هاشتاق عربي – إبراهيم المبيضين
في الوقت الذي يحتار فيه شبابنا بعد تخرجهم من الجامعة ويجهدون في البحث عن عمل، أو يبذلون جهدا كبيرا في تأسيس مشاريع خاصة تحت مفهوم “ريادة الأعمال”، قدمت فعالية “ديزاين اب”، التي انعقدت مساء أمس، مجموعة من النصائح والأفكار التي يمكن أن تساعد الشباب على البدء في حياتهم العملية.
وفي بلد تجاوزت فيه نسبة البطالة الـ18 %، دعت الفعالية، التي نظمتها عائلة التصميم في منصة زين للإبداع “زينك”، الى تركيز الشباب على إظهار مواهبهم وإبداعاتهم وتنميتها وفهم السوق وحاجة المؤسسات ليتمكنوا من الحصول على وظيفة، ودراسة الأسواق وحاجات المجتمع لدى تأسيس شركاتهم الخاصة، مع أهمية توافر عوامل الشغف والحب لما نعمل عليه في الحياة، وهو الأمر الذي يساعدنا على التطور والبقاء.
وقام على تنظيم الفعالية، التي حضرها 200 شاب وشابة، عائلة التصميم وهي مجموعة من الشباب الجامعي يدرسون التصميم ويعملون على بث التوعية بعلم وصناعة التصميم.
وقال المؤسس لمعهد “جرافيك سينس” -المتخصص في مجال التدريب على التصميم الجرافيكي لشركة “أدوبي” العالمية- مدحت عيد “إن الشباب الذي يبحث اليوم عن تأسيس مشاريع في مضمار التصميم، يواجه مشكلة كبيرة تتمثل بضعف الوعي والإدراك من قبل المجتمع والشركات والمؤسسات بأهمية هذا العمل والعلم؛ حيث ينظر المجتمع والأفراد والمؤسسات الى خدمات ومنتجات هذا القطاع على أنها ترف أو غير ضرورية أو أساسية”.
وأكد عيد، وهو مستشار ومدرب وخبير في منتجات شركة “أدوبي” العالمية، أن هذه النظرة القاصرة تخلق صعوبات أمام الشباب الذي يؤسس مشاريع في مجال التصميم بمختلف أفرعه وأنواعه لتسويق منتجاتهم والحلول التي يقدمونها، لافتا الى أهمية التصميم وبرمجياته وحلوله كعمود رئيسي في كل القطاعات ومنها قطاع تكنولوجيا المعلومات.
ورغم هذه الصعوبة، قدّم عيد للشباب مجموعة من الأفكار للنجاح في تأسيس الأعمل في مجال التصميم وحتى في قطاعات أخرى منها ضرورة أن يكتسب الشباب الخبرة في مجال إدارة المشروع. وأكد عيد كذلك أهمية التركيز في مجال تأسيس المشاريع الناشئة على إرضاء العميل أو الشريحة المستهدفة لمنتجات هذه الشركة وتلبية احتياجاتها.
وأشار الى أهمية العلاقات العامة مع الناس والمؤسسات، والتركيز على المصداقية في العمل كسبل نجاح للشاب الريادي.
ودعا عيد الى أهمية أن يبني الشباب خبرات تراكمية، وخصوصا في مجال التصميم الذي لا يتوقف عن التطور ومتابعة أبرز التطورات العالمية في هذا العلم، وذلك لتقديم أحدث المنتجات والحلول لكل القطاعات.
ومن جانبها، أكدت صانعة الأفلام والمخرجة آلاء حمدان، للشاب الخريج سواء كان يبحث عن وظيفة أو يريد الاتجاه لتأسيس عمله الخاص، أن يثبت بأنه مبدع وسيقدم إضافة للمجتمع والمؤسسات في أي قطاع كان.
وقالت “إن الباحث عن وظيفة في قطاع ما أو لدى مؤسسة ما، يجب أن يأخذ خطوة إضافية عدا عن طريقة التقدم بسيرة ذاتية تقليدية، وهي بأن يقدم إثباتات وأدلة على إبداعه وإمكانياته لإضافة شيء الى الجهة أو المؤسسة، ويمكنه عمل ذلك بفيديو أو صور أو أي أدوات أتاحتها لنا التطورات المتلاحقة في تكنولوجيا المعلومات”.
وأشارت الى أهمية ما وفرته التكنولوجيا وشبكات التواصل الاجتماعي أمام الشباب اليوم لإثبات إبداعاتهم أمام المجتمع والمؤسسات في كل القطاعات، فضلا عن توفيرها أقصر وأسرع الطرق للوصول الى أصحاب القرار.
وباختصار، أكدت حمدان: “عبر فيسبوك مثلا، تستطيع أن تعرض منتجك وإبداعك أمام مئات ملايين الناس”. وبينت كذلك أهمية مفهوم “الحب” لما نعمل به كعمل في شركة أو مؤسسة أو لدى قيامنا بتأسيسنا مشاريعنا الخاصة لأن حبنا وشغفنا لما نعمل عليه يجعلنا نواصل ونستمر العمل والتطوير عليه بدون توقف حتى نصل الى نجاحاتنا، لافتة الى أهمية التميز والتخصص في المجالات التي نعمل عليها.
وحتى نقلل من إمكانيات تعرضنا للفشل، قالت حمدان “إن على الشاب الذي يؤسس شركته الخاصة أن يبحث عن حاجة أو مشكلة في المجتمع ويبني منتجه أو الخدمة التي يقدمها بناء على هذه الحاجة، الى جانب دراسة السوق وحجمه قبل الانطلاق في العمل”.
وأكد مؤسس شركة “باراشوت 16 للاستشارات والتدريب”، غسان حلاوة، أن على الشاب الذي يتجه الى تأسيس شركة خاصة أن يدرك أهمية تقديم منتج قوي يسد حاجة قوية في السوق، لافتا الى أهمية عامل التسويق الفعال لإيصال هذا المنتج الى الناس والسوق.
وقال: “عليك أن تتعلم مهارات التسويق والتواصل، وتعلم جيدا من هي الشريحة التي ستشتري منتجك، وكيفية التواصل مع الناس وبأي طريقة أو قناة، وتكاليف هذا العمل”.
وأكد أهمية فهم الجوانب القانونية والتقنية لدى البدء بتأسيس الأعمال وبناء خبرات في هذه المجالات، والتعلم المستمر، لا سيما مع ما توفره لنا التكنولوجيا اليوم من مزايا وإمكانيات ضخمة تساعدنا على التعلم والتشبيك والتواصل.
كما أشار حلاوة الى أهمية دراسة ومعرفة وتحديد نماذج العمل ومصادر الإيرادات لدى بناء المشاريع الريادية.
ومن جانبها، قالت المصممة مؤسسة معرض “بدر الدجى”، مي خوري “إن الشغف والحب لما نعمل عليه مهمان جدا للنجاح والاستمرارية في العمل في مواجهة الصعوبات التي تواجهنا”، لافتة الى أن الفشل عادة ما يجعلنا نتعلم لنجد حلولا جديدة في أعمالنا. وشددت خوري على أهمية أن يكون لدى الشخص الذي يؤسس عملا رسالة ورؤية تجعله دائما يحصل على الزخم والدعم الذاتي لمواصلة النجاحات.
الغد