هاشتاق عربي
أكدت المدير التنفيذي لشركة انديفر الأردن، ريم القسوس، أن الرياديين في الأردن يواجهون مشكلات أهمها الوصول إلى مصادر التمويل، في الوقت الذي يشكل الاقتراض أفضل خيار أمامهم لإنشاء أعمالهم أو تسريع وتيرة نموها، وسط اساليب تقليدية في تقييم هذه المشروعات من قبل البنوك.
وقالت القسوس في مقابلة مع وكالة الأنباء الأردنية (بترا)، على هامش جلسة حواريه نظمتها الشركة بالتعاون مع شركاء محليين، بعنوان تيسير وصول الشركات الريادية للتمويل، “هناك فجوة تمويلية كبيرة، المؤسسات المالية لا تريد الدخول في مخاطر، والشركات الريادية والناشئة ليس لديها ضمانات أو موجودات وسجل مالي طويل، الشركات الريادية عبارة عن فكرة خلاقة وقابلة للتنفيذ والنمو السريع في حال توفر التمويل”.
وشددت على أهمية فهم مشكلة تمويل المشروعات، سواء الريادية أم الناشئة أم الصغيرة والمتوسطة، لما لهذه المشروعات من أهمية كبيرة في تحفيز النمو الاقتصادي وتوفير فرص العمل، وفي الوقت نفسه، لجذب استثمارات أجنبية، مؤكدة أن أحد الاسباب الرئيسة في وجود فجوة تمويلية للمشروعات الريادية تتمثل في الطريقة التقليدية التي تتعامل بها البنوك مع فئة الرياديين.
وأشارت إلى أن البنوك تعتمد عند اتخاذ قرار التمويل من عدمه على مدى توفر الضمانات والسجل المالي للشركة دون الأخذ بعين الاعتبار جدوى المشروع وجدارة الفكرة الريادية ومستقبلها في المدى المتوسط والبعيد، مبنية أن أبرز المشكلات التي تعيق تمويل الشركات الريادية ارتفاع أسعار الفائدة باعتبار قروض الشركات الريادية عالية المخاطر من وجهة نظر البنوك، إضافة الى عدم منح فترة سماح في السداد على الاقل لسنة من عمر المشروع الريادي.
وقالت إن البنوك لازالت تتردد في منح التمويل لهذه الفئة من الشركات، بالرغم من المبادرات العديدة التي طرحها البنك المركزي لحشد التمويل للشركات الريادية، والضمانات التي تقدمها الشركة الأردنية لضمان القروض، مؤكدة أنه رغم جميع هذه المبادرات “فإننا لازلنا نجد البنوك تعزف عن تمويل هذه الفئة من الشركات”. وطالبت القسوس، لتجسير الفجوة التمويلية للشركات الريادية، بإيجاد آليات اقراض مبنية على التدفقات النقدية والتوقعات المستقبلية للشركة، وليس على الضمانات العقارية، لاسيما وأن معظم الرياديين لا يملكون القدرة على التمويل الذاتي للمشروع.
كما طالبت بإيجاد جهاز متخصص في اقراض الرياديين في كل بنك يكون قادرا على تفهم احتياجات الرياديين التمويلية، وتقليل هامش تقدير المخاطر وبالتالي الوصول إلى سعر فائدة عادل لا يشكل ضغطا على المشروع الريادي.
وحول “إنديفر الأردن”، قالت القسوس، إن “إنديفر منظمة عالمية، غير ربحية، تدعم الرواد ذوي التأثير العالي سعيا منها لتحفيز النمو الاقتصادي طويل الأمد، من خلال توفير فرص العمل وتنمية الثروات الوطنية، والأهم توفير نماذج ناجحة تحفز ابناء المجتمع على الابتكار وريادة الأعمال”.
وبينت أن إنديفر، ومنذ تأسيسها في الأردن عام 2009، دعمت 28 رياديا أردنيا يمثلون 19 شركة في مختلف القطاعات، بلغت إيراداتها في آخر سنة مالية (2016)، نحو 148 مليون دولار، وأسهمت في توفير نحو 3 آلاف فرصة عمل.
وتمتاز الشركات الريادية والصغيرة والمتوسطة ومتناهية الصغر بقدرة أكبر على توظيف رأس المال وتوفير فرص عمل ودعم نمو الناتج المحلي الإجمالي، وتشكل الجزء الأكبر من اقتصادات الدول، فيما تشكل في الأردن حوالي 95 بالمئة وتسهم بحوالي 40 بالمئة من حجم الناتج المحلي الإجمالي، وحوالي 60 بالمئة من فرص العمل، لكنها لا تحظى إلا بنسبة لا تتجاوز 13 بالمئة من تمويلات البنوك، حسب احدث تصريح لوزير الصناعة والتجارة والتموين.
بترا