الرئيسيةشبكات اجتماعية

الأطفال والـ”سناب شات”.. عالم خطير تغيب عنه الرقابة!

شارك هذا الموضوع:

هاشتاق عربي

أثار الحديث الذي دار بين هبة أحمد (تسع سنوات) وصديقتها عبر الهاتف حول العدد الكبير لمتابعيها على الـ”سناب شات” ممن يفوقونها بالعمر، قلق والدتها التي استرقت السمع لمكالمتها، محاولة معرفة ما هو الـ”سناب شات” الذي تتحدث عنه.
والدة هبة، مثل الكثير من أولياء الأمور الذين يجهلون ما يقوم به أبناؤهم عبر السوشال ميديا، منشغلين بأعمالهم وأمور الحياة، معتقدين أن عقول أبنائهم الصغيرة لا يمكن أن تأخذهم إلى مكان بعيد عبر هذا الفضاء الإلكتروني.
من جهتها، تفاجأت الأربعينية سهام بدور معرفة جارتها الكثير من تفاصيل حياتهم والمناسبات الخاصة التي تحدث في بيتهم من خلال متابعتها ابنتها على الـ”سناب شات”.
وتستهجن بدور متابعة جارتها على الـ”سناب شات” لابنتها التي تبلغ من العمر 12 سنة، متسائلة عن سبب المتابعة، فأجابت الجارة أنها تتابعها منذ عامين وتعجبها خفة دمها وعفويتها في تحميل الصور والفيديوهات.
الاستغراب الذي بدا على وجه بدور والمفاجأة التي علت ملامح وجهها، أثارا استغراب الجارة التي لم تكن تتوقع بأنها لا تعرف أن ابنتها تستخدم الـ”سناب شات” منذ عامين وأن كل تفاصيل حياتهم تنقلها عبر هذا التطبيق.
وبررت الثلاثينية خولة القاضي خوفها وقلقها من استخدام الـ”سناب شات” كونه يعرض الفتيات للتواصل مع أشخاص غريبين ولا يوجد ما يمنع من أن يغرر بهن، وبالتالي تصبح المشكلة أكبر من مجرد استخدام موقع للتواصل الاجتماعي.
وتضيف أن حذف الفيديو بعد عشر ثوان ليس ميزة بالنسبة لها كما يراها الكثيرون، وإنما تعتبرها سلبية كبيرة، فهي لا تعطي الأهل فرصة لمراجعة ما تم تحميله من قبل أبنائهم ومحاولة فلترة ما يجب عليهم تحميله وما يجب أن يمتنعوا عن نشره.
ويقترب عدد مستخدمي الـ”سناب شات” في الأردن من حوالي المليون مستخدم، وتتراوح أعمارهم بين 18 و24 سنة.
وتشير خبيرة التكنولوجيا مديرة شركة “المجرة” لتمكين المرأة في القطاع التكنولوجي المدير الإقليمي لشركة “ألكاتيل” في الأردن، ريما دياب، إلى أن تطبيق الـ”سناب شات” يعد من أبرز التطبيقات الشائعة والمستخدمة في الوقت الحالي؛ حيث حقق انتشارا واسعا بين جميع فئات المجتمع، وهو ما يميزه عن غيره من التطبيقات.
وتؤكد من خلال الدراسات التي نشرت في هذا الشأن، أن مستخدمي هذا التطبيق يقومون بإرسال حوالي 700 مليون صورة أو فيديو يومياً منذ إطلاقه من قبل إيفان شبيغل وروبرت مورفي.
ويتم مشاركة الصور ومقاطع الفيديو من خلال هذا التطبيق، بحسب دياب، وعرضها لفترة زمنية تبدأ من ثانية إلى 10 ثوانٍ، يقوم من خلالها الـ”سناب شات” بإخفائها وحذفها بعد 24 ساعة من جهاز المرسل والمرسَل إليه بشكل تلقائي بعد انقضاء هذه الفترة.
ويعد الـ”سناب شات” من أكثر التطبيقات عرضة للقرصنة، وفيه ضعف لنظام الخصوصية، بحسب دياب، ويتيح لأي شخص إمكانية البحث عن الأشخاص عبر محرّك البحث والحصول على معلومات من قاعدة البيانات الخاصة بهذا التطبيق، وبالتالي يُمكنهم ذلك من التعرف على اسم المستخدم، والمشاركات التي قام بنشرها بين أصدقائه.
وتضيف “أن خطورة الـ”سناب شات” تكمن في ظهور برنامج هكر له، يمكّنه من حفظ جميع الصور، ومقاطع الفيديو المرسَلة بين الأصدقاء، حتى ولو تم مسحها وحذفها بعد 10 ثوانٍ، بدون شعور الشخص المرسل بحدوث ذلك، ممّا جعل الكثير من الأشخاص يهابون استخدامه”.
“الـ”سناب شات” أكثر شبكة اجتماعية جذباً للأشخاص الأصغر عمراً”، وهذا ما جاء في الإحصائيات التي أشارت إلى أن ستة من أصل كل (10) مستخدمين على الـ”سناب شات” تتراوح أعمارهم بين (18 و24) عاماً، وأن أكثر من (70 %) هم أقل من عمر (25) عاماً، وهذا ما يجعلها الشبكة الأصغر من بين جميع الشبكات الاجتماعية الأخرى.
“والجدل حول خصوصية الـ”سناب شات” يثير قلق وتوتر الكثيرين من الآباء والأمهات”، تقول دياب “فيما يتعلق باستخدام أبنائهم لمثل هذه الشبكات الاجتماعية، فهم يظنون بأن صورهم التي يشاركونها مع الآخرين لا يمكن حفظها، إلا أن الهواتف الذكية تستطيع حفظ الصور من خلال “لقط” صورة لشاشة الهاتف، وهو ما يعني أن المستخدمين معرضون لرؤية صورهم في كل مكان آخر على الإنترنت”.
وتؤكد، بدورها، ضرورة رفع وعي مستخدمي هذا التطبيق على اختلاف أعمارهم حول كيفية استخدامه بصورة صحيحة بدون المبالغة في نقل تفاصيل حياتهم وتعريضها للخطر، إلى جانب تفعيل الدور الرقابي للأهل ومحاولة الاطلاع والمعرفة أكثر عن هذا التطبيق حتى يكونوا على معرفة كافية بمساوئ هذا التطبيق وإيجابياته.
وبدورها، تشير التربوية سيرسا قورشا، إلى خطورة استخدام الأطفال الإنترنت ومواقع التواصل الاجتماعي في سن مبكرة، فهم في هذه المرحلة غير واعين لطبيعة المواد التي يتعرضون لها عبر استخدامهم هذه المواقع، فضلا عن مدى دراية الأهل بهذه التطبيقات وإن كانت ملائمة للمرحلة النمائية لهم.
وتزداد الخطورة، بحسب قورشا، عند حدوث التواصل عبر هذه المواقع بين الصغار والكبار، الذي قد يتطور إلى علاقات ممكن أن تحدث إساءة جنسية للأطفال وتهدد حياتهم؛ إذ إنه لا يمكن أن يطبق تحذير الأهل لأبنائهم لعدم التحدث مع غريب على هذا النوع من التواصل.
وتضيف أنه ومن خلال الإحصائيات التي تنشر، فإن الأطفال يتعرضون لمواد إباحية في سن صغيرة، إلى جانب الإساءات اللفظية عن طريق الإنترنت والتنمر والعنف بين الأقران الذي يحدث من خلال مواقع التواصل الاجتماعي.
وتؤكد قورشا ضرورة أن يكون هناك وعي عند الأطفال حول خطورة مشاركة صورهم وفيديوهاتهم الخاصة، بحيث تكون متاحة للناس وسهلة التداول، لا سيما بعد أن أثبت سهولة إرجاع هذه الصور والفيديوهات بعد مسحها على الـ”سناب شات”.
وتنوه إلى ضرورة ممارسة الأهل دورهم الرقابي في متابعة التطبيقات التي يحملها أبنائهم على الهاتف وكيفية استخدامهم لها، إلى جانب أهميتهم ومعرفتهم بالـ”سناب شات” وكل ما يتعلق بضبط الخصوصية وما يمكن أن يكون متاحا للآخرين وما يجب إخفاؤه عنهم.
وتردف “على الأهل توعية أبنائهم بأن كل شيء يتم تحميله على الإنترنت لا يمكن حذفه”، مع تحذيرهم في حال وصل اليهم اي شيء غير مناسب التبليغ مباشرة للأهل.
وتوضح أنه من الخاطئ حمل الطفل هاتفا في عمر عشر سنوات، وإن كانت هناك حاجة ملحة لوجود هاتف حتى يتمكن من التواصل مع الأهل، فيجب الاكتفاء بإحضار هاتف عادي وليس ذكيا لأن الهاتف الذكي امتياز وليس حاجة.
وتؤكد أن القدرات النمائية للطفل هي التي تحدد العمر الافتراضي حتى يتمكن الطفل من استخدام الـ”سناب شات” وتطبيقات مواقع التواصل الاجتماعي ويجب على الأهل أن يكونوا قادرين على فهم ومعرفة إن كان أبناؤهم مقدرين لهذا الامتياز ولهم القدرة على التعامل معه أم لا.
ويشكل اقتحام الإنترنت للبيوت تحديا كبيرا لدى العديد من العائلات، خصوصا في ظل الإقبال الكبير لصغار السن على استخدامها بشكل واسع في مواقع التواصل الاجتماعي؛ “فيسبوك”، “سناب شات” و”إنستغرام”، وهو ما يشكل أمرا في غاية الخطورة، لاسيما في ظل غياب رقابة الأهل وجهل الأبناء بكيفية التعامل مع هذه التطبيقات.

-(الغد)

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى