خاصمقالات

القراءة متعة أم علاج ؟!

شارك هذا الموضوع:

هاشتاق عربي

* ضحى خصاونة

كثيرًا ما نسمع عن أهميّة القراءة في تنمية الخيال والسّفر والتّرحال إلى كل البلدان، والإلتقاء مع عقول الكتّاب، وزيادة الثّروة والمخزون الّلغوي ، لتصنع منك المتحدّث المليء بالخبرات والمعارف …والعديد العديد من الفوائد التّي لا تعدّ ولا تحصى.

نعم … القراءة هي المحرك الأساسي للبنك العقلي لأدمغتنا لتدفع الرّصيد إلى الأمام لتعمل على تطوير القارئ لتدفعه بأفكار رياديّة جديدة توسّع مداركه للرّبط بين الماضي والْحاضرليكتشف بعدها الحلول الّتي سترفع عدة جوانب لديه، الفكريّة ،الإجتماعيّة ، الإقتصاديّة.

ففي الآونة الأخيرة لوحظ على الآباء والأمهات وفئات الشّباب التّوجه للقراءة بشكل أكثر من السّابق ونجد تجمّعات شبابيّة تشجّع بعضها البعض على هذا.

فالقراءة هي ليست فقط تركيب حروف لتكوين كلمات وجمل،هي أعمق من ذلك بكثير لأنّها أيضًا أداة لمحاكاة الكاتب لتستطعم حديثه لكن ببهاراتك الخاصّة، تعلّمك التّفكير النّاقد،التّحليل ، تقبل وجهات النّظر،تساعدك على حل المشكلات وابتكار الحلول المناسبة والسّريعة في نفس الوقت، والأهم من ذلك تشغّل المثيرات الحسيّة الدّماغية لتجعلك فعلًا ضمن أحداث القصّة، لذا من يقرأ عن شيء فيه أشياء غريبة أو تسلق قمة جبليّة عالية مثلًا ستجد أنّ هرمونات الجسم تفرز فعلًا كهرمون الأدرنالين لذا اقرأ عن مغامر يخوض تجارب كبيرة ستستمتع لأنك ستعيش التّجربة، وأنصحك أن تقرأ بإحساس حتّى تجرب ذلك.

لذا من وجهة نظري المبادرات الّتي تناقش الكتب هي فعلًا مفيدة جدًّا لتحقيق عدّة أصعدة منها: الفكرية، الإجتماعيّة، والثّقافية ، ناهيك على أنّها أسلوب للحوار لخلق بيئة تظهر فيها الاستماع للرأي والرّأي الأخر وتقبل واحترام وجهات النّظر.

على الجهة المقابلة نجد الأمهات والآباء ممن لديهم أطفالًا صغارًا يبدو عليهم ملامح التّساؤل والخوف، تجدهم يسألون ابني لا يقرأ …… أريده أن يقرأ …… أخاف أن لا يحبّ القراءة …. ابني الكبير يحبّ القراءة أمّا الأصغر لا…..
الحلّ بأيديكم اجلسوا معهم نصف ساعة على الأقل تحدّثوا معهم ، اقرأوا لهم الحكايات، واجعلوا منهم أبطال هذه القصص، لأنّ الأطفال يحبّون هذا النّوع من التّرابط معهم، سوف تقولون : ” ليس لدينا القدرة على سرد الحكايات “.

لا تخافوا أطفالكم يحبّون كل شيء منكم فهذا يعطيهم حق الآمان يشعرهم بالرّاحة والأهم من ذلك لا تقارنوا بين أطفالكم وبين غيرهم، فهذا سيعزّز صفات غير جميلة منها: الأنانية ، الحقد والكراهيّة.

والجميل أنّ في الأردن أماكن تعنى بالطّفولة وتستثمر بهم منها المجانيّة التي أشجع عليها.

أنصحكم بأن تجعلوا من زيارة المكتبة العامة لاستعارة الكتب شيء أساسي تمامًا كالذّهاب إلى الأماكن التّجارية الكبيرة لشراء الأغراض.
نعم اخلقوا جو الألفة لهذا المكان، صدقوني سيحبّون الفكرة.

في النّهاية أودّ أن أقول إن القراءة متعة وعلاج للنّفس والرّوح في نفس الوقت.

وقريبًا سأستعرض لكم حلقات #قصصجيّة على اليوتيوب لمعرفة الطّرق المناسبة لاختيار القصص لأطفالكم، ولمعرفة الأنشطة الملائمة،ودور القراءة في علاج المشاكل الإجتماعية والسّلوكيّة للأطفال، وسأُقدّم لكم بعض الطّرق للكتابة الإبداعيّة.

* كاتبة ومدرّبة في ” رواية القصص”

_

يمتلك مبيضين خبرة تقارب الـ 10 اعوام في مجال العمل الصحافي، ويعمل حاليا، سكرتير تحرير ميداني في صحيفة الغد اليومية، وصحافيا متخصصا في تغطية أخبار قطاع الإتصالات وتكنولوجيا المعلومات، الملكية الفكرية، الريادة، والمسؤولية الإجتماعية. ويحمل مبيضين شهادة البكالوريوس من جامعة مؤتة – تخصّص ” إدارة الأعمال”، كما يعمل في تقديم إستشارات إعلامية حول أحداث وأخبار قطاع الإتصالات وتكنولوجيا المعلومات الأردني. Tel: +962 79 6542307

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى