مقالات

هل قدمت “أبل” الحل لمشكلة إدمان الهاتف الذكي؟

*علاء علي عبد

كل عام في مثل هذا الوقت، ينشغل عشاق التكنولوجيا بالمنتج الجديد الذي ستطرحه شركة “أبل” العملاقة للأسواق.
هذا العام يبدو أن الأمر كان مختلفا قليلا، فقد أعلنت الشركة أنها ستطرح ثلاثة أجهزة للأسواق؛ “آيفون 8″ و”آيفون 8 بلس” والجهاز المنتظر “آيفون X”، حسب ما ذكر موقع “TNW”. هذه الأجهزة نالت القدر الأكبر من التغطية الإعلامية تاركة جهاز آخر في الظل على الرغم من أنه قد يلعب دورا كبيرا ومهما في القريب العاجل. المقصود بالحديث “ساعة أبل الذكية”.
لا يخفى على أحد مقدار التزايد المتسارع لتعلق المستخدم بهاتفه الذكي؛ حيث أظهرت الدراسات أن حوالي 46 % من المستخدمين لا يمكنهم العيش بدون هواتفهم الذكية.
بالطبع، فإن مواقع التواصل الاجتماعي كـ”سناب تشات” و”انستغرام” وصاحب الحصة الكبرى من الاهتمام “فيسبوك” كلها أسهمت بزيادة تعلق المستخدم بهاتفه الذكي؛ حيث تبين أن متوسط الوقت الذي يمضيه المستخدم على تلك المواقع يبلغ 5 ساعات كاملة يوميا!!
تزايد تعلق المستخدمين بهواتفهم الذكية سبب عددا من الآثار الجانبية مثل:
– اضطراب النوم: أوضحت إحدى الدراسات أن 63 % من الشباب بسن 18-29 ينامون وهم يحملون هواتفهم الذكية. وفي دراسة أخرى، تبين أن كمية الكافيين الموجودة بكوب “إسبريسو” كبير تؤثر على النوم بشكل أقل من الأثر الذي يحمله التحديق بشاشة الهاتف الذكي ليلا.
– الانعزال: وجدت العديد من الدراسات أن زيادة استخدام الهواتف الذكية يتناسب عكسيا مع قدرة المرء على تكوين علاقات اجتماعية ناجحة.
– الاكتئاب والقلق: طبقا للعديد من الدراسات المتخصصة، تبين أن زيادة الإدمان على استخدام الهاتف الذكي جعلت من الاكتئاب والقلق بمثابة الأوبئة التي يصعب السيطرة عليها. وفي دراسة أخرى، تبين أن متوسط استخدام الشخص المصاب بالاكتئاب لهاتفه الذكي بلغ 68 دقيقة يوميا، بينما لم يتعدّ استخدام الشخص السليم أكثر من 17 دقيقة يوميا.
ما سبق ليس سوى عينة من الأضرار المترافقة لإدمان الهواتف الذكية التي يمكننا أن نضيف عليها اضطراب في الوزن زيادة أو نقصانا وآلام في الظهر وزيادة احتمالية التعرض للحوادث سواء أكان المرء سائقا أو ماشيا على قدميه.
لكن على ما يبدو أن شركة “أبل”، وبدون قصد منها على الأرجح، ستسهم هذا العام بإتاحة الفرصة للسيطرة على هذه المشكلة من خلال الإصدار الجديد “لساعة أبل الذكية” بعد أن تمت إضافة الشبك المستقل على الإنترنت، أي بدون الحاجة لأن تشبك من جهاز “الآيفون” مما يمكن المستخدم من تفقد الرسائل القصيرة ورسائل البريد الإلكتروني التي تصله والرد عليها أيضا، فضلا عن إمكانية إجراء المكالمات الهاتفية. وبما أن “أبل” أتاحت للمستخدم أن يكون على اتصال ولو جزئيا عبر شاشة ساعته الذكية وإمكانية ترك جهاز “الآيفون” في المنزل والخروج بدون خوف، فإن هذا سيعمل على تقليل الوقت الذي يجد المرء نفسه مضطرا لحمل هاتفه الذكي.
عندما يصل المستخدم إشعارا يفيد بوصول رسالة بريد إلكتروني على سبيل المثال، فإنه على الأرجح لن يقوم بقراءة الرسالة ومن ثم ترك هاتفه الذكي جانبا، بل إنه سيجد نفسه لاإراديا يتصفح “إنستغرام” أو “فيسبوك”؛ أي أن تفقد رسالة بريد إلكتروني واحدة يمكن أن تتسبب بأن يقضي المستخدم ساعة كاملة متصفحا المواقع على الرغم من أن قراءة الرسالة والرد عليها قد لا يستغرق أكثر من 3 دقائق فقط.
من هنا يتبين لنا أهمية الإضافات الجديدة التي امتلكتها “ساعة أبل الذكية” والتي جعلتها جهازا قائما بذاته ولا يعتمد اعتمادا كليا على جهاز “الآيفون” كما كان الأمر سابقا.

*الغد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى