الرئيسيةخاصريادة

هيلين العزيزي لـ ” هاشتاق عربي” : الأطفال متعطشون للتعليم التفاعلي والريادة

شارك هذا الموضوع:

هاشتاق عربي – إبراهيم المبيضين

قالت سيدة الاعمال الاردنية هيلين العزيز بان مفهوم الريادة في تطور مستمر، مؤكدة بان هذا المفهوم هو في توسع دائم ليشمل تحت مظلته العديد من الأفعال والصفات، وهو بذلك ليس مفهوما محدودا يقتصر فقط على إنشاء مشاريع ريادية لأهداف إقتصادية بحتة كما يتداول الناس.

وأوضحت العزيزي – وهي الرئيسة التنفيذية لمنظمة بيزورلد (BizWorld) الإمارات – بان مفاهيم الريادة يجب ان يجري تعليمها وايصالها للصغار والأطفال، ، مشيرة الى ان روح القيادة والمبادرة والريادة هي أصلاً موجودة وكامنة في نفوس الأطفال والشباب، وكل ما علينا فعله أحياناً هو إظهارها وصقلها.

وأضافت العزيزي في لقاء خاص مع موقع ” هاشتاق عربي” : ” كما يقولون فالعلم في الصغر كالنقش على الحجر، و حتى تترسخ مفاهيم الريادة كما يجب لتنعكس بذلك على السلوك، يجب أن يبدأ تعليمها منذ المراحل الأوليّة في حياة الطفل أو الطالب”.

وقالت : ” الأطفال ليسوا فقط جاهزين ومستعدين، بل هم متعطشين لمثل هذا النوع من التعليم التفاعلي والعملي”.

وتترأس العزيزي اليوم منظمة بيزورلد (BizWorld) الإمارات – التي تندرج تحت منظمة (Future Entrepreneurs) المنظّمة الدوليّة الكائنة في سان فرانسيسكو، كاليفورنيا، وتقوم على مهمة تمكين الأطفال ودعمهم ليصبحوا على درجة من الوعي تتلاءم والقرن الواحد والعشرين.
وتأخذ منظمة بيزورلد (BizWorld) الإمارات من دبي مقراً لإدارة اعمالها في المنطقة، حيث تهدف برامج المنظمة إلى تعزيز روح المبادرة لدى الأطفال وتنمية مهاراتهم القيادية من خلال تقديم تمارين شاملة مصممة خصيصا للطلاب في الفئات العمرية من بين 7 و15 عاماً. وتركز تلك البرامج على تطوير التفكير الإبداعي ومهارات حل المشاكل بالإضافة إلى بناء المرونة والثقة بالنفس، كما تركّز أيضاً على غرس روح التفاؤل والتعاطف وأهمية منح المجتمعات.

وهيلين العزيزي، هي المؤسس لبرنامج تعليم الريادة في منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا، مع خبرة تتجاوز الـ15 عاما في مجال الشركات والمشاريع المبتدئة.
وتعمل العزيزي على استخدام شغفها في مجال التعليم والريادة، من خلال تطوير تفكير الأجيال الجديدة لقيادة المستقبل.
وشغلت في السابق منصب الرئيس التنفيذي لمؤسسة ماوغلي، ومديرة قسم التمويل والتبرعات في مؤسسة نهر الأردن، ونائب المدير العام في شركة ووندرمان.

وعن رأيها في قطاع الريادة في الأردن قالت العزيزي : ” يُعدّ الأردن الآن محوراً رئيسياً للتنمية الريادية في المنطقة، ويشكل مركز قوة ودعم للشركات الناشئة والرياديين. وإستراتيجياً”.

وفيما محاور ونص المقابلة مع السيدة هيلين العزيزي :

* هاشتاق عربي : متى تأسست “بيز وورلد” وما هي الدول التي تستهدفها ؟
العزيزي : “بيز وورلد” هي منظمة عالمية بدأت تقريباً قبل تسعة عشر عاماً في السيليكون فالي بولاية كاليفورنيا كحركة شعبية تهدف إلى تعليم الأطفال المهارات التي يتطلبها سوق العمل والتي لم تكُن تُدرّس على الإطلاق.
أما اليوم وبعد عقدين من الزمن، أصبحت بيز وورلد إحدى أكبر وأهم المنظمات التعليمية للبرامج الريادية في العالم بعد أن درّست وألهمت أكثر من 600،000 طفل من مختلف الفئات العمرية. لذلك أرتأينا أنه حان الوقت للمزيد من التوسع وخاصةً إلى بلدان الشرق الأوسط، وكانت البداية في شهر تموز 2016 من الإمارات العربية المتحدة ومنها سننطلق إلى العديد من الدول، وبدأنا ذلك بالفعل حيث نقوم حالياً بأول نشاطاتنا في الأردن، ولدينا خُطط موضوعة للتوسع أيضاً للمملكة العربية السعودية ومصر.

* هاشتاق عربي : لماذا تم تأسيس “بيز وورلد” وما الهدف من إنشائها؟
العزيزي : أنشأت بيزوورلد الشرق الأوسط كمشروع ريادي إجتماعي يُعنى بتعليم مهارات الأعمال والريادة للأطفال في المدارس من خلال برامج عملية وتجريبية عالمية يمكن دمجها مع المناهج الدراسية للمراحل الأساسية والإعدادية أو يمكن تطبيقها كأنشطة مستقلة وورشات تدريبية لامنهجية. طبعاً جميع برامجنا تم تعديلها وتوطينها لتتلائم مع الخصوصية الفكرية والبيئة الثقافية والتعليمية والإقتصادية لكل دولة.
وبذلك ومن خلال هذا الدمج المُبكّر بين التعليم والريادة، نستطيع أن نُهيئ مؤسساتنا التعليمية وبالتالي طُلابنا لإحتياجات السوق ضمن الأوضاع الراهنة أو المستقبلية للإقتصاد على جميع الأصعدة سواء العالمية منها، أو الإقليمية أو المحلية.

* هاشتاق عربي : ما تعريفك للريادة، وما هي أهميتها، وما هي الفائدة من تأسيس هذا المشروع مع مؤسسة عبد الحميد شومان؟
مفهوم الريادة في تطور وتوسع دائم حيث أصبح يشمل تحت مظلته العديد من الأفعال والصفات، ولا يقتصر فقط على إنشاء مشاريع ريادية لأهداف إقتصادية بحتة. وبناءً على ذلك، فنحن لا نسعى بالضرورة من خلال برامجنا على إنشاء جيل من الرياديين ليكونوا من أصحاب المشاريع في المستقبل، بل نسعى بالدرجة الأولى لخلق الروح والشخصية الريادية في أطفالنا حتى يتمكنوا من مواجهة المستقبل بصورة أفضل. وهذا ما تهدف إليه شراكتنا مع مؤسسة عبد الحميد شومان، حيث نعمل معاً من خلال تقديم ورشات تدريبية مجانية تستهدف الأطفال واليافعيين يتم تعليمهم فيها، بالتطبيق والتجربة، أساسيات بناء وإدارة شركاتهم الخاصة، والذي ينتج عن ذلك تطوير مهاراتهم في التفكير النقدي، والإبداع، والعمل الجماعي، والتعاطف وغيرها الكثير من المهارات الحياتية الضرورية لبناء مستقبلهم.

* هاشتاق عربي : هل من تفاصيل حول المشروع وآلية تنفيذه؟
العزيزي : تم تصميم برامج بيزوورلد لتدمج الريادية بطريقة شمولية مع المناهج والمراحل التعليمية المدرسية، لتضم بذلك المعلمين أيضاً. تقوم المنظمة بعقد دورات للأطفال قائمة على المشاريع لمدة تترواح ما بين 12-15 أسبوع تشتمل على ورشات تدريبية نعمل من خلالها على تعريف الأطفال على مفاهيم ريادية، مثل بناء وتنفيذ خطة عمل، التسويق، البيع، الإستثمار وغيرها الكثير من المفاهيم المالية والتقنية.
طبعاً نحرص خلال هذه الورشات أن ينغمس الطُلاب بالعمل وان يعيشوا التجربة لحظة بلحظة، حتى تتبين لهم ولمعلميهم قدراتهم على الإبداع والإتيان بالأفكار، وعلى العمل في مجموعات وبناء روابط مع الآخرين، وعلى إطلاق العنان لكل ما هو كامن ضمن شخصياتهم من طاقات ومهارات.

* هاشتاق عربي : لماذا كل هذا الاهتمام عالميا وعربيا بريادة الاعمال، ولماذا تم استهداف الطلاب صغار السن في هذا المشروع؟
العزيزي : الريادة والتعليم يمثلان هاجساً للكثير من الحكومات خاصةً في ظل أوضاع إقتصادية تُشكل تحدياً كبيراً لجميع دول العالم. فمع تزايد معدلات البطالة ومحدودية الأنظمة التعليمية، أصبحت الريادة والإبتكار من أهم الحلول والمخرجات المطروحة دائماً للعديد من الأبحاث والنقاشات.
ومن هنا أنبثق عدداً من البرامج التعليمية المُبتكرة وعلى مستوى عالي من الإشراف والمتابعة من قِبل هيئات عُليا، ونذكر هُنا على سبيل المثال الجهود المكثفة من قبل جلالة الملكة رانيا والشيخ محمد بن راشد في جعل تطوير التعليم أولوية لحكومات بلُدانهم. فمن خلال تطبيق آليات التعليم المبتكر الذي يبعث على التحدي والتفكر في مراحل أساسية مبُكرة، نستطيع أن نخلق جيل واعي لتحديات وطنه ويصبح بالتالي عوناُ له في تجاوز هذه التحديات وفي دفعه نحو التقدم والإزدهار.

* هاشتاق عربي : هل يجب تدريس الريادة للاطفال والشباب في المدارس والجامعات ولماذا؟
العزيزي : بالطبع. وكما يقال “العلم في الصغر كالنقش على الحجر”. فحتى تترسخ مفاهيم الريادة كما يجب لتنعكس بذلك على السلوك، يجب أن يبدأ تعليمها منذ المراحل الأوليّة في حياة الطفل أو الطالب. وكما أسلفت سابقاً، برامج بيزوورلد تصقل شخصية المُتعلم من عدة جوانب ضرورية لتننمية الإدراك وتوسيع نطاقه، ليعلم أن الحياة ليست محصورة فقط في نطاق الحصول على وظيفة، بل بالعكس، فهنالك عدة خيارات قد تتيحها الحياة والريادة واحدة منها. وأيضاً، ومن خلال مشاركتنا لهم للعديد من التجارب الواقعية، نوضح لهم أن الريادية لا تعترف بالسن، فهم ليسوا صغاراً جداً ليبدأوا حياتهم الريادية مهما كان شغفهم وطموحهم. وأخيراً، روح القيادة والمبادرة والريادة هي أصلاً موجودة وكامنة في نفوس الأطفال والشباب، وكل ما علينا فعله أحياناً هو إظهارها وصقلها.

* هاشتاق عربي : هل الأطفال قادرون على استيعاب مفهوم الريادة، وهل هم جاهزون لمثل هذا النوع من التعليم ؟
العزيزي : الأطفال ليسوا فقط جاهزين ومستعدين، بل هم متعطشين لمثل هذا النوع من التعليم التفاعلي والعملي. لغة برامجنا وطبيعة نشاطاتنا جداً مُبسطة وملائمة للفئة العمرية التي تخاطبها، وكما تعلم نحن نعيش في عصر أصبحت فيه المعلومة والمعرفة من أهم الأدوات التي يجب أن يمتلكها الشباب في زمن العولمة حيث أصبحت المنافسة قوية جداً بين الأقران. وحتى يتمكنوا من إثبات وجودهم وزيادة حظوظهم في الحصول على أفضل الفرص، يتوجب علينا تنشئتهم منذ الصغر على الأفكار والحياة الريادية.

* هاشتاق عربي : كيف ترين الأردن في موضوع الريادة ؟.
العزيزي : يُعدّ الأردن الآن محوراً رئيسياً للتنمية الريادية في المنطقة، ويشكل مركز قوة ودعم للشركات الناشئة والرياديين. وإستراتيجياً، برامج وأهداف بيزوورلد تتماشى مع الجهود المستمرة التي يبذلها الأردن لتطوير قطاع التعليم ولتشجيع الشباب على تبني الريادية في حياتهم، لإدراك الحكومة أهميتها في مواجهة التحديات الإقتصادية التي يواجهها البلد اليوم سواء على مستوى الأفراد أو الجماعات.

عن بيزورلد الامارات العربية المتحدة (BizWorld UAE):
بيزورلد الامارات العربية المتحدة (BizWorld UAE)جزء من فيوتشر إنتريبرنورس م.د.م.س(Future Entrepreneurs DMCC) القابضة وتابعة لبيزورلد العالميّة وهي منظّمة دوليّة مقرّها سان فرانسيسكو، كاليفورنيا، مهمتها تمكين الأطفال ودعمهم ليصبحوا على درجة من الوعي تتلاءم والقرن الواحد والعشرين، والعمل على رفدهم من خلال توفير أجواء تدعم ريادة الأعمال والإلهام ليصبحوا مهندسي مستقبلهم، ومنحهم الثقة لرفد العالم بأسره. ومنذ العام 1997 قدمت بيزورلد ثلاثة مشاريعمستندة إلى برامج، وهي (BizWorld® BizMovie® and BizWiz™) للمتعلمين في مختلف أنحاء العالم.وحتى الآن حصل أكثر من 600,000 طالب في أكثر من 100 بلد على فرصة لتطوير عقلية ريادة الاعمال لديهم، وتعزيز قدراتهم على التفكير النقدي والقيادة بالإضافة إلى مهارات العمل الجماعي اللازمة للتصدي للتحديات في العالم المهني. وبحسب البيانات التي تم الحصول عليها من قبل الغرف التعليميّة التابعة لبيزورلد، فإن أكثر من 98 في المائة في الفئات التي يتم العمل عليها أظهرت زيادة في ريادة الأعمال وتنظيم المشاريع والمعرفة في الشؤون الماليّة بعد الانتهاء من برامج بيزورلد العالميّة.

_

يمتلك مبيضين خبرة تقارب الـ 10 اعوام في مجال العمل الصحافي، ويعمل حاليا، سكرتير تحرير ميداني في صحيفة الغد اليومية، وصحافيا متخصصا في تغطية أخبار قطاع الإتصالات وتكنولوجيا المعلومات، الملكية الفكرية، الريادة، والمسؤولية الإجتماعية. ويحمل مبيضين شهادة البكالوريوس من جامعة مؤتة – تخصّص ” إدارة الأعمال”، كما يعمل في تقديم إستشارات إعلامية حول أحداث وأخبار قطاع الإتصالات وتكنولوجيا المعلومات الأردني. Tel: +962 79 6542307

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى