمن والأيسر من الدماغ، وتوسّع مدارك الخيال، وتنمّي الإبداع والتركيز والمهارات الحركية الدقيقة لدى الجميع، كباراً كانوا أم صغاراً”.
وتتمحور رسالة “ورقامي”، على حد تعبير أبوطالب، حول دمج جميع فئات المجتمع معا، فبخطوة إبداعية أخرى وفرت الشركة أدوات مصممة خصيصا للأشخاص ذوي الإعاقات الحركية، وأعدّت كتيّبات بلغة بريل للأشخاص ممن يعانون من فقدان أو ضعف البصر، لدفعهم وتشجيعهم على الابتكار والعمل كجزء لا يتجزأ من هذا المجتمع.
يقول أبوطالب : “سفراء “ورقامي” لذوي الإعاقة، هم مجموعة من الأشخاص الذين تمكنوا بمساعدة الشركة من ممارسة فنون تشكيل الورق رغم إعاقتهم، وهم يمثلون اليوم مصدر أمل وإلهام لأقرانهم ممن يواجهون تحديات مشابهة بسبب إعاقاتهم”. عدا عن ذلك، يواصل ليث دعم اللاجئين عبر عقد ورش تدريبية تحفزهم على ممارسة فنون طيّ الورق لما لها من تأثير إيجابي على حياة كل منهم.
ويتابع أبوطالب : “نعتمد في تدريباتنا، التي شملت حتى اليوم 1500 طالب وطالبة من مدارس حكومية وخاصة مختلفة، على الطرق التفاعلية التي تلمس العقل اللاواعي لدى المشتركين، فتكسبهم مهارات حياتية مختلفة كتنظيم الوقت، والتواصل الفعال، والتسويق الذاتي، والعمل الجماعي”.
كان أبوطالب قد تقدم لـ “جائزة رواد الأعمال” عن فئة “الطالب الريادي” العام الماضي، لكنه لم يتمكن من الفوز بها، فشكّل ذلك تحديا بالنسبة له، ليعاود هذا العام خوض التجربة والفوز بها بجدارة؛ “بالأمس عرضتُ الفكرة فلم تحظَ بإيمان اللجنة، واليوم أعرضُ المنتج لأحقق فوزاً يبعث على الفخر والاعتزاز بالنسبة لي ولكل أعضاء الفريق”، بهذه الكلمات عبّر ليث عن سعادته البالغة بالفوز.
ليث أبو طالب هو الفائز الثالث بهذه الفئة منذ انطلاقها في الأردن عام 2014. وتهدف هذه الجائزة إلى دعم طلبة الجامعات الذين يمتلكون أفكاراً ريادية مميزة من خلال تقديرهم وتسليط الضوء على مبادراتهم، إلى جانب منحهم التدريب اللازم ليتمكنوا من النجاح في سوق العمل. وتعد فئة “الطالب الريادي” جزءاً لا يتجزأ من “جائزة رواد الأعمال” العالمية التي تنظمها شركة إرنست ويونغ “EY سنويا منذ 31 عاما، في أكثر من 145 مدينة واقعة في 60 بلدا حول العالم.
الغد