مقالات

توجيهات عقلية ذكية لزيادة الإنتاجية

شارك هذا الموضوع:

علاء علي عبد

في حال كان المرء يحب العمل الذي يشغله ويندمج به، فإنه يكون بذلك على الأغلب من ضمن فئة قليلة تشاركه هذه الميزات. ففي أحد الاستطلاعات التي أجريت العام 2016، تبين أن نسبة من يندمجون في وظائفهم لا تتجاوز الـ30 %، بل إن نسبة الموظفين الذين لا يندمجون بوظائفهم وصلت لـ16 % من المشاركين في الاستطلاع، بحسب موقع “MIC”.
لعل أول ما يتبادر للذهن عند البحث عن حلول لتقوية ارتباط المرء بوظيفته يكون زيادة ملحوظة في راتبه الشهري أو ربما الحصول على ترقية في منصبه تجعله يرفع سقف طموحه للأعلى. لكن وإن كان هذا الأمر صحيحا للأغلب، إلا أن هناك البعض من تكون مشكلتهم لا تتعلق بوظيفتهم أصلا وإنما تتعلق أكثر بسلوكياتهم تجاه تلك الوظيفة. فقد يكتشف البعض أن النجاح بوظيفة ما لا يحتاج سوى لتعديل بعض من سلوكياته.
من حسن الحظ، فقد تبين أن تعديل تلك السلوكيات لا يتطلب من المرء سوى أن يغير من نمط تفكيره تجاه عدد من الجوانب الخاصة بوظيفته والتي قد لا يجد نفسه راضيا عنها. وللوصول لتحقيق هذا الأمر، سنذكر فيما يلي عددا من التوجيهات الذكية التي تستهدف العقل والتي من شأنها تعديل سلوك المرء للأفضل فيما يخص عمله:
– ابتعد عن “الفضفضة” المتكررة: يحفل يوم العمل بالكثير من الأحداث المختلفة التي يكون بعضها إيجابيا والبعض الآخر سلبيا، لكن الأحداث السلبية يكون استقرارها في العقل أسهل من غيرها. ولهذا فإن التذمر لزميل العمل والفضفضة له يراه الناس نوعا من التخفيف عن النفس لكن الواقع غير ذلك. فالاستمرار بالتبرم والشكوى يدخل المرء بدائرة لا نهائية من السلبية التي تسيطر على عقله. فالفضفضة المتكررة تعمل على تثبيت الصور السلبية في عقل المرء حول الأحداث التي يشتكي منها.
الحل في هذه الحالة أن يحاول المرء أن يضع نفسه في تحد لمحاولة عدم تكرار تلك الأحداث السلبية؛ فعلى سبيل المثال لو تعرض المرء للنقد من مديره فليحاول أن يراجع نفسه قدر الإمكان ويوجه عقله لمعالجة الأمر الذي أدى لانتقاده. توجيه العقل للبحث عن حلول مستقبلية بدلا من الاكتفاء باسترجاع أحداث ماضية والشكوى منها يسهم بزيادة إنتاجية المرء والأهم من هذا زيادة رضاه عن نفسه.
– ابحث عن عبارات التحفيز ورددها باستمرار: تؤكد النظريات العلمية الحديثة، أن العقل والمشاعر التي تنتابه يمكن أن تتغير من خلال التمرين؛ حيث يمكن للمرء أن يمرن عقله على التفكير بالطريقة التي يراها صحيحة. ففي إحدى الدراسات التي أجريت على فتيات بعمر 10-14 عاما ينتمين لعائلات لها تاريخ مرضي بالإصابة بالاكتئاب، تمكنت الفتيات من تثبيط نشاط اللوزة المخية “Amygdala”، وهي الجزء في العقل الذي ينشط عند إحساس المرء بمشاعر قوية أيا كانت، والتي يزداد نشاطها أكثر وأكثر عند الأشخاص الأكثر عرضة للإصابة بالاكتئاب. وقد نجحت الفتيات بهذا الأمر عن طريق التفكير الإيجابي عندما عرضت عليهن صور سلبية.
لكن تغيير نمط التفكير لا يعد بالأمر السهل، فهو يحتاج لجهد وإصرار، وهذا يتم عن طريق التعرف على أشخاص نجحوا في حياتهم ويمكن أن يكونوا قدوة لغيرهم وقراءة سيرة حياتهم وترديد عباراتهم في ذهن المرء كلما واجهته صعوبة ما. المواظبة على هذا الأمر ستجعل العقل يبتعد شيئا فشيئا عن التفكير السلبي.

– الغد

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى