مقالات

كيف تتخلص من الإدمان على الهاتف الذكي؟

شارك هذا الموضوع:
 *علاء علي عبد
هل سبق لك وأن سألت نفسك كم متوسط الوقت الذي تستغرقه الرسالة الإلكترونية قبل أن يتم قراءتها؟ هل مثلا 10 دقائق؟ أقل من هذا؟ أكثر من هذا؟ قد تندهش عندما تعلم أن الرقم لا يتجاوز الـ6 ثوان فقط! فبحسب مجلة “تايم”، فإن إحدى الإحصائيات وجدت أن حوالي 70 % من رسائل البريد الإلكتروني تتم قراءتها خلال مدة لا تتجاوز الـ6 ثوان من لحظة استلامها.
الإحصائية السابقة تجعلنا نلاحظ كم استحوذت التكنولوجيا على معظم مجالاتنا الحياتية، والسبب الأكبر ربما لهذا الاستحواذ هو ذلك الجهاز الصغير الذي نحمله معنا أينما ذهبنا؛ الهاتف الذكي.
إحصائية أخرى، أشد خطورة، أجريت على عدد من الأشخاص معظمهم من اليافعين سئلوا خلالها لو كان لديك الخيار فأيهما تفضل؟ أن يتم كسر إحدى عظامك أم كسر هاتفك الذكي؟ وقد تبين أن 46 % من المشاركين يفضلون كسر عظمة من عظامهم على أن يتم كسر هاتفهم الذكي. بل إن النسبة الباقية 54 % لم تكن إجاباتهم سريعة بل احتاجوا وقتا للتفكير!!
ما من شك أن الراحل ستيف جوبز أسهم بشكل كبير بتسهيل استخدام التكنولوجيا في سن مبكرة بسبب أجهزة الآيباد، لكن الذي لا يعلمه الكثيرون أن جوبز لم يكن يسمه لأطفاله باستخدامه.
نأتي الآن للسؤال لماذا يدمن المرء على استخدام الهواتف الذكية على الرغم من أن هذه الهواتف ليست نوعا من المخدرات؟ والجواب ببساطة لأن الإدمان على شيء لا يرتبط بالمتعة التي يحصل عليها المرء. فلو كان الأمر مرتبطا بالمتعة لرأينا الملايين من الناس تدمن على الشوكولاته.
حقيقة الإدمان أنه شيء يسعى المرء من خلاله لتهدئة ضغوط نفسية معينة. أي استخدام شيء في محاولة لتلطيف أمر معين على المرء أن يعايشه. فالإدمان على شيء ما لا يحدث إلا في حالة وجود ضيق نفسي لم يتم التعامل معه بالشكل الصحيح، كشعور المرء بالوحدة أو كتعرضه للتنمر في مرحلة من مراحل حياته. تلك الأشياء تدفعه للإدمان على شيء يخفف من وطأة تلك المشاعر. وفي العالم المتسارع الذي نعيشه اليوم، باتت الضغوطات الملقاة على عاتق المرء متعددة ومتنوعة مما يجعله يلجأ لطرق تساعده على التخلص من تلك الضغوطات أو على الأقل التخفيف منها، ويبدو أنه وجد في هاتفه الذكي ضالته التي كان يبحث عنها.
فيما يلي عدد من النصائح التي يمكن للمرء تطبيقها لمحاولة كبح إدمانه على استخدام هاتفه الذكي:
– استبدل جملة “لن أستطيع” بجملة “لن أفعل”: عندما تعزم أن تنفذ قرارك بتغيير سلوكياتك تجاه هاتفك الذكي تذكر أن تقول “لن أقوم بتفقد هاتفي الذكي أكثر من مرة واحدة في الساعة”، بدلا من أن تقول “التزامي هذا يعني بأنني لن أستطيع تفقد هاتفي الذكي إلا مرة واحدة فقط كل ساعة”. 
فلعلك تلاحظ أن الجملة الأولى تشعرك بأن القرار قرارك وأنك قد اتخذته بإرادتك، بينما الجملة الثانية توحي بأنك مجبر على هذا القرار لسبب أو لآخر. في إحدى الدراسات التي أجريت حول التزام عدد من الأشخاص بالتمارين الرياضية يوميا، وجد أن من يقول “لن يمكنني ترك تمرين واحد ضمن هذا البرنامج” كانت نسبة التزامهم لا تتجاوز الـ10 % بينما الذين قالوا “لن أهمل أي تمرين ضمن برنامج حميتي الصحية” ارتفعت نسبة التزامهم وتجاوزت الـ80 %.
– بعيد عن العين.. بعيد عن “اليد”: تعد هذه النصيحة إحدى أهم النصائح التي يجب التقيد بها فيما يخص أي شيء نجد أنفسنا مدمنين عليه. فعلى سبيل المثال لو كان الشخص المدخن يحتاج للقيام إلى خزانة في غرفة نومه مثلا ويحضر من داخلها علبة سجائره لتناول سيجارة واحدة فقط ومن ثم إعادتها للخزانة، فإن مسألة عدم إدمانه على التدخين تعد أسهل بكثير من الشخص الذي يحمل علبة سجائره في جيبه أو يضعها على الطاولة التي أمامه، فسهولة حصوله على السيجارة تعد السبب الرئيسي لإدمانه عليها. الأمر نفسه ينطبق على الهاتف الذكي، فلو على سبيل المثال كنت تدرك بأنك غير محتاج له، قم بوضعه في مكان بعيد عن متناول يديك مع عدم إغفال أن تقوم بتركه على وضعية “الصامت” حتى لا تسمعه يناديك أن تعال تفقدني.
– العادات لا تكسر وإنما تستبدل: بعد أن تتخذ قرارك بالتخلص من إدمانك على استخدام هاتفك الذكي، احرص على أن تجد عادة جديدة تشغل وقتك بدلا من مجرد التفكير بضرورة نجاحك بالتخلص من إدمان استخدام الهاتف الذكي. بداية عليك حسب ما ذكرت منذ قليل، أن تضع هاتفك الذكي بعيدا عن متناول يديك عندما لا يكون هناك داع لاستخدامه ومن ثم عليك القيام بوضع شيء قريب منك يمكنه اشغالك ككتاب على سبيل المثال. فعندما تجد نفسك تقاوم الرغبة بالتقاط هاتفك الذكي لتفقد حسابك على “فيسبوك”، التقط الكتاب الذي بجانبك، ستجد بأنه أشغلك وخفف من رغبتك الجامحة بالإمساك بهاتفك الذكي. طبعا الكتاب مجرد مثال، فقد لا تكون القراءة ضمن هواياتك لكن حاول أن تجعل وسيلة لتنفيذ إحدى هواياتك بمتناول يديك.
*الغد

_

يمتلك مبيضين خبرة تقارب الـ 10 اعوام في مجال العمل الصحافي، ويعمل حاليا، سكرتير تحرير ميداني في صحيفة الغد اليومية، وصحافيا متخصصا في تغطية أخبار قطاع الإتصالات وتكنولوجيا المعلومات، الملكية الفكرية، الريادة، والمسؤولية الإجتماعية. ويحمل مبيضين شهادة البكالوريوس من جامعة مؤتة – تخصّص ” إدارة الأعمال”، كما يعمل في تقديم إستشارات إعلامية حول أحداث وأخبار قطاع الإتصالات وتكنولوجيا المعلومات الأردني. Tel: +962 79 6542307

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى