مسؤولية اجتماعية

أم حسام: سيدة رحل معيل أسرتها الوحيد وخلف لها 3 أطفال ودينا وفقرا

شارك هذا الموضوع:

هاشتاق عربي

في الطريق إلى أم حسام، السيدة الأرملة، القاطنة في قرية الحامدية تثير الانتباه عبارة مكتوبة على أحد الجدران تقول: “الحلم شاورما والواقع عدس”.

عبارة ظريفة، لكنها تجسد واقع معانة مؤلمة للكثير من سكان قرية الحامدية (20 كيلو متراً جنوب غربي عمان)، الذين نهشهم الفقر.

أم حسام، واحدة من بين عشرات النساء والأسر القاطنة في هذه القرية التي تجاور أغلى العواصم العربية، حيث التقيناها بعد طريق مليء بالمنحدرات والمنعطفات، تقطن في منزل لا تتجاوز مساحته الأمتار المعدودة، تبرع لها به أحد المحسنين.

منزل أم حسام متواضع بشكل كبير، فسقفه من صفائح الزينكو التي لاتقي برد الشتاء ولاتحمي من حرّ الصيف، أما نوافذ المكان فهي مشرعة أمام الريح والغبار، وتعزف إيقاعا مزعجا ومرعبا يصم الآذان.

في المنزل مطبخ خال، إلا من بعض الأواني الفارغة، ربما لم يدخله الطعام منذ عدة أيام. فهي سيدة توفي زوجها، الذي كان يعمل في الدهان، منذ عام، وأبقى لها 3 أطفال منهما اثنان مرضى، وثالث صغير”وورث” لها دينا بلغ نحو الألف دينار.

حسام الإبن البكر (12 عام) يعاني من أورام في الغدة، أما أخوه وسام (10 اعوام) فيعاني من صعوبة بالنطق وصعوبات تعلم تحد من رسم مستقبلة.

لاتوجد في هذا البيت الحزين ألعاب لهؤلاء الأطفال، فبالكاد يتم الحصول على الطعام والشراب، ولذلك يكتفي حسام وأخواه باللعب على كومة رمل جافة بجانب بيتهم.

أما دين زوجها، فتمكنت من سداده، بشق الأنفس، من خلال المعونة التي لا تتجاوز 200 دينار وكانت تتقاضها شهرياً من وزارة التنمية الإجتماعية.

وتشكو أم حسام من قسوة شروط وزارة التنمية الاجتماعية التي عرضت عليهم بناء منزل لهم، مقابل تأمين قطعة الأرض”، وتقول أم حسام: “من أين لنا أن نملك قطعة أرض؟!.

وبحسب دراسات حول الأطفال فإن 70 % من الأطفال ينتمون إلى أسر تعاني الفقر المدقع، فيما يكون 40 % من آبائهم عاطلون عمل او متوفون، فقد يؤثر الفقر على الأطفال وأسرهم بالإنسحاب من المدارس، فبحسب التقرير القطري حول الأطفال خارج المدرسة فإن 19 % من الأطفال في الأردن هم من الفقراء.

وتشير الأرقام الرسمية الى أنّ نسبة الفقر على مستوى المملكة بلغت العام 2010 (وهي آخر دراسة عن الفقر) حوالي 14.4 % وهي نسبة مرتفعة عن نسبة الفقر في دراسة الفقر التي سبقتها في العام 2008 والتي قدرت بـ13.3 %.

ووفق الدراسة ذاتها، فإنّ نسبة الفقر في 2010 كانت ستصل الى 17 % لولا أشكال المساعدات كافة المقدمة من المؤسسات الحكومية كافة لدخل الأسر، وبالتالي إنفاقها؛ بما في ذلك المقدَّمة من صندوق المعونة الوطنية والتحويلات الحكومية المختلفة والبالغة 219.1 مليون دينار بدون احتساب دعم السلع الغذائية، كما كانت هذه النسبة ستصل إلى 15.8 % لولا تدخل صندوق المعونة الوطنية وحده؛ والذي بلغ حجم تحويلاته 79.2 % مليون دينار من دخول وإنفاق الأسر.

أم حسام واولادها لايعملون عن الارقام الرسمية للفقر شيئا، ولاتهمهم إن كانت قديمة أو مستحدثة، لكنهم يعلمون أنهم قابعون في قائمة الفقراء وفي حلقة عوز لاتنتهي منذ رحيل المعيل وتركه “لإرث” ثقيل.

حال تلك الأسرة، وغيرها، يُرثى له، لكن لايكفيها الرثاء والكلمات العابرة، فهي تحتاج لمن يساهم معها في تملك بيت يقيها حرّ الصيف، وقرّ الشتاء، ويحمي أطفالها الصغار من المرض والعوز.

– الغد

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى