هاشتاق عربي – إبراهيم المبيضين
وقعت الكاتبة الصغيرة ملاك الأعمر مساء يوم امس الاربعاء روايتها الاولى التي تتحدث عن ازمة اللجوء السوري ومعاناة اللاجئين السوريين والتي حملت اسم ” “الليلة الخامسة عشر ” فاتحة الباب لاستكمال هذه الرواية وكتابة اجزاء اخرى منها في المستقبل.
وجرى اشهار الرواية – التي صدرت عن دار الغاية للنشر والتوزيع – في حفل اقيم في عمان بحضور المستشار الدكتور احمد راشد مندوبا عن وزير الثقافة نبيه شقم.
وجاءت الرواية في 171 صفحة من القطع المتوسط وهي قصة لفتاة سورية اسمها ” ايام” تعكس الازمة السورية منذ بدء الاحداث ، ورحلة اللجوء والمعاناة بشكل درامي شيّق.
وتتحدث الاعمر لـ ” هاشتاق عربي” عن اشهارها لروايتها الاولى، وتقول : ” اشعر بالفخر لانجازي الرواية وباني استطعت ان اقدم شيئا لقضية اللجوء السوري واللاجئين السوريين وباني تحدثت عن معاناتهم”.
وتوضح الاعمر : ” ان الرواية تتحدث عن معاناة شابة سورية تدعى ايام.. تجسد هذه الشابة في قصتها معاناة اللاجئين السوريين …. كانت تتمنى من طفولتها دراسة الطب كما تمنى والدها الذي توفي اثر حادث مؤسف.. وحينما تحقق حلمها وبدأت بالسنة الاولى في دراسة الطب انطلقت الاحداث في حلب حيث اغلقت جميع الجامعات لتضطر الشابة أيام الخروج من الجامعة ..”.
وتضيف : ” ….. تنطلق المظاهرات ليشارك اخو الشابة ايام في الثورة حيث يجري اعتقاله ..تقول والدتها ان المكان لم يعد آمن وحفاظاً على ابنتها الوحيده وطفلاها تقرر الهجرة ..تتكلم الشابة في الرواية عن صعوبة الهجرة وجميع المشاكل التي واجهتهم وتعود بذاكرتها للمعاناة التي تعرضت لها عائلتها وهم في الاراضي السورية.. “.
وتزيد الاعمر قائلة : ” تعترض الجماعات الارهابية المسلحة طريق العائلة ( الام وايام والصغار) مساءً وهم على الطريق على الحدود السورية حيث استشهدت الام لتبقى ايام المسؤولة عن تربية اخواها الصغار ..وبين انهيار احلام الشابة وطموحها منذ الطفولة واعتقال اخاها واستشهاد والدتها وصعوبة الطريق اثناء الهجرة تتجسد معاناة الشابة أيام …”.
وتستعرض الاعمر محاور الرواية وتقول انها تشمل المحاور التالية : انهيار احلام ألاف من الشباب كحال الشابة السورية أيام منذ اول قذيفة اطلقت عليهم، الخوف وتاثيراته النفسية السلبية اثناء وجودهم في منطقة غير آمنة، صعوبة العيش في مكان غير آمن ومهدد دماره في اي لحظة، صعوبة الانتقال من مكان نسجت به جميع احلامك وطموحاتك الى مكان لا تعرف فيه احد، معاناتهم اثناء الهجرة ، وحياتهم في الاردن وكيف كانت لهم مضياف 7_السعي وراء الحلم مهما عانيت من ظروف هو اساس النجاح
ونقلت وكالة الانباء الاردنية عن مدير دار الغاية للنشر منذر غانم، قوله بان الدار تهتم بالكتاب المبدعين والمبتدئين الشباب، موضحا ان الدار أصدرت منذ عام 2014 وحتى الآن 120 عنوانا، منها هذه الرواية التي تتحدث عن هموم الانسان، كما قدر ممثل مفوضية الامم المتحدة محمد الحواري اهتمام المؤلفة باللاجئين من خلال التعاطي معهم متطوعة بشكل يومي.
وعن دافعها للكتابة عن اللاجئين السوريين تقول الاعمر لـ ” هاشتاق عربي” : ” درست في مدارس تضم لاجئين فلسطينين وسوريين وعاشرتهم لسنتين لاتعرف على قصصهم المؤلمة ومعاناتهم وكيف انه يوجد بداخل كل اسرة من اسرهم حكاية مؤلمة .. وبعد مشاركتي في المؤتمر الدولي لشؤون اللاجئين في الشرق الاوسط وسماعي اكثر لقصص اللاجئين الماكثين خارج حدود الدولة الاردنية عرفت اكثر عن طبيعة حياة اللاجئين وكنت منذ الصغر اشارك في مسابقات للكتابة الابداعية واحصل على مركز من المراكز الثلاث الاولى ففكرت كثيرا في طريقة استغل بها حبي للكتابة في ايصال صوت ومعاناة هؤلاء اللاجئين وهنا قررت ان اكتب رواي تمثل معاناتهم “.
وتؤكد الاعمر : ” كل انسان بلديه رسالة في يتمنى ان يوصلها للناس ….. رسالتي اردت ان اوصلها من خلال هوايتي وهي الكتابة وبالاعتماد على هواية اخرى اعطتني قوة في هذا المجال وهي هواية القراءة”.
وتهوى الأعمر القراءة وتعتبرها ” غذاء للروح” ، وتقول : ” احب القراءة لانها غذاء الروح ودواء النفس وافضل طريقة لغرس القيم الحميده داخل نفس الانسان.. ففي القراءة تستطيع فهم العالم من حولك وفهم طبيعة الناس ، وبها تستطيع التعرف على كل ما هو جديد…”.
وباختصار تصف الأعمر القراءة بقولها : ” بالقراءة نكتسب المعرفة المستمرة التي تساعدنا على العيش بالطريقة الصحيحة…”.
وتحدثت عن الكتابة قائلة : ” اما عن الكتابة فهي الطريقة الوحيده التي تستطيع بها ايصال صوتك للناس.. الطريقة الوحيده التي تستطيع التعبير بها عما يدور بداخلك ….. بالكتابة افهم ذاتي اكثر واكتشف شخصيتي ….”.
ومن كتب الاعمر المفضلة – بحسب ما تقول – كتب السير الذاتية التي تقول بانها تجعلها تطلع على حياة العظماء وما واجهوه من صعوبات قبل وصولهم الى مراحل النجاح.. وتشير الى انها تحب قراءة الكتب المعنية في قضايا معينة كالقضية الفلسطينية والقضايا المجتمعية التي نواجهها في حياتنا بالاضافة لقراءة كتب التاريخ وكتب الحضارات المختلفة..
وتضيف ” االكتاب الذين افضلهم هم غسان كنفاني وجبران خليل جبران ومحمود درويش”.