شبكات اجتماعية

“سيجنال” يهزم مصر والإمارات

شارك هذا الموضوع:

هاشتاق عربي- معركة لم تستغرق سوى أيام قليلة بين الرقابة على الإنترنت في مصر، وشركة Open Whisper Systems المطوّرة لتطبيق المحادثات المشفرة الشهير “سيجنال”، التي يصعب تجسس الحكومات عليها، انتهت بتوجيه “ضربة فنية”، من تطبيق المحادثات الشهير للحظر المصري والإماراتي، عبر تحديث جديد يكسر حظر التطبيق.

قصة هذه المعركة أعادت الأمل للصحفيين، والنشطاء، أكثر مستخدمي هذا التطبيق، في اتصالات آمنة يصعب التجسس عليها عبر شركات الاتصالات المصرية، في أعقاب سلسلة من الخطوات المصرية لمحاولة مراقبة الإنترنت.

القصة بدأت بشكوى صحفيين ونشطاء يستخدمون تطبيق “سيجنال” المشابهة لتطبيق واتساب في المحادثات الآمنة، قبل أسبوع، من تعذّر الوصول للتطبيق عن طريق شركات الجوال المصرية، وكشفت شركة “Whisper Systems”، عبر حسابها على تويتر، رسمياً، أن مصر حظرت تطبيق الدردشة المشفر “سيجنال”.

وكتبت الشركة أنه بعد تحقيقات أجرتها، تبين أن مصر تحجب استخدام “سيجنال “وتحظر الوصول إليه، وأن عدداً من مقدمي خدمات اﻹنترنت في مصر قاموا بتعطيل الاتصال بخدمات “سيجنال” وموقعها اﻹلكتروني.

وأضافت الشركة، عبر حسابها على تويتر، أنها بصدد إضافة تحديثات لتجاوز الرقابة على التطبيق خلال اﻷسابيع المقبلة، موضحة أنه يمكن للمستخدمين استخدام متصفح “تور” Tor، أو الشبكة الخاصة الافتراضية VPN للولوج للتطبيق حتى الانتهاء من التحديثات.

وقال موكسي مارلينسبايك مؤسس تطبيق “سيجنال”، الذي طور تكنولوجيا تشفير الرسائل بين طرفي الاتصال، إن الحكومة المصرية حظرت تطبيق التواصل الصوتي والكتابي المشفر بـ”سيجنال”.

كما أشار تقرير لـمدونة ماذربورد إلى واقعة حجب التطبيق في مصر ضمن القيود على الإنترنت.

ولم يُقدم الجهاز القومي لتنظيم الاتصالات ووزارة الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات أي تفسير للحظر، ولم تقم أي من الشركات المزودة لخدمات الاتصالات في مصر بإصدار أي توضيح بخصوص “سيجنال”.

واكتفي أحد موظفي شركة تي داتا بالقول لـ”هافينغتون بوست عربي” رداً على حجبهم تطبيق “سيجنال”، أن “الأمور على ما يرام ولا يوجد تغيير”، وهو ما نفته إدارة شركة أوبن ويسبر سيستمز، كاشفة وجود حظر من قِبل شركات الجوال في مصر للتطبيق.

كسر الحظر

ولم يمر يومان على اشتعال المعركة، حتى أعلنت شركة أوبن ويسبر سيستمز أنها قامت بتحديث التطبيق خصيصاً لمصر والإمارات للتغلب على الحظر، بحيث لو حاولت هذه الدولة حظر التطبيق مرة أخرى فسيكون عليها منع الدخول إلى موقع جوجل نفسه، بحسب بيان الشركة، وهو أمر يصعب معه حظر التطبيق الحظر مرة أخرى.

ولاحظت “هافينغتون بوست عربي” أن التطبيق الذي كان موقوفاً بدأ بالفعل العمل منذ يوم الجمعة الماضي بشكل طبيعي في مصر، بعدما كان الدخول عليه قد تعرقل.

وصُمم هذا التطبيق للحفاظ على الخصوصية، حيث يعتمد على التشفير من البداية إلى النهاية، بما يمنع اعتراض محادثات المستخدم من أي طرف ثالث، ويُستخدم من قِبل الصحفيين والنشطاء لإجراء المكالمات الصوتية بجودة عالية.
ويتوافر التطبيق بشكل مجاني، ويمكن تحميله من متاجر التطبيقات على هواتف آيفون وأندرويد، ويعمل بالطريقة ذاتها التي يعمل بها واتساب؛ إذ يتم التسجيل برقم الهاتف ليظهر لك أصدقاؤك المسجلون بالتطبيق.

ويمكّن هذا التطبيق الصحفيين، من خلال البحث عن المحتوى المرئي عن طريق موقع التواصل الاجتماعي “إنستغرام”، من الوصول للتدوينات المرتبطة بـ”هاشتاغ” معين أو حساب شخصي معين، أو مكان من خلال الخريطة التفاعلية.

فضلاً عن حفظ أي تدوينة على “فيسبوك” و”إنستغرام” سواء الصور أو الفيديوهات، لمساعدة الصحفي في كتابة المحتوى الخاص به، وتتيح له أخذ الكود الخاص بأي محتوى على أداة “سيجنال” واستخدامه في الموقع الخاص به.

كيف تجاوز “سيجنال” الرقابة؟

بحسب ما أوردته الشركة المُطوّرة لتطبيق سيجنال من تفاصيل عبر موقعها، فقط استخدمت تقنية النطاق الموجّه (Domain Froting) لتجاوز الرقابة عليه في كل من مصر والإمارات.

حيث قامت الشركة بالالتفاف حول الرقابة المفروضة على التطبيق عن طريق إخفاء حركة مرور البيانات بين المستخدم والتطبيق داخل اتصالات مُشفّرة بوساطة استخدام منصة Google App Engine، التي تم تصميمها لاستضافة التطبيقات على خوادم شركة جوجل.

حيث توفّر منصة جوجل إمكانية لمطوري البرمجيات وتطبيقات الهواتف الذكية من إعادة توجيه البيانات من النطاق google.com إلى أيّ نطاق آخر يريده المطوّر والعكس، بشكل آمن وغير ظاهر.

بموجب هذا التطوير الجديد الذي طرحته Open Whisper Systems، يُمكن للمستخدمين في مصر والإمارات أن يستخدموا تطبيق سيجنال كما لو كانوا يستخدمون موقع محرك البحث جوجل، وأن على الحكومات التي تريد حجب سيجنال أن تحجب خدمات جوجل أولا.

تاريخ القيود المصرية على الإنترنت

ووضعت مصر مؤخراً قيوداً على مواقع التواصل، منها مشروع قانون جرائم الإنترنت الجديد الذي يتكون من 59 مادة تضمن عقوبات رادعة لمرتكبي الجرائم عبر شبكة الإنترنت، ومشروع آخر لوزارة الداخلية لـ”رصد المخاطر اﻷمنية لشبكات التواصل الاجتماعي”، رفضت هيئة مفوضي الدولة، دعوى من “مؤسسة حرية الفكر والتعبير”، لوقف تنفيذه.

وفي أكتوبر/تشرين الأول 2015، أصدر المرصد المفتوح لاعتراضات الشبكات OONI، وهو معمل بحثي تقني تابع لمتصفّح “تور” Tor، تقريراً لتحقيق أجروه بعدما لاحظوا شذوذاً في عمل الشبكات في مصر.

واتهم التقرير السلطات المصرية بحجب الدخول إلى عدد من المواقع، وخنقاً لاتصالات https، واضطراب اتصالات متصفح “تور”، باﻹضافة إلى تدفق عمْدي لمواد إعلانية وبرمجيات خبيثة عبر هجوم “الشخص في الوسط”، أو ما يسمى بالإنكليزية Man-in-the-middle attack، يتم عبر شبكة تي إي داتا.

و”الشخص في الوسط” عبارة عن هجوم يسمح لها بالنفاذ إلى حزم البيانات في أثناء تمريرها عبر الشبكة بين المُرسِل والمستَقبِل، بما يتضمن إمكانية الاطلاع على المحتوى الذي يقرؤه المستخدمون، وكذلك مراسلاتهم الخاصة، وبياناتهم الشخصية، وانتحال هويّات المواقع والأفراد، والاستحواذ على بيانات سريّة.

بدائل ﻹجراء محادثات آمنة

ورغم التغلب على الحظر في مصر والإمارات، قدم نشطاء بدائل آمنة في التراسل الإلكتروني، والبرامج التي يجب تحميلها ليتم فك الحظر والتعامل مع التطبيق بشكل طبيعي، والتي سبق أن نبهتهم إليها شركة Whisper Systems، ومنها استخدم Hola VPN من على جوجل.

وأبرز هذه البدائل من التطبيقات التي يمكنها تأدية الوظيفة نفسها في إرسال واستقبال رسائل، كما طرحها أحمد غربية، المتخصّص بتقنية المعلوماتية والخصوصية الرقمية هي:

(أولاً): تطبيق Telegram؛ لكن الخبراء التقنيين لا ينصحون كثيراً باستخدامه؛ بسبب رفض أصحاب المشروع تحقيق مصدرهم الكودي.

(ثانياً): تطبيق Ring، وهو برنامج من تطبيقات التراسل السّري، يستخدم ﻹجراء المكالمات وتبادل الوسائط والمحادثات عبر تقنية تسمى Open distributed hash table أو OpenDHT، ولكنه أصعب قليلاً من استخدام برامج المحادثات العادية.

(ثالثاً): تطبيق Silence الخاص برسائل SMS التقليدية ورسائل الميديا MMS، ويُستخدم لتمرير الرسائلِ عبر شبكة الهاتف الجوال لا شبكة الإنترنت، وميزاته أنه يعمل دون إنترنت، وحرٌّ مفتوح المصدر، الرسالة منه بالسعر المعتاد نفسه.

(رابعاً): تطبيق Rumble، وهو تطبيق يمرر الرسائل النَّصيّة مباشرة بين التلفونات الجوالة من جهاز إلى جهاز، ومفيد في الاعتصامات والإضرابات وفي المناطق التي ليست فيها شبكة تلفون جوال، أو قُطعت. ويتميز بأنه يعمل في حالات قطع الإنترنت كلّها وشبكات الجوال، كلياً أو في مناطق محدّدة.

(خامساً): تطبيق kontalk، وهو تطبيق محادثات يوفر وسيلة اتصال آمنة.

(سادساً): تطبيق “واتساب”،WhatsApp، الذي طبق مؤخراً خدمة تشفير المحادثات، يظل هو البديل، ولكن مشكلته أنه يتبع فيسبوك ويخلو من إمكانية التحقيق بين أطراف التحادث.
ميدل ايست اون لاين

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى