ريادة

من أسرار تحفيز الآخرين

شارك هذا الموضوع:

هاشتاق عربي
بدأت المديرة التنفيذية لسلسلة فنادق ومنتجعات كميون، نيكي ليونداكيس، عند افتتاح فندق جديد في العام الماضي، بجمع كل العاملين في الفندق الجديد، والبالغ عددهم 400 موظف، لحضور هذا الافتتاح.
وفي محاولة منها لتحفيزهم، طلبت منهم إذا كان أحدهم رأى تصرفًا حسنًا من أحد زملائه أن يحكي لهم عنه.
فقامت إحدى السيدات، وتحدثت عن أحد الزملاء، وهو موظف استقبال. مرت معه أمام سيدة بلا مأوى تحمل رضيعا عاريا، كانت تتسول لشراء حفاضات، فسارع ذلك الزميل إلى أقرب متجر واشترى بعض الحفاضات وأعطاها للسيدة.
ذكرت ليونداكيس من مكتبها في سان فرانسيسكو أن “هذا الموظف يعمل بالساعة في تسجيل بيانات الزبائن، ومع ذلك أخذ من ماله ليساعد شخصا آخر.
حققت هذه القصة الهدف الذي كانت ليونداكيس تصبو إليه خلال ذلك الغداء بالفندق.
فقد أرادت أن تحفز موظفي الفندق على مساعدة الناس بأفكار تأتي منهم، وتبين أن جودة خدمة العملاء تأتى من الاهتمام بمساعدة الآخرين.
وتعرف ليونداكيس أمرا مهما في فن القيادة وهو أن الإلهام ليس مجرد خطابات مقتضبة أمام الموظفين، وإنما إيجاد سبل لتحفيز الناس على استخدام قصص نجاحهم على الصعيد الشخصي وربطها بالعمل. وهو أيضا التوصل إلى ما يحفز كل واحد منهم على النجاح.
مشكل الملل
يقول بوليت غوغدان، مدير برنامج ومدرب تنفيذي في الكلية الأوروبية للإدارة والتكنولوجيا في برلين بألمانيا، إن الأمر الذي يغفل عنه المديرون هو أن الناس يأتون للعمل بمستوى عال من التحفيز الذاتي والإلهام. فالناس عامة يرغبون في الإسهام بدور ما في عملهم، والاستمتاع بأداء ذلك الدور.
ويضيف: “هناك محرك طبيعي وفطري بداخلنا يدفعنا للقيام بأشياء معينة، والسعي للنجاح فيها”.
فمهمة المدير أن يتأكد من أن الموظفين لا يشعرون بالملل في عملهم، فإن شعروا بذلك، فعلى المدير أن يعرف ليس فقط كيفية تحفيزهم، بل أن يجد الخلل الذي حدث وأدى إلى أن يفقد العاملون اهتمامهم وشغفهم بالعمل.
ويمكن أن يتم ذلك عن طريق معرفة ما يحفز كل عضو من أعضاء فريق العمل، وكذلك معرفة الأمور التي تساعد في حثهم على الارتباط بالعمل.
ويضيف غوغدان أن ” كل شخص سيجد شيئًا مختلفا يحفزه”.
ويعتقد أيضا أن المحفز قد يختلف حسب البلد والثقافة أيضًا.
ففي الصين، يريد العمال في كثيرمن الأحيان أن يشعروا أنهم أسرة واحدة، مع وجود ديناميكية أكثر بين أفراد مجموعة العمل.
لكن ذلك الجانب أقل أهمية في شمال أوروبا، حيث من المرجح أن يجد الموظفون الحافز بأنفسهم في المهام الموجهة إليهم لتحقيق الأهداف، في حين يميل الناس في أمريكا الشمالية للعمل بشكل منفرد، وربما يريدون المزيد من الحرية لاتخاذ قرار بشأن كيفية إنجاز المهام التي يقومون بها.
ومهما كان البلد، يريد الناس أن يهتم رؤساؤهم في العمل بهم، وأن يتفهموا أهدافهم الشخصية، بحسب ما قاله إدوارد هيس، أستاذ إدارة الأعمال بكلية داردن للأعمال بالولايات المتحدة الأمريكية، في جامعة فرجينيا.
ويقول هيس، مؤلف كتاب (تعلم أو مت: العلم لبناء منظمة تعليمية رائدة)، إن كثيرا من المديرين قد يرون أن التحفيز يكمن في المحادثات الحماسية، لكن المديرين المستبدين الذين يحاولون شحن موظفيهم بالخطب الحماسية في الاجتماعات لا يثيرون فيهم إلا الضجر.
لكن التحفيز، حسب هيس، متعلق في الواقع بنوعية العلاقة مع الموظفين، وبأن تكون نزيها معهم، وتشعرهم أنك تعتمد عليهم، وبعدها يهتم الموظفون بعملهم ويحرصون عليه أكثر.
ويضيف: ” بهذه الطريقة يتم التحفيز، وبأن تبين لموظفيك أنك تهتم شخصيًا برفاهيتهم”.
البدء من القمة
رأت ليونداكيس ذلك فعليًا في شركتها حيث تدير 41 فندقا ومنتجعا في شمال أمريكا وأوروبا.

فقد بينت استطلاعات رأي أجريت على أناس في مختلف القطاعات بجميع أنحاء العالم إلى أن قرابة ثلثي العاملين لا يكترثون للأعمال التي يؤدونها، ولذلك تعمل ليونداكيس على إيجاد حافز بين العاملين في سلسلة الفنادق التي تديرها.
وتقول ليونداكيس: “الشئ الذي يفعله المديرون التنفيذيون ورؤساء مجلس الإدارة في كثير من الأحيان هو ترك هذا الجانب لمديري المورد البشرية، لكن من المهم أن يبدأ الإلهام من القمة.
واستغلت ليونداكيس قصة موظف الاستقبال الذي اشترى حفاظات وقدمها للسيدة التي كانت تتسول لتبين أنه بإمكان موظفي الفنادق العمل على إسعاد النزلاء وذلك بتلبية احتياجاتهم، ويتم ذلك أيضا عن طريق إظهار الموظفين لمدى اهتمامهم بذلك.
وهذا النوع من الإهتمام من شأنه أن ينفع الشركة وينعكس على آراء النزلاء التي يسجلونها على موقع تقييم الفنادق مثل موقع “أدفيزر تريب”.
وتقول ليونداكيس: “أخبر موظفيك دائما بأن لديهم الطاقة والإمكانية لإسعاد الآخرين. وكيف سيكون شعورك لو أن شخصا ما صنع معك جميلا؟ فلماذا لا نقوم نحن بذلك مع غيرنا؟”. ”
قد يختلف نوع التعاطف الذي تظهره باختلاف مجال العمل، لكن مجرد إظهارك الإهتمام بموظفيك سيكون كافيًا لتحفيزهم.
المصدر : موقع البي بي سي بالعربية

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى