هاشتاق عربي
روايات وقصص عديدة تركت أثرا إيجابيا لدى الحضور لمجموعة من الشباب الخريجين خلال حفل لمؤسسة رواد التنمية الذي أقيم أول من أمس في مسرح الرينبو. وكان هؤلاء الشباب قد خاضوا تجارب أهلتهم لأن يطبعوا بصماتهم ويكون لهم حضور فاعل في مجتمعهم الذي قدموا له العديد من الخدمات التطوعية عبر “رواد” التي كان لها تأثير إيجابي عليهم.
وفي كل آخر سبت من شهر تشرين الثاني (نوفمبر) من كل عام تحتفل مؤسسة رواد التنمية في الأردن بالمتطوعين الشباب المنتسبين للمؤسسة، الذين يحصلون على منح دراسية مقابل هذه الخدمات التطوعية، من صندوق مصعب خورما للمنح التعليمية، والبالغ عددهم 50 شابا وفتاة، في مركز رواد جبل النظيف وصندوق رواد الطفيلة، وصندوق رواد البيضا.
الحضور الذين تواجدوا في القاعة وهم من أهالي الطلاب والمهتمين والجهات الداعمة، استمعوا لشهادات الطلاب، وشاهدوا كذلك العديد من المقاطع المصورة التي تحكي قصص النجاح، والأعمال الخيرية التي يقومون بها منذ انتسابهم لمؤسسة رواد.
وعبرت مديرة مؤسسة “رواد التنمية” سمر دودين عن سعادتها بهذا الحفل الذي يُخرج كل عام فئة مميزة من الشباب الذين يخدمون مجتمعهم بحب، وبكل ما أوتوا من طاقة إيجابية، ليتم استثمارها بالطريق الصحيح.
وقالت دودين التي شكرت كل من ساهم في دعم هؤلاء الشباب على اختلاف توجهاتهم وتطلعاتهم “في خضم هذا العالم المشتعل بتناقضات صعبة. نقف اليوم نحمل نهج التنمية المستدامة نحو أفق ينمو بين الملتقى والمفترق”.
وجاء حفل التخريج تحت شعار “بين الملتقى والمفترق ننمو”، الذي بينت فيه دودين ان “الإيمان والالتزام بدورنا الجوهري الأصيل يكون في بناء الجسور مع الشباب جيلا بعد جيل لانهم قوتنا وجمالنا وإمكاننا وإلهامنا وأملنا”.
وتحدث معاذ العكايلة أحد متطوعي رواد التنمية في التدريب وخريج كذلك قبل عدة سنوات عن دور “رواد” في الطفيلة، حيث كانت نتائجها على الأرض بمجموعة كبيرة من الإنجازات بهمة الشباب لهذا العام، وترك أثر إيجابي مع الأهل.
وفي الطفيلة لهذا العام، سبعة شباب خريجون من المؤسسة قاموا بعمل الكثير من الأنشطة الشبابية المجتمعية، من ضمنها 15 جلسة دردشة للمكون الثقافي للشباب، وعمل دورات ومبادرات خيرية وتدريب على عدة برامج، استفاد منها ما يقارب 1027 مستفيدا، و350 طفلا من خلال الأندية الصيفية، بالإضافة إلى تأسيس ناد لرواد في جامعة الطفيلة لتسهيل عمل المبادرات الشبابية، وتأسيس نادي رواد للمناظرة.
وعن عين البيضا تحديداً، تحدثت الناشطة وخريجة رواد، عائشة العمارين عن دور رواد في تعزيز عملها التطوعي في قريتها التي تعاني عدة مشاكل وهموم مجتمعية، تحولت فيها إلى إنجازات تتناول تعليم الأطفال وحمايتهم من التسرب المدرسي، تقوية شخصياتهم من خلال وجود مساحة آمنة لهم للعب والتعلم، بالإضافة إلى حرص المتطوعين فيها إلى ترويج المنطقة سياحياً، لما سيكون له أثر إيجابي على الواقع الاقتصادي للسكان.
وتقول العمارين إن عين البيضا يُطلق عليها اسم “البتراء الصغيرة” ولكنها مهمشة وتعاني الإهمال، ولكن بهمة الشباب المتطوعين الذين عملوا مع رواد التنمية وتدربوا على العمل التطوعي، لديهم هاجس كبير بأن ينهضوا بالواقع الاقتصادي والاجتماعي لقريتهم، والترويج لها ولموروثها الشعبي والبدوي، الذي يعتبر كنزا لا ينضب.
أما طارق الفقيه فقد تحدث عن دور رواد التنمية في منطقة جبل النظيف، وهو كذلك أحد خريجيها ويعمل الآن ضمن فريق المدربين في المنطقة، والتي تم فيها تأسيس مراكز حيوية وخدمية ومعرفية علمية، ساهمت في خلق أجواء جديدة تنطلق منها الطاقة المحركة للشباب، والتي تم من خلالها التركيز على معالجة العديد من القضايا الموجودة في المنطقة منها مشكلة تسرب المدارس، والتي ساهمت الجهود مع رواد بإعادة 158 طفلا متسربا للمدرسة، وحماية 350 طفلا آخر من احتمالية التسرب، وتقديم دورات تدريبية مهنية لـ43 شابا. بعدها، شاهد الجمهور عملا مسرحيا سريعا بعنوان “رحلة غزيل” والذي يحاكي قصة شاب يرغب بالانتساب إلى مركز رواد في جبل النظيف، والخطوات التي يجب أن يقوم بها، والاستماع إلى ما يقدمه “رواد”، ومن ضمنها مساحة الأمان التي تتوفر للشباب والفتيات منذ لحظة دخولهم للمركز.
وتحدثت الطالبة يُسرى عن رحلتها في رواد، في فقرة “قصتي مع رواد”، ومرحلة التهيئة التي مرت بها مع زملائها لدمجها مع المجتمع الكبير، وتحويلها مع زملائها لعضو فاعل في المجتمع، يسعى لتقديم الخدمة دون مقابل، بالإضافة إلى حديث زميلتها عن ذات التجربة التي تتمنى لو يحصل كل شاب على فرصة لخوضها والتي تصقل الشخصية والتفكير.
كما تم عرض فيلم خاص بالخريجين الشباب لهذا العام، تحدثوا فيه عن آمالهم، وتطلعاتهم، وتجاربهم التي خاضوها، والعوائق التي اختبروها ليجدوا حلولها عند “رواد”، حيث حولتهم رواد إلى أشخاص آخرين عبر مراحل حياتهم حتى بعد تخرجهم من الجامعة وانخراطهم في سوق العمل والحياة الاجتماعية.
فادي غندور، الداعم الأول لمؤسسة رواد، عبر عن بالغ سعادته بما سمعه وشاهده من الطلاب الخريجين، وكيف أن الدعم يسخر الطاقات للنهوض بالمجتمع، وقال في حديثه للخريجين وذويهم “فخور جداً بما يحدث في رواد ومن إنجازات الطلبة الخريجين نبارك لهم ونشكر عطاءهم لكل عمل خيري قاموا به”.
وقال غندور إن العمل المجتمعي هو الأهم، إذ من شأنه أن يساهم في صقل شخصية الطلبة ويضيف لهم مخزونا من الخبرة المكتسبة فيما تقدمه لهم “رواد”.
ويشار إلى أن رواد التنمية هي مؤسسة غير ربحية تأسست في العام 2005، وتعمل مع المجتمعات التي تسعى للتغلب على التهميش من خلال التعليم والبرامج الشبابية التطوعية وتنظيم العمل الأهلي مع القواعد الشعبية. وتركز في نهج عملها على تمتين روح المبادرة وتيسير مراجعة وتأطير الأولويات الملحة لحل المشكلات المجتمعية، بمشاركة أفراد المجتمع المحلي والشباب، وتشكل ثلاثة برامج الدعائم الأساسية لرواد التنمية، وهي “تمكين الشباب، وتنمية الطفل، وتمكين المجتمع”، ومنذ تأسيسها استفاد 1109 شبان وفتيات من المنح التعليمية التي تقدمها، بالإضافة إلى تخريج 735 شابا وفتاة كذلك مستفيدين من صندوق مصعب خورما.
وتم في نهاية الحفل توزيع الشهادات التقديرية على المتطوعين المتميزين وعلى الخريجين.
الغد – تغريد السعايدة