هاشتاق عربي
يطلق “فيسبوك” اليوم مبادرة #SheMeansBusiness، في منطقة الشرق الأوسط من دبي، لتمكين ودعم وتقوية النساء العاملات اللواتي أسسن أعمالهن بأنفسهن، وقمن بتطويرها وتوسعتها باستخدام منصات التواصل الاجتماعي وتحديدا “فيسبوك”؛ إذ اختيرت من الأردن شخصية نسائية واحدة لتتحدث عن تجربتها، وهي زينة حمارنة.
وجاء اختيار حمارنة التي أسست شركتها Mode للتسويق والعلاقات العامة، لتشارك في مبادرة “فيسبوك” #SheMeansBusiness في منطقة الشرق الأوسط ضمن أخريات من المنطقة، للتحدث عن تجاربهن وتلقي تدريب وتبادل قصص نجاحهن مع أخريات، وتتم استضافتهن في حلقات عمل حول إطلاق أعمالهن ودمجها مع أدوات الوسائط الاجتماعية المختلفة في تخطيط أعمالهن واستغلالها للتفوق.
وفي حديثها لـ”الغد”، بينت حمارنة أن هذا لم يكن بدون مجهود فريق عملها، والمثابرة والإصرار على العمل، وإدراك قوة التكنولوجيا و”فيسبوك” في إطلاق الأعمال والترويج لها ضمن ميزانية قليلة، وتحقيق أرباح جيدة.
وتلفت حمارنة إلى أن المبادرة، تسلط الضوء على النساء اللواتي أدركن قوة منصات التواصل الاجتماعي في تنمية مهارات وإدراة مشاريعهن الصغيرة، مضيفة أنها بدأت شركتها منذ سبع سنوات عبر إنشاء مجموعة عبر “فيسبوك” لتنطلق منها مكونة علاقات أوصلتها لما هي عليه اليوم.
وتنوه إلى أهمية “فيسبوك” كأداة فعالة لإدارة أي عمل ناجح، إلى جانب “انستغرام” والمنصات الاجتماعية الأخرى التي تدرك أهمية التسويق عند دمجه بهذه الأدوات، لتشكل قوة ضاربة تقدر على الصمود في ظل الأوضاع الاقتصادية، فهي تعني الابتكار والتعبير والتفاعل لنجاح المشاريع، لا سيما الصغيرة التي تركز عليها منصات ضخمة مثل “فيسبوك”.
وتعتبر حمارنة أن هذه المبادرة مهمة جدا لكل امرأة تسعى لتأسيس عمل أو تملك واحدا، لأن الاستثمار في منصات التواصل الاجتماعي أداة قوية جدا، تطلب منها بحسب تجربتها التعلم الذاتي والمنافسة وفهم تفاصيل كثيرة لتدرك قوتها في تحقيق نجاح وربح.
كما أن أهمية المباردة التي يطلقها “فيسبوك” اليوم، هي لكل امراة عاملة وأخرى ستدخل هذا السوق، لأنها تعنى بتمكين النساء ودعم ومساندة بعضهن بعضا في ظل سوق يشهد تنافسا أحيانا غير سليم، والبعض يدمر الآخر.
وتكسر هذه المبادرة، بحسب حمارنة، ثقافة العيب في العمل من أجل الحاجة أو تحجيم إمكانات المرأة في السوق المحلي، ما يقتل رغبتها في إثبات الذات، ومع الإصرار يتحول الأمر لمصدر قوة وثقة في الوصول والبقاء والتعلم والتحدي وتنمية المهارات.
ومبادرة #SheMeansBusiness، أطلقها “فيسبوك” العام الماضي في دول عديدة، منها المملكة المتحدة وآسيا لتوسع رقعتها في أفريقيا ومنطقة الشرق الأوسط، بغية تدريب النساء اللواتي يمتلكن أعمالا ومشاريع صغيرة؛ حيث يتواجد أكثر من 300 مليون مشروع في جميع أنحاء أوروبا تستخدم منصات التواصل الاجتماعي للتواصل مع مثل هذه الأعمال.
ويرى “فيسبوك”، من خلال هذه المبادرة، تحولا كبيرا بحسب الموقع الرسمي له، وبخاصة في دمج وتشجيع المرأة ودعمها لتؤسس عملا، عبر توفير حوافز وتدريب لهن، يلهمن أخريات ليحولن أفكارهن العظمية إلى واقع ملموس.
ويسعى “فيسبوك” أيضا لتدريب النساء ومنحهن خبرة في المهارات الرقمية، لتقديم دروس على الإنترنت تطور من خبراتهن وتصقل مهاراتهن؛ إذ وبحسب مسح أجرته مؤسسة “يوجوغ” للدراسات التسويقية على الإنترنت، فإن 14 % من النساء اللواتي شملهن استطلاع عن استخدام منصات التواصل الاجتماعي لإطلاق أعمالهن في المستقبل القريب، وذلك بزيادة قدرها 50 % بحلول العام 2020 في المملكة المتحدة، ودول أخرى تتضاعف الفرص فيها أيضا، وبخاصة أن واحدة من كل خمس شركات أنشأتها امرأة.
ومنح المرأة فرصة عبر هذه المبادرة، يعني توفير فرص عمل كبيرة وما يقف في طريقهن بالعادة أولا هو غياب وضعف الإيمان بالذات والنفس، بالطبع ضمن حواجز أخرى مثل الافتقار للتمويل وعقبات تشمل التمييز الجندري.
وفي ظل غياب الثقة بالنفس والحق باكتساب مهارات إدارية وتجارية، فهذا من أهم أسباب تراجع نمو الاقتصاد والمجتمعات لغياب الدور الفعال للمرأة فيها بحسب ما بينه الموقع، كما أن العجز عن ترجمة أفكارهن وتحويلها لشركات ومشاريع، لا يحقق شيئا، ولكن عبر هذه المبادرة يمكن تمهيد الطريق للأجيال المقبلة في القريب العاجل.
ومع تزايد النساء اللواتي بدأن أعمالهن الصغيرة في النمو، وبخاصة بين العام 2014-2015 وارتفاع عدد صفحات الشركات الصغيرة والمتوسطة عبر “فيسبوك” بنسبة 70 %، ولدت هذه المبادرة، لمساعدة مزيد من النساء على إطلاق العنان لأفكارهن، بغية سد الفجوة ورفع نسبة ارتباط اسم النساء بالتكنولوجيا، التي تشهد تراجعا في حضور العنصر النسائي فيها.
وستقدم مبادرة #SheMeansBusiness للمشاركات فيها المشورة والمعلومات وشبكة من التواصل مع أخريات أسسن ونجحن بتطوير أعمالهن، وبخاصة في ظل وجود الكثير من الأفكار التي لم تولد بعد، ما يعد أشبه بقوة سحرية لأخريات ومصدرا للإلهام ومساندة النساء لبعضهن بعضا في أي مكان في العالم لتحذو الواحدة تلو الأخرى، وتمتد تلك القائمة لتطوير الموارد والتعريف بكيفية تنمية الأعمال، وإعادة توجيه العملاء، واستعراضا لصفحات “فيسبوك” وإدارتها، وبالطبع مقابلات مصورة ومكتوبة تنشر على الموقع كقصص نجاح باستخدام أدوات التعلم عبر الإنترنت.
والغاية من كل هذا هي الإيمان بأن المرأة هي نصف الاقتصاد وقوة مؤثرة في النهوض به، وقدرتها على قيادة الأعمال فاعلة وعميقة، ما يجعلها تشكل جزءا مهما من اقتصاد أي دولة، وإمكاناتها غير محدودة، فيما الشعار على موقع المبادرة الرئيسي هو “حين تنجح النساء، كلنا نربح”.
-(الغد)