ريادة

” مختبر المبتكرين الصغار ” إبداعات علمية مميزة في “شومان”

هاشتاق عربي
قدم اثنان وأربعون طفلا مشاريعهم العلمية في “مختبر المبتكرين الصغار” أول من أمس في قاعة منتدى عبد الحميد شومان.
بدأ الحفل بكلمة ترحيبية للرئيسية التنفيذية لمؤسسة عبد الحميد شومان فالنتينا قسيسية حول مشروعات ابتكارات الأطفال المشاركين من العاصمة عمان والكرك.
تناولت قسيسية بداية انطلاق الفكرة التي أوحى لها بها مستشار المؤسسة الدكتور أمين محمود مستئنسا بتجربة صاحب الفكرة مؤسس الجامعة الأميركية في جنين أستاذ الرياضيات الدكتور وليد ذيب في فلسطين.  وأكدت أن هؤلاء الأطفال يمثلون نواة لمجتمع يركز على الإبداع والبحث العلمي ولديهم شغف للابتكار.
وقال الدكتور أمين محمود في كلمته “إلى أين وصل الطفل هنا؟؟” معبرا عن نجاح المنتدى في تنمية الابداع والابتكار لدى الأطفال التي تجاوزت التلقين الى التفكير النقدي، وهي تعني التدريب على التعلم وليس التعليم.
من جهته قال مؤسس منتدى العلماء الصغار الدكتور وليد ذيب “نحن نعلم الأطفال أن البحث عن جواب سؤال أهم من الإجابة نفسها”، مبينا أنه يجب تعليم الطفل كيف يتعلم وأهم وسيلة في ذلك هو التفكير الناقد الذي يشكل الأساس.
وأشار إلى تأسيسه منتدى العلماء الصغار العام 1996 في فلسطين والذي خلق بيئة لتشجيع التفكير العلمي الناقد، لافتا الى أن دور المشرفين ينحصر في توجيه الأطفال دون إعطاء إجابات.
تلا الكلمات عرض فيديو يمثل رحلة مختبر المبتكرين الصغار منذ علمهم بالفكرة، وانضمامهم للمختبر وصولا لابتكاراتهم العلمية التي عملوا على تنفيذها بعد محاولاتهم في “التفكر، التحليل، الاستكشاف”.
تناوب المبتكرون الصغار في الشرح عن ابتكاراتهم العلمية على المنصة، وتعريف الحاضرين بالمشكلة التي صمم المشروع من أجلها، وكيف تم تنفيذه للاستفادة منه في حياتنا العملية.
وقف الأطفال بكل اعتزاز وفخر أمام مشاريعهم منهم مجموعة مشروع “الحماية من الاختناق” وهم الأطفال أرين الروسان، حسين صرار، زين القضاة، عمر سمارة، معتصم كرما، وأشرف عليهم هبة القواسمي وعبدالله الخوالدة.
يعمل المشروع من خلال مجس يستشعر وجود غاز أول أكسيد الكربون، وبمجرد استشعار ارتفاع نسبته في الهواء، يقوم الجهاز بإصدار إنذار صوتي، حتى يتنبه الأفراد ويقوموا بتهوية الغرفة إما من خلال فتح النافذة أو إطفاء التدفئة، وخلال دقائق إذا لم يتم الاستجابة للتنبيه الصوتي يقوم محرك صغير بفتح جرة لتزود الغرفة بالأوكسجين لتمنع وقوع حالات اختناق أو إغماء، وبعد ارتفاع نسبة الأوكسجين يقوم المحرك بإغلاق الجرة من جديد.
تقول المشرفة هبة في هذا المشروع: “هذه المشكلة كبيرة، وبدأ الأطفال يفكرون ويبحثون ويجربون لحين توصلهم للحل في اختراع هذا الجهاز، قضينا في ورشات المختبر وقتا مفيدا جميلا بذات الوقت”. 
أما مجموعة زيد النوش، عبد الرحمن المطارنة، عمر أبو عيشة ومؤمن المطارنة، بإشراف عروبة الشمايلة وليث النواصرة فقدموا مشروع “سرير الطفل الذكي”.
يقوم هذا المشروع تلقائيا بالاهتزاز في حالة بكاء الطفل، حيث يعمل مجس صوتي باستقبال الإشارات الصوتية لبكاء الطفل وبعدها يقوم بإرسال أمر إلى محرك صغير متصل بالسرير ليبدأ عملية الاهتزاز، ويقوم أيضا بتشغيل الألعاب لتدور فوق السرير، ويستمر هكذا لحين نوم الطفل أو هدوئه، عندها ينطلق أمر لإيقاف حركة المحرك فيتوقف السرير عن الاهتزاز وتتوقف معه الألعاب عن الدوران.
وشرحت مجموعة مشروع “إطفاء الشاشة” عن مشروعها بالقول: صممنا هذا المشروع حفاظا على صحة الشخص الجالس أمام جهاز الحاسوب، حيث يعمل هذا الجهاز على ضبط المسافة بين المستخدم وشاشة الجهاز وذلك عن طريق تركيب حساسي مسافة على جوانب الشاشة يقومان بفحص وجود عائق أمام الشاشة، ومن ثم إعطاء إنذار صوتي لمدة 10 ثوان لتنبيه المستخدم وإعطائه الفرصة للابتعاد عن الشاشة بالمسافة المسموحة.
أطفال هذا المشروع هم، طارق النوايسة، عبد الرحمن الكركي، مصطفى الحباشنة، يارا النوايسة، سارة الحباشنة، عدي أبو عيشة، ليث الحباشنة بإشراف الطلبة المهندسين سارة الحباشنة وعدي أبو عيشة وليث الحباشنة.
سارة وعدي يقولان: “تلقينا دورات في التفكير الناقد تدربنا، ثم دربنا الأطفال في نادي إبداع الكرك، وبدأنا رحلة الاكتشاف والابتكار مع الأطفال، تخللها محاولات وأخطاء وتجارب ثم توصلوا للحلول التي بدأوا بتنفيذها”.
وكان الأطفال يأتون لورشات المختبر يومي الجمعة والسبت، يفكرون ويبحثون من الساعة التاسعة صباحا حتى الخامسة، لا نجيبهم بل هم من يبحثون ويستنتجون ويتأكدون أنهم وصلوا للحل الصحيح، وهنا تكمن فكرة المختبر والغاية منه. وعبر أولياء الأمور عن سعادتهم بإنجازات أطفالهم الصغار منهم: والدة الطفلة هديل فراقع تقول: “تأهلت ابنتي للمشاركة في المشاريع عقب الإعلان عن هذه الورشات وإقامتها في نادي إبداع الكرك”.
وتضيف انه لا يمكن وصف الشعور في هذا اليوم، “أنا فخورة جدا بابنتي”، فهذا المختبر نمى لديهم حب المعرفة والتطبيق العملي للأجهزة، تغير تفكيرهم واهتماماتهم، شهادة الإبداع التي تلقتها أول إنجاز كبير في حياتها.
ووصفت والدة الشهم الصعوب في الصف السادس هذا اليوم بأنه أكثر من رائع، وقالت: “تلقى ابني العديد من المعارف في التفكير والتحليل والاكتشاف والابتكار، تغيرت شخصيته، فكان طفلا خجولا، أما الآن يحاور ويناقش الآخرين، نعجز عن شكر المنتدى ونادي إبداع الكرك”.
المؤسس والرئيس التنفيذي لنادي إبداع الكرك م. حسام الطراونة يقول: “نحن شركاء مع مؤسسة عبد الحميد شومان في برنامج المبتكرون الصغار، والذي نجم عنه هذه الإنجازات والابتكارات العلمية لأطفالنا الصغار، حيث تم العمل مع المشاركين الأطفال على مدار عام كامل، وبناء قدرات التفكير الناقد لديهم المبني على أساسات علمية واضحة ومدروسة”.
ويلفت الطراونة الى أن منظومة التعليم قاصرة في هذا الموضوع، وعليه الواجب تعزيز التفكير الناقد والتحليل والاكتشاف ثم الإبداع في نفوس الأطفال منذ الصغر، فهم مشاريع علماء في المستقبل.
الغد- منى ابو صبح 

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى