مقالات

ليس هناك سبب يسعد “الأوبك” بفوز ترامب

شارك هذا الموضوع:

هاشتاق عربي- أصبحت محاولات منظمة الدول المصدرة للنفط “الأوبك” المبذولة لرفع أسعار النفط مجددا أصعب بكثير مما كانت عليه مع فوز دونالد ترامب بالانتخابات الرئاسية الأميركية.
وربما تضطر المنظمة النفطية، التي تضم 14 دولة منتجة للنفط، إلى محاربة آفاق اقتصاد العالمي أكثر قتامة وطلب أضعف على النفط الخام.
وتواجه “الأوبك” أيضاً احتمال ارتفاع إنتاج النفط الأميركي ؛ الذي يشكل مصدر قلقها الرئيسي.
وذلك نظراً لتعهد ترامب بفتح جميع الأراضي والمياه الفدرالية أمام عمليات التنقيب عن الوقود الأحفوري.
ويمكن للديناميكية الداخلية للأوبك أن تتغير أيضاً، خاصةً وأن ترامب تعهد بتشديد السياسات تجاه إيران في الوقت الذي بدأت فيه شركات النفط تعود إليها ببطء.
وفي هذا الخصوص، قال مؤرخ النفط الأميركي الحاصل على جائزة “بوليتزر” ونائب رئيس “آي إتش سي ماركت” البحثية، دانييل يرغين، لوكالة “رويترز”: “شدوا الأحزمة واستعدوا لاقتصاد عالمي أكثر اضطراباً ودعماً لمبدأ الشك في المستقبل”. وأضاف “سوف تضيف النتيجة التي رست عليها الإنتخابات الأميركية إلى التحديات التي يواجهها مصدرو النفط، وهو ما يعود إلى أنها يحتمل أن تقود إلى نمو اقتصادي أضعف في اقتصاد عالمي هش أساساً وهذا يعني المزيد من الضغط على الطلب على النفط”.
وقد انخفضت أسعار النفط تقريباً بنسبة 4 % في بدايات الشهر الحالي، لكنها انتعشت بشكل طفيف إلى حوالي 47 دولارا للبرميل الواحد إثر ذلك.
وسوف تجتمع منظمة الأوبك في 30 من الشهر الحالي في محاولة الحد من الإنتاج من جهة، وتخفيض وفرة النفط العالمية التي شهدت أسعار النفط تنخفض إلى أكثر من النصف منذ العام 2014 من جهة أخرى.
وذكرت مصادر الأوبك أن المنظمة تتوقع بقاء النفط ضعيفاً في الأيام والأسابيع المقبلة، الأمر الذي عزته إلى القلق الذي يلف الاقتصاد العالمي ومسألة عدم اليقين إزاء السياسات التي سيتبعها ترامب بشأن الشرق الأوسط.
وقال أحد المصادر حرفياً على هذا الصعيد “النفط سيهلك”، في حين بين مصدر آخر أن اجتماع الأوبك في نهاية الشهر الحالي ربما يفشل في التأثير بقوة على الأسعار، حتى وإن أفضى إلى توقيع صفقة لتحديد الإنتاج، وأوضح في هذا الشأن “أنا لا أتوقع أن ترتفع الأسعار إلى مستويات تَعظُم بكثير المستويات الحالية”.
وقد وعد ترامب -من جهة أخرى- بمضاعفة النمو الاقتصادي الأميركي، لكنه تعهد أيضاً بسياسات تجارية حمائية، الأمر الذي قال الخبير الاقتصادي في “إنيرجي آسبيكتس” البحثية، أمارتيا سن، أنه “سيحمل آثاراً سلبياً بالنسبة لقارة آسيا، بالنظر إلى مدى إرتباط الناتج المحلي الإجمالي لدول القارة بالتجارة مع الولايات المتحدة، وذلك يعود على الأقل إلى عدم اليقين الذي يخلقه ترامب”.
وما تزال السياسات التي سيتخذها ترامب بشأن الطاقة محدودة التفاصيل حتى اللحظة.
ولكن ما بينه الرئيس الأميركي في خطابه سيشاهد على أنه داعم لحصص أسعار منتجي النفط والغاز الأميركيين المستقلين، وكذلك هو الأمر بالنسبة لشركات النفط الكبرى المختصة بصناعة نفط الصخر الزيتي في الولايات المتحدة.
وفي ملاحظة له، بين أحد المحللين في “جي بي سي إنيرجي”: “لقد تعهد ترامب بقيادة إنتعاش في الوقود الأحفوري لدعم توفير فرص العمل، ووضع إنكار تدخل الإنسان في التغير المناخي أيضاً في مقدمة سياسته التي تتعلق بالطاقة”.
وكان ترامب بين في حملته الإنتخابية أنه يفضل التخلص من قوانين قطاع النفط، وفتح الأراضي الفدرالية أمام عمليات التنقيب، في حين تعهد أيضاً ببث الحياة في مشاريع أنابيب النفط عبر كندا وأميركا وبدعم صناعة الفحم.
وفي وقت سابق من الشهر الجاري، وقعت شركة “توتال” صفقةً مع إيران لمساعدة الأخيرة على تطوير حقل نفط ضخم، لتصبح الشركة الفرنسية بذلك أول شركة طاقة غربية تبرم صفقة ضخمة مع طهران منذ أن رفع العقوبات الدولية عن الجمهورية الإسلامية في بداية هذا العام.
وكان ترامب نقد الصفقة النووية التي وقعها الغرب مع إيران، مضيفاً إلى عدم اليقين والإحباط في طهران التي ما تزال تدفع للمزيد من الإستثمار الأجنبي حتى تنعش اقتصادها.
وقال مسؤول تنفيذي مختص بشؤون مفاوضات النفط الكبرى مع إيران أن طهران تنوي السداد لهذه الإستثمارات بشكل بطيء، ربما على فترات تتجاوز الخمس أو عشر سنوات، فيما ستتخذ العديد من شركات النفط نهجاً بطيئاً في إبرام الصفقات حتى تصبح سياسات ترامب أكثر وضوحاً.
وقال المسؤول التنفيذي على هذا الصعيد: “إنها لأموال ضخمة تلك التي ستوضع تحت المحك في حال تمت إعادة فرض العقوبات على إيران”.

“فورتشن”

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى