ريادة

تراجع مستوى طلبة الصف الثامن بالرياضيات والعلوم

شارك هذا الموضوع:

هاشتاق عربي- كشفت نتائج اختبار التوجهات الدولية في دراسة الرياضيات والعلوم (TIMSS) عن تراجع مستوى الأردن في اختبار الرياضيات للصف الثامن في “تيمس” 20 نقطة، بين 2011 إلى 2015، حيث جاءت نتيجة الطلبة في اختبار الرياضيات للعام الماضي (386).
كما تراجع مستوى الأردن في امتحان العلوم للصف الثامن في “تيمس” 23 نقطة منذ 2011 إلى 2015، وكانت العلامة الإجمالية لطلبة الصف الثامن في العلوم 426.
وبينما شمل امتحان “التيمس” لهذه الدورة 39 دولة، من ضمنها 10 دول عربية، فان ترتيب الاردن بين الدول العربية كان الخامس.
جاء ذلك خلال حفل اعلان المركز الوطني لتنمية الموارد البشرية أمس، نتائج مستوى أداء طلبة الأردن في الدراسة الدولية للرياضيات والعلوم، الذي أجري مطلع العام 2015، وذلك بحضور نائب رئيس الوزراء لشؤون الخدمات وزير التربية والتعليم الدكتور محمد الذنيبات ورئيس المركز الوطني الدكتور عبدالله العبابنة.
وبينت نتائج الاختبار ان المدارس الحكومية الاردنية كانت الاقل في التراجع، بالمقارنة مع المدارس الخاصة، التي “سجلت تراجعا بـ 23 نقطة، ومدارس وكالة الغوث بـ 44 نقطة، فيما سجلت المدارس الحكومية تراجعا بـ18 نقطة”. وسجل تفوق للإناث على حساب الذكور في كلا الامتحانين.
وعلى مستوى التراجع المطلق بين الدورتين في العامين 2011 و 2015، سجلت المدارس الحكومية تراجعا على مستوى السلطات التعليمية في الرياضيات والعلوم بنسبة 19.5%، والقطاع الخاص 21، وكالة الغوث 50.
واشارت النتائج الى ان متوسطات اداء الطلبة في مبحث العلوم للصف الثامن كانت 450 في العام 1999، و475 للعام 2003، 482 للعام 2007، و449 للعام 2011، و426 للعام 2015.
وفي حين كانت متوسطات اداء الطلبة في مبحث الرياضيات للصف الثامن 428 للعام 1999، و424 للعام 2003، و427 للعام 2007، و406 للعام 2011، و386 للعام 2015.
وأكد الذنيبات ان نتائج اختبار “التيمس” تعتبر مؤشرا مهما لعملية التعليم وتطويرها، وهي في غاية الأهمية لشرح كيف سيتم الاستفادة منها في تطوير منظومة التعليم والتنبه إلى جوانب الضعف.
وأشار إلى أن مشاركة الأردن في هذه الاختبارات بدأت قبل عدة أعوام، وهي مستمرة، حيث تشارك بها الوزارة بشكل اختياري “لأنها توفر أداة فعالة لقياس مستوى أداء الطلبة، ومدى تحقيق الأهداف المنشودة، والحصول على مؤشرات وبيانات مهمة”.
وحسب الوزير الذنيبات، فقد بينت المؤشرات “ان نتائج طلبة المدارس الحكومية كانت الأقل تأثراً في الرقم المطلق لأداء الطلبة، مقارنة بمستوى اقرانهم في المؤسسات التعليمية المختلفة، وهذا يؤكد ضرورة الاستمرار وبقوة في تطوير العملية التعليمية، والتركيز على تطوير المناهج العلمية، خاصة الرياضيات والعلوم، لتمكين الطلبة من مهارات أساسية للمنافسة في أسواق العمل العالمية”.
واعلن الذنيبات بان الوزارة ستعمل على تكليف عدد من عامليها للاشراف على الامتحانات الدولية بدءا من الأسبوع المقبل بالتنسيق مع المركز الوطني لتنمية الموارد البشرية.
وأكد أهمية الاستمرار في دعم المعلمين وتوفير جميع أسباب النجاح لهم، كالتدريب وتحسين البنية التحتية للمدارس، مشددا على أن أمام الوزارة “الكثير من العمل للاستمرار في تطوير العملية التعليمية، باعتبار ان ذلك جهد وطني تكاملي يتطلب التكاتف”.
وأضاف أن “الوزارة كانت وستبقى منفتحة على جميع الأطراف والجهات للعمل معاً لتطوير العملية التعليمية من أجل مستقبل أبنائنا، فهم رأسمالنا الوطني”.
وأوضح الذنيبات أن نتائج اختبار التيمس “تشير إلى نقاط ضعف واضحة، لكن تجارب الدول التي كان لديها مثل هذه النتائج وتمكنت من تجاوزها وتحقيق تقدم، تثبت إمكانية إحداث التغيير الإيجابي، وتحويل التحدي إلى فرصة، إذا ما تم جعل التعليم أولوية وطنية، وتم العمل ضمن الخطط الاستراتيجية وبروح الفريق الواحد لتطوير الأنظمة التعليمية بشكل شامل، وتمكين المعلمين وتدريبهم، وتطوير المناهج، وتوفير التعليم النوعي المبكر”.
ولفت إلى أن التعليم قضية وطنية ومسؤولية مجتمعية مشتركة، مشيراً إلى انه “لدينا القدرة للاعتراف بالمشكلة وأسبابها والقدرة على مواجهتها والتعامل معها”.
وبين الذنيبات أن “التراجع في النتائج بدأ منذ عام 2003 ولا زال مستمراً”، مشيرا الى أن نتائج الامتحانات التي اعلنت أمس “تقيس الفترة ما بين الأعوام 2011 إلى 2015 “.
وقال “أننا نبهنا مراراً إلى جملة من التحديات التي واجهت مسيرة التعليم في الأردن، وكانت سببا في تراجعه، حيث تراكمت آثار هذه التحديات لتظهر نتائجها السلبية في مؤشرات أداء الطلبة في هذه الدراسة”، مشيراً إلى أن نتائج الدراسة المسحية الوطنية، التي أجرتها الوزارة للصفوف الثلاثة الأولى في العام 2014 “أظهرت أن هناك 130 ألف طالب لا يجيدون مهارات القراءة والكتابة والحساب، وأن جزءاً منهم قد شارك في هذه الاختبارات مما انعكس سلباً على النتائج”.
كما لفت الى أن طلابا آخرين “في المراحل المختلفة اكتشف اثناء امتحانات الثانوية العامة والتحصيلية للصفوف الأخرى التي اجريت في العامين الماضيين بأنهم لا يجيدون مهارات القراءة والكتابة والحساب وهذه السلبيات تراكمت لسنوات طويلة، ولم يتم معالجتها خلال تلك الفترة”، متسائلاً “كيف نتوقع تحسنا في النتائج في ظل هذه المعطيات المتراكمة لسنوات طويلة؟”.
ووعد الذنيبات بأن الوزارة “ستضع الخطط الكفيلة بتحقيق التحسن المطلوب في هذه الامتحانات الدولية، وذلك من خلال خطط سريعة ومتوسطة وبعيدة الأجل، بحيث تتضمن الخطط السريعة مأسسة عملية الاستعداد للاختبارات الدولية واستحداث قسم خاص للتدريب على الامتحانات الدولية، وإضافة انماط مثل هذه الأسئلة في الكتب المدرسية، والمضي في تنفيذ ما جاء في خطة التطوير التربوي التي اقرت العام 2015، والمساءلة للمدارس ذات الأداء المتدني والحوافز للمدارس الجيدة، وكذلك للمعلم والطالب”.
كما أشار إلى أن الخطة متوسطة المدى “تتضمن الاهتمام بالتعليم ما قبل المدرسة، والاهتمام بالمرحلة الأساسية الأولى (1- 4) وإعادة النظر في القضايا الهيكلية لإدارة التعليم في المؤسسات التعليمية، واستقطاب المعلمين المتميزين وفق التنافس والحوافز”.
وبين أن الخطة في المدى بعيد الأجل “سوف تعزز من جعل المعلم محورا لأي خطة تطوير مستقبلية، كما ستعمل على تحسين بيئة التعلم التكنولوجية والبنية التحتية والمناهج”.
وأعتبر أن النتائج “يجب أن تشكل حافزاً للتطوير”، مؤكداً أن العملية التعليمية “لا تقاس نتائجها خلال سنة أو سنتين وإنما ببناء تراكمي يحتاج لعدد من السنوات”، معبرا عن امله ان “تتحسن نتائجنا في الدورات القادمة”.
من جانبه أشار الدكتور العبابنة الى أن الأردن من أوائل الدول العربية التي تشارك في الاختبارين الدوليين “البيزا والتيمس”، ويتولى المركز الوطني عملية الإشراف وإدارة هذين الاختبارين بالتنسيق والتعاون مع وزارة التربية.
وقال إن عدد الدول التي تقدمت للاختبار لهذه الدراسة بلغ 39 دولة، من ضمنها 10 دول عربية، احتلت الأردن المرتبة الخامسة بينها، فيما تحسنت مرتبة الأردن بين الدول المشاركة في هذا الاختبار.
يذكر أن امتحان التيمس هو اختبار عالمي يُجرى تحت إشراف الهيئة الدولية لتقييم التحصيل التربوي، ويركز على قياس قدرة طلاب الصفين الرابع والثامن على التحليل والتفسير وحل المشاكل وتمكنهم من “العناصر المشتركة” في مبحثي العلوم والرياضيات حول العالم، مثل استخدام الكسور والكسور العشرية وتحديد دورة حياة النباتات، وحل مشاكل الجبر، وفهم التفاعلات الكيميائية.
الغد

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى