ريادة

أشخاص يرفضون النصيحة ويفضلون خوض التجربة بأنفسهم

شارك هذا الموضوع:

هاشتاق عربي

بالرغم من المحاولات الكثيرة التي بذلتها نداء لنصح صديقتها لكي تترك مجال عملها الذي لطالما عملت به، والتفرغ لشيء جديد ليس لها أي علاقة به ولا تملك الخبرة الكافية فيه على الإطلاق، إلا أنها رفضت الاقتناع بالنصيحة وأصرت على رأيها معتبرة أن لها حق التجربة والتعلم، وأن لكل قاعدة شواذ، الا أنها الآن وبعد مرور عام، ترى نداء الندم الشديد في عيني صديقتها على الخطوة التي قامت بها، لما تعرضت له من فشل متمنيةً لو أنها فعلاً أخذت بنصيحة الأشخاص من حولها ولم تقدم على شيء عاد بالضرر عليها.
فتقول نداء، إنه لطالما يصادفها أشخاص لا يعيرون أي اهتمام للنصيحة التي تقدم لهم، بل على العكس مهما رأوا أمامهم من نماذج وأشخاص تعرضوا للموقف نفسه لا يعتبرون ولا يكترثون الا اذا مروا هم بالتجربة وتعلموا منها، مبينة أنها تعتبر هذه صفة سلبية فلا بد للشخص أن يقدر قيمة النصيحة في هذه الأيام ويستفيد من التجارب التي تحدث من حوله.
وذلك تماما هو ما يحدث مع الثلاثيني برهان الذي يعترف بأنه من الأشخاص الذين مهما سمعوا من نصائح وجهت له من أشخاص أكبر منه سناً وأكثر منه خبرة وأشخاص قد يكونون مروا بالمواقف نفسها وحذروه منها الا أنه يسمع بدون أن يستجيب، فهو في النهاية لا يقتنع سوى بالشيء الذي برأسه ولا يتعلم الا من “كيسه”، بحسب قوله.
فيقول برهان “لا أعرف ما سبب هذه العادة، فأحياناً أخوض بالشيء وأنا مدرك تماماً لنتيجته وأنه لن تكون عواقبه جيدة، وكل من حولي ينصحني، الا أنني لا أكترث على الإطلاق بل على العكس أتابع ما برأسي وأتلقى الضربة وكأنني أنتظرها الا أنني لا أعرف الا وأن أجرب الأمر بنفسي بدون الالتفات لأي من النصائح”.
ولعل برهان من أشخاص كثيرين لا يعرفون سوى أن يعيشوا التجربة بأنفسهم ولا يتعلموا سوى من أفعالهم وأخطائهم، بدون الالتفات لأي من النصائح أو تجارب الأشخاص الآخرين الذين تكون قد حصلت معهم، وهو ما يوقعهم في الخطأ مرات عديدة لإصرارهم على خوض التجربة.
في حين أن آمال هي شخصية معاكسة تماماً، لذلك فبالرغم من أنها أحياناً تكون لديها رغبة كبيرة في الخوض في موضوع معين أو تجربة معينة، الا أنها تعتبر أنها من الأشخاص التي وضعت في مجتمع كبير جعلها ترى العديد من الأمثلة من حولها وتتعلم منها.
وهو الأمر الذي مكنها من أن تكون حذرة في الكثير من قرارات حياتها، وتتعلم من كل تلك الأمور التي تحصل والتجارب التي حدثت من حولها.
فتقول “طبيعة وجودي في مجتمع كبير من العائلة والصديقات والمعارف جعلني أرى الكثير من القصص والتجارب والمواقف التي مروا بها، وهو ما دفعني الا أن أستفيد من تجاربهم حتى لا أقع في الخطأ نفسه، وهو ما يجعلني كذلك أقيم الأمر من كل نواحيه وآخذ بنصيحة من حولي حتى لا أقع في الخطأ، ما سهل علي الكثير من أمور حياتي التي كان من الممكن أن تعود سلباً علي”.
وفي ذلك، يذهب الاختصاصي النفسي والتربوي الدكتور موسى مطارنة، إلى أنه في الغالب تحدث هذه الحالات مع الأشخاص الذين ما يزالون في عمر المراهقة كون طبيعة المرحلة تجعلهم أشخاصا يحبون التجربة، لذلك فإنه بالنسبة للمراهقين لا بد أن يهيئ لهم أهلهم البيئة الآمنة ويتركوهم يخوضون التجربة بحيث مهما حصل لا يخرجون بعواقب جسيمة.
بالاضافة الى أنه على الأهل أن يحاولوا تحقيق الوعي للشخص أكثر من أن يتم نصحه وتوجيهه، خصوصاً وأنه يكون في مرحلة محاولة الاستقلال عن الأب والأم.
أما بالنسبة للأشخاص الناضجين الذين لا يتقبلون النصائح ويصرون على خوض التجربة بدون الالتفات لأي شيء آخر، فهؤلاء أشخاص يعانون من اضطراب ومشكلة في الشخصية، فبات الواحد منهم شخصا مستهترا وغير مهتم أو مدرك للعواقب،
ما يجعله يدخل في الأمور بدون أي مراعاة لأي شيء آخر، مبيناً أنه شخص متهور وغير مسؤول على الإطلاق.

-(الغد)

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى