اقتصادريادة

كيف تستفيد من علاقاتك عند البحث عن عمل؟

شارك هذا الموضوع:

هاشتاق عربي

أدركت سارة ويلد أن مركزها الوظيفي، كرئيسة تحرير مجلة شهرية بشمال كاليفورنيا، سينتهي بسبب تسريح الموظفين.
وكان ذلك أمراً سيئاً بما فيه الكفاية بالنسبة لها، لكن فكرة خروجها للبدء في التواصل مع شبكة معارفها لإيجاد فرصة عمل جديدة لم تكن أقل سوءا.
تقول ويلد: “تشعر وكأنك تتطفل على المشاغل اليومية لشخص ما، وتسأله عن وظيفة”.
ليست ويلد الوحيدة في نفورها من التواصل مع شبكة المعارف الخاصة بها.
كتبت كارالين براون، مؤسِّسة موقع “انترفيو كيو” للوظائف على الإنترنت، ومقرها أستراليا، في رسالة إلكترونية تقول: “يفضل معظم الناس أن تقتلع أسنانهم بدون تخدير على أن يتواصلوا مع شبكة معارفهم.”
ومن أسباب ذلك أن الناس يربطون ما بين لقاء الآخرين واحتياجهم إلى شيء ما. أو كأنهم يروّجون لأنفسهم. ويرى البعض الآخر أنفسهم مُحرجين اجتماعياً ويحسون بضيق عند لقائهم بالآخرين، أو أنهم ببساطة لا يعرفون بالضبط كيف يديرون لقاءً اجتماعياً، حسب براون.
تبين الدراسات أن العلاقات والتعامل مع الناس من أهم المهارات المطلوبة للحصول على وظيفة في أيامنا هذه، إذ أن المنافسة على أشدها. ولعل هذه العلاقات تفيد في الحصول على تزكية عندما يُفتح باب التوظيف.
يقول قرابة 71 في المئة من المهنيين الأمريكيين العاملين في حقل الموارد البشرية، إن المترشحين للعمل مع وجود تزكية يحصلون على أولويات عالية عند دراسة اتخاذ قرار بشأن عملية التوظيف. ذلك ما أشارت إليه دراسة أجريت في عام 2014 من قبل شركة ’ميلّينيال براندينغ للأبحاث والاستشارات‘، ومقرها بوستن.
“التواصل مع شبكة المعارف أمر مهم لأن الناس هم من يوظفون غيرهم. وإذا ما كنت تعرف الشخص المناسب، ستكون فرص حصولك على مقابلة للتوظيف أعلى بكثير من المئات الذين يرسلون سيرهم الذاتية،” بحسب دان شوبل، المدير المشارك للشركة ومؤلف كتاب “Promote Yourself and Me 2.0”. فكيف تبدأ إذاً؟

بادر بالخطوة الأولى
بادر بأن تكون شخصا اجتماعياً وأن تصبح نشيطاً في المجتمع، كما تنصح براون. من الطرق السهلة للقيام بذلك هو العمل الطوعي، وخاصة إذا ما كنت تنوي الدخول في مجال جديد.
وتقول براون: “إنها طريقة فعالة لتبرهن على من تكون، وما هي القيم لديك، دون أن تقول شيئاً.” وتضيف: “غالباً ما ستجد أناساً آخرين قد ساهموا في أعمال تطوعية، علماً بأنهم أصحاب علاقات، ومنهمكون بأمور أخرى. واذا ما تعرفت عليهم أكثر، فانهم سيعرضون عليك المساعدة لإيجاد عمل أو تكوين شركة، خاصة إذا ما ذكرت بأنك تبحث عن فرص جديدة.”
هل تخطط لترك مجال عملك الحالي؟ إذاً، عليك أن تستفيد من معارفك الحاليين في ذلك الحقل: فهناك أرباب العمل أو زملاء سابقون على سبيل المثال. ويشكل هؤلاء مصدراً لا ينضب لإيجاد شركات تقوم بالتوظيف، أو أن يقدّموك لأناسٍ قد يعرفون بأمرٍ شركاتٍ ستنطلق قريباً.
وإذا ما كنت في بداية مشوارك المهني، فلن يضرك أن تلتقي بخريجي جامعتك من الذين يعملون في نفس مجال عملك.
يقول شوبل:”في الوقت الذي يحاول فيه الكثيرون لقاء أناس جدد، يعرف الأذكياء من الناشطين اجتماعياً أن عليهم استخدام علاقاتهم الحالية للتعارف أولاً”.
الطريقة الأخرى التي تسهّل عليك التواصل هي اختيار أحداث ومناسبات مهنية تحوز اهتمامك بالفعل، كما تقول براون. بهذه الطريقة “يمكنك البدء في نقاش يدور حول الحدث المقام، بدلا من التعريف بنفسك وما تقوم به.”
لا بأس أن تأخذ صديقاً معك. كل ما عليك هو ألا تختبيء خلفهم، حسب قول براون. “مع صديقك، يسهل عليك أن تتقدم إلى شخص آخر يقف مرتبكاً وبمفرده. بإمكانكما أن تقوّيا بعضكما.”

السلوك المكتسب
يُخطيء الكثيرون لاعتقادهم أن هناك “أناسا اجتماعيين بطبعهم”، أو أولئك الذين يستسهلون ملاقات الناس والتعامل معهم، حسبما كتبت أشلي رينغر، المدير العام لشركة “سيت سيل سوشيال ميديا”، ومقرها سويسرا.
تقول رينغر: “رغم ذلك، يعد التعامل مع الناس من المهارات المكتسبة وليست الفطرية. وعندما تبدأ في ممارستها، تصبح أسهل لأنك ستطور نهجك الخاص بك وتوسع من دائرة معارفك. لن تزيد فقط من قاعدة اتصالاتك، بل ستصبح في وقت قريب مصدراً لتعريف آخرين بعضهم ببعض.”
حدّد لنفسك هدفاً، كما تنصح رينغر. على سبيل المثال، في كل حدث مهني تحضره، لا تفكر في مغادرة المكان حتى تلتقي بثلاثة أشخاص على الأقل، وأن تتبادل بطاقات التعريف معهم. ولا تتوقف عند ذلك الحد.
وتضيف رينغر: “يحصل الكثير من التواصل مع المعارف على الإنترنت عبر مواقع التواصل الاجتماعي.” بعد عودتك إلى المنزل، ابحث عن العلاقات الجديدة التي أقمتها عبر مواقع التواصل الاجتماعي، مثل ’لينكد-إن‘ و ’شينغ‘، وتواصل معهم على هذه المواقع.
“إذا أمكن، أضف رسالة شخصية عن المكان والزمان الذي التقيتما فيه، أشكرهم على المعلومات التي تبادلتموها… وأعرب عن رغبتك في الاستمرار في التواصل معهم. إذا ما كانت لديهم شركاتهم الخاصة بهم، فانقر على أيقونة “إعجاب” أو تابعها على مواقع التواصل الاجتماعي المناسبة. إظهار دعمك لمساعيهم يعطيهم سبباً لدعم مساعيك أنت،” كما تقول رينغر.

اهتمامات مشتركة
ديفيد فان رووي هو كبير مديري قسم تنمية القيادات العالمية في شركة “ولمارت”، ومؤلف كتاب “المسار: 7 استراتيجيات مهنية تأخذك من حيث أنت إلى حيثما تريد أن تكون”، وقد كتب رسالة إلكترونية يقول فيها: “الفعاليات الكبرى وحفلات تناول المشروبات هي غالباً ما يتوارد إلى ذهن العديدين عندما يفكرون في المشاركة في نشاط اجتماعي.”
ويضيف: “وخاصة أولئك الذين لا يستسيغونها. ومع ذلك، فإن الالتقاء بالناس هو أكبر من مجرد المشاركة في فعالية اجتماعية كبيرة. إنه يخصّ بناء علاقات اجتماعية، فالعلاقات الفردية والشخصية هي بنفس الأهمية.”
تصور نفسك في محادثة تجريها مع شخص آخر؛ بإمكان ذلك أن يزيل بعض التوتر والقلق المرافق للقاء الناس وإقامة علاقات جديدة، كما يقول فان رووي. إنه ينصح بإقامة لقاءات غير رسمية مع الآخرين على أساس “التعارف”. اللقاء لشرب قهوة هو طريقة سهلة للبداية. ثم ابحث عن تشابكات ذلك اللقاء.
“هناك عدد لا يُحصى من العلاقات التي ستجدها، مثل اهتمامات رياضية مشتركة أو ربما لديكما أطفال، أو قد يكون الشخص الآخر قد قضى مؤخراً إجازة ملؤها الإثارة لكي تتحدثا عنها،” كما يقول فان رووي.
ويضيف: “علاوة على ذلك… فالعلاقات التي تبنيها عبر لقاءاتك الفردية غالباً ما تفتح لك أبواباً عديدة لتعرّفك على أناسٍ آخرين.”

ابدأ بمن تعرف
لا تكن مخطئاً فتعتقد أنك تحتاج إلى إقامة علاقات اجتماعية فقط مع الغرباء – مع أن هذه ليست مهمة مريحة بالنسبة للعديدين. بالنسبة لسارا ويلد، الأسهل بكثير –وهو الأكثر انتاجية- أن تلقي نظرة حولك.
وتضيف: “ابدأ بأولئك الذين تعرفهم أصلاً، بأناسٌ هم أصدقاؤك ويودّونك. اطلب منهم أن يشاركوك في شرب فنجان من القهوة.”
أجبرتْ سارة نفسها على القيام بذلك كل أسبوع. وفي كل مرة تترك فيها لقاءً ما، كانت تتأكد من حصولها على اسمين جديدين لكي تتواصل معهما.
إن الساعات التي قضتها في لقاءاتها الاجتماعية لا تُعد ولا تحصى. رغم ذلك، فقد وجدت سارة وظيفتها الحالية، كاختصاصية في اتصالات التسويق، عن طريق قوائم التوظيف التقليدية. لكنها لا زالت ترى اللقاءات الاجتماعية ذات قيمة لا تصدق.
وتضيف ويلد: “وقت حصولي على المقابلة، كنت بارعة جداً في التعبير عن نفسي بعد أن مرّت بتجارب عديدة.” وتتابع: “لم تكن اللقاءات الاجتماعية أمراً استمتع به. قبل كل لقاء، كنت أتنفس الصعداء. أنها تسبب لي دوماً القليل من التوتر والاجهاد، إلا أنها مهمة حقا.”

المصدر : موقع بي بي سي بالعربية

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى