مقالات

هل نصدّق أو نشارك أي خبر على الإنترنت!

شارك هذا الموضوع:

هاشتاق عربي

اذا وجدت خبر أو معلومة على مواقع الإنترنت أو مواقع التواصل الإجتماعي المختلفة، فلا تُسارع بتصديقها أو مشاركتها مع أصدقائك بكونها حقيقة واقعة، فليس كُل خبر أو معلومة على الإنترنت هي صحيحة أو موثوقاً بها.
فوسائل الإعلام والتواصل الحديثة أصبحت تضُج بكل ما هو مزيف وكاذب، سواء من أجل الكذب بحد ذاته أو لإرسال رسالة معينة، أو تحقيق غرض معين، والمتابع للسباق الرئاسي الأخير على مقعد رئيس الولايات المتحدة الأمريكية يلاحظ بوضوح طغيان الأخبار الكاذبة والصحيحة على مواقع التواصل الإجتماعي خاصة موقع فيسبوك، حتى أصبح الأمر مُربكاً ويدعو للحيرة والدهشة في نفس الوقت.
ولذلك سنتعرف معك عبر هذا المقال – سواء كنت مستخدم عادي للإنترنت يبحث عن خبر معين، أو كنت متخصص في مجال الصحافة أو الإعلام – على أفضل الطرق وأسهلها للتفريق بين الأخبار الكاذبة والمزيفة بحسب تقرير لموقع CNN.
أولاً قبل الدخول في كيفية معرفة الأخبار الكاذبة والمزيفة، علينا في البدء معرفة أنواعها:

– الخبر الوهمي أو المزيف
من أسهل الأخبار وأكثرها إنتشاراً على الوسائط التقنية، وغالباً هذه الأخبار تأتي من مواقع مزيفة ومضللة بالأساس تأخذ صفة الوسائط الرسمية سواء عن طريق تشابه الأسماء أو طريقة عرض الأخبار أو التصميم المشابه للمواقع الرسمية الموثوقة، وبالرغم من سهولة إنتشار أخبارها إلا أنها سهلة الإكتشاف، وغالباً المستخدم العادى أو المحترف لن يُكرر الزيارة مرة أخرى.

– الخبر المُضلل
وهي من أصعب الأخبار للتحقق منها سواء صحيحة أو مزيفة، وتكمُن صعوبة إكتشافها بإحتوائها على جزء من خبر صحيح وأخر مزيف، وتم تحريرها وإدخال بعض التعديلات عليها لأخذها في سياق أخر يخدم بعض الأغراض لبث رسالة معينة للقارئ، وقد يصادف هوىً لدي القارئ أو يرفضه بحسب توجهاته وقراءته للخبر.

– الخبر المنحاز
وهذه الأخبار دائماً ما تقف في صف جماعة أو كيان معين لبث المفاهيم والرسائل التي تخدم هذه الكيانات أو الجماعات، وهذه الأخبار لا تلقى هوى لدى جميع القراء أو المتصفحين كونها مكشوفة المعنى ولديها جمهورها الذين لديهم توجهات تتوافق مع هذه الجماعات، وتعتبر مثل هذه الأخبار خطيرة جداً في سهولة إنتشارها بين الصفحات والمواقع نسبة لكثافة مشاركتها بين هولاء الأشخاص لضمان أكبر قدر من القراءة لإيصال رسائلهم.

– خبر من أجل زيادة النقرات
هذه الأخبار دائماً ما تتخذ العناوين البراقة والضخمة عنواناً حتى ولو لم يكن العنوان متوافقاً مع مضمون الخبر، فألاهم هو جذب أكبر قدر من القراء بغرض مزيد من الزيارات والنقرات لزيادة معدل الزيارات للموقع وبالتالي مزيد من الأرباح المالية من الإعلانات خاصة خدمة إعلانات جوجل Google Adsense، وتكثر مثل هذه الأخبار في بعض الصُحف والمواقع المصنفة تحت خانة الصحافة الصفراء.

– خبر من أجل التسلية
وهي أخبار غالباً تكون خيالية وذات عناوين براقة وأقرب للحقيقة ويتم تناولها بصورة تبدو حقيقة تماماً، ومثل هذه المواد غالباً ما تأتي من المواقع الساخرة والتي تهدف للإضحاك والتسلية فقط لا غير، ولكن في بعض الأحيان يتم تناول بعض الأخبار الحقيقة وإضفاء مزيد من الجدية عليها بزيادة بعض النكهات والتوابل لتبدو كخبر حقيقي، وإذا لم يكن المتلقي على قدر كبير الحصافة فربما تنطلي عليه هذه الأخبار ويأخذها كشيء حقيقي، لذلك وجب الحذر.

ثانياً مزيد من الحصافة والتفكير، و 10 أسئلة عليك طرحها قبل الأخذ بكل ما هو أتي من الإنترنت ووسائل التواصل المختلفة:
مُعدي التقرير ذكروا بأن مسألة إنتشار الأخبار الكاذبة والمزيفة شيء متوفر وبكثرة على الإنترنت، وأن على المتلقي أن يكون ذكياً ولماحاً ولديه “بذرة من الشك” في كل ما يقرأه قبل مشاركته مع محيطه، وذكروا بأن المتلقي والقارئ يجب أن يكون لديه قليلٌ من الصبر والتأني وعدم الإنبهار بالعناوين فقط بل التعمق في مضمون الخبر وتحليله بنظرة سريعة، إذا فعل كل قارئ ومتلقي هذا الأمر فإنه قد يساهم بصورة غير مباشرة في إنقراض و إختفاء هذه الظاهرة من فضاء الإنترنت بمرور الوقت.
و في نفس السياق فقد أكدوا بأن هذه الأخبار الكاذبة والوهمية قد تجد مكان عند كِبار السن وقليلي التعليم، وحتى معظم الخبراء ومن يصفوا أنفسهم بخبراء الإنترنت قد يكونون هدفاً لمثل هذه الأخبار الكاذبة والمزيفة بأي وسيلة من الوسائل.

و هذه عشر أسئلة يجب أن تطرحها على نفسك إذا صادفك خبٌر شككت فيه بأنه كاذب ووهمي:

1- ما هو الإمتداد الإلكتروني لموقع الخبر؟!
دائماً ضع في ذهنك بأن المواقع الإخبارية المحترفة والموثوقة والتي تتبع لمؤسسات إخبارية رسمية تضع أمر عنوان الموقع على الإنترنت URL على رأس أولوياتها فلن تخاطر بإمتدادت مثل co أو su، والذي يسهل الحصول عليها من متاجر شراء وبيع النطاقات، فلذلك متى ما ولجت لإحدى مواقع الأخبار لتقصي معلومة أو خبر ما أفحص بنظرة سريعة عنوان الموقع والتحقق من موثوقيتها، وإذا أعجبك موضوع معين ولكن ساورك الشك في عنوان الموقع يمكنك فحصها عبر الخدمات التي تقدم خدمة فحص عناوين الإنترنت.

2- هل يتطابق عنوان الخبر مع مضمونها؟!
وهذا الأمر يكون متروك للقارئ والمتلقي بشكل كُلي، فيجب عليه عدم الإنبهار بالعنوان البراق والمضخم والمثير والمسارعة بضغط زر المشاركة بدون الدخول وقراءة ولو أسطر قليلة من محتوى الخبر، فقليل من وقت لقراءة المحتوى لن يُكلفك شيئاً في مقابل وصفك بالكذاب أو الناسخ في الوسائط الإجتماعية، وسيكون الأمر أسوأ إذا كنت مديراً لإحدى صفحات الأخبار على الوسائط الإجتماعية، ففي هذه الحالة أضمن لك مغادرة متابعيك بدون رجعة.

3- هل الخبر قديم أم تم إحياؤها وتحريرها؟!
مع التقدم التقني أصبحت مسألة نبش خبر قديم يعود لعشر سنين سابقة أو حتى في فترة السبعينات أو التسعينات من القرن السابق أمرًا عاديًا، ويستطيع أي شخص القيام بها بدون أي مجهود يُذكر، فقط خط إنترنت يكفي لهذا الغرض، لذلك أحذر من مثل هذه الأخبار خاصة الأخبار التي يتم تناولها بالصور وتلك التي يتم بثها على شكل فيديو، فأحياناً يتم التلاعب بهذه المواد وبثها كأخبار حديثة لتخدم غرض معين، ولا تقل أن هذا الأمر مستحيل، فقد أدعوك لتطبع على محرك بحث جوجل خبر “موكب ترامب” لترى كيف تلاعب المصمم بموكب هو أصلاً للرئيس أوباما، ولكن تم تحريرها لتخدم غرض معين وهو تصوير الرئيس القادم لأمريكا كأحد نجوم الهيب هوب أو زعماء العصابات.

4- هل هنالك قابلية للتحقق من المحتوى المرئي؟!
المواد المرئية من أكثر المحتويات إنتشاراً على الوسائط والمواقع المختلفة، ولديها جمهور عريض يبحث عن خبر أو معلومة في خلال دقائق معدودات بدلاً من القراءة التي قد تأخذ الكثير من وقته الثمين، ومع سهولة إنتشاره تكمن الصعوبة في ضبطه والوقوف عنده لمعرفة حقيقته من زيفه.
لذلك عليك أن تكون أكثر حذراً وذكاءاً من أن يتم تمرير مثل هذه المواد عليك وتقوم بتصديقها ومشاركتها بدون التوقف قليلاً لفحصها ولو بأبسط الإمكانيات العادية، مثل فحص بصري سريع للمحتوى، وإذا كنت ماهراً في قراءة الشفاه فحينها يمكنك أن تعرف هل تم تركيب الصوت أم لا.

5- هل مصدر الخبر قوي كفاية لتصديقه؟!
قوة المصدر قد تشكل عامل هام في مدى سرعة خبر ما و إنتشاره على الوسائط الإجتماعية، وقد تتلقى أنت الخبر عن طريق طرف ثالث لذلك تسارع بمشاركته، ولكن تريث قليلاً وأبحث جيداً خاصة في الأخبار النقاشية وذات الشعبية العالية، ولكي تحمي نفسك عليك بتتبع مصدر الخبر ما أمكنك ذلك، و الإستعانة بمحركات البحث المختلفة قد يكون خياراً ممتازاً.

6- العناوين الخيالية أو الإقتباسات المبالغة فيها؟!
في هذا العصر من السهل على أي مبتدئ في عالم التصميم أن يأخذ صورة لأحد المشاهير سواء ساسة أو ترفيهيين أو علماء وكتابة إقتباس أو تصريح مبالغ فيه جنب إلى جنب الصورة، ولا بأس بأن تكون الصورة مثيرة أو قديمة قليلاً ليتوافق مع هذا الإقتباس، لذلك لا تصدق كل ما تجده من إقتباسات أو عبارة مرافقة لصور المشاهير.

7- هل هو الخبر الوحيد على الموقع؟!
هنالك بعض الأخبار يتم تداولها بشكل مثير على وسائل التواصل الإجتماعي، ولكن عند البحث في القنوات والمواقع الموثوقة تجد لا أثر لهذا الخبر، لذلك عليك التريث قليلاً عن مصادفتك لهذه الأخبار خاصة السياسية والإقتصادية، وإنتظار ما ستسفر عنه جُعبة هذه المواقع الموثوقة والإحترافية من أخبار هذا الموضوع، ومتى ما تأكدت من صحته فيمكنك مشاركته وإذا ثبت العكس فيمكنك تجاهله حفاظاً لمصداقيتك أمام أصدقائك ومحيطك.

8- هل قراءة الأخبار التي أمامك يتوافقك مع ميولك؟!
وهذه السؤال خاص لأولئك الذين يعتمدون بصورة أساسية في قراءة وتلقي الأخبار عبر موقع الفيسبوك، فحسب الخوارزمية التي يعمل بها الموقع فإن الأخبار التي تجدها في صفحة تحديثات الأخبار خاصتك News Feed عند تصفحك لحسابك مع كوب قهوة الصباح تجده دائماً ما يتفق مع ميولك، فإذا كنت كارهاً لكل ما هو يضر بالبيئة، فستجد الكثير من المواضيع التي تتحدث عن هذا الموضوع وأضراره وما شابه ذلك، وأنت بدورك تُسرع لمشاركته والتعليق وإبداء الإعجاب بدون أن تتيقن من صحة الخبر من عدمه، فقط لأن مارك زوكوربيرج قد تعرف عليك جيداً بناءاً على نشاطك في موقعه، والسبب هو لتمضية المزيد من الوقت على الموقع وبالتالي مزيد من الأرباح لمارك وشركته.

9- هل الخبر حقيقي برغم إنتشاره؟!
هذا هو السؤال الذي ربما تسأله لنفسك عندما تقرأ وتشاهد خبر ما ينتشر كإنتشار النار في الهشيم على مواقع التواصل الإجتماعي، ربما يساورك الشك قليلاً في مدى مصداقيته، ولكن لا تقلق فيمكنك التأكد من صحة الخبر بخروجك من صفحة الخبر والدخول لصفحات أخرى تأخذ على عاتقها كشف كل ما من شأنه أن يكون مزيفاً أو مضللاً أو كاذباً.
فمواقع مثل FactCheck و snopes يمكنها إعطائك بعض الثقة في كشف بعض الزيف المتداول على الإنترنت خاصة السياسي منها، ولا ننسي الشبكة الدولية لمكافحة الشائعات International Fact-Checking Network التي أخذت على عاتقها بحسب القائمين عليه محاربة كل ما هو زائف ومضلل على شبكة الإنترنت.
وهنالك بعض الجهود العربية في هذا الشأن مثل القائمين على موقع ده بجد و موقع تأكد – الخاص بالشأن السوري- الذين لديهم مجهودات في كشف الأحداث الزائفة والمتداولة بكثرة في مجتمعنا العربي.
وللذين يتلقون الأخبار عن طريق تطبيق جوجل للأخبار Google News وموقع جوجل للأخبار News.google.com فهنالك أداة أطلقتها الشركة للتحقق من الأخبار، تُعرف ب”تعرف على الحقيقة” متوفرة للأجهزة العاملة بنظام أندرويد و IOS .

10- هل أنت واع لمحاربة هذا الأمر؟!
الأمر في الأخير متروك لك عزيزي القارىء، فمسئولية محاربة هذا الأمر عبر مواقع التواصل الإجتماعي والمواقع الأخرى المختلفة، ربما ليست على عاتقك بالكامل ولا تتحمل مسئولية إنتشاره بين الجميع، فكل قارئ ومتلقي دائماً ما يبحث عن ما يتوافق مع آراءه وتوجهاته ولن يستطيع أحد أن يفرض عليك شيء ضد قناعاتك الشخصية، ولكن رسالتي لك تحّل بالقليل من الواقعية وتريث قليلاً وأنت تقرأ خبراً ما عبر الإنترنت، فليس كل ما تقرأه أو تُشاهده حقيقة.

المصدر : موقع أراجيك

_

يمتلك مبيضين خبرة تقارب الـ 10 اعوام في مجال العمل الصحافي، ويعمل حاليا، سكرتير تحرير ميداني في صحيفة الغد اليومية، وصحافيا متخصصا في تغطية أخبار قطاع الإتصالات وتكنولوجيا المعلومات، الملكية الفكرية، الريادة، والمسؤولية الإجتماعية. ويحمل مبيضين شهادة البكالوريوس من جامعة مؤتة – تخصّص ” إدارة الأعمال”، كما يعمل في تقديم إستشارات إعلامية حول أحداث وأخبار قطاع الإتصالات وتكنولوجيا المعلومات الأردني. Tel: +962 79 6542307

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى