أجهزة ذكيةاتصالاتاقتصادتطبيقات ذكيةتكنولوجياريادة

الهواتف المحمولة.. طريق لتغيير نمط الحياة في إفريقيا

شارك هذا الموضوع:

هاشتتاق عربي

يتوسع الاعتماد على التحويلات المالية عبر الهواتف المحمولة في كينيا الواقعة شرق القارة الإفريقية، بين الأشخاص وفي الأعمال التجارية، ويُمثل أساساً واعداً لمشروعات صغيرة تتنوع بين توفير الطاقة الكهربائية والتأمين والقروض، ويُقدم نموذجاً واعداً لطريقة لتوفير سبيل للتحويلات المالية يُلائم بعضاً من أفقر سكان العالم، فضلاً عن أنه يُمهد الطريق أمام الشركات الساعية إلى تقديم منتجاتها لملايين الفقراء.

فرصة ثمينة

اعتبر علي جان ساتشو، الذي يدير شركة كينية للاستثمار، أن الهواتف المحمولة جعلت من قاع الهرم العالمي فرصةً ثمينة للأعمال التجارية، لافتاً إلى أن الحصول على دولار واحد من مليون شخص يُمثل عائداً معقولاً، لكنه لم يكن متاحاً دون توافر الهواتف المحمولة.

وبالنسبة للمستخدمين، فلا يتطلب استخدام خدمات دفع الأموال عبر الهواتف المحمولة امتلاك حسابات مصرفية، إذ يُمكنهم إيداع ما يُريدون لدى وكلاء هذه الخدمات في محال البقالة ومراكز التسوق ومحطات التزود بالوقود، ثم يتلقون رسالةً نصية تتضمن حسابهم، ليمكنهم بعدها إرسال المال إلى آخرين، أو إلى الشركات عبر الرسائل النصية.

وتجتذب الطبقة الوسطى الصاعدة في قارة إفريقيا، الذين يصل عددهم إلى 350 مليون شخص، اهتمام الشركات المتعددة الجنسيات، وفي المقابل لا تتحدث مجالس إدارات هذه الشركات والمستثمرون عن فقراء القارة، نظراً لأنهم لا يمتلكون ما يكفي من المال لتحمل كلفة المنتجات الأجنبية، فضلاً عن صعوبة الوصول إليهم، بسبب سوء حالة طرق المواصلات في إفريقيا.

لكن ذلك كله لم يحل دون أن تُصبح إفريقيا حالياً الساحة الأهم لتجربة نماذج الأعمال المصغرة في العالم، إذ يعيش فيها نحو 70% من فقراء العالم. ووفقاً لتقديرات «البنك الدولي»، فقد بلغ نصيب الفرد من الدخل القومي في دول جنوب صحراء الكبرى، وتشمل جغرافياً مختلف دول القارة، باستثناء شمال إفريقيا والسودان، 1657 دولاراً لكل شخص في عام 2013.

في المقابل، تشهد المنطقة مستويات مرتفعة لنمو انتشار الهواتف المحمولة تُعتبر الأعلى في العالم، وتمتلك 65% من الأسر في جنوب الصحراء الكبرى هاتفاً محمولاً على الأقل، بحسب بيانات معهد «غالوب». ولا تندرج معظم الهواتف المُستخدمة ضمن فئة الهواتف الذكية، بل الأجهزة المنخفضة التكلفة، ويُودع المستهلكون مبالغ قليلة لإجراء المكالمات الهاتفية واستعمال الرسائل النصية، ويكتفي البعض بالأخيرة، نظراً لرخص كلفتها.

تجربة كينيا

واكتسبت كينيا مكانةً مهمةً، باعتبارها نقطة انطلاق للشركات الراغبة في الوصول إلى المستهلكين الأكثر تأثيراً بالأسعار في إفريقيا. وكانت البلاد استحدثت في عام 2007 نظام «إم-بيسا» M-Pesa أحد أوائل نظم الدفع بواسطة الهواتف المحمولة في العالم، واكتسب اسمه من كلمة «المال» باللغة السواحلية.

وفي الوقت الراهن، ينتشر الاعتماد على المدفوعات الرقمية التي يستخدمها عمال اليوم الواحد والسيدات، لإرسال المال بواسطة الهواتف المحمولة، ويستخدمها الكينيون لدفع ثمن مشترياتهم في محال البقالة، ودفع المال لشركة الكهرباء دون الاضطرار للذهاب، كما يقبل بعض الأطباء تلقي تكاليف الكشف الطبي من خلال الرسائل النصية القصيرة في خدمة «إم-بيسا».

ووفرت «إم-بيسا» المجال لإطلاق مشروعات مختلفة؛ إذ تُتيح شركة «كوبو كوبو» Kopo Kopo، التي أسسسها أميركيان، لمحال التجزئة الصغيرة التي تُديرها العائلات، قبول المدفوعات الرقمية، كما تُدير سجلات حساباتها المالية عبر أجهزة الكمبيوتر.

أما شركة «إم-تشنجا» M-Changa الكينية الأميركية، فُتوفر للأسر الكبيرة والمنتشرة، تطبيقاً للهواتف المحمولة، يسمح لأفرادها بالمشاركة في تمويل حفلات الزفاف والجنازات، وهي مناسبات تستدعي تعاون جميع سكان القرية في كينيا.

وتُوفر شركة «كينيا يو أيه بي غروب» UAP Kenya تأميناً لصغار المزارعين يُعوض النتائج السلبية لزراعة المحصولات عبر مدفوعات الهواتف المحمولة، استناداً على بيانات الطقس عبر الأقمار الاصطناعية، وتبدأ أحياناً قبل أن تتبين نتائج الزراعة. وتعتمد أعمال شركة أخرى هي «إم-كوبا» M-Kopa على إمكانية تحويل المال عبر الهواتف المحمولة.

وجاء الكندي جيسي موري، للمرة الأولى إلى كينيا للمساعدة في إطلاق منصة «إم-بيسا» التابعة لشركة «سفاريكوم» لخدمات الاتصالات المحمولة، التي تمتلك فيها شركة «فودافون» حصة صغيرة، ثم عاد مجدداً إلى كينيا في عام 2012 ليعمل مع شريكين آخرين لإطلاق شركة «إم-كوبا» في رهان على الفرص التي تُتيحها تقنيات الدفع عبر الهواتف المحمولة.

وتلمس فكرة «إم-كوبا» واقع الحال في كينيا، التي تفتقر مساحات واسعة منها إلى شبكة الكهرباء، ويعتمد نحو 35% من السكان على مصابيح الـ«كيروسين» للإضاءة وبطاريات السيارات لشحن هواتفهم المحمولة. وتُتيح الشركة تركيب ألواح شمسية في المنازل لتوفير الكهرباء، مع إمكانية الدفع عبر الهواتف المحمولة.

وقال موري: «نعتقد أنه ستُبنى شركات على أساس المدفوعات عبر المحمول، ونرغب أن نكون جزءاً من ذلك». وكان على شركة «إم-كوبا» تصميم نظام آمن للألواح الشمسية، يرتبط بمقياس مُسبق الدفع.

واعتبر موري أن الجانب الأصعب في العمل كان إقناع المستهلكين بتقبل شراء ألواح شمسية في وقتٍ لا يتحملون فيه الزيادة الطفيفة في أسعار الحليب.

المصدر: الامارات اليوم

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى