الرئيسيةمسؤولية اجتماعية

شركة أمنية تتيح الإنترنت المجاني لـ 2652 مدرسة وتفتح افاق التعلم والابداع امام مليون طالب أردني

شارك هذا الموضوع:

هاشتاق عربي – إبراهيم المبيضين 

في ظل الأوضاع الاقتصادية الصعبة التي يعانيها الأردنيون من شرائح مختلفة؛ خصوصا ذوي الدخل المحدود، ومع استمرار التأثيرات السلبية لظاهرتي البطالة والفقر على المجتمع، تظهر جليا أهمية برامج المسؤولية الاجتماعية لشركات القطاع الخاص التي تنفذها منفردة أو بالشراكة مع القطاع العام، خصوصا أن هذا المفهوم نشأ أصلا لملامسة وتغطية احتياجات المجتمعات المحلية، ومشاركة الشركات لهموم الناس ومشاكلهم.

وعلى الشركات أن لا تتبنى برامج المسؤولية الاجتماعية للمجتمع وكأنها عبء عليها، بل يجب أن تنظر إليها كواجب يمليه عليها واجبها في المساهمة في التنمية الاقتصادية وكشكل من أشكال ردّ الجميل للمجتمع الذي أسهم في تطور أعمالها وتشكيل أرباحها.

ومن جهة أخرى، يجب أن تركّز شركات القطاع الخاص بمختلف أطيافها على المبادرات والمشاريع التي تحدث تأثيرا طويل المدى في المجتمع أو حياة الفرد الاجتماعية والاقتصادية، فليس أفضل من أن تمس برامج المسؤولية الاجتماعية قضايا البطالة والفقر والمساعدة على تحويل المشاريع الريادية الى إنتاجية، فضلا عن أهميتها في دخولها قطاعات التعليم والصحة وتوفير المسكن.

“الغد” تحاول في هذه الزاوية أن تتناول حالات لبرامج، أو تعد تقارير إخبارية ومقابلات تتضمن المفاهيم الحقيقية للمسؤولية الاجتماعية لشركات من قطاعات اقتصادية مختلفة تعمل في السوق المحلية. 

لا يختلف اثنان على أهمية التعليم في حياة الأفراد والدول في كل مراحل حياتها، فالتعليم هو المحرّك الأساسي في تطوّر الناس والأمم والطريق الذي يقودها إلى النهضة والتنمية، فهو يعطي الإنسان المعلومة في كل مجالات الحياة، يعطيه القوة على الابداع والابتكار ومواجهة التحديات، فضلا عن فتحه الابواب للناس للحصول على الأعمال وتحسين حياتهم الاجتماعية والاقتصادية، ببساطة : التعليم هو عصب الحياة الاجتماعية والاقتصادية في كل المجتمعات وفي كل الازمنة.  

وبقدوم تقنية الإنترنت –  التي يعتبرها الخبراء من أهم انجازات البشرية – وتوسع انتشارها ودخولها كل تفاصيل حياتنا اليومية وفي جميع القطاعات، ومنها قطاع التعليم الذي كان له نصيب وافر من الافادة والاعتمادية على هذه التكنولوجيا الحديثة التي اسهمت في تجديد طرقه واساليبه: فالإنترنت تحمل بين صفحاتها ومواقعها وشبكاتها فيضا كبيرا من العلم والمعلومات والبيانات التي تفيد الطلاب والمعلمين والباحثين في مسيرة التعلم والتعليم، كما انها تعزز مفاهيم التعليم التفاعلي والتعليم المستمر والتعليم عن بعد، فيما اضافت هذه التقنية مزايا السرعة وتوفير الجهد وسهولة ايصال المعلومة إلى أكبر عدد من المستخدمين دون تمييز أو حواجز يعاني منها التعليم التقليدي.  

وتطول قائمة الفوائد التي توفرها الشبكة العنكبوتية في قطاع التعليم : للطالب والمعلم والباحث عن المعلومة بشكل عام، لذا سعت الحكومات والقطاع الخاص بمبادرات ومشاريع عديدة لتوفير الإنترنت واتاحتها في مدارس المملكة، خدمة للقطاع التعليمي ولتعزيز وزيادة فاعلية العملية التعليمية في بلد يجلس على مقاعد الدراسة الاساسية فيها نحو1.9 مليون طالب في مدارس الحكمة والقطاع الخاص ووكالة الغوث.  ضمن المفاهيم سابقة الذكر، وفي إطار مسؤوليتها الاجتماعي تجاه المجتمع الأردني بشكل عام، والقطاع التعليمي على وجه الخصوص، وفرت شركة أمنية للاتصالات مؤخرا الإنترنت المجاني وبسرعات عالية لحوالي 2652، حيث من المتوقع ان يستفيد ويتأثر بهذه المبادرة نحو مليون طالب أردني في مختلف محافظات المملكة.  

وهذه المبادرة من قبل شركة أمنية جاءت ضمن مشروع أطلقته وزارة التربية والتعليم نهاية الشهر الماضي، وهو مشروع نظام الربط الإلكتروني لتزويد 2764 مدرسة ومديرية بخدمات الإنترنت، وذلك بالتعاون مع هيئة الاتصالات الخاصة في القوات المسلحة – الجيش العربي وبتنفيذ من شركة أمنية، حيث أكدت وزارة التربية بهذا المشروع سيسهم في تهيئة البنية التحتية اللازمة لربط المدارس والمديريات المشمولة بالنظام بخدمة الإنترنت والاتصالات المتكاملة، وبما يسهم في توظيف التكنولوجيا الحديثة في رفع كفاءة العملية التربوية.

وتحدث الرئيس التنفيذي لشركة أمنية زياد شطارة عن مبادرة توفير خدمات الإنترنت المجاني للمدارس ضمن هذا المشروع الذي يمتد لخمس سنوات، بانها مبادرة التزمت بها الشركة كاضافة ومساهمة اجتماعية منها تجاه المجتمع الأردني والقطاع التعليمي، زيادة على المتطلبات والأعمال والربط والخدمات التي قدمتها الشركة ضمن المشروع الكلي الذي شمل مدارس ومديريات التربية والتعليم.  وقال شطارة في مقابلة خاصة مع ” الغد” إن هذه المبادرة التزمت بها الشركة منذ بدء العمل على مشروع الربط الإلكتروني، مشيرا إلى ان المبادرة ستوفر خدمات إنترنت مجانية وبسرعات عالية تصل إلى 15 ميغابت/ث لنحو 2652 مدرسة حكومية في مختلف مناطق المملكة، سيستفيد ويتأثر ها نحو مليون طالب أردني. 

وأكد شطارة أهمية هذه المبادرة في إزالة الحواجز لوصول المدارس والطلاب والمعلمين في المدارس الحكومية إلى الإنترنت، مع محدودية الموازنة الحكومية وانفاقها على توفير الإنترنت لكل المدارس في جميع انحاء المملكة، حيث كانت في السابق نحو 800 مدرسة حكومية فقط مربوطة بالإنترنت وبسرعات منخفضة. 

وأشار إلى أن التكاليف المرتبطة بتوفير الإنترنت لهذا العدد من المدارس تستطيع الحكومة اليوم اعادة استثماره في مجالات اخرى لتطوير العملية التعليمية. 

وبالنسبة للمدارس والطلاب وافادتهم من هذه المبادرة قال شطارة بان الطالب والمعلم اليوم يستطيع استخدام شبكة الإنترنت في المدارس التي وفرت شركة أمنية الخدمة فيها، والافادة من كل مزايا هذه الشبكة وما تقدمه من كم هائل من المعلومات والامكانيات الكبيرة لتطوير العملية التعليمية لتكون أكثر يسرا وفاعلية وتفاعلية. 

وأكد شطارة بان شركة أمنية تنظر الى هذه المبادرة بعين الأهمية وذلك انطلاقا من مسؤوليتها الاجتماعية تجاه التعليم والقطاع التعليمي من جهة، وفي مواجهة ظاهرة البطالة التي تعد من أكبر المشكلات الاقتصادية في المملكة من جهة اخرى.  وأوضح قائلا من هذه المبادرة تأتي ضمن منظومة وقائمة من البرامج والمشاريع المجتمعية التي تقوم بها شركة أمنية لتطوير ودعم التعليم بشكل عام ومنذ انطلاقتها في السوق المحلية، استنادا إلى قناعة تامة بان التعليم ودعمه في كل مراحل حياة الفرد هو السلاح الاكثر فعالية لمواجهة ظاهرة البطالة، حيث نفذت الشركة وما تزال العديد من البرامج والمبادرات منفردة او بالتعاون مع العديد من الجهات لدعم التعليم في المجتمع الاردني وبالتبعية مواجهة ظاهرة البطالة.  وأشار شطارة إلى أن دعم الشركة للتعليم بشكل عام يأتي للمساهمة في تطوير قدرات ومهارات الفرد وتهيئته لدخول سوق العمل. 

وتعتبر مشكلة البطالة من أبرز المشاكل الاقتصادية التي تواجهها المملكة منذ سنوات، حيث وصل معدل البطالة خلال فترة الربع الثاني من العام الحالي إلى نسبة 18 %، مرتفعا عن الفترة ذاتها من العام الماضي، بنسبة 2.7 %، وفقا لبيانات رسمية صادرة عن دائرة الاحصاءات العامة، التي بينت بان معدل البطالة للذكور بلغ 13.4 %، مقابل 33.9 % للإناث لنفس الفترة.

وعن فوائد المبادرة أكد شطارة ان تزويد المدارس ومديريات بخدمات إنترنت مجاني وبسرعات عالية تمكن المدارس والطلبة من الاستفادة من الموقع التعليمية وموارد ومصادر التعلم المختلفة المتوفرة على الشبكة العالمية.  وأكد ان هذا المشروع، الذي يعد الأكبر على مستوى مدارس المملكة، ومبادرة شركة أمنية لتوفير الإنترنت المجاني سيؤديان إلى إحداث نقلة نوعية في كفاءة التعليم وتوفير أدوات غير تقليدية في العملية التعليمية والاستفادة من المصادر المتاحة عبر شبكة الإنترنت بما يَصُب نحو الوصول إلى اقتصاد مَبنيّ على المعرفة الذي سعت الاستراتيجيات الوطنية المتعاقبة إلى تحقيقه.

الغد 

_

يمتلك مبيضين خبرة تقارب الـ 10 اعوام في مجال العمل الصحافي، ويعمل حاليا، سكرتير تحرير ميداني في صحيفة الغد اليومية، وصحافيا متخصصا في تغطية أخبار قطاع الإتصالات وتكنولوجيا المعلومات، الملكية الفكرية، الريادة، والمسؤولية الإجتماعية. ويحمل مبيضين شهادة البكالوريوس من جامعة مؤتة – تخصّص ” إدارة الأعمال”، كما يعمل في تقديم إستشارات إعلامية حول أحداث وأخبار قطاع الإتصالات وتكنولوجيا المعلومات الأردني. Tel: +962 79 6542307

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى