الرئيسيةشبكات اجتماعية

‘‘المؤثرون‘‘….. هل هم فعلا قادرون على إحداث التغيير؟

شارك هذا الموضوع:

هاشتاق عربي

يبدو أن كثيرا من «المؤثرين» على مواقع التواصل الاجتماعي استطاعوا في الوقت الراهن إحداث تغيير كبير بما يبثونه سعيا وراء تحقيق اهدافهم المرادة، وهو الأمر الذي يبقى رهينا بالجمهور المتابع ومدى تأثره وفق ما يبثونه وأخذ ما يناسبهم.
وبحسب موقع فوربس وDigiday، فإن المؤثر عبر مواقع التواصل الاجتماعي شخص يملك متابعين وأفرادا يتفاعلون معه في مجال معين، ويمكن أن يكون مستخدما لليوتيوب أو خبيرا في مجال معين، كذلك يكونون مدونون، مشاهير، متحمسين وناشطين.
وبالتالي، فإن المؤثر يحمل نفوذا كبيرا في قطاعات التسويق إن كان هذا توجهه، وشخص قادر على بناء قاعدة جماهيرية ضخمة وإيجاد شخصيته الحقيقية التي تجذب الناس والعلامات التجارية إليه.
كما أن المؤثر الحقيقي عاطفي وواثق بما يقوم به وكيف يقدم أفكاره ويجعلها فعالة، يملك مهارات استثنائية في الربط مع الناس وقادر على إجراء محادثات وخلق حركة تفاعلية من خلال ما يبثه.
وهنا يلعب التسويق بمفهومه الواسع وفي شتى المجالات دورا في رسم استراتيجيات النجاح الذي يمثل أجندة واهدافا توضع بناء على دراسات وتحليلات رقمية.
ودور المؤثر يزداد بهذا الوقت تحديدا، فعالم الشخص أصبح يرتبط ارتباطا مباشرا بوسائل التواصل الاجتماعي، في وقت تتوسع فيه هذه الشبكات حول العالم ويرتفع عدد مستخدميها لتشكل حيزا كبيرا من الحياة اليومية.
وحاليا، هنالك 2.6 بليون مستخدم لحساب اجتماعي فعال في العالم، ونحو 1.9 بليون مستخدم لوسائل التواصل الاجتماعي عبر الهاتف، والتي تمثل نموا بنسبة 15 % لمستخدمي هذه المنصات مقارنة بالعام 2015، و17 % لمستخدمي الهاتف النقال بنفس العام، بحسب موقع ديجيتال داي.
اليوم كل شخص يملك نحو خمس حسابات عبر هذه الشبكات والمنصات الاجتماعية، ويقضي  وقتا لا يقل عن ساعة واحدة و40 دقيقة كي ينشر ويبث رسائله عبرها، فكيف تؤثر هذه المواقع، وماذا تعني للعلامات التجارية والمتلقين في كل المجالات؟  
تشكل هذه المنصات للعلامات التجارية مساحة كبيرة، وتستقطب مستهلكين لتؤثر فيهم، من خلال منتجاتهم. ويعتمد هذا على وجود مؤثر فعال، ولكن لا معايير تحكم هذا المؤثر، سواء امتلك عددا كبيرا ممن يتابعونه او لا، فالمسوقون والمؤثرون احيانا يقدمون اثرا سلبيا، ويكونون مجرد فقاعة خاصة للجهات التي تختارهم.
هنالك ايضا صديق العلامة التجارية الذي يتبع علامة معينة، ودائما ما يقوم بالبث عنها ويهتم بما تنشره، ولكن دون سعي لربح، ولكنه يحصل على تسمية مادية ومعنوية، بحيث يحصل على معاملة مميزة دون الحصول على دخل مباشر، وعلى نفس المنوال هنالك سفير العلامة التجارية الذي يحمل عقدا موقعا، وهو يميل للعمل التجاري ويقوم بتمثيل العلامة وما عليه.
وهنالك ايضا الناشط، وهو من يهتم بقضية معينة ويطور وعيا إزاءها، ويكون مدركا لكل التفاصيل، ومن الامثلة على ذلك ما فعله ناشطون من مواطنين عاديين تحولوا لمراسلين صحفيين ليبثوا معاناة مدينتهم؛ وهي الرقة التي عزلها التنظيم الإرهابي داعش ووثقها المخرج الأميركي ماثيو هاينمان في «مدينة الأشباح»، مقدما قصة مجموعة من «الصحفيين المواطنين»، الذين يقررون إظهار مدى الخراب الذي حاق بمدينتهم الرقة في سورية بسبب تنظيم إرهابي.
إذ، بدؤوا يوثقون بكاميرات هواتفهم المحمولة فيديوهات ترصد تفاصيل هذا الدمار الذي لحق بالمدينة، مسجلين كذلك أفلاماً وثائقية سرعان ما كانت وكالات الإعلام الدولية الكبرى تستعين بها في تغطياتها للأحداث في سورية، وهو ما شكل خطراً حقيقياً على حياة هؤلاء الصحفيين المدنيين الشجعان.
ويتتبع الفيلم حياة بعض هؤلاء الصحفيين الشجعان في المنفى، من درجات ونوبات اليأس التي أصابتهم في تركيا، حتى وصول بعضهم إلى ألمانيا، حيث رصد جديد لأوضاع اللاجئين السوريين في العديد من المدن الألمانية.
ومن هنا فإن المؤثر شخص مختلف عن الآخرين، بين حملات تجارية وتسويقية وحتى خلق وعي في قضية ما، وهو شخص مختلف عن المستخدمين الآخرين، وليس بالضرورة أن يكون له متابعون بعدد كبير مقابل الأثر الفعلي الذي يقوم به.
ولكل منصة خاصيتها، ومؤثروها بين انستغرام وفيسبوك وتويتر وبنترست وحتى لينكدإن وسناب شات وغيرها، وأثرها المستقبلي سيشهد نموا أكبر؛ فهو يمثل الاعلام والتسويق الجديد في مفهومه الرقمي، ويسعى كل مؤثر ليغدو مميزا بشخصيته، حتى أن خبراء التسويف الرئيسيين يسعون ليكونوا من المؤثرين، وستتطور منصات التواصل الاجتماعي لتضع مؤثرا أصليا.
ما هو التأثير الفعلي لمؤثري وسائل التواصل الاجتماعي؟
للمؤثرين دور كبير في التسويق باختلاف مساقاته، وهو القدرة على بلوغ جمهور جديد كبير كان أم صغيرا، من خلال منصات التواصل الاجتماعي والمدونات والمواقع وما بندرج تحتها.
والمؤثر هو ببساطة الشخص الذي يملك قدرة على التأثير في الآخرين، ويملك متابعين عدة على هذه المنصات، ببساطة المؤثر قد يكون أي فرد، وكل بحسب توجهه.
ووجدت دراسة «ماكينزي» أن تأثير كلمة الفم يضاعف مبيعات الإعلانات المدفوعة ويعزز معدل الاحتفاظ بالعملاء بنسبة 37 % ووفق إحصائيات اخرى دقيقة من مجلة فوربس ورد فيها أن «البيانات المستمدة من منصة التسويق المؤثرة muse find تبين أن 92 % من المستهلكين يثقون في المؤثرين أكثر من الاعلان او من المشاهير التقليديين».
وقد أصبح من المهم جدا ان يكون هنالك مؤثرون يناقشون تجربة من يمثلونهم، والتي تحمل اثرا كبيرا على المتلقي او المشتري، خاصة انهم اولئك الذين يتأثرون من قبل ما يستعرضه المؤثر ومن تعليقاته. وفي نهاية اليوم تسعى أي علامة وجهة لتأكيد سعادة المتلقي، وأن يكون راضيا عنهم وعن منتجاتهم.
ومع ذلك، فإن الإفراط في استخدام وسائل الاعلام الاجتماعية من قبل المؤثرين اصبح غير فعال لأسباب عديدة اهمها:
–  الهوس بالأرقام، في حال كان للمؤثر عدد كبير من المتابعين، فهذا لا يعني انه يمكن الوثوق به ليمثلك، فالامر يتمحور حول الجودة وليس الكمية. وتشير الجودة لارتفاع معدلات المشاركة والولاء من قبل من يتبعون المؤثر والشفافية في الاتصال.
 ومن الأمثلة على هذا المدونة وصاحبة علامة المنتجات التجميلية هدى كاتان التي اطلقت اول خط لأحمر الشفاه لها في سيفورا الشرق الاوسط، وهي تملك نحو 15.9 مليون تابع لها على انستغرام، وباعت هذا المنتج في بضع دقائق. هذا تأثير إيجابي لرجال الأعمال والمؤثرين، ولكنه لا يبني علاقات طويلة الامد مثلا لسيفورا.
– علامات تجارية تؤثر على مصداقيتهم، إذ بات المؤثرون يسعون للربح والتجارة، اي يعملون مقابل أجر مدفوع، بدلا من ان يكونوا عاطفيين وشغوفين بمن يمثلونهم بقناعة، الى حد بلغ تراجعا في الاخلاقيات والمصداقية. وهنالك العديد من الامثلة عالميا؛ منها مدونة الموضة الفرنسية كيت ليبارس مقرها دبي، ونشرت مرات عديدة عن عدد من العلامات التجارية التي تمثل الموضة وفي اليوم الثاني تنشر عن منافسي تلك العلامات، بحسب ما جاء في موقع digital-me-up.com.
– المبالغة في استخدام الهاشتاغ، على الرغم من أهمية الهاشتاغ وهيمنتها لتمثل الشركة او العلامة او اي جهة معنية، وهي قانون اساسي للشركات لتنضم وتعرف تواجدها على منصات التواصل، ولكن استخدام الهاشتاغات غير الملائمة يؤدي لنتيجة غير صحية.
ويمثل وعد منصات التواصل الاجتماعي بأن نغدو قادرين على التواصل مع بعضنا، وأن يكون لها اثر بالمساواة في الخطاب العام، خاصة في التحقق من زيف الاخبار، والتي لها غرض الدعاية والربح. وذكرت صحيفة النيويورك تايمز ان الناخبين الأميركيين ربما شهدوا ما يقارب 126 مليون اعلان خلال الانتخابات الاميركية، فيما حدد تويتر ان 2.752 حسابا واكثر من 36.000 «بوتس» اي حسابات متعددة تدار من قبل شخص واحد، والتي غردت نحو 1.4 مليون مرة.
ومن خلال خوارزمية فيسبوك التي تقوم بمكافحة الاخبار والحسابات الكاذبة، وبحسب آخر إحصائية نشرها الفيسبوك قبل ايام، فإن نحو 270 مليون مستخدم على شبكة التواصل الاجتماعي يمتلكون حسابات وهمية ومكررة من إجمالي مستخدمي التطبيق البالغ عددهم 2.1 مليار مستخدم.
كما أنه يوجد نحو 2 إلى 3 % من حسابات «فيسبوك» خلال الربع الثالث من العام الحالي كانت عبارة عن مستخدمين فى تصنيف خاطئ وحسابات غير مرغوب فيها، مقارنة بـ1 % فى الربع الثاني من 2017.
  أرقام مؤثرة
عدد مستخدمي الإنترنت حول العالم يبلغ 4 مليارات مستخدم، إلا أن منصات التواصل الاجتماعي لها دور كبير في تغيير العالم والتأثير فيه بشكل كبير بمختلف نواحي الحياة العملية والشخصية، لتغدو جزءا مهما وأساسيا منها، لا سيما وأن 3.819 مليار شخص منهم ناشط عبر هذه المواقع، بحسب ما نشره موقع «غلوبال ديجتال سناب شوت» في آب (أغسطس) الماضي.
ومع ارتفاع هذه الأرقام؛ حيث إن هنالك 2.780 مليار شخص يستخدمون الهواتف لتصفح شبكات التواصل الاجتماعي، أصبحت عاملا مؤثرا وأساسيا في تغيير حياتنا.
ومع ارتفاع نسبة مستخدمي منصات التواصل الاجتماعي مثل لينكدإن وتويتر وانستغرام وفيسبوك وسناب شات وغيرها، تسهم في خلق مؤثرين للوصول لجمهور أكبر من خلال الاستراتيجيات التي يتم وضعها لتحقق الهدف والغاية.
وبلغة الارقام محليا وفقا لأرقام نشرتها «الغد» مؤخرا فإن مستخدمي شبكة التدوينات المصغرة «تويتر» في الاردن يقدر اليوم بحوالي 400 الف مستخدم نشط شهريا.
وكان عدد مستخدمي شبكة «تويتر» في الاردن يتراوح بين 300 و350 ألف مستخدم نشط خلال العامين الماضيين، وبلغ عدد مستخدمي «تويتر» النشيطين شهرياً حول العالم مع نهاية الربع الثالث من العام الحالي حوالي 330 مليون مستخدم، بزيادة 1 % عن الربع الثاني و4 % على أساس سنوي، فيما تقدر الارقام بأن عدد مستخدمي هذه الشبكة في الوطن العربي يتجاوز 11 مليون مستخدم تستحوذ السعودية على الحصة الاكبر منهم.
في حين يبلغ عدد مستخدمي موقع التواصل المهني «لينكدإن» 556 ألف مستخدم أردني بحسب تقرير صدر من دبي عن كلية محمد بن راشد للإدارة الحكومية عن دراسة «الإعلام الاجتماعي العربي». وكان إجمالي مستخدمي لينكدإن في البلدان العربية في كانون الثاني (يناير) من العام الحالي 16،6 مليون مستخدم، بزيادة نسبتها 22 % عن العام 2016.
وبحسب نفس الموقع يملك فيسبوك  1،79 مليار مستخدم «فعال ومتفاعل» شهرياً، وذلك بارتفاع نسبته 16 % عن العام 2015. وهو أيضا الشبكة الاجتماعية الأكثر رواجاً في البلدان العربية، وتشير الإحصاءات بداية العام 2017 إلى وجود ما يقرب من 156 مليون مستخدم «فعال ومتفاعل»، بزيادة 41 مليون مستخدم مقارنة بالعام 2016، الذي كان فيه إجمالي عدد المستخدمين في الدول العربية 115 مليونا وفي الأردن نحو 5 ملايين ونصف المليون مستخدم.
أما بالنسبة إلى انستغرام فحقق في نهاية الربع الثالث من العام 2016 وجود 300 مليون مستخدم «فعال ومتفاعل» شهرياً، وعربيا فقد بلغ عدد مستخدميه «الفعالين والنشطين» 7،1 مليون مستخدم، بحلول شهر كانون الثاني (يناير) 2017، وهو ما يشكل نسبة 1.8 % من إجمالي عدد مواطني الدول العربية.
واللغة الانجليزية هي اللغة السائدة لدى مستخدمي الانستغرام في البلدان العربية، بنسبة تزيد على 55 % من مجمل المنشورات، فيما اللغة العربية هي الثانية بنسبة 37 %.
 تحديات يواجهها المؤثرون
يقوم المؤثرين بدور حيوي في جذب الانتباه لكل ما يبثونه، وخلق هوية خاصة بهم وليس فقط تحسين تدفق العمل التسويقي، ويواجهون حملات اهمها من هو المؤثر المناسب؟ وكيف يتم اختياره ليؤثر في الجمهور؟ وبحسب دراسة نشرت في Econsultancy، تبين ان 73 % كان تحديهم الاكبر هو كيف يختارون الافضل، وكيف ان العديد منهم فشل في اختيار المؤثر الصحيح لحملته وانتهى بهم الامر بتكبد خسائر فادحة، وهذا ما نشره موقع فوربس ايضا.
زمن التحديات الاخرى هي قياس الحملة ومداها، والعائد الذي يخلفه المؤثر لتلك الجهة، والعائد الاستثماري؛ اذ ان 65 % من المسوقين بحسب Econsultancy، مروا بتلك التحديات، لأنهم يحاولون قياس العائد المالي مباشرة، ويمكن تلافي هذا من خلال المؤثرين المناسبين، ومتابعة حركة المرور والوصول والانطباعات الاجتماعية ومعدل المشاركة.

الغد – اسراء الراديدة 

_

يمتلك مبيضين خبرة تقارب الـ 10 اعوام في مجال العمل الصحافي، ويعمل حاليا، سكرتير تحرير ميداني في صحيفة الغد اليومية، وصحافيا متخصصا في تغطية أخبار قطاع الإتصالات وتكنولوجيا المعلومات، الملكية الفكرية، الريادة، والمسؤولية الإجتماعية. ويحمل مبيضين شهادة البكالوريوس من جامعة مؤتة – تخصّص ” إدارة الأعمال”، كما يعمل في تقديم إستشارات إعلامية حول أحداث وأخبار قطاع الإتصالات وتكنولوجيا المعلومات الأردني. Tel: +962 79 6542307

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى