ريادة

طالب جامعي ينقل جماليات عمان للمهرجانات الدولية بفيلم ‘‘ألهمتني عمان‘‘

شارك هذا الموضوع:

هاشتاق عربي

لم يكن الطالب الجامعي جهاد هداية في مروره اليومي وتحركاته في مدينته “عمان” عابرة، وتمر كلحظات روتينية. بل إن حبه لعمان والجمال الذي يراه في عينيه لها جعلا منها مادة فيلمية شيقة رصد فيها كل زواياها الجميلة لتكون عمان كالعروس في فيلمه الذي تأهل للمشاركة في المهرجان الطلابي الدولي للفيلم القصير في تونس، تحت اسم “ألهمتني عمان”.
وفي حديثه لـ”الغد”، يتحدث هداية عن رصده لعمان وأجوائها بكل ما فيها، ليختصر تلك السنة التي عمل فيها على تصوير مشاهد الفيلم في “تسع دقائق” فقط، كانت كفيلة لأن تجعل “ألهمتني عمان” يتأهل للمراحل النهائية للمهرجان الطلابي في تونس مع 25 فيلما من ضمن 600 آخرين قاموا بالتقديم من مختلف دول العالم.
ويشارك هداية من خلال جامعته البلقاء التطبيقية، كون المهرجان مخصصا للطلاب فقط، وتخاطب فيه إدارة المهرجان الجامعات لترشيح طلابها ذوي الاختصاص في تصوير الأفلام، ليكون هداية الطالب في السنة الرابعة في تخصص الهندسة الطالب الوحيد الذي يتأهل من مختلف الجامعات الأردنية.
ولعل طريقة التصوير والتقنية العالية التي استخدمها هداية وهو المخرج والمونتاج في الفيلم، كان لها الأثر الكبير بأن تكون الأحداث مشوقة، وتستحق المتابعة. في كثير من المشاهد يركز على الكثير من زوايا عمان الخفية والقدر الأكبر من الجمال فيها.
والفيلم يتنقل ما بين الوثائقي غير التقليدي والدرامي؛ إذ تنقل هداية في تصويره ما بين وسط البلد بكل بساطتها، وشارع الرينبو وجبل القلعة ومنطقة الأبراج، والصعود إلى أماكن مرتفعة في عمان وترقب لحظات الغروب والتقاط جمال هذه اللحظات ونقلها لعين المشاهد في مختلف دول العالم.
وشارك هداية في تصوير “ألهمتني عمان” صديقيه حسام العبادلة، ومحمد عويس، فيما قام بعمل المؤثرات البصرية والصوتية محمد الخوالدة، وأداء صوتي لهداية نفسه، كونه يظهر في لقطات عدة في الفيلم. وكانت هنالك لقطات عمانية قوية بقدر بساطتها، وقد تكون لحظات يشاهدها الكثير يومياً لكنها بحاجة لعين تتوقف لحظات وتمعن في جمال المكان، لذلك، كان هداية يستغل كل لحظة في تحركاته اليومية، لتصوير اللقطات، حتى في إحدى المرات التي سافر بها إلى إسطنبول، استغل لحظات وجوده في الطائرة، وقام بتصوير مشاهد حية لمدينة عمان من الأجواء.
لم يكن هداية يتوقع أن يصل فيلمه إلى مراحل متقدمة من المهرجانات الدولية، وهو في طريقة للمشاركة في أكثر من مهرجان في المستقبل القريب عن الفيلم ذاته، فقد كان الموضوع لديه عبارة عن هواية فقط، وكان ينوي تصوير الفيلم لعرضه على مواقع التواصل الاجتماعي و”يوتيوب” كما في فيلمه السابق “استمع لحلمك” والذي لاقى رواجاً كبيراً بعد عرضه على “يوتيوب”، ويحاكي قصة شاب عاطل عن العمل ويبدأ رحلة البحث عن مستقبله والطموح الذي يسعى إليه بكل عزم وأمل، وما يلاقيه من معوقات في حياته اليومية.
ولكن “ألهمتني عمان” أحيا لدى هداية حب التصوير والإخراج وزيادة في الطموح والاجتهاد؛ إذ إن المشاركة في مهرجانات دولية، أعطته دافعاً كبيراً للاستمرار في هذا المجال، بل وانعكس على الطريقة التي قام فيها بتصوير وإخراج الفيلم.
ويتمنى هداية أن يكون ضمن المراكز الثلاثة الأولى في المهرجان الطلابي في تونس، لتكون انطلاقة قوية في عالم تصوير الأفلام له، والانتقال من مرحلة الموهبة إلى الاحترافية، كونه يمارس هذه الهواية منذ ثلاث سنوات، إلا أنه يوماً بعد يوم يزداد تعلقه بالكاميرا التي يحملها أينما حل، عله يقتنص لقطة جمال لا يجب أن تذهب عبثاً في عالم التكنولوجيا والبحث عن الجمال الطبيعي في المحيط.
ويصف هداية “ألهمتني عمان” بأنه أقرب إلى الترويج لمدينة عمان والتعريف بها عالمياً من خلال عرض الفيلم في المهرجان الذي تشارك فيه العديد من دول العالم، وفيه أداء صوتي لهداية يتحدث فيها عن عمان وعن مشاعر الحب لهذه المدينة القريبة للقلوب، بالإضافة إلى أنه تطرق إلى مشاعر الغربة عنها والحنين والشوق إليها، ضمن لقطات تم التقاطها من الطائرة التي أقلت هداية من عمان إلى تركيا، يصف فيها مشاعر المغترب عن “عمان”.
وعلى الرغم من أنه فيلم “وثائقي درامي”، إلا أنه يحمل الكثير من المشاعر الإنسانية التي تحاكي الأمكنة وفيها العديد من العبارات التي تخاطب المكان وكأنه شخص تريد أن توصل إليه مشاعرك وحبك وحنينك وعشقك للمكان، في الوقت ذاته الذي يمكن اعتباره “ترويجا سياحيا لمدينة عمان”، بحسب هداية، وهذا يمكن أن يكون فرصة لاستغلال المواهب الشبابية “المبدعة في الإخراج والتصوير” إلى أن تكون شريكا استراتيجيا ومحليا وفيه دعم للمواهب، مع هيئات تنشيط السياحة المحلية، لتكون انطلاقة بالطريقة ذاتها لمختلف محافظات المملكة، وإبراز نقاط قوة الجمال في كل مدينة منها، ليكون أبناء المنطقة هم من ينقلون تلك الجماليات بعينهم التي “ترى كل جميلٍ فيها”.
كما ويتضمن المهرجان الذي سيقام في مدينة نابل بتنظيم من وزارة التعليم العالي التونسية ورشات عمل توفر لصنّاع الأفلام المشاركين الالتقاء بمخرجين ومنتجين عالميين، وفرصة كذلك لتصوير وإنجاز فيلم خلال أيام الورشة، وتقديم جائزة لأفضل فيلم منجز خلال المهرجان.
وأشار هداية إلى أن “ألهمتني عمّان” هو الأول من نوعه على مستوى العواصم العربية، من حيث تسليط الضوء على تفاصيل عمّان، كما وجه هداية شكره لجامعته “البلقاء” التي منحته فرصة المشاركة في المهرجان، كونه مهرجانا “طلابيا”؛ حيث أشرف على تفاصيل إرسال الفيلم للمهرجان الأستاذ مروان أبو رمان مدير صندوق الملك عبدالله في جامعة البلقاء التطبيقية، وسيرافق هداية إلى المهرجان كذلك عميد شؤون الطلبة في جامعة البلقاء الدكتور وضاح العدوان.

– الغد

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى