الرئيسيةريادة

‘‘لوياك‘‘ تساعد الشباب على تطوير مهاراتهم والتطوّع وصولاً لمفهوم المواطن الفاعل

شارك هذا الموضوع:

هاشتاق عربي – إبراهيم المبيضين

في ظل الأوضاع الاقتصادية الصعبة التي يعانيها الأردنيون من شرائح مختلفة؛ خصوصا ذوي الدخل المحدود، ومع استمرار التأثيرات السلبية لظاهرتي البطالة والفقر على المجتمع، تظهر جلياً أهمية برامج المسؤولية الاجتماعية لشركات القطاع الخاص التي تنفذها منفردة أو بالشراكة مع القطاع العام، خصوصاً أن هذا المفهوم نشأ أصلاً لملامسة وتغطية احتياجات المجتمعات المحلية، ومشاركة الشركات لهموم الناس ومشاكلهم.
وعلى الشركات أن لا تتبنّى برامج المسؤولية الاجتماعية للمجتمع وكأنها عبء عليها، بل يجب أن تنظر إليها كواجب يمليه عليها واجبها في المساهمة في التنمية الاقتصادية وكشكل من أشكال ردّ الجميل للمجتمع الذي أسهم في تطور أعمالها وتشكيل أرباحها.
ومن جهة أخرى، يجب أن تركّز شركات القطاع الخاص بمختلف أطيافها على المبادرات والمشاريع التي تحدث تأثيراً طويل المدى في المجتمع أو حياة الفرد الاجتماعية والاقتصادية، فليس أفضل من أن تمس برامج المسؤولية الاجتماعية قضايا البطالة والفقر والمساعدة على تحويل المشاريع الريادية الى إنتاجية، فضلاً عن أهميتها في دخولها قطاعات التعليم والصحة وتوفير المسكن.
“الغد” تحاول في هذه الزاوية أن تتناول حالات لبرامج، أو تعدّ تقارير إخبارية ومقابلات تتضمّن المفاهيم الحقيقية للمسؤولية الاجتماعية لشركات من قطاعات اقتصادية مختلفة تعمل في السوق المحلية.

أكّد مدير عام مؤسسة ” لوياك الأردن” رائد مدانات مؤخرا بان ” لوياك” التي تعمل في الاردن كمؤسسة غير ربحية منذ العام 2008 تعمل بجد على مجموعة من البرامج والمبادرات التي تهدف بشكل رئيسي الى رفع مهارات الخريجين ومساعدة الشباب على تطوير مهاراتهم وايجاد فرصهم، في بلد ارتفعت فيه نسبة البطالة الى اكثر من 18%.

وقال مدانات في حديث لـ ” الغد” بانّ مؤسسة ” لوياك” – التي تتواجد اليوم في اربعة دول عربية هي الكويت، الاردن، لبنان، واليمن – تقدم مجموعة مختلفة من البرامج التنموية للشباب من الجنسين من 16-23 عاما بالشراكة مع منظمات متخصصة في هذه المجالات والشراكة مع شركات قطاع خاص ، لجعلهم ” مواطنين فاعلين” و ” اكثر انتاجية” بعيدا عن شبح البطالة، اذا تحاول المؤسسة من خلال هذه البرامج : تطوير الكفاءة والمهارات الحياتية والمهنية، مساعدة الشباب على إيجاد أهدافهم والشعور بها، لحث على التغيير الإيجابي، إطلاق العنان للإبداع.

واوضح مدانات بان المؤسسة تقدم العديد من البرامج في مختلف محافظات المملكة بالتعاون مع الجامعات التي تعتبر رافد اساسي لبرامج المؤسسة التي تهدف الى ” غرس قيمة التطوع” في نفوس الشباب، وتدريبهم عن طريق ادماجهم في برامج تنموية ومجتمعية ما يساعدهم في تطوير شخصياتهم ليجدوا انفسهم وحياتهم الاقتصادية والاجتماعية.

وقال بان ” لوياك” – التي يدري عملياتها في الاردن 14 موظفا – تقدّم اليوم مجموعة من البرامج الرئيسية بشراكة مع مؤسسات مجتمع مدني وشركات قطاع خاص هي : برنامج ” درب” بالشراكة مع صندوق الملك عبدالله الثاني للتنمية الذي يهدف لتهيئة الشباب لسوق العمل، برنامج ” هومز” الذي ينفذ كل مرة بالتعاون ودعم من مؤسسات وشركات قطاع خاص مختلفة، وهو يهدف لتعزيز روح التطوع والتعاون والقيادة لدى الشباب، مخيم الابداع الذي يهدف الى تعزيز روح الابداع والابتكار لدى الشباب، الى جانب برامج تطوعية اخرى، وبرامج تعزيز للمهارات وريادة الاعمال.

وياتي حديث مدانات في وقت تظهر فيه الارقام الرسمية بان معدلات البطالة في سوق العمل الأردنية زادت إلى 18.2% في الربع الأول من 2017، مقارنة مع 15.8% في الربع الأخير من 2016، وبلغ معدل البطالة في صفوف الذكور بلغت 13.9% مقابل 33% للإناث، وبلغت البطالة في صفوف حملة الشهادات الجامعية (الأفراد المتعطلون ممن يحملون مؤهل بكالوريوس فأعلى)، نحو 21.4%..

ومؤسسة ” لوياك ” هي منظمة غير ربحية تأسست عام 2002 في الكويت كمبادرة إيجابية من قبل مجموعة من السيدات ، بهدف خلق التغيير في نفوس الشباب و مواجهة العنف الموجود في العالم ونشر قيمة السلام عن طريق إنشاء مجموعة من البرامج التي تساعد في خلق شباب مستنير من أجل السلام والإزدهار، بالاضافة إلي مساهمة هذه البرامج في التنمية الذاتية والمهنية للشباب لخلق الثقة بقدراتهم لتأهيلهم لسوق العمل.

وانطلقت لوياك في الأردن عام 2008 وفي لبنان عام ،2009، واليمن في ٢٠١٥، اذ تؤمن المؤسسة بأهمية الانخراط و تعزيز الشراكة بين القطاع الخاص والمجتمع المدني والحكومة.

الى ذلك استعرض مدانات ابرز برامج المؤسسة وانجازات هذه البرامج ، مشيرا الى ان برنامج ” درب” هو اكبر واهم برنامج تنفذه المؤسسة منذ العام 2011 كبرنامج وطني بالشراكة مع صندوق الملك عبدالله الثاني للتنمية مركزا على مساعدة الشباب لا سيما في المحافظات البعيدة عن عمان لتطوير انفسهم وايجاد فرص العمل.
واشار مدانات بان 70% من خريجي البرنامج يتمكنون من ايجاد فرص العمل بعد التخرج، مبينا بان مراحل البرنامج تشمل : الترويج والاعلان للبرنامج في الجامعات وبدء التسجيل، اختيار الطلاب ويصل معلهم سنويا الى 1100 طالب، تدريب لطلاب من خلال ورشات العمل على مهارات العمل، قيام الطالب بـ 16 ساعة تطوعية، بدء تشبيك وتدريب الطلاب مع الشركات، ومن ثم التخريج في نهاية العام.

وقال بان البرنامج وهو يعقد العام الحالي في دورته لسابعة قد بدا وسجل فيه الطلاب الذين اندمجوا في مرحلة الورش التدريبية، حيث من المتوقع بدء تدريبهم في الشركات بعد العيد، مشيرا الى ان منسقين وسفراء البرنامج في الشمال والجنوب ووسط المملكة يساعدون في عمليات التسجيل واقامة ورش العمل.

وقال بان هذا البرنامج يهدف إلى دمج الطلاب في سوق العمل من خلال المواءمة بين الشباب الباحثين عن عمل وأصحاب العمل وتقديم التدريب اللازم، وكذلك جعلهم أكثر قابلية للتوظيف من خلال عمل ورشات عمل تدريبية لاكتساب مهارات العمل بالإضافة إلى التدريب المهني (العملي)، موضحا بان البرنامج يوفر فرص تدريب عملي Internship لحوالي 1100 طالب جامعي من مختلف محافظات المملكة، في مختلف شركات ومؤسسات القطاع الخاص والعام والمجتمع المدني، حيث تتراوح فترة التدريب بين 6 الى 8 اسابيع خلال فترة الصيف حيث يتقاضى الطالب مبلغ 30 دينار عن كل اسبوع عمل تدفع من قبل الشركة المستضيفة في نهاية فترة التدريب.

وبين بان فكرة البرنامج جاءت من افتقار الخريجين الى الخبرة العملية عند التخرج، وما تواجهه الشركات صعوبة في ايجاد موظفين حديثي التخرج ولديهم مهارات العمل الاساسية.
عدم معرفة الطالب بمتطلبات سوق العمل وهم على مقاعد الدراسة.

وعن ابرز انجازات البرنامج في العام 2016 اوضح مدانات بان نحو 1200 طالب اشترك فيه واصبح 99 منهم سفراء للبرنامج في جامعاتهم، حيث جرى اقامة اكثر من 50 ورشة عمل متعلقة بمكان العمل والمهارات الشخصية، تم تنفيذها من قبل 50 مدرب و130 مدرب مساعد، كما شارك في البرنامج 145 شركة عدد شركات القطاع الخاص المشاركة، و37 مؤسسة من القطاع العام ومؤسسات المجتمع المدني المشاركة، كما تم تنفيذ 2880 ساعة تطوع قام بها الطلاب.

وبالنسبة للبرنامج الثاني ” برنامج هومز” فهو يهدف إلى تعزيز مهارة القيادة وغرس روح التعاون لدى الشباب من خلال التطوع وخدمة المجتمع. بحسب مدانات الذي اوضح بان هذا البرنامج يقوم بإختيار مناطق عامة غير مؤهلة صحيا وغير آمنة لمستخديميها ويعمل على ترميمها وجعلها صحية وأمنة من خلال مجموعة من المتطوعين المشاركين في البرنامج ، حيث يتعلم الشباب المشاركين مهارات عدة منها القيادة المجتمعية والتوالصل والعمل ضمن فريق والإلتزام، بالإضافة الى التعرف على ثقافات دول أخرى.

وقال بان البرنامج في 2016 استطاع دمج 75 متطوعا تمكنوا من استثمار 840 ساعة من وقتهم في ترميم بعض من منشات قرية SOS في طبربور في عمان على مدار اسبوعين حيث شملت المنشات التي جرى ترميمها ملعب كرة السلة وملعب كرة القدم واحد منازل القرية.

وبالنسبة لبرنامج مخيم الابداع قال مدانات بان 23 طالبا و6 مدربين مساعدين شاركوا في المخيم الذي تمت اقامته بالتعاون مع مجموعة قعوار في جرش، على 3 ايام حيث اسفر المخيم عن العديد من الافكار الابداعية والحلول لمسألة الشركة التي تم طرحها في المخيم.

وعلى مستوى خدمة المجتمع قال مدانات بان المؤسسة تمكنت بشكل عام من انجاز 10500 ساعة تطوعية من خلال 716 متطوعا شاكروا في 38 نشاطا من انشطة خدمة المجتمع. وفي مجال التدريب تم عقد اكثر من ورشة عمل، وتم وضع دليل استرشادي شامل للبرامج التدريبية بالتعاون مع المجلس الثقافي البريطاني، واشار الى ان المؤسسة تمكت من برامجها في تامين 750 فرصة تدريبية بالتعاون مع 350 جهة من القطاعين العام ولخاص.

” الغد”

_

يمتلك مبيضين خبرة تقارب الـ 10 اعوام في مجال العمل الصحافي، ويعمل حاليا، سكرتير تحرير ميداني في صحيفة الغد اليومية، وصحافيا متخصصا في تغطية أخبار قطاع الإتصالات وتكنولوجيا المعلومات، الملكية الفكرية، الريادة، والمسؤولية الإجتماعية. ويحمل مبيضين شهادة البكالوريوس من جامعة مؤتة – تخصّص ” إدارة الأعمال”، كما يعمل في تقديم إستشارات إعلامية حول أحداث وأخبار قطاع الإتصالات وتكنولوجيا المعلومات الأردني. Tel: +962 79 6542307

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى